مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الصحة والعلوم
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-12-2006, 08:35 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي معجزة خلق الإنسان

السلام عليكم

لي مدة و أنا محتفظ بهذا البحث و ها أنا أدرجه و أهديه لأخي محمد




النطفة الأمشاج بين العلم والقرآن

قال تعالى: ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ، إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا )



قال الراغب الأصفهاني:" ( من نطفة أمشاج نبتليه )أي: أخلاط من الدم، وذلك عبارة عمّا جعله الله تعالى بالنطفة من القوة المختلفة المشار إليها بقوله: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة ) إلى قوله (خلقاً آخر)".
ويقول سيد قطب: "والأمشاج: الأخلاط، وربما كانت هذه إشارة إلى تكوين النطفة من خلية الذكر وبويضة الأنثى بعد التلقيح، وربما كانت هذه الأخلاط تعني الوراثات الكامنة في النطفة، والتي يمثلها ما يسمونه علمياًّ ( الجينات ) وهي وحدا ت الوراثة الحاملة للصفات المميزة لجنس الإنسان أولاً، ولصفات الجنين العائلية أخيراً، وإليها يعزى سير النطفة الإنسانية في رحلتها لتكوين جنين إنسان، لا جنين أي حيوان آخر، كما تعزى إليها الوراثة الصفات الخاصة في الأسرة

ولعلها هي هذه الأمشاج المختلطة من وراثات شتى






ويقول القرطبي : "وأمشاج جمع مشج، أو مشيج، وهي صفة النطفة و الأمشاج معناها الأخلاط والمراد بها اختلاط نطفة الرجل بنطفة المرأة ، يقال: مشج هذا بهذا فهو ممشوج، أي خلط هذا بهذا فهو مخلوط "
وأخرج الإمام أحمد في مسنده، أن يهودياً مرّ بالنبي صلى الله عليه و سلم وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا يهودي ، إن هذا يزعم أنه نبي، فقال لأسألنّه عن شيء لا يعلمه إلا نبي فقال: يا محمد مِمِّ يخلق الإنسان، فقال رسول الله : « يا يهودي من كلٍ يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة »، فقال اليهودي هكذا كان يقول من كان قبلك ( أي الأنبياء )
لقد كان شائعاً إلى وقت قريب أن الجنين يخلق من ماء الرجل، ولا دور لماء المرأة في عملية تكوين الجنين، وما رحم المرأة إلا كأرض خصبة قد هُيّئت لأن يرمي الرجل فيها البذرة، فيتكون الجنين، " وظلت النظرية التي تقول: بأن الجنين موجود بصورة مصغرة في الحيوان المنوي للرجل، وليس للمرأة أي دور في تكوينه، سوى التغذية والرعاية حتى القرن السابع عشر الميلادي، ثم جاءت النظرية التي تقول: بأن الجنين موجود بصورة مصغرة في البويضة، أما الحيوان المنوي للرجل فليس له دور سوى التنشيط للبويضة، وبقيت المعارك مستمرة بين أنصار النظريتين حتى ظهر " سبالانزاني- SPALLANZANI " (1729-1799) و " ولف- WOLFF " (1733-1749) ، اللذان أثبتا بتجارب عديدة أن الذكر والأنثى يساهمان جميعاً في تكوين الجنين.وهكذا تتبين الحقيقة اليوم للعالم أجمع، والتي أثبتها كلام الله تعالى على لسان نبيه الأمين صلى الله عليه و سلم منذ أربعة عشر قرناً من الزمان




وبهذا يتضح أن الإنسانية بعلومها التجريبية والفلسفية لم تكن تعلم شيئاً عن النطفة الأمشاج، ولا في أواخر القرن التاسع عشر و تأكد ذلك في أوائل العشرين، وأنها لم تكن تدري أن الجنين الإنساني يمُّر بأطوار مختلفة من الخلق .. خلقاً من بعد خلق ،ولم تعرف ذلك إلا عام ( 1769 ) عندما قدم ولف ملاحظاته، ولم تتأكد هذه الملاحظات إلا بعد أن جاء شوان وشليدان وأوضحا دور الخلايا في بناء الأنسجة وذلك عام 1839، وفي عام 1883 تمكن ( فان بنرن ) من، إثبات أن كلا البويضة والحيوان يساهمان بالتساوي في تكوين الجنين، وفي أوائل القرن العشرين عرفت مراحل الجنين ودور الصبغات والجينات في تكوين الجنين وصفاته الوراثية… ويحدثنا الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري في شرحه لحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أن أحدكم يجتمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً _ باب القدر _ قال: وزعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده وأنه إنما يتكون من دم الحيض، وأحاديث الباب تبطل ذلك … وهذا دليل، وإلا فالآية واضحة في ذلك ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ،وقد أجمع أهل التفسير أن الأمشاج هي الأخلاط وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة


