كيف خليفة المسلمين يتحفز

[الخطاطبه]

سابعاً ) خليفة المسلمين يتحفز :

من فضل الله تعالى ورحمته بالإنسانية جمعاء أن جعل آخر كتاب أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (القرآن الكريم ) يحوي قوله جل وعلا من أوامر ونواهي وتربية لابن آدم وسرد لتاريخه و حاضرة ومستقبله وكل ما يصلح عليه وبه أمره ويصل به لشط الطمأنينة والأمان في الدنيا الفانية دار الابتلاء والاختبار لابن آدم , حتى يصل لدار الخلد , فيكون النعيم المقيم لمن أطاع الله ورسول خاتم الأنبياء وأخرهم , فلا نبي ولا رسالة يدعيها كاذب , كما حصل في الكتب السماوية السابقة ونبين ذلك بتفصيل في باب مقتطفات من كتاب الطريق الصحيح لإرجاع الأقصى الجريح 1 , شمس مضيئة لا تستطيع قوة إطفاء نورها ولا تغيير وجهتها , شمس تشرق في نفوس وقلوب المؤمنين من عباد الله تعالى , ولو تكالبت عليها قوى الظلم والعدوان والصهاينة وأعوانهم اللئام تبقى شمس الحقيقة التي أرسلها الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فبلغها بأحسن أداء وأنجحه وأنار بها ظلمات الأرض ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن جهنم إلى جنات الخلد لمن شاء الله تعالى له أن يستقيم ,
مهما كثرت إرساليات قوى الكفر وجواسيسه وتقنيتهم العلمية والتدميرية للإنسانية , فلن يحيطون بحقيقة قوة نور الله تعالى التي في نفوس المؤمنين , فقد مات سيدنا عبد الله ورسوله نبي الأمة ورسولها محمد صلى الله عليه وسلم , ولم يزد المؤمنين إلا إيماناً وعبادة لله عز وجل وتقرباً وخروجاً لنشر دين الله تعالى وإتمام رسالة الإسلام على نهج قائد الأمة الأبدي وقدوتها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , كيف لو مات أحد أفراد الأمة أو قتل أو غلبت الأمة على أمرها ردحاً من الزمان أو تكالبت عليها الأمم , فهذا لن يزيد المؤمنين إلا إيماناً بوعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , لقوله تعالى :


(سورة الأحزاب الآيه 21- 22)

فكل مؤمن حق مقتد برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يحمل في قلبه خليفة المسلمين يتحفز ويتدفق كمعين من ماء صافي يروي عطشى الأمة الإسلامية جمعاء , ويغسل جهلها بدين الله تعالى وولاء البعض لأعداء الأمة , ليجعله ولاء لله تعالى ورسوله وطاعة وحرب على كل من أراد سوءاً بالأمة , ينبوع ماء صافي يغسل ما علق في عقولنا وأولادنا وبناتنا وزوجاتنا وأهلينا من دنس الإعلان الغربي والصهيوني الموجه الذي يعمل على تغيير ثقافتنا وأجيالنا القادمة لخرافات واعتقادات مختلفة ,
ويضمد جراحها ويحمل همها ويسهر على راحتها ويعمل جاهداً لرد الخطر عنها , فيوحد صفوفها وينزع من صدور أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم كل أسباب الفرقة من نعرات قبلية وعرقية وحزبية ومذهبية فلا مذهبية في الإسلام الحنيف ولا حزبية ولا تفرقة بين أبيض وأسود أو عجمي وعربي أو شرقي وغربي , فمرجعنا الذي أوصانا نبينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم العودة له والتمسك به ودراسته والعمل به دوماً , المرجع الذي لا يتبدل ولا يتغير ولا يستطيع أحد تعديله أو تبديله مهما بلغت سطوته وجبروته وقوته إنه القرآن الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , هذا المرجع الإلهي الذي أمرنا بأوامر ونهانا عن نواهي لم تتبدل منذ أكثر من ألف وأربعمائة واثنان وعشرون عام , منذ نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فطبقها نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم وصحابته كذلك إلى يومنا هذا نفس الأوامر والنواهي واضحة في كتاب الله تعالى كنور الشمس , لا يختلف عليها اثنين , وقد وضحتها سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتطبيق عملي يومي , فلا يوجد ما يدعو لخلاف أو فتنة إلا من كان عدو لنفسه ولأمته ,
إنه معين الماء الصافي الذي يغسل به قلوب المؤمنين ليحيوا ويطبقوا سنن محمد بن عبد الله نبي الله ورسوله في نفوسهم ومجالسهم ومنازلهم وتربية أبنائهم وعلى أزواجهم وبناتهم وأسرهم ومن يستطيعون من الأقربون والجيران وأهل المجتمع المحيطين به , ويغسل الوهن عن قلوب أبناء الأمة ليبدلوا حب الدنيا الفانية التي لم تدم لمن قبلهم بحب الله تعالى ورسوله الكريم وما عند الله تعالى من نعيم مقيم , فلن ينقص عمر ابن آدم أهل الأرض جميعاً ولن يزيدوه , فوا لله إننا لمسئولون عما فرطنا في جنب الله تعالى وحق أجيال الأمة المستهدفة دينياً وصحياً وعلمياً وعقلياً , فأين نحن غائبون عن كل واجباتنا تجاه أهلينا ومجتمعنا وأمتنا , فسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دقة بدقة فيها خير الدارين ولا يستطيع أن يحيط الإنسان بكل جوانب الحكمة من هذه السنن ,
خليفة المسلمين فينا يشب ويترعرع , من أبناء أمتنا , ليس أجنبي عنها مهجن ,
خليفة المسلمين يتحفز ويبني ويفكر ويعمل على عودة الأمة إلى سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم حتى يكون له مكان فيها ودور ينطبق وما حمل من أمانة على نوع الرعية التي سيكون راعٍ لها , فواجبنا جميعاً أن نعينه على ذلك بعودتنا إلى ما كان عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قائدنا , قائد رسالتنا الأزلية ومن تبعه بإحسان وصدق , من سلف هذه الأمة الصالح وخلفائها الراشدين ,

من كتابنا على المحجة البيضاء

العطار الخطاطبه