مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-07-2003, 02:08 PM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي التعريف :

التعريف :
فرقة من الفرق الاسلامية السنية، ظهرت في قلب الصحراء العربية سنة (1143 هـ) اسسها محمد بن عبد الوهاب احياءً لمذهب (ابن تيمية) المبني على أساس الفقه الحنبلي، وهي من الفرق السلفية التي تدعو للعودة الى الدين الاسلامي الصحيح المستمد من القرآن والحديث، ولكنها طعنت في عقائد المسلمين وكفرت بعضهم.

عوامل الظهور :
ـ أدخل الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدس باعتباره أهم الفروع الدينية مستغلاً طبائع المجتمع البدوي ورغبته في الغزو والغنيمة، فصارت القبائل تتهافت على الأنضمام الى الدعوة الجديدة، وكان كل نصر تناله الدعوة الوهابية في غزواتها يزيد من عدد أتباعها ومن حماسهم لها.
ـ عندما ادعى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأن دعوته هي حركة نهضة دينية وصلاحية قائمة على منهج السلف الصالح تدعو الى التوحيد الخالص ونبذ البدع وتحطيم ما علق بالاسلام من أوهام، ناصره أمير العينية عثمان بن حمد بن معمر في دعوته وروّج لها.
ـ استغل الوهابيون العداء الموجود لدى العشائر ضد الحكومة العثمانية ووالي بغداد، فأخذوا يحاولون نشر دعوتهم الجديدة في اوساط العشائر بشعارات الاصلاح والعودة الى اصول السلف.
ـ كان للحكام الدور الاكبر في نشوء هذه الفرقة وذلك لأن مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يدعو الى طاعة الحاكم واتباعه وعدم الخروج عليه مما وفّر الارضية المناسبة لبروزه واستقطاب الناس حوله.

النشأة والتطور :
ـ في عام « 1153 هـ » استطاع محمد بن عبد الوهاب استثمار وفاة أبيه الذي كان يعارض افكاره بشدة فراح يعلن عن عقائده ويستنكر على الناس ما يمارسونه من الشعائر الدينية ويدعوهم للانخراط في حزبه وتحت لوائه فاشتهر أمره في المدينة فلاقى دعماً ومناصرة من حكام العينية والدرعية.
عندما اصبح النظام الديني للوهابية قائماً على ان يتولى الملك السعودي امامة الوهابيين ساعد هذا التوجه على احترامها من قبل الحكام السعوديين المتعاقبين على السلطة ووفر لها فرص الديمومة والاستمرار.

الافكار والمعتقدات :
ـ قالوا : بوجـوب هدم المشاهد المقدسة التي بنيت على القبور ولم يجوزوا بقاءَها ـ بعد القدرة على هدمها وابطالها ـ يوماً واحــداً. ـ قالوا إن اركان الاسلام خمسة : شهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، واقامة الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
ـ قالوا : لم يروَ عن النبي (ص) في زيارة قبره ولا قبر الخليل حديث ثابت والاحاديث الكثيرة المروية لزيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الائمة ولا أصحاب السنن المتبّعة فيها شيئاً.
ـ قالوا : من الايمان بالله الايمان باسمائه الحسنى وصفاته العلى، الواردة في الكتاب العزيز والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكيف ولا تمثيل بل يجب ان تمر كما جاءت بلا كيف.ـ اعتبروا الامور التالية من الشرك :
أ ـ لبس الخيط والحلقة.
ب ـ النذر لغير الله.
ج ـ الاستعاذة بغير الله.
د ـ الاستغاثة بغير الله.
هـ ـ الطيرة.
ـ ومن جملة ما أفتوا بالغائه :
أ ـ التشفع بالاولياء واقامة النصب والقباب واعتبروا المدخن كالمشرك، وحرموا التصوير وسائر اصناف الابهة والترف.
ب ـ فتحوا باب الاجتهاد على مصراعيه واقرّوا به.
ج ـ قالوا : ان فكرة تقديم آل الرسول هي من أثر الجاهلية في تقديم أهل بيت الرؤساء.
د ـ كذبوا حديث المؤاخاة وان النبي (ص) قد آخى علياً عليه السلام وقالوا ان حديث المؤاخاة باطل.
هـ ـ قالوا : ان التمسح بالقبر ـ أي قبر كان ـ وتقبيله وتمريغ الخد عليه هو من الشرك ولو كان قبر النبي (ص).
و ـ قالوا : ان علياً (ع) انما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الارض والفساد، وهذا حال فرعون والله تعالى يقول : { تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقين }.
ـ حرموا التوسل بالاموات ولو كانوا انبياء وقالوا : من فعل هذا فهو مشرك بالله.