تكون العلقـة


بقلم الكاتب التركي هارون يحيى

تستمر الخلايا بالانقسام فتكون مجموعات تشكل الخلايا البصرية الحساسة للضوء ،والخلايا العصبية الحساسة للألم واللذة وللحرارة والبرودة ،والخلايا السمعية في الأذن الحساسة للترددات الصوتية وللاهتزازات، وخلايا الجهاز الهضمي القادرة على هضم الأغذية ومجموعات كثيرة أخرى أيضاً .
وعند انتهاء الأسبوع الثالث للحمل تكون الخلايا المتكاثرة بفعل الانقسامات قد تحولت إلى قطعة من اللحم بقدر مضغة. وقد وصف هذا التحول في القرآن الكريم بأنه تحول من " علقة " إلى " مضغة " :
(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون:14).
إن انتهاء المرحلة الأولى بتكون الطفل بهذه النتيجة يعد من اكتشافات السنوات الأخيرة، غير أن الله تعالى رب العالمين الذي أنزل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، قد أخبرنا بهذا الأمر قبل أن يكتشفه العلم بأربعة عشر قرناً من الزمان !
الجسم يبدأ بالتشكل :
تظهر حاجة الجنين ( الذي كان يقتصر عل أخذ الأغذية من دم أمه في الأيام الأولى ) إلى تكوين جهاز دوران الدم الخاص به لكي يقوم بتغذية جسمه وإرسال الأوكسجين إلى خلاياه، لذلك تبدأ مجموعة من الخلايا ـ بعد اتخاذها قراراً فجائياً بالتعاون معاً ـ بتكوين جهاز الدوران هذا . وهذا التصرف من قبل الخلايا يدل دلالة واضحة على أنها موجهة من الله تعالى القادر العليم .
في اليوم الثالث عشر من الحمل تجتمع مجموعة من الخلايا في منطقة في صدر الجنين لتكوين القلب. وتقوم هذه الخلايا في البداية بتكوين أنبوب على شكل حرف U، وبذلك تكون قد وضعت أساس القلب . ثم تبدأ خلايا أخرى تعد بالآلاف بصنع شبكة من الأوعية الدموية تغطي كل أجزاء جسم الجنين، وكأنها قد تلقت الأخبار التي تفيد بأن القلب قد بدأ تصنيعه .. وهكذا .. وبتراصّ هذه الخلايا بشكل واع، كل في مكانه الصحيح، بتم تكوين هذه الأوعية الدموية في اليوم الواحد والعشرين من الحمل، أي يكون جهاز الدوران حاضراً وجاهزاً لدوران الدم فيه . وفي اليوم الثاني والعشرين يدق القلب دقته الأولى، ثم يبدأ عمله المنظم بستين نبضة في الدقيقة وتكون التقلصات الأولى للقلب طولياً وتتحرك كموجة طولية، وعندما يتم تكوين القلب تصبح التقلصات في حجرات مختلفة وبشكل منظم .
لقد بدأ القلب بالنبض رغم أنه لا وجود للدم بعد . ولكن هناك خلايا أنيطت بها مهمة صنع الدم، وتقوم هذه الخلايا بهذا وكأنها قد علمت أن الجسم في حاجة إلى شيء اسمه " الدم " فنراها وقد انقلبت إلى خلايا دموية، ولا يلبث السائل الدموي أن يجري في العروق . وفي نهاية الأسبوع الرابع يكون القلب والعروق قد امتلأ بالدم . ولا شك أن تكّون القلب والدم ومنظومة الدورة الدموية عملية معجزة، فقبل أن توجد هذه الأعضاء ( أي قبل وجود القلب والدم والأوعية الدموية ) تقوم الخلايا ضمن خطة رائعة بالتوجه في الوقت المناسب تماماً إلى الأمكنة المناسبة لكل منها لتكوين منظومة الدورة الدموية التي لا يمكن للإنسان العيش دونها . ولا يمكن تحقق أي مرحلة من هذه المراحل بالمصادفات العمياء، كما لا يمكن أن يكون هذا المخطط الرائع أثراً من آثار هذه الخلايا التي نتجت عن انقسام خلية واحدة، وهنا تظهر أمامنا حقيقة الخلق مرة أخرى .

__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 26-12-2006, 08:39 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


ولا يبهرنا تكون منظومة الدورة الدموية فقط، بل إن الخصائص التي يتصف بها كل عنصر من عناصر هذه المنظومة والموازنات الدقيقة الموجودة فيها يثير الإعجاب أيضاً أضغط على الصورة لتكبيرها
والدم الذي يجري في عروق الجنين النامي في بطن أمه يحمل ـ من أجل القيام بواجباته الأولى بكفائة ـ خواص متميزة لا توجد في دم الإنسان العادي . فمثلاً تكون قابلية هيموغلوبين دم الجنين في حمل مادة الأكسجين أكثر بكثير مما هي موجودة في دم الإنسان البالغ، كما أن عدد الكريات الحمر الموجودة في سنتمتر مكعب واحد من دم الجنين أكثر مما هو موجود في دم الطفل الوليد حديثاً . وفي الشهر الرابع يبلغ مقدار الدم المنتقل من خلال الحبل السري إلى المشيمة أربعة وعشرين لتراً في اليوم الواحد، كما أن الدورة الدموية سريعة إلى درجة أن الدورة الواحدة لا تستغرق إلا ثلاثين ثانية فقط

وهكذا يكون الدم قد بدأ بنقل الأغذية والأوكسجين اللازم من المشيمة إلى الخلايا، وفي الوقت نفسه تكون الكليتان قد تكونتا فيبدأ الدم بنقل الفضلات التي جمعها من الخلايا إلى الكيتين للتصفية .
والآن لنقف لحظة ولنفكر : هل يمكن أن تظهر مثل هذه المنظومة الرائعة بالمصادفات في بوم من الأيام ؟ الدم الخاص للطفل الجنين، والأوعية الدموية التي تنقل هذا الدم إلى القلب ثم منه إلى الأماكن الأخرى، والروابط التي تربط هذه الأوعية الدموية بالمشيمة .. أيمكن أن تظهر كل هذه التراكيب والفصيلات ضمن شريط زمني وبعوامل المصادفات العشوائية ؟ أو هل من الممكن أن تقوم هذه التراكيب بإنشاء نفسها بنفسها ؟

يستحيل طبعاً، ومنظومة الدورة الدموية ( المهمة جداً للإنسان ) يجب أن تتكون وتتشكل في الوقت نفسه ودون أي نقص لأن أي خلل في تكوين القلب أو الدم أو الأوعية الدموية سيؤدي إلى توقف نمو الجنين فلو قام القلب بضخ الدم قبل تشكل الأوعية الدموية لساح الدم دون نظام ولم تتم الدورة الدموية، ولو لم يبدأ القلب بالعمل وبالنبض في الوقت المناسب لما توزع الدم في الجسم، وهذا يعني موت الجنين في رحم أمه قبل اكتمل نموه غير أن التعييرات في أجسام مليارات الناس الذين عاشوا حتى الآن عملت بكل دقة ودون خلل، حيث نَبَضَ القلب نبضته الأولى في الوقت المناسب تماماً ودفع المقدار المناسب من الدم إلى الجسم . وهذا يبين مدى عبث السؤال الذي طرحناه : " أيمكن أن يتكون جهاز الدورة الدموية مصادفة " ؟ ..
إن تكون منظومة أو كائن حي أو أي تركيب من التراكيب فجأة دليل واضح على أنها قد خلقت، وهذه حقيقة يتفق عليها كل صاحب عقل ولا يستطيع إنكارها .
إن الله تعالى هو خالق هذه المنظومات الرائعة وخالق الإنسان في أحسن تقويم ودون أي نقص .

بناء النظام العصبي :

