لقاء على الهواء مباشرة

[عنترنيت]

بسم الله الرحمن الرحيم

من مهام وزارت الإعلام في وطننا العربي الكبير ان تقوم بتلميع المسؤولين ابتداء من الجزمة ومروراً ( بالكرشة ) والوصول إلى قمة (الصلعة ) وبما إننا شعوب عربية تشرب من المياه المالحة ونحمل وجيهاً كادحة وغيرنا يشرب من ينابيع المياه الجوفية المستوردة من جبال الألب وما جوارها من ينابيع صافية نحتاج بين فترة وأخرى إلى برنامج يلمع صورة هذا أو ذاك المسؤول وبما إنني عاطل عن العمل أسوة وقدوة بأبناء بلدي
استسلمت لإغراء المال من قبل أحد الزبانية العاملين بمحطة تلفزيونية
وقد زودني بأجوبة الأسئلة التي ستُطرح علي وما سأقوله في برنامج يجمع المسؤول والمواطن النكرة في قاموس الدولة وكانت الأجوبة جميعها ُتمجد وتعظم هذا المسؤول وما قام به من أعمال جليلة في خدمة المواطن ومن مثل هذا النفاق المعتاد والذي مللنا منة وتقززت أنفسنا من سماعة00
وفي الوقت المحدد ارتديت افضل ما املك من ثياب وتبخرت ببعض البخور الهندي والجاوي منعاً من عين الحسد والحقد لأننا في نظر الأخرين أغنياء وأثرياء ويملك كل فرد منا بئر بترول فوق سطوح منزلة
وما ان جلست على الكرسي حتى دخل المسؤول متوشحاً ( بالمشلح ) المطرز بالذهب وقد قبلة المذيع على كتفه وفعلت مثله بأن طبعت قبلة على كتفه ذكرتني بتلك القبلة التي قبلتها الحجر الأسود في حرم الله الشريف بجوار بيته العظيم
وما ان أشار بيده الكريمة لنأخذ وضع الجلوس بعد ان أذن لنا بذلك قام بسؤال المذيع عني وهل حفظت دوري فأجاب بنعم فأخذ ينظر إلي صاحب السعادة نظرة ذات مغزى وقال انتبه لكي لا تقع في أي خطاء فهذا البرنامج يُبث على الهواء مباشرة ولا نستطيع تدارك أي خطاء ولا تسأل إلى من الأسئلة التي كُتبت لك في هذه الورقة وإلا ( واشار بيده إلى رقبته علامة الذبح ) فقلت له أطمئن يا مولاي ستجد ما يصرك ومن معك ومن سيشاهدنا عبر هذا المساء الجميل
وما ان أعطى المخرج علامة البدء بالتصوير حتى اخذ المذيع يكيل المدح والتعظيم وتلوين الكذب بجميع الألوان عن منجزات هذا المسؤول واشار المذيع إلي وقال وهاهو أحد المواطنين الذي التقينا به صدفة أصر وآبى إلا ان يشارك في هذه الملحمة حول تاريخ ومنجزات هذا الرجل العظيم
حينها قال لي ضميري ويحك من عنتر جبان هاهي الفرصة تكلم بكل صدق وعري للمشاهدين هذا اللص الحقير طالما أنت على الهواء مباشرة
وما ان أشار لي المذيع بالكلام قلت مستعيناً بالله ولا ناصر لنا سواه
انك كذاب أيها المنافق وهذا اللص الكبير أيضا كذاب فلقد اتفقتما معي لكي أشارككما العزف على أنغام النفاق والمنافقين يا خونة
بل ان مسئولكم هذا ومعه ثلة من الأولين وقليل من الآخرين
لصوص جبناء يأكلون أموال اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين ويحبون المال حباً جما ولا يقومون للصلاة ولا يزكون وبأفعالهم فاجرون وللعدو هم دائماً مقبلون وللمواطن المسكين حاقرون وكارهون مدبرين ولثروات بلادي مبددون وعلى اللهو والقمار منفقون
تباً لكم ولأفعالكم لقد جعلتم منا خراف ونعاج وبنيتم بيننا وبينكم سدا وشكوانا لكم غدت في أدراج مكاتب بطانتكم سرابا
ويلكم من عذاب واقع لكم ولزبانيتكم وأوليائكم يوم الحساب وعن كل صغيرة وكبيرة إنكم محاسبون ألا تتقون الله الذي حملكم الأمانة التي تبرأت منها الجبال أين اهتماماتكم عن أبنائنا الشباب والبطالة وغلاء المعيشة وكثرة الضرائب للمواطن والمقيم اينكم من الخدمات الهامة
الصحة والأمن المرور والمرافق العامة أينكم من المحاكم وما يتم فيها من رشاوي أينكم من السجون وما يتم فيها من ذبح لحقوق الإنسان أينكم من المساكين والضعفاء ممن لا يجد قوت يوم أبنائة
ان اهتماماتكم لم نلمسها إلا في اتفه وأحقر الأمور من رياضة تُصرف عليها الملايين ومن شركات الإنتاج الفني ودعمها في السراء والضراء ووقوفكم المشرف من المطربين وتقديم الهدايا والعطايا وأشياء يندى لها الجبين أفاً لكم ولأفعالكم لقد تخصصتم في سرقة الشعب 0000

وقد كنت مسترسلاً في كشف الحقائق ولكن المخرج قطع المقابلة ليبث عبر الأثير أغنية وطنية صاغ كلماتها لص أخر من أبناء عمومة المسؤول وأمر الوالي بي في السجن والسجن احب إلي مما يدعونني إلية
وأنا الآن أكتب لكم هذا الموضوع وأنا قابع في سجن الوالي والذي يختلف عن سجون العالم فسجننا ان يسجنك الوالي داخل نفسك وهو اشد وأقوى من سجن القضبان فسجن القضبان ما ان تنهي عقوبتك حتى تخرج للحرية ولكن سجننا ابدي حتى يأمر الله أمرا كان مفعولا

عنترنيت