جنوب لبنان يلتحم بـ "انتفاضة الأقصى"..

[sha3ir]

* "الجنرال" باراك يدق طبول الحرب ضد الفلسطينيين وسوريا ولبنان
* حزب الله يأسر 3 جنود اسرائيليين ويجرح 4 وتل أبيب تهدد بقصف بيروت
عواصم - وكالات الأنباء:
فاجأ حزب الله الاحتلال بعملية كان لها وقع الصاعقة على القيادة الإسرائيلية عندما أسر ثلاثة جنود اسرائيليين في كمين وأصاب 4 اخرين بجروح في تبادل لقذائف المدفعية عبر الحدود اللبنانية- الاسرائيلية لاول مرة منذ تحرير جنوب لبنان في ايار الماضي.
وهددت اسرائيل بالرد »بعمل حاسم« فيما صدرت تحذيرات ودعوات الى ضبط النفس.
وجاءت عملية حزب الله في خضم تلاحم لبناني- فلسطيني جسدته مظاهرات فلسطينية تضامنية مع الانتفاضة، رشق خلالها المشاركون الجنود الاسرائيليين عبر الحدود بالحجارة، وسقط شهيدان واصيب 31 فلسطينيا ولبنانيا اخرون برصاص الاحتلال عند الحدود وفي المواجهات التي شملت جنوب لبنان امس.
وحمل الرئيس اللبناني اميل لحود اسرائيل مسؤولية تدهور الامن وقال ان اسرائيل بدأت باطلاق الرصاص وقتل المدنيين. واضاف ان رفض اسرائيل الافراج عن الاسرى اللبنانيين زاد من تعقيد المشكلة.
واردف لحود في بيان ان التهديدات لن تفيد ما لم تستأصل المشكلة من جذورها لنزع فتيل العنف اليومي.
وحذر حزب الله اسرائيل من مهاجمة لبنان قائلا انه سينتقم بقسوة. وقال حزب الله في بيان انه يعلن بوضوح ان مهاجمة لبنان تحت اي ذريعة ستكون تصرفا اسرائيليا احمق سيرد الحزب عليه بقسوة وبشكل شامل.
واضاف ان جميع الصهاينة من جنود ومستوطنين سيكونون اهدافا لمقاتلي الحزب وان الحزب سيواصل احتجاز الجنود الاسرائيليين الى ان يتحقق الهدف من هذه العملية وان اسرائيل تعلم انها ليس امامها خيار اخر.
وتفجرت الاشتباكات بعد ان قتلت القوات الاسرائيلية بالرصاص اثنين من الفلسطينيين المقيمين في لبنان واصابت 22 اخرين بجراح اثناء احتجاج على الحدود.
وانتقم حزب الله باطلاق صواريخ الكاتيوشا وقذائف المورتر على مواقع تابعة للجيش الاسرائيلي على طول الحدود. وقصفت المدفعية الاسرائيلية على الفور المنطقة بينما نفذت الطائرات المقاتلة غارات جوية على تلال يسيطر عليها الحزب.
وقال حزب الله ان تسعة مدنيين اصيبوا في الغارات الجوية الاسرائيلية والقصف. وقال المقاتلون انهم استخدموا البنادق الالية وقذائف اخرى عندما نصبوا كمينا لدورية اسرائيلية واسروا ثلاثة جنود اسرائيليين في منطقة مزارع شبعا قرب الحدود.
وقالت مصادر امنية ان قوة اسرائيلية قوامها نحو 50 فردا مشطت منطقة مزارع شبعا تحت غطاء من اطلاق الرصاص بحثا عن الجنود الاسرى لكن حزب الله قال انه نقلهم من منطقة الهجوم الى مكان امن.
وقال حزب الله ان مقاتليه اشتبكوا مع القوات الاسرائيلية في سبعة مواقع على طول مزارع شبعا ومنعوا وصول تعزيزات اسرائيلية الى مكان الدورية التي استهدفها الكمين والتي تكللت بالنجاح بأسر 3 جنود.
وفي البيان الذي اعلن فيه اسر الجنود اشار حزب الله الى اسماء 19 لبنانيا محتجزين في اسرائيل قائلا ان المقاومة الاسلامية تجدد تعهداتها »بتحرير كل أسير ومعتقل«.
وقالت مصادر امنية لبنانية ان حزب الله سيستخدم الجنود الاسرائيليين الاسرى كورقة مساومة لتأمين الافراج عن اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل.
وقال ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل ان اسرائيل تعتزم القيام بعمل حاسم لتأمين سلامة مستعمرات الشمال. وطالب لبنان وسوريا بوقف ما قال انه »نشاطات عدائية« على الفور وكبح جماح حزب الله.
