على دَورةِ الإنحراف استقامْ
وفي غَفوة النّومِ.. قامْ
وَمُنذُ استقامَ ومنذُ استوى قائِماً.. ما أقامْ!
هُنا أو هنالِكَ أو هاهُنا أو هُناكْ
وَحَيثُ استدارَ.. استدارَ الهَلاكْ.
مَتى كانَ طِفلاً؟
مُحالٌ عَلَيهِ التّذكُّرُ..
يَومٌ بشَهْرٍ، وشَهرٌ بِعامْ
وَشابَتْ نَواصيهِ قَبلَ الفِطامْ !
أَلا أيُّها المُنطوي في ضميرِ الغَمامْ
متى سَوفَ تهدأْ ؟
تُضيءُ بُروقُكَ ليلَ الأنامْ
وصُبحُكَ مُطفَأْ !
وتكسو العَراءَ.. وَتُروي الأَوامْ
وَتَعْرى وَتظمأْ !
وَتبدو وَحيداً بِرَغْمِ الزِّحامْ
وَتَعدو شَريداً.. وعيناك مَلجَأْ !
أيا مَرْفأً دُونَ مَرْفأْ
ويا جَمرةً لَيسَ تَدفأْ
تَناهى المَدى في الرَّدى
وانتهى بالحُطامِ الحُطامْ
وكُلُّ ابتداءٍ طَواهُ الخِتامْ
وَمازِلْتَ تَبدأْ ؟
مَتى سَوفَ تَهدأْ ؟!
مَتى سَوفَ تَهدأْ؟!
هُدوئي أَنا: ذُرْوَةُ الإحتدامْ !
هُدوئي رَهينٌ بصَحْوِ النِّيامْ
وَنَزْعِ الأَنامِ جُلودَ السَّوامْ
وَنَهْشِ الحريقِ فؤادَ الظَلامْ
وَمَيْدِ الثّرى تحتَ عَرشِ الطَّغامْ .
لهذا بَدأتُ ومازِلْتُ أبدأْ
وَبعدَ انتهائي سأبقى لأبدأْ .
سَيصرُخُ صوتي بِمَنْ سوفَ يُصغي
وَيَصرُخُ صَمتي بِمَنْ سَوفَ يَقرأْ
وَيَصرُخُ مَوتي بمن سَوف يأتي
لأَنّي سأحيا بِرغْمِ الحِمامْ .
بِزَخّاتِ حبري
على بَذْرِ شِعري ببُستانِ سَطْري
سَيُبعثُ حَيّاً رميمُ العِظامْ
وَيُحيي بإثرْي المعاني العِظامْ .
وَمِن فوق قبري
سَيُهدي لِغَيري.. زُهورَ الكَلامْ !
أحمد مطر