إلى من يسأل عن الوضع في فلسطين
أنَا مَا مَلَكْتُ مِنَ اللَظَى أَشْجَانِي= فَالخَطْبُ دَاجٍ هَزَّ لِي أركاني
أنا ما ملكتُ مدامِعي فَأُعِيدُها= فَمَدَامِعي نَارٌ عَلَى أجْفَاني
وقصائدي رغمَ الشُجُونِ رَأيْتُها= مثلَ المَدَامِعِ تَبتَغي عِصياني
وَلَكَمْ رَجوتُ من الحُروف تُغِيْثُنِي= وتَزورُ روضاً أثْقَلَتْهُ أمَانِي
لكنه ويح القصيد إذا جفا= أضحى فؤادي كالحروف جفاني
وَلَكَمْ رَجَا الأحبابُ بَعضَ قصائِدي = كَيْمَا يُوثَّقَ للأنامِ مُعاني
فَعَزَفْتُها نُونِيَةً مَحْفُوفَةً= بالدمْعِ بالآهاتِ بالأشجانِِ
وسَقَيْتُها مِنْ خَافِقي فَتَفَتَحَتْ= دُرَرُ المَآسِي أَشْعَلَتْ وُجْدَانِي
ونَظمتُها وَيْحَ النِظَامِ وقدْ غَدا= فِي كَفِّ بَاغٍٍ بَلْ لدى شَيطانِِ
أين البحورُ من المعانِي عَزفُها = إنْ كانَ عَزفُ الأسْرِ كالنيرانِ
لو تسمعونَ نَشيجَهُ وأنينهُ= لَعَلِمْتُمُ ما كانَ فِي القُضْبَانِِ
هذي بداية قصةٍ ما صُغْتُها= بل صاغها باغٍ على أوطانِي
عاشَتْ بِلادي في المآسي مُذْ أَتَوْا=ودُموعُها نَهر مِن الأحزانِِ
وتُبَاعُ فِي ذاكَ المَزَادِ لِمَنْ شَرى= حَتَّى وإنْ كانَ البَغِيَّ الزاني
حتى رَسَا يَوماً مَزادُ شِرائِها= فِي أرضِ مدريدٍ عَلى الأعَوانِِ
فَأَتَوْا إلى أرضِ الرِبَاطِ شِعَارُهم= عُهرٌ وغَانِيَةٌ هناك وغَاني
فأريحةُ الأرضُ اليَبَابُ شَهِيْدةٌ= ما كانَ مِنهُم في الربوع كواني
هم أورَثُوا شَعْبِي المَذَلَةَ وَيْحَهُم= هُمْ ثُلَة البَغْيِ الشَقيِّ الجانِي
باعوا الجهادَ وأسْلَموا مَنْ قاموا = وتكالبوا بِالبَغْيِ والعُدوَانِِ
لَم يَنْهَهُمْ صَوتُ الأَنِينِ ودَمْعُةٌ= رُسِمَتْ عَلَى وَجَنَاتِ شَيْخٍ حَانِي
لا لم يُراعوا عِمَّةً لِمُعلِمٍٍ= لا لم يُراعوا حُرمة الإنسانِ
بل لم يُراعوا عالماً مُتعَلِماً= وسَقَوهُ مِنْ رَوضِ العَذَابِ العَانِي
فإذا وَصَفْتُ مِنَ العَذابِ صُنُوفَهُ= لا تَعْجَبُوا فالأصلُ شَيءٌ ثَانِي
إنْ كانَ نَتْفُ الذَقْنِ شَيءٌ مُؤلِمٌ= ما بالُ حَرْقُ الجِسْمِ يا إخْوانِي
لو كان شِبْحٌ فِي العَراءِ مُعَلَلٌ= مَنْ ذَا يُبِيْحُ مِنَ العَذَابِ قَنَانِي(1)
وتَفَنَنُوا فِي السلخِ حَتَّى قَد غَدَوا= مَاذا أقولُ ومَا يَخُطُ بَنَانِي
قتلوا المجاهدَ في بِلادي عُنْوَةً= يَمشِي العَميلُ مُجاهِراً بأمانِِ
أَبِلالُ صَبراً لنْ يَطُولَ عَذابُنا= فالخَالِق الرحمنُ مَنْ يَرعاني
كَمَقَالِكُمْ كانَ المَقالُ يَحُفُّنَا= أَحدٌ ومِنها خائِفٌ سجاني
ماذا أقولُ بوصفِهمْ يا ويحَهُم = مَاذَا اخطُ إذًا يَحارُ بَياني
ومضتْ عَلَيْنَا عَشْرَةٌ وكَأنَها= قَرْنٌ مِنَ الأهوالِ و الإذعانِ
والصبرُ مَلَّ من التَصبُّرِ والأذى = وبِقيدهِ الصَبْرُ الحَزينِ أتاني