وحث رولف نوتسون ممثل الامم المتحدة في لبنان اسرائيل ولبنان على »ممارسة اقصى قدر لضبط النفس« لوقف العنف الدائر ودعا للافراج غير المشروط عن الاسرى من الجانبين.
وهددت اسرائيل بقصف بيروت، وقالت انها تمهل حزب الله 4 ساعات انتهت مساء امس، كما وجهت تهديدات الى سوريا وقالت بلسان شلومو بن عامي وزير الخارجية ان اسرائيل مستعدة لأي مواجهة قد تمتد الى الدول المجاورة. وفيما هدد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي سوريا وحملها مسؤولية عمليات حزب الله اعلنت تل ابيب انها نشرت امس وحدة كوماندوز خاصة في الشمال، وامرت سكان مستوطنات الشمال بالنزول الى الملاجئ.
واعلن الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله ان الحزب "سيرد بقوة وشدة" اذا نفذت اسرائيل تهديداتها بمهاجمة لبنان.
وقال نصرالله في حديث مباشر مع تلفزيون حزبه (المنار) »اذا حصل اي اعتداء شامل او غير شامل على لبنان، فسنرد بقوة وشدة وسنفهمهم اننا لسنا ضعفاء«.
واضاف "اذا طلبت الحكومة الاسرائيلية من سكان المستوطنات ان ينزلوا الى الملاجئ فانصحهم بالبقاء فيها".
واعلن بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية ان رئيس الوزراء ايهود باراك وجه تحذيرا الى الحكومتين اللبنانية والسورية بوجوب الوقف الفوري لجميع ما اسماه النشاطات المعادية عند الحدود الشمالية لاسرائيل.
واتهم نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه سوريا التي تدعم حزب الله، بأنها مسؤولة عن هذه الهجمات وهددها بالانتقام في حال استمرارها.
وقال نصر الله في حديثه عن الاسرى الثلاثة "انها عملية جريئة شكلت هزيمة معنوية وعسكرية للجيش الاسرائيلي".
واضاف ساخرا »فوجئ مقاتلونا بالاداء السيء للجنود الاسرائيليين«.
وعلى الصعيد الفلسطيني، استشهد (4) فلسطينيين واصيب العشرات بجراح، ووجه باراك تحذيرا الى عرفات قائلا انه يتعين وقف المواجهات في غضون يومين والا فان اسرائيل ستعتبر ان عملية السلام لم تعد قائمة وستستخدم كافة الوسائل لاستعادة ما اسماه النظام.
واضاف باراك قائلا في مؤتمر صحفي : »اذا لم نشهد تغيرا في انماط العنف في اليومين القادمين فاننا سنعتبر هذا تخليا من عرفات عن عملية السلام... وسنأمر الجيش وقوات الامن باستخدام كافة الوسائل التي تحت تصرفهم لوقف العنف«.
وردد وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي تهديدات باراك لعرفات قائلا ان
عرفات »ليس شريكا في صنع السلام«، وحذر من ان اسرائيل على استعداد »لمواجهة« مع الفلسطينيين قد تمتد الى الدول المجاورة.
وقال بن عامي يرد على اسئلة للتلفزيون الرسمي »في الوقت الحالي، عرفات ليس شريكا في صنع السلام، (ولكنه) رافض للسلام«، مهددا بالقول : »لدينا القوة واذا ما فرضت علينا مواجهة، ستكون هناك مواجهة«.
وذهب بن عامي الى القول ان عرفات كان »وراء البدء باعمال المواجهات«... انه »رتب (هذه الاعمال) لانه اراد الافلات من ضرورة حسم الموقف لقد خشي
مواجهة مبادرة السلام الاميركية«.
واكد انه حذر ايضا مسؤولي الدول العربية الذين »لهم مصلحة في ان لا يمتد
النزاع مع الفلسطينيين الى داخل حدود بلادهم«.
وتابع قائلا ان »عرفات قد يشعل النار في العالم العربي«.
ودوت دقات طبول الحرب في اسرائيل، حيث اعلن وزير الاتصالات الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر ان اسرائيل يجب ان تستعد للحرب لان عرفات "اختار العنف".
واضاف بن اليعازر في تصريح الى الاذاعة العسكرية "نحن لم نرغب في تلك الحرب لكننا على طريق المواجهة والمتسبب بها هو عرفات" - حسب تعبيره .
وتابع ان "عرفات تخلى على ما يبدو عن السبل السياسية ... واختار طريق العنف وسيحصل على العنف في المقابل" مشيرا الى انه يأمل في ان يكون هذا الاخير "مدركا للثمن الذي سيدفعه".