وبينما تمضي هذه الفعاليات قدماً تظهر الحاجة إلى بنية جديدة، وهي النظام المركزي العصبي . ويبدأ تكوين هذا المركز العصبي بصنع ما يطلق عليه اسم القرص الجنيني في القسم العلوي بتكوين خطين متوازيين مع نتوءات هي بدايات الدماغ والحبل الشوكي، ويقوم القسم العلوي بتكوين تجويف، ثم تتصل أطراف الدماغ والحبل الشوكي، ويقوم القسم العلوي بتكوين تجويف، ثم تتصل أطراف التجويف وتلتصق مع بعضها البعض لتكون أنبوباص ضيقاً، ثم يغلظ القسم الأمامي من هذا الأنبوب ويتسع لتشكيل الدماغ، وفي الوقت نفسه يقوم القسم الخلفي بتكوين الحبل الشوكي .
إن هذه الحادثة التي لخصناها في جملة أو جملتين حادثة خارقة تتجاوز حدود الخيال الإنساني وتقوم المراحل الأخرى لتكوين النظام العصبي بتكرار العمليات الخارقة هذه وتكملتها .
واعتباراً من الأسبوع الخامس لتكوين الحبل الشوكي يبدأ إنتاج سريع لخلايا خاصة هي الخلايا العصبية وبمعدل خمسة آلاف خلية عصبية في الثانية الواحدة . وفي هذه المنطقة سيتكون الدماغ فيما بعد .
تتكون معظم خلايا الدماغ في الأشهر الخمسة الأولى من الحمل، وتتخذ كل خلية مكانها المرسوم لها في الدماغ قبل الولادة . وتبدأ هذه الخلايا العصبية المنتجة بسرعة كبيرة بالهجرة إلى مناطق بعيدة في الجسم لتكوين أذرع النظام العصبي المركزي .
غير أنه يجب على كل خلية عصبية أن تجد المكان المخصص لها بدقة، لذا تحتاج الخلايا العصبية الشابة حاجة ماسة لكي تجد طريقها إلى مرشد إلى دليل، وهؤلاء المرشدون عبارة عن خلايا خاصة تشبه الأسلاك تمتد في الساحة التي ينمو فيها الحبل الشوكي والدماغ ويتوسع . وتخرج الخلايا العصبية من أماكن صنعها وإنتاجها وتهاجر وهي ممسكة ومسترشدة بهذه الأسلاك، وعندما تصل إلى مكانها المخصص تدرك أن هذا هو مكانها الصحيح فتستقر فيه وتبدأ في الحال بتكوين امتدادات وأذرع للارتباط مع الخلايا العصبية الأخرى .
ولكن كيف تدرك هذه الخلايا العصبية حال تكونها أنها مقبلة على سفر كهذا السفر ؟ وكيف تدرك بأن عليها أن تستعين بالمرشدين لتجد أهدافها والأماكن المخصصة لها ؟.
وكيف تقرر شكل التعاون مع بعضها البعض ؟ فالخلايا العصبية هي ـ في نهاية المطاف ـ خلايا صغيرة لا ترى بالعين المجردة وتتكون من ذرات ومن جزيئات، ولذلك فليس في قدرتها معرفة الأماكن المخصصة لها عن وعي وشعور ولا اتخاذ قرار في هذا الأمر بنفسها، كما لا يستطيع الدماغ المركزي الذي يوجه هذه العملية إنجاز هذا الأمر لأن الدماغ غير متكون وغير متكامل بعد في الجنين الذي لا يزال في بطن أمه .
ما أن تتكون هذه الخلايا حتى تتوجه إلى أماكن لا تعرفها، وهي تتحرك في ظل المعلومات الملهمة لها وكأنها مبرمجة في حركتها هذه . ومن الواضح أن أي حادثة من الحوادث الجارية في أثناء تكون الدماغ والنظام العصبي لا يمكن أن تكون نتيجة مصادفات عمياء لأن أي انحراف في أي مرحلة من مراحل تكون هذا النظام العصبي يؤدي إلى خلل متسلسل في النظام بأكمله . إن إنتاج الخلايا العصبية ثم تحولها إلى شبكة عصبية ليست سوى مرحلة واحدة من مراحل تكون الدماغ والنظام العصبي المرتبط به، وخلافاً لإدّعاء التطورين فإن من المستحيل تكوين خلية عصبية واحدة عن طريق المصادفات، دع عنك تكون الدماغ بكامله .



توجد تفصيلات كثيرة جداً في عمليات تكون النظام العصبي . فمثلاً تملك الخلايا العصبية عند بدء تكونها بنية مختلفة عن بنيتها عند إنسان بالغ، وعندما تهاجر هذه الخلايا إلى منطقة معينة من الجسم للقيام بالمهمات المتعلقة بالنظام العصبي في الجنين النامي فإنها تملك خواص القيام بالعمليات الحيوية دون وجود الأكسجين، غير انها فور وصولها إلى منطقة الدماغ واستقرارها فيها جيداً تتحول إلى خلايا تحتاج إلى الأكسجين للقيام بعملياتها الحيوية . ويجب أن يتم هذا التحول عند جميع الخلايا العصبية بشكل كامل وإلا فشلت هذه الخلايا في الاستمرار في حياتها، ولا شك أن هذه العملية عملية إعجازية كبيرة

ونحن نعلم اليوم أن خلايا الدماغ إن بقيت مدة قصيرة بلا أكسجين فإنها تواجه خطراً شديداً ولو زادت هذه المدة قليلاً لكان المصير المحتوم هو الشلل أولاً ثم الموت ثانياً، غير أن الخلايا العصبية المتكونة حديثاً تملك نظاماً مختلفاً تمام الاختلاف . ولكن إن حدث خلل ولم تحدث عملية التغير في نمط عملياتها الحيوية هذه في اللحظة المناسبة لما تطور الجنين إلى إنسان كامل . ولا شك أنه من المستحيل قيام أي خلية بمعرفة وظائفها المستقبلية ثم قيامها ـ بإرادتها ووعيها وعلى ضوء هذه المعرفة ـ بتغيير بنيتها .
وفي هذه الحالة فإن الحقيقة التي تظهر أمامنا هي : إن الله تعالى هو الذي خلق هذه الخلايا العصبية ووهبها هذه الخصائص، وهو الذي يغيرها عند الحاجة ويهدي كل خلية للوصول إلى مكانها الصحيح الذي تستقر فيه . لذلك كان على إنسان أن يعرف أنه قد اجتاز جميع هذه المراحل وأن يحمد ربه على خلقه له هذا الخلق الكامل السوي وفي أحسن تقويم، وألا ينسى لحظة واحدة أن الله تعالى هو خالق كل شيء وأنها لا توجد قوة في الأرض ولا في السماء ولا بينهما سوى قوته وقدرته سبحانه وتعالى .
قال تعالى : (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (الكهف:37).
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 26-12-2006, 08:46 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


أهمية التخطيط بين الخلايا

بقلم الكاتب التركي هارون يحيى

ندقق النظر في نمو الجنين نرى تناسقاً وتوازناً تامين في هذا النمو . وفي نهاية الشهر الأول نرى بدء ظهور العينين والأذنين والأنف والفك والوجنتين في الجنين .
في أثناء هذا النمو المتناسق يكون من المهم استمرار النمو من جهة والتشكل ( أي أخذ الأعضاء شكلاً معيناً ) من جهة أخرى، مع استمرار التغير البنيوي .