أبرز الشخصيات :
1 ـ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي 1111 هـ ـ 1207 هـ)
2 ـ عبد العزيز بن باز.
3 ـ عبد العزيز آل سعود. (1179 هـ ـ 1218 هـ) .
4 ـ محمد بن سعود. (1137 هـ ـ 1179 هـ) .
5 ـ سعود بن عبد العزيز.

مواقع الانتشار :
الموطن الأول للوهابية هو الحجاز ثم انـتشرت الى بعض المناطق الخليجية.

أحداث ووقائع :
ـ سنة 1208 هـ غزا الوهابيون مدينة البصرة وانتهبوا مدينة الزبير.
ـ سنة 1216 هـ أغار الوهابيون على مدينة كربلاء المقدسة وأباحوها وقتلوا أهلها، وأنتهبوا ما فيها بما في ذلك الضريح المقدس لسبط الرسول (ص) الحسين الشهيد (ع).
ـ سنة 1220 هـ غزوا نجران وما والاها.
ـ سنة 1221 هـ غزوا المدينة واستولوا عليها وأنتهبوا التحف، والاموال الموجودة في الحجرة النبوية الشريفة.
ـ سنة 1225 هـ غزوا الشام وقتلوا أهل موران قتلا ذريعاً.
ـ سنة 1305 هـ قاتلوا الشريف غالب « شريف مكة » واستولوا على مناطق كثيرة من بلاد الحرمين.
ـ سنة 1317 هـ وقعت مجزرة الطائف.
ـ سنة 1332 هـ ـ 1336 هـ ناصروا الانجليز ضد الخلافة العثمانية التركية، واستولوا على الحجاز وطردوا الحسن بن علي ملك الحجاز من المدينة.
ـ سنة 1343 هـ هدموا الاماكن المقدسة في البقيع، وانتهبوا حرم الرسول (ص) للمرة الثانية، وكادوا يهدمون القبر النبوي المقدس، لكنهم اكتفوا بهدم قباب نساء النبي واولاد الرسول والصحابة.
ـ سنة 1231 هـ جهز محمد علي باشا جيشاً بقيادة ولده ابراهيم ووجهه الى الحجاز، ثم صار منها الى نجد فتوغل فيها شيئاً فشيئاً، الى ان وصل سنة 1233 هـ الى الدرعية عاصمة الوهابية، وبعد حصار دام خمسة أشهر استسلم أميرها عبدالله بن سعود فأرسله ابراهيم الى الاستانة حيث قتل ومن معه في ميدان آيا صوفيا.

من ذاكرة التاريخ :
ـ لما التحق محمد بن عبد الوهاب بأمير الدرعية وبزغ نجمه أحس عثمان بن معمر أمير العينية بتمخض خطرهم فلم يجد مناصاً من اظهار التودد والمداراة معهم الى ان انتهى به الامر الى تزويج أبنته من ابن عبد العزيز بن محمد بن سعود، الذي بلغ الوهابيون في عهده أوج قوتهم.
وكان لموقف محمد بن عبد الوهاب الذي لم ينسَ ان أمير العينية قد نفاه منها، فأتهمه بأنه اجرى مراسلات سرية مع حاكم الاحساء محمد بن عفالق واعدّ العدة للخيانة، ولأجل ذلك أرسلوا بعض أعوانهم ومنهم حمد بن راشد وابراهيم بن زيد الى عثمان بن معمر حاكم العينية فأغتالوه اثناء ادائه لصلاة الجمعة.

