عزيزي الرئيس:
تلقيت رسالتكم المؤرخة 10 فبراير الجاري وأحط بمضمونها علماً. وأني مع شكري لفخامتكم على ما وجهتم إلي فيها من عبارات المودة والمجاملة، لا يسعني إلا أن أصارحكم – والصراحة من آدابنا المرعية – بأنه ما كادت تتلي على الرسالة حتى عجبت أشد العجب من أن يبلغ بكم الحرص على إحقاق باطل اليهود إلى حد أن تسيئوا الظن بملك عربي مثلي لا تجهلون إخلاصه للعروبة والإسلام، فتطلبوا منه أن يناصر باطل الصهيونيين على حق قومه .
فليرحمك اللة ياملك ابن الملوك.
يا فخامة الرئيس، أنني ما بلغت المكانة المرموقة التي تذكرونها لي عند العرب إلا لما يعرفون من تمسكي الشديد بحقوق العروبة والإسلام، فكيف تطلبون مني ما لا يمكن أن يصدر من أي عربي مسئول؟ .
فليرحمك اللة ياملك ابن الملوك يامن سـنيت بردك اخلاق الملوك.
وليست الحرب القائمة في فلسطين حرباً أهلية كما ذكرتم، ولكنها حرب بين العرب أصحابها الشرعيين وبين غزاة الصهيونيين الطارئين عليها من الآفاق على كره من أهلها وبمساعدة الدول التي تدعي حب السلام العالمي وهي تتلاعب به.
يرحمك اللة يامؤسس قواعـد السراط على الحق
وما قرار التقسيم الذي كان لحكومتكم الوزر الأكبر في دفع الدول إلى تأييده الإقرار جائر رفضه دول العرب وشعوبهم من البداية، ورفضه معهم الدول التي أثرت أن تؤيد الحق، فليس العرب مسئولين عن النتائج الوخيمة التي قد أنذروا بها الهيئة من قبل.
يرحمك اللة ياملك الحق فالحق احق ان يحق
وأني لا أشفق على بني جنسي الذي يستشهدون في المعارك الدامية بفلسطين دفاعاً عن وطنهم ضد الغزاة الصهيونيين وغيرهم ممن قد يأتون لمناصرتهم، فإننا معشر العرب نعد ذلك شرفاً يغبطون عليه، ولن يتراجعوا، نلن نتراجع عن تأييدهم بكل ما أوتينا من قوة، حتى نبدد أحلام الصهيونيين وأطماعهم في بلادنا إلى الأبد.
يرحمك اللة لقد كنت ملكا شجاعا
أما ما ذكرتم من المصالح الاقتصادية التي تربط بلدينا فأعلموا أنها أهون في نظرنا من أن نبيع بها شبراً واحداً من أرض فلسطين العربية لمجرمي اليهود.
نعم لملك المواقف بين مواقف كل الملوك
ويشهد الله أنني قادر على أن اعتبر آبار البترول كأن لم تكن، فهي نعمة أدخرها الله للعرب حتى أظهرها لهم في الزمن الأخير. فلا والله تكون نقمة عليهم أبداً.
اللهم ارحمة رحمة تتسع لسكان الأرض على هـذا البذل
ولقد صرحت للعالم مراراً أنني مستعد أن أسير أنا وأولادي جميعاً لنقاتل في سبيل فلسطين حتى نمنع قيام دولة اليهود فيها أو نموت، فكيف يعقل بعد هذا أن يكون الكسب المادي من البترول أعز من نفسي ونفوس أولادي.
ان من يدفع المال والنفس والولد في سبيل لهو جدير بعز الدنيا والآخرةاللهم اغفرلة وارحمة وادخلة فسيح جناتك إن القرآن الذي به نؤمن، وعليه نحيا، وعليه نموت، قد لعن اليهود كما لعنتهم التوراة والإنجيل، وهو يوجب علينا أن نمنع اعتداءهم على هذه الأرض المقدسة بأرواحنا وأموالنا، لا يقبل منا في ذلك صرفاً ولا عدلاً. وإذا كانت العقيدة الدينية عند المسيحيين الأمريكيين وغيرهم قد بلغت من الرقة والضعف بحيث تسوغ لهم تمكين اليهود من تدنيس الأرض المقدسة، فإن قلوبنا ما تزال عامرة بالإيمان الذي يحول بيننا وبين ذاك.
ربي انك تعلم ان الملك عبد العزيز ماكان يقف تلك المواقف الافي في ابتغاء رضاك اللهم فارضى عنة واغفر لة واجعلة في زمرة الأنبيا والمرسلينلقد كان في ممالأتكم السافرة لأعدائنا الصهيونيين، وموقف حكومتكم العدائي نحو العرب، ما يكفي ليحملنا على قطع الصلات الودية بين بلدينا، وفسخ عقود الشركات الأمريكية، وإلغاء الامتيازات التي خولناها لها. لو لا أننا آثرنا ألا نعجل باتخاذ مثل هذا الإجراء، لعل حكومة الولايات المتحدة تراجع نفسها وتصحح موقفها من قضية فلسطين فتعدل عن تأييد الباطل الواضح إلى تأييد الحق الواضح، دون ضغط منا
لقد كنت كبيرا ياملك وأبو الملوك
بيد أننا متى أيقنا أن كرامة الحق ستهدر فلن نتردد في صيانتها بالوسيلة التي لا نؤثر غيرها عليها ولا سيما إذا قررت ذلك جامعة الدول العربية التي نتقيد بقراراتها في كل ما يحفظ كيان العرب ويصون حقوقهم.
يرحمك اللة انك واللة ملك ملوك الأرض.
كنت اتمنى ان اجـد في نفسي شـيئ اقولة ولكني اعجز في ان اجـد ما اصف او اشـيد بة على تلك المواقف التي تفوق كل تصوراتي ولكني املك ان اقول اللهم يارب السموات السبع ورب الأراضين يارب العرش العظيم ارحم واغفر للملك عبد العزيزبعدد آياتك وعدد اسـمائك وصفاتك وعدد ذرات تراب ارضك وبعدد قطرات مطرك اللهم اغفرلة زنة عرشك
اللهم انصر سيدنا ومولانا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز وولي عـهـدة صاحب السمو الملكي الأمير عـبـداللة ابن عبد العزيز والنائب الثاني وجميع ابناء الملك عبد العزيز
__________________
السلام عليكم وعلى ابوكم وأمكم
وأسأل اللة انيزوج شبابكم وشاباتكم وأن يرزق كل واحد ارض وقرض وحرص على صلاة الفرض
|