مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-09-2001, 07:13 AM
sakher sakher غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 142
Post هل يسمحون بلا اله الا الله

يقول سيد قطب رحمه الله:
"وما يُمكن أن يسمح الطاغوت باعلان لا إله إلا الله وأن الله رب العالمين إلا حين تفقد هذه الكلمات مدلولها الحقيقي, وتصبح مجرد كلمات لا مدلول لها.. وهي في مثل هذه الحالة لا تؤذيه لأنها لا تعنيه"

ويقول المودودي رحمه الله في كتابه القيّم (منهاج الانقلاب الاسلامي)
"وهؤلاء المؤذنون يؤذنون من مآذنهم في كل يوم وليلة وينادون بأعلى أصواتهم: "أشهد أن لا إله إلا الله" وأنت ترى الناس على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم يسمعون هذا النداء ولا تقضُّ مضاجعهم لسماعه, وذلك لأن الداعي لا يعرف إلامَ يدعو؟ ولا الناس يتفطنون إلى ما تضمّه الكلمة بين جنبيها من دعوة سامية وغاية جليلة,
ولكن لو علمت الدنيا ما يشتمل عليه هذا النداء من غاية بعيدة المدى, وأن المنادي ينادي بعزمٍ وإصرار, لانقلبت الأرض غير الأرض ولتنكّرت الوجوه!
وما يُدريك كيف تستقبل الدنيا ـ التي رضعت بلبان الجاهلية وترعرت في مهدها ـ هذا النداء, إذا عرفت أن المنادي يقول:
أن لا مَلِكَ إلا الله, ولا حاكم إلا الله, ولا أخضع لحكومة, ولا أعترف بدستور, ولا أنقاد لقانون, ولا سلطان عليّ لمحكمة من المحاكم الدنيوية, ولا أطيع أمراً غير أمره, ولا أتقيّد بشيء من العادات والتقاليد الجاهلية المتواترة, ولا أسلّم شيئا من الامتيازات الخاصة, ولا أدين لسيادة أو قُداسة, ولا أستخزي لسلطة من السلطات المتكبّرة في الأرض المتمرّدة على الحق, وإنما أنا مؤمن بالله, مسلمٌ له, كافرٌ بالطواغيت الكاذبة من دونه!!
فما يُدريك, هل تسمع الدنيا وأهلها هذا النداء فتسكت عليه؟!" انتهت

وقد حصل في زماننا أن الناس جهلوا معنى العبادة فصاروا يصرفونها لغير الله ولكن لا يقبلون أن يُطلق عليها اسم عبادة كما قال المودودي رحمه الله في وصف حال الجاهل للعبادة: قال: "ولا شك أنه لا يدعوا أحدا غير الله تعالى ولا يسمّيه بالاله أو الرب بلسانه, لكن تكون له آلهة كثيرة وأرباب متعددة من حيث المعاني التي وُضعت لها هاتان الكلمتان.. والمسكين لا يشعر أنه أشرك بالله آلهة وأرباباً أخرى.. وإذا نبّهته إلى أنه عابد لغير الله ومقترف للشرك في الدين.. لانقضّ عليك يخمش وجهك.." (المصطلحات الأربع, ص8).

ويقول سيد قطب رحمه الله:
"فلما بهت مدلول ((الدين)) ومدلول ((العبادة)) في نفوس الناس صاروا يفهمون أن عبادة غير الله التي يخرج بها الناس من الاسلام إلى الجاهلية هي فقط تقديم الشعائر التعبدية لغير الله, كتقديمها للأصنام والأوثان مثلاً!!
وأنه متى قد تجنّب الانسان هذه الصورة فقد بعد عن الشرك والجاهلية وأصبح "مسلماً" لا يجوز تكفيره! وتمتّع بكل ما يتمتّع به المسلم في المجتمع المسلم من صيانة دمه وعرضه وماله... إلى آخر حقوق المسلم على المسلم!
وهذا وهمٌ باطل, وانحسار وانكماش, بل تبديل وتغيير في مدلول لفظ ((العبادة)) التي يدخل بها المسلم أو يخرج منه"