خلاصة البحث :
الوهابية : من الفرق الاسلامية السنية ظهرت في قلب الصحراء العربية سنة (1143 هـ) أسسها محمد بن عبد الوهاب احياءً لمذهب (ابن تيمية) وهي فرقة طعنت في عقائد المسلمين وكفرت بعضهم دعوة منهم للعودة الى الدين الاسلامي الصحيح المستمد من القرآن والحديث.
ـ استطاع الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ان يقحم في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدس باعتباره من أهم الفروع الدينية، وبهذا وضع أصبعه على النقطة الحساسة في المجتمع البدوي وهي الغزو والغنيمة، فصارت القبائل تتهافت على الانضمام الى هذه الدعوة الجديدة، واصبح كل نصر تناله الوهابية يمثل رصيداً في زيادة الاتباع والمتحمسين لها.
ـ عندما أصبح نظامها الديني قائماً على ان يتولى الملك السعودي امامة الوهابيين ساعد هذا التوجه على احترامها من قبل الحكام السعوديين المتعاقبين على السلطة ووفر لها فرص الديمومة والاستمرار.
من افكارهم ومعتقداتهم : قولهم بوجوب هدم المشاهد التي بنيت على القبور ولم يجوزوا ابقاءَها ـ بعد القدرة على هدمها وابطالها ـ يوماً واحداً ولديهم افكار ومعتقدات اخرى لم يشاطرهم فيها احد من المسلمين.
  #2  
قديم 18-07-2003, 02:31 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

الإبـــاضـــية الـخــوارج
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد. فهذا بحث موجز نبين فيه حقيقة الديانة الاباضية ونسبتهم ومذهبهم .

تــــــــــــمــــهــــــيـــد
هذه الفرقة تحمل فكر الخوارج وهي فرقة موجودة في عصرنا الحاضر , فقد قال بكير بن سعيد اعوشت - أحد علمائهم - انهم يوجدون حاليا في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار.

أولاً : مــؤســس الاباضية :
انهم ينسبون في مذهبهم حسب ما تذكر مصادرهم إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه . انظر أجوبة ابن خلفون ص9 .
وقد نسبوا إلى عبد الله ابن أباض لشهرة موقفه مع الحكام واسمه عبد الله بن يحيى بن أباض المري من بني مرة بن عبيد وينسب إلى بني تميم .

وللأباضية صولة وجولة في باب الخروج على الإمام , فقد ثار يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم باليمن وجمع حوله من الأتباع والأنصار ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة128هـ , وهذا الشخص أصله من حضرموت تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة130هـ .

وقد ذهب بعض العلماء من الأباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الأباضية وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ( جماعة المسلمين ) أو ( أهل الدعوة ) ( أهل الاستقامة ) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم . أجوبة ابن خلفون ص9 .

وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الأباضية لا يعرفون ابن أباض وأنه شخص مجهول وهذا خطأ منه فإن ابن أباض شخص يعرفه الإباضيون ولهذا رد عليه ( علي يحيى معمر الأباضي) وذكر أن الأباضية يعرفون ابن أباض معرفة تامة ولا يتبرؤن منه .

ثانياً : هل الإباضية من الخوارج؟؟
اتفقت كلمة علماء الفرق - الأشعري فمن بعده - على عد الأباضية فرقة من فرق الخوارج وليس المخالفون للأباضية فقط هم الذين اعتبروهم في عداد الخوارج , وإنما بعض علماء الأباضية المتقدمون أيضا , إذ لا يوجد في كلامهم ما يدل على كراهيتهم لعد الأباضية فرقة من الخوارج .

ونذكر فيما يلي بعض النصوص من كلام علماء الأباضية حول الخوارج وبيان مدحهم للخوارج .

قال مؤلف كتاب الأديان وهو أباضي : ( الباب الخامس والأربعين في ذكر فرق الخوارج , وهم الذين خرجوا على علي بن أبي طالب لما حكم ) ثم أخذ يذكر الخوارج في أكثر من موضع من هذا الكتاب على سبيل المدح قائلاً : هم أول من أنكر المنكر على من عمل به وأول من أبصر الفتنة وعابها على أهلها . لايخافون في الله لومة لائم قاتلوا أهل الفتنة حتى مضوا على الهدى ) الى أن يقول : ( وتتابعت الخوارج وافترقت الى ستة عشر فرقة ) . كتاب الأديان ص96.