ويشترط أن تجري هذه التغيرات في جميع أجزاء الجسم بشكل متناسق، لأن جميع الأعضاء في جسم الإنسان تملك تراكيب معقدة غاية التعقيد . فمثلاً يوجد في العين وحدها أربعون جزءاً مستقلاً، ولكن تقوم العين بوظائفها يجب أن يتحقق بين هذه الأجزاء نمو متناسب وأن توجد رابطة قوية فيما بينها، وأن يكون كل جزء في المكان المخصص له تماماً، وإلا عجزت العين عن القيام بوظائفها .والشيء نفسه ينطبق عند تشكل الذراع، إذ يجب تشكل العظم والعضلات في الوقت نفسه .
ويظهر من هذا ان جميع خلايا الجنين تتحرك بتناسق وتناغم وكل خلية على علم بالخطة العامة للجسم، وكل خلية من هذه الخلايا ترسل بعض إشارات شيفرية وتظهر رد فعل على الإشارات الشيفرية التي تتلقاها . أي أن خلايا الجنين بأجمعها تعمل ضمن نسق واحد، وتقوم هذه الخلايا ـ وكأنها بينها تفاهماً جماعياًـ بالاستفادة من المعلومات الموجودة في جزيئات DNA وتستعمل ما تحتاج إليه من هذه المعلومات وتكتسب مواصفات وخصائص يختلف بعضها عن البعض الآخر .
ولكن كيف تعرف كل خلية المكان الذي يجب عليها الذهاب إليه ؟ وكيف تعرف أي عضو ستقوم بتشكيله ؟ وكيف تنجح في إظهار كل هذه التناسق مع الخلايا الأخرى التي تعمل معها ضمن إطار واحد؟ ومن الذي يقرر كيفية استعمال المعلومات الجينية الموجودة في الخلايا





ومن الذي يقرر كيفية تمايز الخلايا وتنوعها ؟
لا يوجد عضو ناقص ولا عضو زائد في أجسامنا . إن النقص في أعضائنا يكون أحياناً مميتاً، أو سبباً لعاهة في ادنى الحالات . أما حالة الزيادة فإن العضو الزائد يشكل حملاً وعبئاً لا داعي له . لذا وجب تعيين عدد أعضاء الجسم منذ البداية، ولكن كيف يتم تعيين هذا العدد ؟ ؟ فعندما تبدأ مجموعة من الخلايا بتشكيل وصنع عضو ما كيف لا تقوم مجموعة أخرى بتشكيل وصنع العضو نفسه ؟
انصار نظرية التطور يزعمون أن جزيئة DNA مسؤولة عن هذه الوظيفة وهم يطلقون هذا الزعم الغريب للتخلص من هذه المشكلة . ولكن هذا مجرد خداع، لأن النقطة التي يجب الوقوف عندها هنا هي : من الذي أودع كل هذه المعلومات في جزيئة DNA ؟
والأهم من هذا : من الذي يقرر استعمال هذه المعلومات في المكان الفلاني وفي الوقت الفلاني وكيف يستعملها ؟ لا يملك التطوريون جواباً على هذه الأسئلة، فلا تملك الذرات التي تؤلف هذه الخلايا، ولا الأنسجة أو الدماء الجارية فيها، ولا الكائن الحي ولا أي مادة أخرى القدرة على إصدار مثل هذا القرار . إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي وضع هذه الخطة الرائعة في الخلايا بشكل شيفرات، وهو الذي يلهم الخلايا واجباتها ويعلمها كيفية تحقيق هذه الخطة وتطبيقها ،لأنه هو القادر على كل شيء .

معجزة خلق العين

عندما يبلغ عمر الجنين أربعة أسابيع يظهر تجويفان في جانبي الرأس، ومع أن الأمر يبدو غير قابل للتصديق فإن العينين ستصنعان في هذين التجويفين .





تبدأ العين بالتكون في اليوم 22 على هيئة أخدود بصري optic groove في يوم 28 تتكون الحوصلة البصرية optic vesicle ثم تغلظ العدسة lens placode وفي الاسبوع السابع يتكون بؤبؤ العين pupil، حيث تبدأ الخلايا بصنع الأجزاء المختلفة من العين طوال عدة أشهر ضمن خطة خارقة لا يتصورها العقل، فبعض الخلايا يقوم بصنع قرنية العين وبعضها بؤرة العين وبعضها عدسة العين، وعندما تصل الخلية إلى حدود نهاية ذلك القسم تتوقف عن العمل . كل خلية تعمل لصنع جزء من العين، ثم يتم الاتحاد بين هذه الأجزاء بشكل رائع . ولا يحدث أي اختلاط بين هذه الأجزاء، فلا تتكون مثلاً طبقة أخرى من الخلايا في موضع بؤرة العين ولا في موضع قرنية العين أو عضلاتها . كل قسم وكل جزء يكون في مكانه الصحيح بدقة متناهية وتستمر هذه العمليات، وأخيراً يتم إكمال صنع العين ( المتكونة من طبقات عديدة ) بشكل معجز وكامل .
هنا نسأل أنفسنا بعض الأسئلة : من أين تعرف هذه الخلايا أن عليها إنشاء طبقات مختلفة ؟ وكيف تقرر بدايات هذه الطبقات ونهاياتها ؟ ليس لهذه الأسئلة إلا جواب واحد، وهو أن هذه الخلايا تتحرك حسب الإلهام الإلهي، ولذلك تستطيع التصرف بوعي .
أما أنصار التطور الذين يعزون نشوء الإنسان إلى المصادفات فلا يملكون جواباً شافياً . ومن التطوريين الذين يشرحون الخطط الرائعة الموجودة في جسم الإنسان العالم هو بمرفون ديتفورث، ففي كتابه "الليل الهاديء للدينصورات " يتحدث عن نمو الجنين ونشوء الإنسان بالتفصيل، وهو يعترف بأن نظرية التطور لا تستطيع الإجابة على أسئلة مثل : كيف ؟ ولماذا؟ يقول : " عند إنشاء الأبنية فإن كل خطة ـ مهما كانت جيدة ـ محكومة عليها بالفشل إن لم يكن معروفاً أين ومتى سيبدأ البناء ,إن لم يوجد تخطيط لمراحل هذا البناء وتسلسل الأعمال فيه، فنحن نعلم أن أي بناء يبدأ العمل فيه من أسسه وبعد أنتهاء الجدران يوضع السقف، وأنت لا تستطيع القيام بأعمال الدهان في البناء قبل أكمال الأعمال الكهربائية والصحية .. الخ .. وإلى جانب وجود تسلسل معين في مراحل البناء كذلك يجب أن تتبع عملية البناء تنظيماً زمنياً معيناً . وهذا الأمر يجري مثله في الأبنية التي تقوم الطبيعة ببنائها، ومنها الخلايا، ولكننا لا نكاد نعرف أي شيء عن كيفية تحقيق علاقات التقديم والتأخيرعلى مستوى الخلايا . ولم يجد علماء الأحياء حتى الآن الجهة التي توعز للخلايا بعمل وتنفيذ أي جزء من الخطة وتوقيت هذا العمل . فبينما يتم تعويق بعض الجينات في اللحظة المناسبة وفي التوقيت الصحيح نرى أن بعضها الآخر يسمح له بالعمل . وأسئلة مثل : من الذي يعطي أوامر الخطر لبعض الجينات وأوامر السماح لجينات أخرى مثل هذه الأسئلة يلفها الظلام حتى الآن .
وفي تكوين العين ( التي تعد أفضل آلة تصوير في العالم ) نرى أن الخلايا المحرومة من الشعور ومن الوعي تتصرف وكأنها تملك شعوراً ووعياً وعقلاً لا حدود له، والنتيجة هي أن يتم صنع عيني الجنين في بطن الأم من لا شيء تقريباً . لا شك أن إنجاز هذا العمل لا يعود إلي الخلايا لأن هذه الخلايا إنما تتحرك بإلهام من قبل العليم الخبير والله تعالى يخبرنا في احدى الآيات بأنه هو المصور ( المشكل ) وهو الذي يقوم بهذا كله

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر:24).


