مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 10-03-2004, 08:05 PM
hamadausa hamadausa غير متصل
XIO
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: america
المشاركات: 190
إفتراضي

مشاركه...

ارجوا قرائة القصيده التاليه بتأني وتمعن وانا واثق أنها ستعجبكم.

والسلام عليكم..





رسمة ..



شعر : خميس



جَلَسَتْ على الأنقاض تنظر حائرةْ .

يا للبراءةِ .. في العيون الناظرةْ .

هم هكذا الأطفالُ ، نُؤسَرُ عادةً

لمَّا نراهم ،

فالطفولةُ آســرةْ .

جلست وفي يدها الصغيرة رسمةٌ

وأمامها الأدواتُ شبه مبعثرةْ .

قلمٌ وممحاةٌ ومبراةٌ وفرجارٌ وألوانٌ ،

هناك ومسطرةْ .

كم عمرها ؟ سبعٌ ؟ ثمانٍ ؟

قلتُ : لم تبلغْ ، لنفسي ، بعدُ سنَّ العاشرةْ .

ـ " عمُّو " .!

سررتُ وقد سمعتُ نداءها

فسألتُ :

هل ناديتِني يا " شاطرةْ " ؟

قالت : نعمْ ، وإذا سمحتَ دقيقةً

سأكون من أعماق قلبي شاكرةْ .

وأتت إلىَّ بسرعةٍ ،

فلمحتُ في العين الصغيرةِ دمعةً متحجرةْ .

مدت برسمتها إليَّ وأردفت :

" قلْ لي ، ولا تكذبْ !

ألستُ بماهرةْ " ؟

شاهدتُ ما صنعتْ ، فقلتُ : بلى ، وكم

هي رسمةٌ ممتازةٌ ومعبِّرةْ .

ثم التفتُ لها ، وقلتُ وقد بدت

من فرط إعجابي بها ، متأثرةْ :

هل هذه دبَّابةٌ يا حلوتي ؟

قالت : نعم وهنا رسمتُ الطائرةْ .

حمراءَ ..

لوَّنْتُ السماءَ وتلكم الشمسُ اختفت

خلف الغيوم العابرةْ .

ورسمْتُ عمَّي ،

وهو حيٌ في جِنانِ الخلد في تلك الحياة الآخرةْ .

وعمارةً من طابقين لجارنا

مهدودةً ، مجروفةً ، ومدمرةْ .

لم أنس شيئاً ،

كلُّ ما في رسمتي

هو صورةٌ عمَّا جرى ومصغَّرة .

جاء اليهود هنا ،

وكنتُ أنا على الشبَّاكِ وقت وقوع تلك المجزرةْ .

لِمَ يقصفونَ بيوتنا وخيامنا ؟

وكأنهم حُمُرٌ غدت مستنفرةْ .

لِمَ يزرعون الكره فينا عنوةً

نحن الصغارَ ،

ذوي القلوب الطاهرةْ .؟

هل يرغبون العيش مع أشباحنا ؟

تباً لهم ! متوحشون برابرةْ .

أمخيمٌ ؟،

هذا الذي نحيا به ؟

اُنظُرْ له !

فلقد غدا كالمقبرةْ .

لكننا باقونَ ، رغم أنوفهم

ماذا لدينا نحن حتى نخسره .؟

غير الحياةِ ، وهذه صارت بلا

طعمٍ ولا لونٍ ،

وصارت مسخرةْ !

حاولتُ جهدي أن أقاطعها فلم

أسطِعْ ،

وأعصابي غدت متوترة .

هل غبتُ عن وعيي قليلاً ربما ؟

هل بُحَّ صوتي ؟

هل فقدتُ السيطرةْ ؟

أم أنها الكلماتُ من عجزٍ بها

ترتدُّ للقصباتِ أو للحنجرة ؟.

مرت ثوانٍ ..

ثم دوَّى صوتُها المتهدِّج المجروح مثل الصافرةْ .

ـ " عمُّو " .. أتسمعني ؟!

فقلت لها : بلى

ما مات شعبٌ ، فيه تحيا الذاكرة .!

كلُّ الطيور تعودُ إنْ هيَ هاجرت

وطيور شعبي ،

لن تظلَّ مهاجرةْ .!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م