ويقول نور الدين السالمي عن الخوارج : ( لما كثر بذل نفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف سموا خوارج وهو جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله , وكان اسم الخوارج في الزمان الاول مدحا لأنه جمع خارجة وهي الطائفة التي تخرج للغزو في سبيل الله ) . انظر الاباضية بين الفرق الاسلامية ص384 .

ويقول صاحب كتاب ( وفاء الضمانة ) الأباضي : ( وكان الصفرية - احدى فرق الخوارج - مع أهل الحق منا في النهروان ) . وفاء الضمانة بأداء الامانة للعيزابي3/22.

موقف الاباضية من عثمان وعلي رضي الله عنهما
من الأمور الغريبة جدا أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة خصوصا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه .

فعثمان رضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة , أما بالنسبة للخوارج فقد تبراوا منه ومن خلافته بل وحكموا عليه بالارتداد والعياذ بالله وحاشاه من ذلك . وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف أباضي من السب والشتم لعثمان ما لا يوصف ولم يكتف بالسب والشتم وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيها عثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر . كشف الغمة ص268 .
ولا شك ان هذا بهتان عظيم .

ويوجد كذلك كتاب في الأديان وكتاب آخر اسمه ( الدليل لأهل العقول ) للورجلاني فيهما أنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه حيث سماهم ( فرقة أهل الاستقامة ) وهم في الحقيقة بغاة مارقون لااستقامة لهم إلا على ذلك .

وأما بالنسبة لموقفهم من علي رضي الله عنه :

فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحت عنوان فصل من كتاب الكفاية قوله : فإن قال ماتقولون في علي بن أبي طالب , قلنا له أن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة وذكر أسباباً - كلها كذب - توجب البراءة منه في زعم مؤلف هذا الكتاب منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيته المذمومة .

قال زعيم الأباضية عبدالله بن أباض نفسه في كتابه لعبد الملك عن معاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة : ( فإنا نشهد الله وملائكته أنا براء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا نعيش على ذلك ماعشنا ونموت عليه إذا متنا ونبعث عليه إذا بعثنا نحاسب بذلك عند الله ) اهـ . وكفى بهذا خروجا .

وصاحب كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه - كما يزعم - كذلك بسبب قتلهما عبدالرحمن بن ملجم وتسليمهما الإمامة لمعاوية .

ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً والأباضية أيضاً من الصحابة السابقين وقفوه أيضاً من طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وأوجب لهما الورجلاني النار . انظر كشف الغمة ص304 , الدليل لأهل العقول ص28 .

وقد بشرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وهؤلاء الخوارج يوجبون عليهما النار فسبحان الله ما أجرأ أهل البدع والزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الاسلام بأنفسهم وأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاتسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) . أخرجه مسلم7/188 .

وأنه لما يحار فيه الشخص هذا الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا كان اخص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير مرضين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟

عقائد الأباضية

إن الأباضية كغيرهم من أهل البدع لهم عقائد خالفوا فيها منهج أهل السنة والجماعة ووافقوا فيها من على شاكلتهم من المبتدعة الضلال .

صفات الله
: أما مايتعلق بصفات الله تعالى فإن الأباضية انقسموا فيها فريقين .
فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ,فهم كالجهمية في ذلك . وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلخ . فالصفات عندهم عين الذات قال أحمد بن النضر من علمائهم :

وهو السميع بلا أداة تســمع إلا بــقدره قادر وحــداني
وهو البصير بغير عين ركبت في الرأس بالأجفان واللحظان
جل المهيمن عن مقال مكـيف أو أن ينـــال دراكه بمكان


انظر كتاب الدعائم ص34 . ويقول السالمي :

أسماؤه وصـــــفات الذات ليس بغير الذات بل عينها فافهم ولا تحلا
وهو على العرش والأشيا استوى وإذا عدلت فهو اســتواء غير ما عقلا
وإنما استوى ملــك ومــقدرة له على كلها استيلاء وقـــــد عدلا
كما يقال استوى سلطانهم فعـلى على البلاد فحاز الـــــسهل والجبلا


غاية المراد ص7. و قال العيزابي منهم : ( الحمد لله الذي استوى على العرش أي ملك الخلق واستولى عليه وإلا لزم التحيز وصفات الخلق ) . الحجة في بيان المحجة ص6,18.