يتبع إن شاء الله
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 28-12-2006, 03:05 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

تكون العظام قبل تكون العضلات


قال تعالى : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)[سورة المؤمنون : 13،14].

إن الله سبحانه و تعالى يبين لنا مراحل خلق الإنسان حيث يمر في مرحلة النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم يخلق الله سبحانه من المضغة العظام ثم تكسا العظام باللحم و الذي هو عبارة عن العضلات



ظل المختصون في علم الأجنة و هو العلم الذي يدرس تطور الجنين في رحم الأم حتى فترة قريبة يفترضون أن العظام و العضلات تتكون في وقت واحد و لكن الأبحاث المكروسكوبية المتطورة التي أمكن إجراؤها بفضل التطور التقني كشفت أن الوحي القرآني صحيح تماماً .
هذه الأبحاث الميكروسكوبية أثبتت أن تطور الجنين داخل رحم الأم يتم كما وصفته آيات القرآن، فأولاً تتكون الأنسجة الغضروفية التي تتحول إلى عظام الجنين ، ثم تكون بعدها خلايا العضلات ثم تتجمع مع بعضها و تتكون لتلتف حول العظام .
و الموضوع كله تشرحه نشرة علمية تحت عنوان تكون الإنسان كما يلي :
"خلال الأسبوع السابع يبدأ الهيكل العظمي بالانتشار في الجسم و تأخذ العظام شكلها المألوف ، وفي نهاية الأسبوع السابع و خلال الأسبوع الثامن تأخذ العضلات وضعيتها حول أشكال العظام ".

و باختصار فإن وصف القرآن الكريم لمراحل تكون الجنين ينسجم انسجاماً كاملاً مع مكتشفات علم الأجنة الحديث .


عظام طفل اكتمل تكوينها في رحم الأم و قد كساها اللحم في مرحلة معينة.


جاء القرآن على ذكر المراحل المتعددة لتكون الوليد في رحم الأم . و كما تذكر الآية 14 من سورة المؤمنون فإن عظام الجنين في رحم الأم تتشكل أولاً ثم تكسى بخلايا العضلات .
ويصف الله سبحانه وتعالى هذا التطور في الآية الكريمة بقوله : "فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً

اكتساء العظام بالعضلات :

حتى وقت قريب كان يعتقد أن العظام والعضلات تظهران وتنموان معاً، غير أن البحوث الأخيرة أظهرت حقيقة مختلفة تماماً لم يكن أحدٌ ينتبه إليها، وهي أن نسيج الغضاريف في الجنين يتحول إلى عظام أولاً، ثم يتم اختيار خلايا العضلات من الأنسجة الموجودة حول العظام لتتجمع هذه الخلايا وتلف العظام .

غير أن هذه الحقيقة التي كشفها العلم حديثاً قد أخبرنا ربنا عز وجل بها في القرآن قبل 1400 سنة : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون:14) .

هذه الحقيقة العلمية التي وردت في هذه الآية قبل قرون يتم شرحها في كتاب علمي حديث اسمه " نشوء الإنسان " كما يأتي : " في الأسبوع السادس وكاستمرار للتغضرف ( أي التحول إلى غضاريف ) تتم أول عملية تحول إلى عظام في عظم الترقوة، وفي نهاية الأسبوع السابع يبدأ التعظم (أي التحول إلى عظم ) في العظام الطويلة . وبينما تستمر العظام بالتكون يتم اختيار خلايا العضلات من النسيج المحيط بالعظم حيث تبدأ العضلات بالتكون، ويبدأ نسيج العضلات بالانقسام حول العظم إلى مجموعة أمامية ومجموعة خلفية .
والخلاصة أن مراحل نشوء الإنسان المذكورة في القرآن الكريم منسجمة تماماً مع مكتشفات علم الأجنة الحديثة، وقد أخبر الله رب العالمين الناس بهذه الحقيقة قبل قرون طويلة من الزمان .




التحضيرات المتخذة للعالم الخارجي :

بينما تنمو أعضاء الجنين تدريجياً وتدبّ فيها الحركة تكون هناك عمليات تحول بانتظام الجنين، لأن من الضروري تهيئة الجنين للعيش في ظروف مختلفة تماماً عن ظروف المستقر الآمن الموجود فيه في الرحم .
لذا يجب البدء بالتحرك تدريجياً وتشغيل أعضاء الجنين الناشئة حديثاً . ولا شك أن هذا الموضوع يتم حله بشكل كامل، حيث يبدأ سائل خاص بالدوران داخل الغشاء الذي يفصل الجنين عن الرحم، وتقوم كلية الجنين ورئته والغشاء السلي ( وهو الغشاء الداخلي الذي يحيط بالجنين مباشرة ) ورحم الأم بصنع هذا السائل بشكل مشترك ء.

السائل السلي : سائل الحياة للجنين :

