سلسلة دراسات في خطاب الشيخ أسامة بن لادن الأخير / 2

[ميثلوني في الشتات]

الحلقة الأولى : http://hewar.khayma.com/showthread.p...==============
الحلقة الثانية :
(3) البعد الرابع للقضية الفلسطينية : البعد العالمي الإنساني ، وتشبيه المعتدين بفرعون :
{ فمن الفطر المتفق عليها أن الناس حتى وإن أصابهم بعض الظلم وبعض العدوان فإن نفوسهم لا تستطيع أن تقتل الأطفال الأبرياء . وما جرى في فلسطين وما يجري اليوم من قتل متعمد للأطفال هذا أمر في غاية القبح وفي غاية الظلم والعدوان وهو يهدد البشرية جمعاء}
وقد طرح الشيخ بارك الله فيه بعدا جديدا للقضية الفلسطينية هو البعد العالمي الإنساني وهذا هو أعم وأشمل بعد يطرح لهذه القضية التي سيجعل الشيخ منها قضية مركزية للإنسانية وللعالم أجمع وذلك في رد متقدم مبادر على محاولات قصر القضية على البعد الوطني الفلسطيني الذي لم يسلم من التشويه أيضا ليصبح بعدا فرديا عرفاتيا (قضية كرسي زعامة جوفاء لعرفات) ، وكذلك فهو رد نوعي متقدم على محاولات يهود تشويه القضية إعلاميا ليضح بجلاء ووضوح طبيعة هذه الحرب اللاأخلاقية التي يشنها يهود على المدنيين الفلسطينيين العزل ويخصص أمثلته على جرائم يهود ضد أطفالنا .
قد يستغرب البعض طرحي هذا ولكنها الحقيقة التي تستند إلى ذلك الانتشار الواسع لخطاب الشيخ على مستوى العالم ، قياسا على عموم الجهل بمفردات القضية الفلسطينية لدى عامة شعوب الأرض وذلك السيل الجارف من الإعلام المعادي الذي شوه القضية على مدار السنوات الخمسين الماضية. وهكذا يأتي الخطاب حلقة ثانية في هذا الإطار بعد قسمه الشهير الذي كان الحلقة الأولى ، يأتي هذا الخطاب واضحا بينا لا لبس فيه ليضغط على ضمير شعوب العالم وليس على ضمير حكوماته واضعا حقيقة الأحداث أمامها ، ومركزا على أن من يفعل هذا بالفلسطينيين قد يفعله بغيرهم من العرب أو المسلمين أو البشر {فلا بد للعقلاء أن يستيقظوا ، فإن ما أصاب محمد الدرة وإخوانه سوف يصيب غدا أبناءهم ونساءهم ولا حول ولا قوة إلا بالله}
ولمزيد من الإيضاح والتصوير العملي يشبه الشيخ أفعال يهود في الفلسطينيين بأفعال فرعون في بني إسرائيل :
{ ما عرف التاريخ أن أحدا يقتل الأطفال إلا نادرا وهو مذهب فرعون} …… { والعالم أجمع نظر وشاهد العساكر الإسرائليين وهم يقتلون محمد الدرة وغير محمد الدرة كثير} ……
ويعرض ذلك بأسلوب سلس متيسر فهمه لكل البشر على اختلاف معتقداتهم مما يؤكد عالمية خطابه
ففرعون الذي اشتهر بقتل أطفال بني إسرائيل لمجرد شبهة من نبوءة مشعوذ ليس له شبيه إلا يهود ومن ورائهم الأمريكان الذين يقتلون أطفال فلسطين وأطفال أفغانستان لشبهة إرهاب وهم أيضا يحاربون المسلمين مهما كان سنهم لسيل من نبوءات رهط من المشعوذين ، ثم يختتم هذا العرض والتشبيه بأمرين :
أولهما : مقارنة بين مواقف العالم المستنكرة لهذا العدوان الإسرائيلي على الأطفال الأبرياء مع الموقف الأمريكي السادر في غيه المستمر في تأييده ليهود ، وكأنه يعيد التنبيه لكون الحرب الحالية على أفغانستان ما كانت إلا لقلب هذا الموقف العالمي الرافض لهمجية يهود.
أما الثاني : فهو تذكير للعرب خصوصا بأن اليهود ومن ورائهم الأمريكان لا عهد لهم ولا ذمة وقد يصيب أي بلد عربي ما أصاب الفلسطينيين من قتل أطفالهم والاعتداء على حرماتهم ونسائهم وسرعان ما يتناسى الأمريكان مواقفكم المتخاذلة ضد العدوان على حرمات المسلمين في فلسطين وأفغانستان
كما أنه يأتي ليثبت للعالم بما لا يدع مجلا للشك (بل ليؤكد صورة رسمتها مواقف الشيخ السابقة) بأن المسلمون ينطلقون في مواقفهم من مبادئ لا من عنصريات ، فهو كما يدين أفعال يهود ضد أطفال فلسطين أدان ضمنا أفعال فرعون ضد أطفال بني إسرائيل في ربط موفق يهز الضمائر ويبرأ المسلمين من دعاوي العنصرية أو النازية ضمنا .