حتى أتى زمنُ الجِهادِ فَأمْطَرَتْ =سُحُبُ الجِهادِ فأزهَرَنْ بُستَانِِي
وتَحَصحصَ الحقُ المُبينُ وأهلُه= والبَغْيُ كلُ البغيِ في الأكفانِ
وَهُنالك التغييرُ والإصلاحُ قَد = أهدى رحيقًا في الزمانِ كفاني
وغَدا بِعزمَتِه القويةِ ساعِيا= وبخُُِلقه كان القويَ الباني
لكن عدا الباغونَ ويحَ قصائدي= من ذا يذودُ عن الحِياض الجاني
قد حاصروا شعباً لِصِدقِ خَياره= منعوه حتى الماءَ للظمآنِ
وأرى محمدُ سيدي في شِعبِهِ= قد حُوصِر الهادي وذا واساني
ما ضرَّ طَهَ في الزمانِ حصارُهم = ومآلُ ذاكَ البَغْيِ للنسيانِ
أيَضُرُ نسراَ في المعالي شاهقا= نبحُ الكلابِ ونَفْحَة الثُعبانِ
أيضره قِطٌ تأسَّدَ وَيْحَه = أم ضرهُ صوتُ الغرابِ الباني
وبموطني ماذا تخطُ قصائدي= والشِعرُ يعجزُ والحروف تعاني
هم أشعلوا نارَ المكائدِ غِيلَةًً= ومَضَوا إلى الكُرهِ الدفين القاني
بل أنهم زادوا العداء فأشهروا= سيفَ انفلاتِ الأمنِ خيرَ ضَمان
قتلوا الشيوخَ ولم يُراعوا حُرمةً= لمساجدٍ ويحي عَلى تِبياني
فَزُهَيْرُ يشهد كيف يُقتَلُ عابدٌ = ورأيتُ في المحراب ما أبكاني
قتلوا من الحفَّاظِ لا لن أدَّعِي= سبعُونَ نُوراً قد غدوا لجنانِ
ولنا من التاريخِ خيرُ مُخَفِفٍ= ألمَ الفُراقِ ودمعة العينانِ
فبعهد أحمدَ سيدي قد قتَّلوا= سبعون حفاظٍ ببئر معانِ"2"
هي ملة البغي اللئيم وشَرعُه= من ألفِ عامٍ واحدٌ بزمانِ
وأرى سلولاً قائِلا في أهله= إن العزيزَ لمُخْرِجَنَّ الفَاني
فأذله الله العزيزُ بِقَدْرِه=وأعزَ أحمدَ حُكمُهُ ذُو شَانِِ
فالناسُ تَمكر مكرها لكنهُ= اللهُ يَمكُر مَكْرَه الرباني
عباسُ مَهلاً لن يَذلَّ عَزيزُنا= فالعِزُ كلُ العِزِّ للرحمن
قد قالها المنانُ في قرآنه = لن يطفئ النورَ الشقيُ الغَانِي
والله أوعد ثلةً إنْ يَصبِروا =فالنصرُ والتَمكينُ في الأكوانِِ
والله أصْدَقَ وَعْدَهُ في غزةٍ= فالحمد للرحمنِ للمنانِِ
فالصبرُ أينعَ زهرهُ وتفتحتْ= لدماء حُفَّاظِ الكتابِ مَوانِي
هم قدموا وتَقَدَموا وتَطَهَروا= صَدقوا الإله فَخُلْقُهُمْ رَبَانِي
إن تنظرِ المَشَاءَ فَوقَ رُبُوعِهَا= فِي غَزَةَ المَشاءَ بالقرآنِ
حقٌ على الرحمنِ نصرُ عِبادِه= فالنصرُ بِالقرآنِِ للإخوانِ
بالأمس غزةَ قد بَكتْ لَكِنَها = اليومَ تَحيى هَدْأة الوُجدَانِ
واليوم تَبْكِيها المسَاجدُ ضِفَةً=فالأمسُ مِثلَ اليومِ بالأحزانِ
من ذا سَيَخبِرُ حَالَها ودُمُوعُها= مَن ذا سَيَعْزِفُ ثورة البركانِ
فالسجنُ أنَّتْ بالسياطِ سياجُهُ = صوتُ النشيجِ بَدَا مِن الجُدْرَانِ
والآسِرُ المَأسُورُ في أرجَاءِه= يَخشَى دُعاءً مِن فَقِيرٍ عَاني
لو تنطقُ الجدرانُ تُنْبِي قِصَّةً= من هولِها يَبْكِي الأصَمُ الفَانِي
