مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #9  
قديم 30-11-2006, 02:29 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

أبو الحسن الندوي يكتب عن الإمام البنا


(أ) "حسن البنا القائد المنتظر"



"من سنن الله تعالى: أن يهيئ لكل مرحلة رجلها الذي يناسبها، وأن يبعث لهذه الأمة في كل قرن مَن يجدد لها دينها، ويعيد إليها حيويتها، وقد قال سيدنا علي كرَّم الله وجهه: لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بالحجة.



وقد لاحظ العلامة أبو الحسن الندوي في كتابه القيم "رجال الفكر والدعوة في الإسلام": أن التاريخ الإسلامي في كل مراحله، يبرز فيه رجال يحتاج إليهم الموقف، فيسدون الثغرة، ويلبون الحاجة، ويقومون بالواجب المطلوب لزمانهم ومكانهم في إيقاظ الأمة، وترميم ما أصابه البلى أو التصدع في بنيانها.



قد يكون الرجل المنشود إمامًا أعظم كعمر بن عبد العزيز، وقد يكون أميرًا أو قائدًا عسكريًّا مثل نور الدين محمود أو صلاح الدين، وقد يكون إمامًا فكريًّا ودعويًّا، مثل أبي حامد الغزالي، وقد يكون مربيًا روحيًّا، مثل عبد القادر الجيلاني، وقد يكون مجددًا فقهيًّا وتربويًّا وإصلاحيًّا مثل أبي العباس ابن تيمية. فكل واحد من هؤلاء جدد فيما كان يفتقر إليه عصره وبيئته من جوانب التجديد الضرورية واللازمة.



وقد كان وضع العالم الإسلامي عامة، ووضع مصر والعالم العربي خاصة: يحتاج إلى رجل ذي فكر ثاقب، وحس مرهف، وإيمان دافق، وإرادة صُلبة، يشعر بما تعانيه الأمة من أمراض وآلام، ويقدر على تشخيص الداء، ووصف الدواء، ويصبر على متابعة مريضه، حتى ينتقل به من مرحلة "السقام" إلى مرحلة العافية، ومنها إلى مرحلة القوة.



كان هذا الرجل المنشود أو القائد المنتظر، هو "حسن البنا".
لقد هيأ الله له من الأسباب- منذ نعومة أظفاره- ما يرشحه للمهمة المطلوبة.. أب صالح مشغول بالعلم وبالعمل معًا، فهو من المشتغلين بعلم الحديث، وله فيه إسهام يقدره العلماء، يذكر فيشكر، وهو ممن يكسبون عيشهم بالعمل في إصلاح الساعات، أو تجليد الكتب، ولذا اشتهر بالشيخ الساعاتي.



وبيئته ريفية متدينة محافظة، بعيدة عن صخب المدن، وما ابتليت به من تقليدِ الفرنجة، وما دخل عليها من مفاهيم وتقاليد مستوردة من خارج دار الإسلام.



وأساتذة صالحون، أحاطوا الصبي بمزيدٍ من الرعاية، لما لمسوا فيه من ذكاء وتفوق، ومن غيرة وحماس، ومن أدب وأخلاق.



وطريقة صوفية تعرف بـ"الطريقة الحصافية" أيقظت حاسته الروحية، وعلَّمته شيئًا من أدب الطريق، وأخلاق المريدين، ولكنها لم تشبع نهمه، ولم يجد فيها ضالته.



وجمعيات دينية، كان يُنشئها أو يشارك فيها، لنشر الخير، أو مقاومة الشر، أو منع المحرمات، ولكنها أيضًا كانت دون طموحه، إلا أنها غرست فيه الروح الجماعية، والعمل الجماعي.



وحفظ الصبي القرآن، وانتقل من مدينته الصغيرة "المحمودية" إلى مدينة أكبر هي "دمنهور" عاصمة إقليم البحيرة، ليتلقى تعليمه في "مدرسة المعلمين" بها.



ثم كانت النقلة الكبرى، بذهابه إلى القاهرة، وقد صلب عوده، وتفتح فكره ووجدانه، واتسعت قراءته ومعارفه، وعرف بعض ما يُعانيه وطنه مصر، وما تُعانيه أمته الكبرى.. وكيف تواجه هذه الأمة أزمتها الروحية والعقلية والاجتماعية، ومن لها من الرجال الذين يحملون عبئها، وقد قابل من قابل من العلماء وكبار القوم، ولكنه لم يجد الاستجابة إلا من القليلين، وكان يشعر في أعماقه أنه قادر على أن يفعل شيئًا. وقد سأله أحد شيوخه في "دار العلوم" عن أحسن بيت أعجبه في معلقة طرفة بن العبد، فقال له:



إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني عُنيتُ، فلم أكسل، ولم أتبلد!
فأثنى عليه أستاذه، وعرف علو همته. وكان كثيرًا ما يتمثل بقول أبي الطيب المتنبي كما سمعت من الشيخ الغزالي:
يقولون لي: ما أنت؟ في كل بلدة وما تبتغي؟ ما أبتغي جل أن يُسْمى!".

__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م