وهذا في الحقيقة نفي للصفات ولكنه نفي مغطى بحيله إرجاعها الى الذات وعدم مشابهتها لصفات الخلق وقد شنع الورجلاني منهم على الذين يثبتون الصفات بأنهم مشبهة كعباد الأوثان وأن مذهب أهل السنة هو - حسب زعمه - تأويل الصفات فاليد النعمة والقدرة والوجه الذات ومجيء الله مجيء أمره لفصل القضاء لأن إثبات الصفات لله هو عين التشبيه كما يزعم .انظر الدليل لأهل العقول ص32 .

ومعلوم لطلاب الحق أن هذا ليس هو مذهب السلف الذين يثبتون الصفات لله كما وصف نفسه في كتابه الكريم ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل .

قال ابن تيمية ( رحمه الله ) في بيان مذهب السلف
: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .

وطريقة السلف في اثبات كل صفة لله أنهم يقولون فيها أنها معلومة المعنى مجهولة الكيف والسؤال عن الكيف بدعة وان الله : ليس كمثله شيء وهو السميع العليم .

فالأباضية وافقوا أهل البدع في باب الأسماء والصفات .

__________________
  #3  
قديم 18-07-2003, 02:33 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

استواء الله وعلوه
: وأما عقيدة الاباضية في استواء الله وعلوه , فإنهم يزعمون أن الله يستحيل أن يكون مختصاً بجهة ما بل هو في كل مكان وهذا قول بالحلول وقول الغلاة الجهمية ولهذا فقد فسر الإباضية معنى استواء الله على عرشه باستواء أمره وقدرته ولطفه فوق خلقه , وهذا تأويل المبتدعة من الجهمية وغيرهم .

رؤية الله
: وذهبت الأباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل - كما يزعمون - يحيل ذلك ويستبعده وانما هي عقولهم الفاسدة وأهواؤهم المضلة والعقل السليم لايخالف النص الصحيح ولكن العقل اذا انحرف عن منهج الله ضل وابتدع وسار بصاحبه الى الهاوية .

وليعلم أن مسألة رؤية الله يوم القيامة تعتبر عند السلف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة لايماري فيها احد منهم بعد ثبوتها في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابة رضي الله عنهم وفي اقوال علماء السلف قاطبة رحمهم الله تعالى ولم يخالف في ذلك الا المبتدعة من أمثال الأباضية وغيرهم .

كلام الله تعالى
: ومن عقائد الأباضية في كلام الله تعالى القول بخلق القرآن بل حكم بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم . انظر مقدمة التوحيد ص19 , والدليل لأهل العقول ص50 .

وقد عرف المسلمون أن القول بخلقه من أبطل الباطل إلا من بقي على القول بخلقه منهم وهم قلة شاذة بالنسبة لعامة المسلمين وموقف السلف واضح فيها وهو موقف إمام السنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهو القول بأن القرآن كلام الله غير مخلوق تكلم الله به بطريقة لا نعلمها , وقد تواترت النصوص عن السلف رضي الله عنهم بأن القول بخلق القرآن كفر وضلال والعياذ بالله .

عذاب القبر
: وقد أنكر بعض الاباضية عذاب القبر وأثبته بعضهم , قال النفوسي في متن النونية :

و أما عذاب القبر ثبت جابر و ضعفه بعض الأئمة بالوهن
انظر متن النونية ص27. ومعتقد السلف جميعاً هو القول بثبوت عذاب القبر ونعيمه كما صحت بذلك النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة .

معتقدهم في الميزان
: الميزان عند السلف والمسلمين والذي جاءت به النصوص أنه له كفتان حسيتان مشاهدتان توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه , اما الاباضية فتنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيء وإن الله يفصل بين الناس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد غير مثبتين ما جاءت به النصوص من وجود الموازين الحقيقية في يوم القيامة . انظر متن النونية للنفوسي ص25 .

