سيرورة الادب الغغربي..تابع
المهم ليس وحده محمد داني بل هناك اخرون الا ان جماعة الحواس كغيرها من الجماعات الادبية كانت تعاند بل تصر وتتحدى رغم كيد الكائدين ما دامت ان هناك اياد اخرى كانت تدعم التجربه شفاهيا
واذا كنت قد تناولت هذا الموضوع الواسع والفضفاض من حيث تشعب الاديولوجيات التي تحيط به وكنا قد تحدثنا في البداية عن الاحتكار السياسي ولا باس ان استطرد موضحا الاساليب المنتهجة حينها ..ففي العدد 48 لابريل 1985 نشرت( المجلة المغربية) موضوعا بعنوان’الفساد الثقافي’ لصاحبه عبد الفتاح ديبون حيث قال"
لست اول من يقول ان الاحزاب الديموقراطية"التقدمية" او ما شئت من الصفات الاخرى ,ظلت على امتداد عقود من الزمن تمارس اقسى انواع الاستبداد والرجعية في حق المبدعين المغاربة ,خاصة الشباب منهم ,لقد كانت توجهها الخلفية الاديولوجية المتحجرة التي تحصر العمل الثقافي داخل السياج الحزبي ,كرهان سياسي يمكن تشغيله اداة للسلطة ,والتسلط اقول ’لست اول من يقول هذا ولننصت الى شهادة الدكتور محمد بنيس وهو يتحدث عن عنف المؤسسة الحزبية"التقدمية" في المشهد الثقافي السبعيني..
’يقول محمد بنيس.."لم تفرط المؤسسة في الشعر بقدر ما الغت كل شاعر وروائي بدون تمييز ممن لا ينتمون للمؤسسة,
انها المؤسسةالمضادة التي لم تعد تجد ما تخفي به امتدادها للمؤسسة الرسمية وبعودة المؤسسةالى ضبط غير المنضبط اخدت من جديد توزع الوظائف ,تعين الامير والمنبوذ ,تضع اكاليل الورود على صدور المقلدين .وتغلق الابواب على السؤال الشعري في مراكز الصمت"
"كتاب المحو ص 100 "
نعم هكذا كانت المؤسسة ولا تزال .تصنع شعراءها وكتابها .مسخرة كل وسائلها الدعائية للتعريف بانتاجاتهم وفرضهم على الراي العام الثقافي .كما لو كانوا ابطالا في السيرك وبالمقابل تقصي كل من عاند الاحتواء او الاستقطاب.اداتها جرائدها اليومية ,وفي غياب منابر اعلامية اخرى يلجأ اليها الشباب المثقف المبدع ..انه التحجر الحزبي الذي يجعل الفكر والابداع ملزما ببطاقة الحزب لكي يحضى بالنشر،
رجعت قبل ايام الى الملحق الثقافي للاتحاد الاشتراكي لسنة 1995 اتامل في النصوص الشعرية التي اسعدت بالنشر ،فتبين لي ان حولي 90في الميئةمن المنشور لهم اتحاديون ،وان اكثر من ثلاثة ارباع النصص المنشورة ليس بينها وبين الشعر الا الخير والاحسان ،وقد نشرت طبعالبطائق اصحابها واسمائهم اللماعة ،
اما غير المتحزبين من الشباب فلا وجود لهم الا ما سقط سهوا عبد الرحيم سليلي ،محمد اللغافي،علما ان ما يصل اليهم من الرسائل كثير ولكنه لا يقرأ ،لانه لا يشرف السيد محمد الاشعري ،وتلميذه حسن نجمي،وعبد الحميد الغرباوي،
قد تبدو هذه السلوكات غريبة في حزب ادعى مند وجوده انه يدافع عن الشعب وعن الحرية والتقدمية .ولكنها الحقيقة الصادمة ،الحقيقة التي تكشف ان الديموقراطية تعني الحزبية ،تعني الانغلاق ،تعني كسب الاغلبية في الاتحاد ، الجوهر سياسي اصلا ،ان تنشر لك الجريدة معناه انها تعترف بك،معناه انهم ملزمون باعطائك بطاقة اتحاد الكتاب..معناه انك صوت اثناء تجد المكتب ،معناهانك ورقة خطيرة اذا لم تكن اتحاديا ..الجوهر اذن الخوف،من ضياع السلطة ،انه حب التملك ،اقرار الحقيقة الواحدة اليس هذا استبدادا مكشوفا؟...
اللعبة ايضا كانت مكشوفة مند مدة ،لكن الجرأة على فضحها كانت تخون اصحابها خوفا من "الفتنة" أو حا في المهادنة ،أو شعورا بالخيبة المفاجئة .
اما هذا الجيل والحمد لله أني واحد منهم.فلم يعد له ما يخاف منه .لأنه قادر على تحقيق ذاته بامكانياته المتواضعة ،لأنه يعتقد وهذا هو الأهم.ان الوقت قد حان لرفع الحجب المستورة ،عن المغالطة والنفاق والشعارات الجوفاء.