هذا السائل المحضر بشكل خاص للطفل يسهل استعمال الأعضاء فيما بعد الولادة .
ويقوم الطفل بنوع من التمرينات في هذا السائل للتهيؤ للعالم الخارجي والتكيف له، فيشرب هذا السائل بشكل منتظم، وهكذا يتعود لسانه على تذوق المالح والمر والحلو والحامض وبعد مرة تنشط غدده اللعابية أيضاً . كما أن السائل السلي الذي يشربه الجنين يساعد على تهيئة الأمعاء لعمليات الامتصاص من جهة، ومن جهة أخرى يهيئ الكليتين للقيام بامتصاص هذا السائل من الدم على الدوام أي يعمل على تشغيل الكليتين .
والسائل الممتص من قبل الكليتين يرجع مرة أخرى إلى السائل السلي، ولكن هذه العملية لا تلوث السائل السلي لأن الكليتين ـ خلافاً لطريقة عملهما الحالي ـ تجعلان السائل الذي يشربه الطفل معقماً عندما تقومان برشحه، وهما تملكان بنية مؤهلة لهذا العمل . ثم إن هذا السائل يتم تنظيمه على الدوام بمعونة سوائل أخرى مثلما يتم تنظيف حوض ماء .
وبجانب هذه التطورات تبدأ سوائل الهضم في المعدة بالإفراز لتهيئة جهاز الهضم وجعله على أهبة الاستعداد كما تقوم الخلايا الموجودة في أمعاء الطفل باكتساب قابلية التمييز بين الأملاح وبين السكر، وبعد مدة ترسل فضلات هذه المواد إلى دم الأم، وبهذا تكون الأمعاء والكليتان قد تحولت إلى وضع فعال . ويتم امتصاص السائل السلّي من قبل أمعاء الجنين كل ثلاث ساعات ( أي ثماني مرات في اليوم ) ويرسل عن طريق الدم إلى دم الأم ويقوم رحم الأم، وكذلك رئتا الجنين وكليتاه، بإنتاج وصنع الكمية نفسها من هذا السائل الممتص وترسل إلى حوض السائل السلي، وهكذا يتم الحفاظ على كمية هذا السائل الحيوي بالنسبة للطفل . وبفضل عمل هذه المنظومة يقوم الجنين بتشغيل جهازه الهضمي دون أن يصاب بأي ضرر . يزداد مقدار السائل السلّي باطراد متوازن مع نمو الجنين، ففي الأسبوع العاشر يبلغ مقدار 30ملغم، وتزداد هذه الكمية إلى 350 ملغم في الشهر الخامس، ثم تبلغ لتر واحدا في الشهر السابع. أما عند الولادة فتنقص هذه الكمية إلى النصف


صورة لرأس الجنين داخل الرحم


ولا يقتصر عمل هذا السائل على تهيئة الجهاز الهضمي للطفل لما بعد الولادة، بل يساعد الجنين على الحركة بسهولة في رحم أمه، فيسبح وكأنه زورق مربوط برصيف ميناء أي أنه يتحرك بكل أمان في رحم أمه . كما أن هذا السائل يحفظه من جميع الضربات
التي قد تأتيه من الخارج، لأن أي ضغط مطبق على السوائل يتوزع إلى جميع الاتجاهات، وبهذا يحفظ الجنين من أي تأثيرات سلبية .
فمثلاً لو ركضت الأم فلا يتأثر الجنين من أي اهتزازات، وهذا يشبه عدم تحرك قطعة الفلين الموضوعة داخل إناء عندما ترج هذا الإناء . لقد تم اتخاذ جميع التدابير مسبقاً ضد جميع الأخطاء المتوقعة، وبذلك يكون الجنين محاطاً بنظام حماية فعالة .
ووجود هذا السائل وبقاء الجنين سابحاً داخله مهم من ناحية صحة الأم كذلك . فهذا السائل يملأ فراغات الرحم، وبهذه الوسيلة فإن الجنين الذي ينمو على الأيام لن يلقى ثقلاً كبيراً على الرحم . ولو لم يكن هذا السائل موجوداً لزاد ضغط الجنين علىالرحم بإزدياد نموه، ولو حصل هذا لكان رد الفعل الذي يحدثه جدار الرحم على الجنين مانعاً له من النمو الطبيعي .
والشيء الحيوي الآخر الذي يقدمه هذا السائل للجنين هو توفير حرارة ثابتة له . فكما هو معلوم فإن السوائل توزع الحرارة بشكل متساو، وهذا السائل الذي يبدل على الدوام له حرارة معينة، وهو يوزع هذه الحرارة التي يحتاجها الجنين في أثناء النمو إلى جميع الجهات بشكل متساو.
ولو حدث أي خلل في أثناء صنع هذا السائل أو في تنظيفه المستمر أو في مقداره لاختل نمو الجنين . فمثلاًً لو كان مقدار هذا السائل أقل من المطلوب أو لو لم يتوفر أصلاً لظهرت سلسلة من التشوهات، حيث تقصر الأعضاء وتتشوه وتكون المفاصل قطعة واحدة ويزداد سمك الجلد، ونتيجة للضغط يتشوه الوجه . أما أهم مشكلة فتظهر في بنية الرئة وفي هذه الحالة يموت الطفل حال الولادة



صورة لوجه الطفل في شهره الرابع قال الله تعالى في كتابه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين)


كل هذه المعلومات ترينا أن صنع وإنتاج هذا السائل الحيوي مستمر بشكل صحيح ودون نقص منذ وجود أول إنسان حتى الآن، لأنه يستحيل نمو الجنين في بطن أمه دون وجود هذا السائل . وهذا ينقض تماماً دعوى التطورين بأن الإنسان قد تطور بمراحل بطيئة ضمن شريط زمني طويل . فلو اختلت أي مرحلة من مراحل نشوء إنسان جديد (مثلاً لو نقص إنتاج أو صنع هذا السائل الذي شرحناه باختصار ) لاستحالت الولادة ولفني النسل الإنساني قبل أن يتكون . ولذلك فالقول بأن هذا السائل لم يتم صنعه إلا بعد زمن وبعد إحساس الحاجة إليه قولً ينافي الحقيقة والواقع، لأن هذا السائل يجب أن يوجد مع الطفل حتماً وبشكل مترافق، ومن المستحيل الزعم بأنه ـ وهو يحمل عبء مثل هذه المهمات الكبيرة والضرورية ـ قد ظهر نتيجة للمصادفات العمياء وفي لحظة واحدة .
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 29-12-2006, 03:57 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


التحضيرات للتنفس الأول

عملية التنفس هي أهم عملية للطفل بعد الولادة، فعلى الرئتين ( اللتين لم تعرفا حتى لحظة الولادة الهواء ولم تتعاملا معه أبداً ) أن تمتلئا بالهواء وأن تبدأ بعملية التنفس . تبدأ الرئتان بعلمية التنفس بشكل طبيعي مع أنهما لم تجربا من قبل هذه العملية لأن على الجنين ( الذي كان يتزود بالأوكسجين من دعم أمه ) أن يأخذ حاجته من الأوكسجين من الهواء بواسطة رئتيه من الآن فصاعداً .
إن الله تعالى الذي هيأ كل شيء للطفل الذي خلقه قد أتم جميع التحضيرات الضرورية في تكوين رئتيه أيضاً . وقد أوكل إلى الحجاب الحاجز ( الذي يربط القفص الضدري بالبطن ) مهمة تهيئة الرئتين للتنفس . يبدأ الحجاب الحاجز بالعمل وعمر الجنين يقارب ستة أشهر، فيبدأ أولاً ببعض حركات التقلص والانبساط في الساعة الواحدة وعلى فترات متقاربة، ولكنه يستمر في هذه العملية بعد الولادة بشكل دائم .