الصراط
: وكما أنكر الأباضية الميزان أنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم. انظر غاية المراد ص9 , وذهب بعضهم وهم قلة الى اثبات الصراط .

والسلف على اعتقاد أن الصراط جسر جهنم وأن العباد يمرون عليه سرعة وبطئاً حسب أعمالهم ومنهم من تخطفه كلاليب النار فيهوى فيها .

الامام
: والخوارج كافة ينظرون الى الامام نظرة حازمة هي الى الريبة منه أقرب ولهم شروط قاسية جداً قد لاتتوفر إلا في القليل النادر من الرجال وإذا صدر منه أي ذنب فإما أن يعتدل ويعلن توبته وإلا فالسيف جزاؤه العاجل .

التقية
: وجوز الأباضية التقية كإخوانهم الرافضة , وقد أورد الربيع بن حبيب في مسنده روايات في الحث على التقية تحت عنوان : ( باب ماجاء في التقية ) . فلهم نصيب من مشابهة الروافض والله المستعان .

عقائد اخرى :
قال أبو الحسن الأشعري في المقالات : ( والإباضية يقولون إن جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان , وإن كل كبيرة فهي كفر نعمة , لا كفر شرك , وإن مرتكبي الكبائر في النار خالدون فيها .) اهـ انظر مقالات الاسلاميين1/189 .

وقال يزيد بن أنيسة زعيم اليزيدية من الأباضية : ( نتولى من شهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة من أهل الكتاب , وإن لم يدخلوا في دينه ولم يعملوا بشريعته , وزعم أنهم بذلك مؤمنون ) . اهـ انظر مقالات الاسلاميين1/184 .

وقال الأباضية جميعاً : ( إن الواجب أن يستتيبوا من خالفهم في تنزيل أو تأويل , فإن تاب وإلا قتل , كان ذلك الخلاف فيما يسع جهله أو فيما لايسع جهله ) . انظر مقالات الاسلاميين1/186 .

وقالوا : من زنى أو سرق أقيم عليه الحد ثم استتيب فإن تاب وإلا قتل .
وقالوا : الإصرار على أي ذنب كان كفر .
انظر مقالات الاسلاميين1/186,187 .

هذه جملة من عقائد الأباضية التي خالفوا فيها أهل الحق واستحلوا دماء مخالفيهم .

وللمزيد اذكر بعض المراجع التي بينت حقيقة دين الأباضية .
فرق معاصرة تنتسب الى الاسلام وبيان موقف الاسلام منها .ومنه نُقِلَ اغلب هذا البحث لمؤلفه غالب بن علي عواجي .
ودراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين ( الخوارج والشيعة ) للدكتور احمد محمد جلي .

هذا ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يجنبنا مضلات الفتن والأهواء .
__________________
  #4  
قديم 19-07-2003, 03:13 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي

افتراء الطحان على سلف الأمة
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
ثم إن الطحان حاول أن يكابر الحقيقة عندما ادعى أنه لم يقل بما فسرنا به قول الله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" أحد من السلف.

ما المراد بكلمة "السلف" في كلامه؟.

هل المراد بذلك السلف الصالح؟ أو أن المراد بذلك سلف الحشوية الذين يقدمون كلامهم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك واضحاً في كلامه الذي نقضناه قبل قليل.

فإن كان المراد بقوله السلف؛ سلف الحشوية فمالنا ولهم، فقد نابذناهم من أول الأمر بأن رجعنا إلى كتاب الله الذي كفروا به وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي جحدوها؛ بقولهم: (لا خير فيها).

وإن كان المراد بالسلف؛ سلف هذه الأمة الصالحين، فإن السلف قد قالوا قولنا، وقد سبق أن ذكرت([1]) ذلك فيما حكيته من النص الذي جاء في "الحق الدامغ"([2]): رواه الإمام الربيع رحمه الله تعالى عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن عباس رضي الله عنهما وعزاه إلى مجاهد ومكحول وإبراهيم والزهري وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ورواه ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما من الصحابة وعن عكرمة من التابعين، ورواه عن عكرمة عبد بن حميد، كما رواه عن مجاهد وأبي صالح بإسناد صححه الحافظ ابن حجر، وقد ذكرت أن الإمام ابن جرير الطبري رواه عن مجاهد بخمسة أسانيد([3]).