:ونقف أمام الدعوة الواحدة الخالدة على لسان كل رسول وفي كل رسالة.. دعوة توحيد العبادة والعبودية لله المتمثلة فيما يحكيه القرآن الكريم عن كل رسول قال:
((يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره))
"إنه لم يكن يعني: يا قوم لا تتقدموا بالشعائر التعبدية لغير الله! كما يتصوّر الذين انحسر مدلول ((العبادة)) في مفهوماتهم وانزوى في داخل إطار الشعائر التعبدية! إنما كان يعني الدينونة لله وحده في منهج الحياة كلها, ونبذ الدينونة والطاعة لأحد من الطواغيت في شؤون الحياة كلها..
والفعلة التي من أجلها استحق قوم هود الهلاك واللعنة في الدنيا والآخرة لم تكن هي مجرد تقديم الشعائر التعبدية لغير الله.. فهذه صورة واحدة من صور الشرك الكثيرة التي جاء هود ـ عليه السلام ـ ليخرجهم منها إلى عبادة الله وحده ـ أي الدينونة له وحده ـ !
إنما كانت الفعلة النكراء التي استحقوا من أجلها ذلك الجزاء هي:
1) جحودهم بآيات ربهم
2) وعصيان رسله
3) واتباع أمر الجبارين من عباده
((وتلك عادٌ جحدوا بآيات ربّهم, وعصوا رسله, واتبعوا أمر كل جبّار عنبد)) سورة هود.

وجحودهم بآيات ربهم إنما يتجلّى في عصيان الرسل, واتباع الجبارين..
فهو أمر واحد لا أمور متعددة..
ومتى عصى قوم أوامر الله المتمثلة في شرائعه المبلّغة لهم من رسله بألا يدينوا لغير الله, ودانوا للطواغيت بدلاً من الدينونة لله, فقد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله, وخرجوا بذلك من الإسلام إلى الشرك"

"والواقع أنه لو كانت حقيقة العبادة هي مجرّد الشعائر التعبدية ما استحقت كل هذا الموكب الكريم من الرسل والرسالات, وما استحقّت كل هذه الجهود المُضيئة التي بذلها الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وما استحقّت كل هذه العذابات والآلام التي تعرّض لها الدعاة على مدى الزمان!
إنما الذي استحق كل هذا الثمن الباهظ هو إخراج البشر جملة من الدينونة للعباد وردّهم إلى الدينونة لله وحده في كل أمر وفي كل شأن, وفي منهج حياتهم كله للدنيا والآخرة سواء.

إن توحيد الألوهية, وتوحيد الربوبية, وتوحيد القوامة, وتوحيد الحاكمية, وتوحيد مصدر الشريعة, وتوحيد منهج الحياة, وتوحيد الجهة التي يدين لها الناس الدينونة الشاملة.. إن هذا التوحيد هو الذي يستحق أن يُرسل من أجله كل هؤلاء الرسل, وأن تُبذل في سبيله كل هذه الجهود, وأن تُحتمل لتحقيقه كل هذه العذابات والآلام على مدار الزمان.. لا لأن الله سبحانه في حاجة إليه, فالله سبحانه غنيّ عن العالمين..
ولكن لأن حياة البشر لا تصلح ولا تستقيم ولا ترتفع ولا تُصبح حياة لائقة "بالانسان" إلا بهذا التوحيد الذي لا حد لتأثيره في الحياة البشرية في كل جانب من جوانبها."
"وهكذا يتبيّن أن دعوة التوحيد تُصرّ أول ما تُصرّ على التحرر من الدينونة لغير الله, والتمرّد على سلطان الأرباب الطغاة, وتُعد إلغاء الشخصية والتنازل عن الحرية, واتّباع الجبارين المتكبرين جريمة الشرك وكفر يستحق عليها الخانعون الهلاك في الدنيا والعذاب بالآخرة..
لقد خلق الله الناس أحرارا لا يدينون بالعبودية لأحد ن خلقه, ولا ينزلون عن حريتهم هذه لطاغية ولا رئيس ولا زعيم. فهذا مناط تكريمهم. فإن لم يصونوه فلا كرامة لهم عند الله ولا نجاة!
وما يمكن لجماعة من البشر أن تدّعي الكرامة, وتدّعي الانسانية, وهي تدين لغير الله من عباده. والذين يقبلون الدينونة لربوبية العبيد وحاكميتهم ليسوا بمعذورين أن يكونوا على أمرهم مغلوبين. فهم كثرة والمتجبرون قلة.
ولو أرادوا التحرر لضحّوا في سبيله بعض ما يضحّون مرغمين للأرباب المتسلطين من ضرائب الذل في النفس والعرض والمال."
انتهى, عن الظلال بتصرف. م4, ص1901-1902
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م