لو يَنْطِق السوطُ المخضبُ بالدِما= يُنْبِيِكَ مَعْنى الحزنِ فِي كِتماني
لو تنطقُ الأحجارُ في زِنزانَتي= لروتْ مِنَ الأهوالِ مَا أرداني
لرأيتَها تَبْكِي تَئِنُ من الأسى= وتقولُ من يروي المسا أشجانِي
من ذا يزودُ عَنِ المصلِّي طَلقةً= بالغدرِ حِيكَتْ فارتقى لجِنانِِ
من ذا يذودُ عن المجاهدِ ثلةً= باعوا الرِضَى بالذلِّ بالخسرانِ
وَقفتْ حُروفي بعدَ ذلك صَمْتُها= يُنْبِيْكَ أنَّ الخطبَ هزَّ كَياني
فالصمتُ أبلغُ مَنْ يكونُ مُحَدِّثَاً= قد كانَ فِي عِظَمِ البيانِ كَفاني
لكن دعوتُ الله يرفعُ ظُلمةً= جَعلتْ قلوبَ العابدينَ تُعانِي
والروحُ ترحلُ في الربوعِ وإنَّها = للقدسِ تَرنُو والفؤادُ دَعَانِي
والقدسُ تَبْكِي مَن يُزِيلُ دُموعَها= أَصَلاحُ أقْبِلْ فالأسَى أبْكَانِي
أصلاحُ بَلِّغْ في الزمانِ رسالَتِي= مَنْ لِي كمَا الفَارُوقِ مَنْ يَرعاني
غِبْتُمْ وغابَتْ فِي المَغِيبِ كَرامَتِي= مَنْ ذا يُعيدُ مَعَ الشُروقِ زَمَانِي
لا لَنْ يُعيدَ كَرامَتِي مَنْ ساوَمُوا = بَلْ لَنْ يُعيدوا للدهورِ ثَوانِي
لا لن يعيدَ كَرامَتي مَن فَرَّطُوا= مَنْ يَعشَقُ البَاغِي ومَنْ عَاداني
مَنْ يَلهَثُوا بالذُلِ نَحْوَ عَدُوِّهِم= ولأهْلِهم فالأمرُ شَيءٌ ثَانِي
عشرٌ مِنَ الأعوامِ فاوضَ رَبُهُمْ= مِنْ أجْلِ لا شَيءٍ مِنَ الأثمانِ
ويقولُ لو تأتِي القيامة لَمْ أزَلْ= يَسْري هَوى صهيونَ فِي شِرَيَاني
يا أيها الشعبُ العظيمُ تفكروا= في ما جرى في عالم الفلتانِِ
وتفكروا هل يُرْجِعُ الأوطانُ من= وصفَ الجهادَ بأقذعِ الألوانِ
هل يُرجِعُ الأوطانَ أبناءَ الخنا= أمْ يُرجِعُ الأوطانَ دَيْثٌ زَاني
لا لن يُعيدَ لِبَسمَتِي إشراقَها=إلا التَقِيُّ مِنَ الرِجالِ الحاني
إلَّا المجاهدُ للإله جهادَهُ= مَنْ يملأُ الأكوانَ بالقرآنِِ
مَن يهجرُ النومَ الجميلَ بِليله= ويقومُ يرجو رحْمَة المنانِ
من يتقي الرحمنَ في أفعاله = من يرسمُ البَسماتَ للحيرانِ
من يقصدُ الرحمنَ في أفعاله= لم يَرتَجي دُنيا مِنَ الأدرانِ
ولذاك شعري صُغْتُه ورسمتهُ = مِنْ خافقي بالشوقِ يا إخواني
كَيْمَا تُوَثَّقَ قِصَّتي بِقَصِيدتي= وتَعيشُ تَروي قِصتي ألحاني
وأقولُ مِنْ حِكَمِ الزَمَانِ مَقُولَةًً= الظلمُ دَومَاً لَنْ يعيشَ ثوانِي
فاعلم أيا عباسُ أنك لحظةٌ= وتَمُرُ دُونَ لُحُوظِها أجفاني
فاختر لنفسك حينَ يَأتِي ذِكرُكُم= في بعضِ سَطْرٍ مِن سَنا الأزمان
وبذاك أخْتِمُ قِصَّتِي ورَأيتُها = بعضَ انبعاثِ الصوتِ للبُركانٍ
وعزفتُها نُونيةً مِئويةً = أسْمَيتُها مِئويةُ الأوطانِِ
__________________
يا أيها القلب الذي في أضلعي
هلا هفوت لجنة الرحمن
آخر تعديل بواسطة يتيم الشعر ، 09-09-2007 الساعة 07:24 AM.
|