أما الدعوى التي ادعاها هذا الطحان وهي أن السلف كانوا يهابون تفسير مجاهد لأنه كثيراً ما كان يأخذ عن أهل الكتاب، وأنه كان تارة يرجع إلى رأيه بنفسه وتارة يفسر القرآن بما يقوله أهل الكتاب، فنحن نعترض على هذه الدعوى الفارغة الباطلة بأمرين:-

الأمر الأول:-

أن أهل الكتاب ما كانوا في يوم من الأيام ينزهون الله سبحانه وتعالى، وهل هم إلا أئمة لهؤلاء الحشوية الذين شبهوا الله بخلقه، فاليهود هم الذين قالوا لموسى عليه السلام: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" ([4]) فهل عرف ذلك الطحان أو لم يعرف؟! لعله يجحد ما في كتاب الله سبحانه وتعالى!! فالله سبحانه وتعالى أخبر عن اليهود بذلك، وبين بأنها عقيدتهم، ورد عليهم قولهم في حقه سبحانه، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً: "إن الله فقير ونحن أغنياء" ([5]) وقد جاء في توراتهم المحرفة أن إسرائيل صارع الإله فصرعه، فهل هؤلاء ينكرون الرؤية؟!.

وأما النصارى فقد أثبتوا حلول اللاهوت في الناسوت وقالوا: بأن الله ثالث ثلاثة. وقالوا في عيسى ابن مريم: أنه هو الله. كما نص القرآن الكريم على ذلك، فهل كان هؤلاء يجحدون رؤية الله سبحانه وتعالى حتى يقال: بأن مجاهداً أخذ هذا التفسير عنهم.

الأمر الثاني:-

أننا نجد سلف الحشوية الذين يعتز بهم الطحان، يقولون بخلاف ذلك، فيكفي هنا أن أنقل نصاً عن ابن تيمية الذي هو في مقدمة أئمة هؤلاء الحشوية الذين يعتز بهم الطحان، ويقدم كلامهم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

فابن تيمية يقول في مجموع فتاواه في ج13، ص368-369: (إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر، فإنه كان آية في التفسير، كما قال ابن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها. وبه إلى الترمذي: حدثنا الحسين بن مهدي البصري حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال: ما في القرآن آية إلا وقد سمعنا فيها شيئاً. وبه إليه قال: حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعشى قال: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. وقال ابن جرير: حدثنا أبو جريج قال: حدثنا طلق بن غنام عن عثمان المكي عن أبي مليكة قال: رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواح قال: فيقول ابن عباس: اكتب. حتى سأله عن التفسير كله، ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به) وجاء هذا الكلام أو نحوه في أصول التفسير لابن تيمية أيضاً في ص93.

فليرجع الطحان إلى هذين المصدرين.

فهل يؤمن بما قاله ابن تيمية مع أنه يقدم كلامه على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو لا يؤمن بذلك؟!!.



  #5  
قديم 19-07-2003, 03:17 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي

السلفية وجهة نظر بدوية
السيد محمد الكثيري

عرف الاسلام عبر تاريخه الطويل تفسيرات وتأويلات متعددة، نشأت عنها المدارس الفقهية والاصولية المختلفة. وكان لكل مدرسة جذورها الفكرية والواقعية التي تغذيها و تصبغها بلون خاص، يؤكد خصوصيتها وتميزها. والمدارس السلفية كاجتهاد ووجهة نظر في الاسلام، لها ما يميزها كذلك. و اهم ما لاحظه الباحثون، الجذور العميقة لاصحابها في البداوة. فاذا كانت "حران" مسقط رأس ابن تيمية، الاب الشرعي للحركة السلفية. فانه "نجد" ستكون ليس فقط مولد الزعيم السلفي والقائم بأمر دعوتها. ولكن موطن هذه الحركة والرحم الطبيعية التي تفرخ الاتباع والافكار.