من هذه الأمثلة نعلم أن الطفل يكون تحت رعاية خاصة . ويجب ألا ننسى أن هذه وجميع الرعاية لا تعود إلى الأم، فبينما يستمر الجنين بالنمو تكون الأم مستمرة في حياتها العادية، وجميع التغيرات الحادثة في جسمها تكون خارج إرادتها وخارج سيطرتها ولا تستطيع التدخل في هذه العمليات حتى وإن أرادت ذلك . وجميع هذه العمليات والفعاليات تحدث بفضل القدرة اللانهائية لرب العالمين . وجميع التفصيلات الضرورية لنمو الطفل إلى إنسان سوي وطبيعي في الحياة يتم خلقها بأفضل صورة، وهكذا تتم الاستجابة لجميع متطلبات الطفل وهو جنين في بطن أمه من جهة، وتتخلص الأم من جهة أخرى من التفكير في كيفية المحافظة على حياة جنينها وطفلها .

وحتى لو فكرت الأم بما يجب عليها عمله فإنها لن تستطيع عمل أي شيء فمثلاً لا تستطيع أي ام القيام بنقل فضلات المواد من جسم جنينها إلى كليتيها لإتمام عملية التنظيف والتخلص منها بطرحها خارجاً، فالله تعالى وحده الذي يعرف جميع حاجات كل وليد جديد وهو الذي يضع وينشئ المنظومات التي تستجيب لهذه الحاجات والمتطلبات



بينما يتهيأ الطفل للعالم الخارجي تبدأ عملية رائعة بين الأعضاء في تقسيم العمل والأعمال والتطورات الواجبة قد غيرت ونظمت حسب شروط وظروف العالم الخارجي فالعينان اللتان لا يستعملهما الجنين في بطن أمه قد نظمتا حسب شدة الضوء في العالم الخارجي، ونظمت الأذنان حسب صفات الأصوات في الدنيا، وكذلك جهزت المعدة والأعضاء الأخرى في الجهاز الهضمي بأنظمة فسيولوجية مناسبة للأغذية الموجودة في الدنيا . وقد تمت برمجة الخلايا الموجودة في الجهاز الهضمي بحيث تستطيع القيام بتحليل أغذية لم تعرفها من قبل وهي تملك قابلية تحليل




الكاربوهيدرات والبروتينات والدهون كما أنها مجهزة بمخطط تعرف بموجبه أي الأعضاء في حاجة إلى أي نوع من الغذاء، فترسل تلك الأغذية إليها .وهكذا يهيأ الجنين بشكل مخطط ومبرمج للعالم الخارجي . وهنا نلفت الأنظار إلى أعضاء جسد هذا الوليد الجديد قد تهيأت للعالم الخارجي الذي لم تره ولم تسمع به ومحيط وجو لم تعرفه . وعندما يفارق الجنين جسد أمه تنمو أعضاؤه وكأنها تعرف البيئة والمحيط الذي ستواجهه، ويستحيل طبعاً عزو هذه المعرفة إلى " النطرة المستقبلية البعيدة للأعضاء " ! إن هذا التهيؤ الواعي الذي تقوم به خلايا الوليد بإلهام من الله تعالى دليل مهم من أدلة الخلق .

في الشهرو الأخيرة من الحمل يزداد وزن الجنين زيادرة ملحوظة، ويرجع السبب في هذا إلى بدء تكون الأنسجة الدهنية والخلايا التي تصنع الطبقة الدهنية ذات لون بني وهي تصنع وتكون هذه الطبقات الدهنية خلف الرقبة وحول الكليتين وخلف عظام الصدر ووظيفة الطبقات الخاصة من الدهن المحافظة على حرارة جسم الوليد عاليةًَ في الأشهر الأولى بعد الولادة، كما تشكل هذه الطبقات الدهنية غذاء احتياطياً للوليد.
وهذا دليل آخر علي قيام الخلايا الصانعة للطبقات الدهنية بأداء عملها على الوجه الأكمل حسب الواجبات الملهمة لها .

في هذه الأثناء تبدأ الدهون البيضاء بالتكون بطبقة رقيقة ،وهكذا يلف الدهن جلد الجنين بطبقة تحت الجلد . وبجانب طبقات الدهن تحت الجلد تقوم خلايا الجلد بصنع دهن آخر تكون وظيفته حفظ الجلد من السائل الموجود فيه . ومن المهم جداً تكون هذه الدهون لأن الطبقة الدهنية تكون فاصلاً بين الجلد وبين الماء فتمنع بذلك أي تأثير سلبي للماء على الجنين .
قلنا في الفصول السابقة إنه لا يسمح لعناصر نظام الدفاع والمناعة الموجودة في دم الأم بالدخول إلى دم الجنين لأن هذه العناصر تعد الجنين جسماً غريباً، لذلك كان من المحتمل القضاء عليه . ولكن ما أن يأتي الشهر التاسع حتى يتغير هذا الوضع فجأة، حيث تنتقل الأجسام المضادة ( وهي خلايا دفاعية ) من دم الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة . وعندما نبحث عن سبب هذا الأمر تفاجأ بحقيقة مذهلة تماماً، فخلايا الدفاع لا تتكون عند الوليد الجديد طوال ستة أشهر، ولكن الطفل الوليد في حاجة إلى الأجسام المضادة للدفاع عن نفسه ضد الجراثيم، ولذلك تقوم الأجسام المضادة العائدة للأم .
( والتي سمح لها بالدخول إلى دم الجنين في الشهر الأخير من الحمل ) بوظيفة الدفاع عن الجنين عند أول قدومه إلى الدنيا ضد الأمراض المعدية وضد الجراثيم.
وبعد مضي عدة أشهر يبدأ النظام الدفاعي والمناعي عند الوليد بصنع الأجسام المضادة، وعند ذلك توقف الأجسام المضادة المتنقلة إليه من أمه أعمالها .

وهذا الأمر الذي لخصناه قبل قليل مثال من الأمثلة العديدة التي شرحناها من قبل والتي تدل على التخطيط الرائع الموجود في خلق الإنسان، فقد حسبت جميع التفصيلات الدقيقة الخاصة بالشروط التي يجب توفرها لتكوين إنسان جديد في شهر وفي كل يوم وفي كل دقيقة، حيث يحتاج فيه الجنين إلى هذه المواد حتى يلغي النظام السابق بدقة ويحل محله نظام رائع آخر .و لا شك أن مثل هذه العمليات الرائعة لا تتم بإرادة ورغبة الخلايا وقرارها ،وكل هذه الأمور أدلة على الخلق بواسطة القدير العزيز ودون مثال مسبق .

وكما يظهر من الأمثلة المعطاة فإن كل مرحلة من مراحل نمو الجنين تخضع لرقابة دقيقة، والنمو يتم ضمن مراحل عديدة تنفذ حسب تخطيط كامل لا يخطئ، وفوق ذلك فقد مر كل إنسان عندما كان جنيناً بهذه المراحل ونما حتى وصل إلى وضعه الحالي . إن في هذا التصميم والتخطيط الرائعين الموجودين في خلق الإنسان آيات لكل متأمل ومفكر ذي عقل سليم .

