اللظافة
اصطحب أبو إسحاق التلمساني و مالك بن المرحل في مسير فآواهما الليل إلى مشجر فسألا عن صاحبه فدلا عليه فاستضافاه فأضافهما فبسط ثطيفة بيضاء ثم عطف عليهما بخبز و لبن و قال لهما استعملا من هذه اللظافة حتى يحضر عشاؤكما و انصرف فتحاورا في اسم اللظافة لأي شيء هو منهما حتى ناما فلم يرع أبا إسحاق إلا مالك يوقظه و يقول قد وجدت اللظافة قال كيف قال أبعدت في طلبها بما لم يمر قط على مسمع هذا البدوي فضلا عن أن يراه ثم رجعت القهقري حتى وقعت على قول النابغة :
بمخضب رخص البنان كأنه
*****عنم يكاد من اللطافة يعقد
فسنح لبالي أنه وجد اللطافة و عليها مكتوب بالخط الرقيق (اللين) فجعل إحدى النقطتين للطاء فصارت اللطافة اللظافة و اللين اللبن و إن كان قد صحف عنم بغنم و ظن أن يعقد جبن فقد قوي عنده الوهم، فقال أبو إسحاق ما خرجت عن صوبه فلما جاء سألاه فأخبر أنها اللبن و استشهد بالبيت كما قال مالك.
|