واضاف "اذا كان الامر يتعلق بشن حرب فنحن من سيختار التوقيت والمكان المواتيين. وما حصل في قبر يوسف اعطانا درسا حول الذين نواجههم".
وكان متظاهرون فلسطينيون قاموا امس بتدمير واحراق المبنى حيث يوجد قبر يوسف في نابلس الذي يعتبر مكانا مقدسا بالنسبة الى اليهود، بعيد اخلاء الجيش الاسرائيلي له.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان باراك قد يشكل حكومة طوارىء اذا لم يعد »الوضع الامني« الى طبيعته، وقد دعا باراك الى اجتماع عاجل لمجلس وزرائه بعد اجتماع مع قادته العسكريين ومع عدد من قادة الاحزاب السياسية.
ودعا عرفات امس المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة في مواجهة "العدوان الاسرائيلي على المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس الشريف".
وقال عرفات فور عودته الى غزة قادما من اسبانيا حيث شارك فى منتدى حول الامن في المتوسط "على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته تحملا كاملا في مواجهة هذا العدوان على المقدسات المسيحية والاسلامية في القدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى محمد صلى الله علية وسلم ومهد المسيح عليه السلام وهذه رسالتنا لكل العالم ولكل الامة العربية ولكل المسيحيين ولكل المسلمين".
واضاف "واضح للاسف ان هناك محاولات اصبحت ظاهرة وواضحة للعالم بهذا التصعيد الاسرائيلي الخطير ضد الشعب الفلسطيني وضد الامة العربية وضد الشعب اللبناني وضد المقدسات المسيحية والاسلامية وهي خطط متفق عليها واعترف بها رئيس الاركان الاسرائيلي الذي قال ان القرارات تتخذ على اعلى المستويات السياسية في اسرائيل".
وافاد شهود عيان فلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي قصف امس بالصواريخ مبنى كلية التربية الحكومية ومصنعا ومبنى سكنيا يحاذي موقع نيتساريم العسكري جنوب مدينة غزة.
وقال الشهود "ان الجيش الاسرائيلي قصف مبنى كلية التربية الحكومية ( جامعة عرفات ) ومصنعا ومبنى سكنيا كان دمره الجيش الاسرائيلي خلال الاحداث يحد الموقع العسكري الاسرائيلي قرب مستوطنة نيتساريم جنوب مدينة غزة ".
وتقع كلية التربية الحكومية التي تم تحويلها مؤخرا الى جامعة عرفات على بعد 500متر عن مستوطنة نيتساريم.
واضاف المصدر "ان عدد الصواريخ التي قذفت من الموقع العسكري تقدر باربع صواريخ".
واشار الشهود الى "ان مجموعة من الشبان الفلسطينيين رشقوا الموقع العسكري الاسرائيلي بالحجارة مما ادى الى اصابة 6 فلسطينيين بجراح بالاعيرة النارية احدهم مصاب بشظايا صاروخ".
وعلى صعيد التطورات ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان كلينتون وانان طلبا من الرئيس المصري العمل من اجل تهدئة الوضع. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان مبارك اكد للرئيس الاميركي في مكالمة هاتفية ان التهديدات الاسرائيلية للبنان وسوريا تزيد من خطورة الوضع وتقود المنطقة نحو تصاعد العنف.
وحذر وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية امس اسرائيل من اي "مغامرة (عسكرية) في لبنان".
وقال خرازي: "لا استبعد احتمال قيام اسرائيل بمغامرة في لبنان".
وحملت سوريا اسرائيل مسؤولية التصعيد الذي حدث في جنوب لبنان امس وقالت ان مطالب المقاومة اللبنانية مشروعة.
واشارت مصادر رسمية الى ان موقف سوريا عبر عنه وزير الخارجية فاروق الشرع خلال اتصالين هاتفيين مع كوفي انان الامين العام للامم المتحدة ومادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية.
وقالت المصادر انه جرى خلال الاتصالين الحديث حول التصعيد الخطير في جنوب لبنان.
وقال متحدث باسم الخارجية السورية ان الشرع »حمل اسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الذي كانت بدايته واضحة في الاحداث الدامية ضد ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة«.
واضاف ان الشرع »اكد خلال الاتصالين موقف سوريا المطالب بضرورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية وضمان اعادة كامل الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحت الاحتلال والافراج عن الاسرى اللبنانيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية«.
واردف ان الشرع اكد ان ما تقوم به المقاومة الوطنية اللبنانية داخل الاراضي اللبنانية المحتلة في شبعا والمطالبة بالافراج عن الاسرى »هي مطالب مشروعة«.

(نقلا عن الدستور الأردنية)