الإرهاب يضرب أمريكا... تساؤلات.

[عمر مطر]

أحداث أمريكا.

البعض قد فرح، وقال أن أمريكا نالت ما تستحقه من تغاضيها عن الإرهاب الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، والبعض قد يكون قد شعر بالخوف والقلق لعدة أسباب منها؛ وجود أعداد لا بأس فيها من المسلمين في ضحايا الحوادث، ومنها ردة الفعل العكسية على مسلمي أمريكا، فأنا شخصيا ممن كان في أمريكا في حادثة أوكلاهوما، وقد تعرضنا لتبعات تسرع الإعلان في إعلان علاقة الشرق الأوسط بالتفجير، وكنت هنا أثناء حرب الخليج حيث كان كل من يلبس الزي الإسلامي يسمى عراقيا، ويكال له الشتائم كأنه قاتل والد الأمريكان.

لا يهم ما هي ردة فعلنا المباشرة، ولكن الأهم هو ما موقع هذه الأحداث في ميزان الأحداث العالمية. هل هي محاولة لإبعاد الأنظار العالمية عما يجري في فلسطين ليستطيع شارون بث قواته في الأراضي الفلسطينية وإعادة الأنتشار؟ أم أنها محاولة لإنقاذ الإقتصاد الأمريكي الذي يحتظر منذ فترة؟ أم أنها فعلا كما شاع في فترة ردة فعل اليابان على القنبلة الذرية التي أسقطتها أمريكا في الحرب العالمية الثانية؟ وأستبعد الأخير جدا. أم أنها ضربة ابن لادن التي توعد أمريكا بها منذ أعوام؟ وهذه الأخيرة هي ما يحاول النظام الأمريكي الترويج لها.

لنقف قليلا عند الاحتمال الأخير؛ هل تصدقون أن التنظيم الإسلامي، سواء أكان منشقا أم كان ذا كيان مستقر على شكل دولة، هل تصدقون أنه قادر على تنفيذ عملية بهذه الدقة، وهذه البراعة، بحيث يصيب بها نواة الإقتصاد ونواة العسكرية الأمريكية في خلال ما يقل على الساعة، عن طريق آليات مدنية (لا عسكرية -مهم جدا هذه النقطة-)، أمام أعين أجهزة الأمن الأمريكية، التي تعتبر الأفضل في العالم، بتوقيت متناهي، ودقة باهرة، ونتائج تفرض علينا أن نظن أنها مدروسة، من حيث البنية التحتية للبرجين، والطريقة المثلى لإسقاطهما، فأنا وإن كنت أعتقد أن العمارة الثالثة التي سقطت لم تكن في الحسبان، إلا أنني أعتقد أن التخطيط لسقوط البرجين كان مدروسا.

لا أريد أن أطيل، ولكن المنظمة المنفذة قامت باختطاف أربعة طائرات، ثلاثة منها حققت الأهداف وواحدة سقطت في بنسلفانيا قبل أن تصل إلى هدفها، وهذه نسبة جيدة جدا للنجاح باعتبار كل ما تقدم ذكره، فهل المنظمات العربية قادرة على مثل هذه العملية.

على أنني سأتركها لكم لتجيبوا على أسئلتي، ولكنني أشك في قدرة العرب أو المسلمين على ذلك.