آن لكم ان تناموا هادئين،وأن تنعموا بمقاعدكم ،ربما بحقائبكم الوزارية ،..نعم ان غدا لناظره قريب.
(نتهى ملف الاستاذ عبد الفتاح ديبون..)
نحن لا نريد بهذا الملف خدش الشخصيات كما جاء فيه،ذكر السيد محمد الاشعري والأستاذ حسن نجمي،والاديب عبد الحميد الغرباوي .اكثر مما نريد به توضيح الصراعات ،والحساسيات التي كانت في شبه ما يتصوره كل منبوذ أومقصي همشته ظروفه الاقتصادية والسياسية ،ولهدا نحن في هذا الموضوع نحاول ان ننقل بعض وجهات النظر بامانة.
المؤسسة تؤثر في الفرد،والفرد لا يؤثر في المؤسسة ،والمؤسسة لها دورها في تفعيل الفعل المناط بها ،ولذا فان حركة "الحواس الخمس" لا تلوم الأفراد كأفراد لكنها تلوم المؤسسة التي ينتمي اليها اولئك الأفراد والذين تكيفوا مع اجوائها ،وتأثروا بنهجها ..
ويكفي أن جماعة "الحواس الخمس" تحدت معيقات الأمية..واستطاعت أن تلج باب الكتابة والتأليف ..فيجب احترامها ،ويجب على المسؤولين أن يتخدوها نمودجا يقتصى به..في اطار محاربة الأمية والانحراف ،وأن يحتفل بها سنويا ..ليس لأجلها ،بل لتشجيع طاقات أخرى على التثقيف قراءة ..وكتابة لنبني مجتمعا قادرا على تحمل مسؤولياته.
سيرورة الادب المغربي ..حركة" الحواس الخمس "نمودجا..تابع
من هم الافرا د الذين ..يعتبرون من رواد هذه التجربة ؟
جماعة" الحواس الخمس" هيكلتها تتشكل كالتالي..
البداية هم مجموعة افراد ...اجتمعوا عن طريق الصدفة بدون تحديد اي موعد زمكاني مسبق،ومن خلال بطاقلت هويتهم وجدوا انفسهم متقاربون في السن والمستوى الدراسي الذي لم يتجاوز الابتدائي،ولهم اهتمام بالادب..والرياضة .
محمد كوبري من مواليد 1960المستوى التعليمي ..السنة الخامسة ابتدائي
حميد بركي من """""""1960"""""""""""""""""""""السنة الخامسة ابتدائي
محمد اللغافي من""""""""1960"""""""""""""""""""""السنة الخامسة ابتدائي
مصطفى رضوان""""""""1952""""""""""""""""""""نفس المستوى
والتحق بهم احمد طنيش نفس المستوى ونفس السن،ونفس الهواية ،هذا التشكيل الخماسي هو الذي جعل الجماعة تلجأ الى دار الشباب وتؤسس ناديا ،وتطلق عليه اسم "نادي الحواس الخمس "للثقافة والفن ،فاستقطب النادي مجموعة من الشباب الراغبين في مزاولة الأنشطة الأدبية والفنية،حيث اصبح عدد المنخرطين يفوق الميئة،وكان النادي قد فتح ابوابه للانخرا ط مجانا ،من اجل توصيل هذا النوع من الثقافة، الغريبة عن حي سيدي مومن ،هذه المنطقة البعيدة عن الحضارة ،رغم انها تنتمي الى مدينة الدارالبيضاء الكبرى..
ونظرا لظروف بعد المسافة بين حي سيدي مومن ..والحي المحمدي الذي يقطن فيه الأديب الفنان أحمد طنيش وبعض رفقائه الذين انضموا الى النادي ،..حاولنا تأسيس فرع للنادي بدار الشباب الحي المحمدي ،ليقوم بتنشيطه ورئاسته احمد طنيش نفسه،..ويصبح النادي في ظل هذا الانقسام موسعا ،أسهم في تكوين مجموعة من الشباب ..مسرحا..وشعرا..وقصة..وتشكيلا،..ورغم ضعف الامكانيات فكان النادي ينتج من فراغ ..أشياء لها حضورها القوي انذاك،..بعد ذالك أسس محمد اللغافي جمعية الماس للثقافة والفن ،واسس حميد بركي جمعية رابطة الأدباء،لتزيد التجربة توسعا،التحق أنذاك احمد طنيش بفرقة مسرح البدوي ،فأصبحت حركة"الحواس الخمس" أو هذه المؤسسة ألفقيرة تضاهي جمعيات مدعومة من طرف جهات أو مؤسسات حزبية..فجاءت فكرة انشاء جامعة" الكتاب الصعاليك"والتي يقول فيها" حميد بركي"..ردا على مقال آخر لصاحبه "زيادي عتيق "
الموضوع ..
تابع
يتبع[/move][/color][/size]
|