الخلق من قطرة واحدة

تستمر فترة النمو طوال تسعة أشهر في رحم الأم دون قصور أو خلل، والجنين الذي دخل الرحم وهو قطرة واحدة يخرج منه وهو إنسان كامل .
ولو وقع أي خلل في هذه الفترة وخلال عمليات التحول فلا مفر من موت الجنين فمثلاً إن نما الدماغ بسرعة أكبر من نمو عظام القحف انحشر دماغ الجنين وتضرر، والشيء نفسه وارد بالنسبة للتلاؤم بين العظام والأنسجة، وكذلك في الأعضاء الأخرى كالعينين والرئتين والقلب وما يحيط بهذه الأعضاء من عظام . كما أن النمو المتناسق للأعضاء مهم جداً، فلو تأخر تكون الكليتين في أثناء تكون جهاز الدوران لتعذر تنظيف الدم ولتسمم الجسم . غير ن أي أمر من هذه الأمور لا يحدث بل يتنقل الجنين من مرحلة إلى أخرى بشكل سوي ويتم خلقه بكل كمال .
والقدرة الوحيدة التي خلقت هذا الإنسان من قطرة واحدة ثم سوته إنساناً هي قدرة الله تعالى القدير رب العالمين .
ويشرح الله تعالى في القرآن كيفية خلقه للإنسان فيقول : (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ {4})

لا شك أن وظيفة الإنسان ـ حيال هذه الحقيقة ـ تجاه ربه الذي خلقه من نطفة فجعله سميعاً بصيراً مفكراً هو الحمد الدائم والقرآن الكريم يذكر هذه الحقيقة فيقول : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (الملك:23).

نحو دنيا جديدة

عندما تتم جميع التحضيرات اللازمة لكي يخطو الجنين خطوته الأولى نحو دنيا جديدة يبدأ السائل السلي بفعاليات جديدة من أجل الولادة، حيث يقوم هذا السائل بتكوين أكياس صغيرة لتوسيع فم الرحم فيوصله إلى السعة اللازمة لمرور الطفل، وتقوم هذه الأكياس وتسيل السوائل منها مما يؤدي إلى جعل الطريق الذي يخرج منه الجنين لزقاً من جهة ومعقماً من جهة أخرى، وهذا الأمر يوفر ولادة سهلة ومحمية من الجراثيم أيضاً
وبالإضافة إلى هذه التحضيرات التي تتم في الرحم يجب توفر شروط عديدة في الوقت نفسه لكي يخرج الطفل إلى الدنيا بأمان . مثلاً يجب أن يتخذ الطفل أفضل وضع ملائم للعبور إلى الخارج، ولذلك يقوم بدوران تدريجي بواسطة حركات رجليه حتى يدخل رأسه في عنق الرحم .
ولكن كيف يستطيع طفل لم يخرج بعد إلى الدنيا معرفة أي الأوضاع هي الأنسب ؟
ومن أين له أن يعرف أفضل وضع وأنسبه للولادة ؟ وكيف يستطيع جنين في بطن أمه معرفة أنه قد حان وقت الولادة ؟ لا شك أن هذه تفصيلات مهمة جداً يجب الوقوف عندها والتفكر فيها . إن مثل هذه التصرفات الواعية التي يظهرها مخلوق لم يستكمل بعد أحاسيسه دليل واضح على أنها ليست نتيجة إرادته بل بإلهام من الله تعالى الذي أحسن خلقه .

توجد في أثناء ولادة الطفل أمثلة عدة لترتيبات معجزة . فمثلاً لكي تتحقق ولادة صحية يجب ألا يتضرر رأس الطفل وأن يكون له بنية خاصة تحفظه من الضرر عند الولادة، وعندما ننظر إلى جمجمة الطفل نرى تركيباً يوفر الحاجة، فهي تتكون من خمس عظمات يصل بينها نسيج مرن ولن هو نسيج اليافوخ هذا التركيب اللين والمرن يوفر مطاطية وليونة للرأس مما يساعد على عدم تضرر الرأس من أي ضغط يسلط عليه في أثناء عملية الولادة .

وقبيل ولادة الطفل تجري تحضيرات عديدة تحت فحوصات مكثفة، حيث تتخذ بعض الاحتياطيات لمواجهة بعض الاحتمالات . فمثلاً لتسهيل عملية الولادة والحيلولة دون حصول الالتهابات يدخل السائل السلي إلى الميدان .




__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 29-12-2006, 04:00 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي



وهنا يخطر على البال السؤال التالي: من الذي يسيطر ويتحكم ويقرر أن التحضيرات قد أكملت وأنه قد آن أوان الولادة ؟ من الذي دقق وفحص وعلم أن كل شيء قد تم : إن العينين مستعدتان للرؤية، وأن الرئتين مستعدتان للتنفس، وأن المفاصل قد كملت وأن الدماغ تشكل تماماً ودون نقص ؟ من يقوم بهذا كله ويخبر به الطفل ؟ .

لا توجد في جسم الجنين أية آلية تستطيع القيام بهذا الأمر . إن الدماغ الذي يعد مركز السيطرة ليس إلا عضواً نامياً مع الجنين، وحتى لو كان الدماغ كاملاً فلا يعني هذا شيئاً، لأن الجنين النامي حتى تلك اللحظة في بطن أمه يكون على جهل تام بالمحيط الخارجي ولا يمكن أن يكون على علم إن كان ببنية مناسبة للمحيط الخارجي أو لم يكن . كما أن الأم لا تستطيع تقرير وقت الولادة وتعينها لأنها عاجزة عن التدخل في أي مرحلة من مراحل العمليات الجارية في جسدها منذ اليوم الأول من الحمل، فكيف تستطيع إعطاء القرار وتعيين المرحلة الأخيرة ،أي تعيين وقت الولادة؟

لا شك في أن الله تعالى هو الذي يتصرف في هذه الأمور وهو الذي يقرر لحظة بدء الحياة في الدنيا لكل إنسان، فهو الخالق وهو العارف بكل لحظة من لحظات حياة كل إنسان وهو العارف بلحظة موته وانتهاء أجله في هذه الدنيا، وهو الذي يعين أجل كل إنسان .

ووظيفة كل عاقل عرف هذه الحقائق التفكر في خلقه ليكون شاهداً على القدرة اللانهائية لربه الخالق العظيم .والله تعالى يخاطب الناس في القرآن قائلاً :

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (الحج:5).


سبحان الله لا إله إلا هو
سبحانك اللهم لا شريك لك
سبحانك اللهم أنت الخالق و لا خالق سواك

أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله


إنتهى البحث و لله الحمد و الباب مفتوح للإضافات
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 20-01-2007, 10:55 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

بارك الله فيك أخي ماهر ..
وتم حفظ نسخة من الموضوع في الجهاز لأهمية الموضوع ..
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م