اما اهم ما يجمع بين حران و نجد فانها الطبيعة الصحراوية، حيث الجفاف والبعد عن المدينة، لذلك تميز سكانها بالعراقة في البداوة، ولم تعرف المنطقتان على طول التاريخ الاسلامي اية حركة مدنية واسعة او تمركز عمراني حضاري، خصوصا بلاد نجد التي كانت وما زالت موطنا لقبائل ابدو الرحل الذين يتنقلون بحثا عن الكلأ والخضرة طوال السنة.

و نحن عندما نسلط الضوء على الخلفيات الجغرافية والبشرية للحركة السلفية، نفعل ذلك للكشف عن جذور بعض الظواهر الفكرية والسلوكية التي تتميز بها هذه الحركة، والتي لا يمكن معرفتها و تحليها، الا بارجاعها الى منطلقاتها الاصلية. والبداوة الصحراوية بالخصوص لها مميزات خاصة يعرفها كل من درس حياة البدو الصحراويين او عايشهم. فقساوة الطبيعة وشظف العيش، والبحث الدائم و المستمر على المرعى والماء، وما يتبع ذلك من حياة عدم الاستقرار والمخاطرة الدائمة، كل ذلك ينطبق على سلوكيات الافراد –البدو- ويظهر جليا في معاملاتهم وتفكيرهم. فالجفاء والغلظة والقسوة وبساطة المعرفة والحرمان من ايجابيات المدنية الحضارة، كلها صفات و اوضاع يعرفها البدو، ويمتمثلها صغيرهم بعد كبيرهم.

لذلك لما كانت نجد منطلق الدعوة السلفية و كان ابناءها هم جند هذه الحركة واتباعها و دعاتها. كان لزاما ان تصطبغ دعوتهم بكل صفات البداوة وعلى رأسها الغلظة والخشونة، بالاضافة الى ضعف المستوى العلمي والفكري والذي يكون عادة بسيطا و سادجا وبدائيا: يقول محمد اسد في كتابه "الطربق الةى مكة": (..ان كثيرا من مفاهيمهم –اي الوهابية- كانت بدائية، وان حماستهم الدينية كثيرا ما قاربت الغلو)(1).

و لاشك ان الغلو الذي عرفوا به وواكب حركتهم سببه القصور المعرفي الواضح. فلم تكن نجد قديما ولا حديثا حاضرة علمية، ومن اراد من اهلها ان يكسب حظا من العلم والمعرفة كان يهاجر الى العراق او الشام ومصر وكذا المدينة المنورة.

الخشونة و ضيق الافق:

واذن فقد كانت بلاد نجد في فجر انطلاقة الحركة الوهابية غارقة في الجهل و الامية والسداجة المعرفية. لكن بعد فترة قصيرة من الزمن سيصبح ابناء هذه المنطقة و فجأة علماء و فقهاء و دعاة للاسلام وعقيدة التوحيد. ليس فقط ضمن مجالهم الجغرافي، الصحراوي الضيق ولكن لابعد من ذلك شرقا وغربا. حيث بدأت محاكمة الاسلام والمسلمين معا، انطلاقا من معارف هؤلاء الدعاة الجدد. فما ارتضوه حقا هو الحق، وما جهلوه فهو الباطل الذي يجب ان يرفض ويزول بحد السيف. يقول الدكتور محمد عوض الخطيب: (انطلقت الوهابية من نظرة خاصة للاسلام احتوت على الحد الاقصى من التزمت و ضيق الافق، مسيئة الظن بالمسلمين الى درجة اعتبارهم بشكل مسبق كافرين و مشركين)(2)

و ضيق الافق والتزمت الذي عرف به دعاة الوهابية لم يكن بسبب المزاج الصحراوي فقط ولكن بسبب بساطتهم المعرفية وسداجتهم الفكرية وضعف بضاعتهم في الفكر الاسلامي. يقول السيد محمد سليم الاسكندراني: (اني اجتمعت بكثير من علمائهم فوجدتهم من الجهل بمكان ومن العلم بمعزل) (3).

و قد استغل ابن سعود هذا الجهل وهذه البساطة في فهم الاسلام عندما رسخ في اذهانهم ان حربهم للمسلمين مقدسة، حرب الموحدين ضد الكفار والمشركين. وبذلك ضمن توسع مملكته و سيطرته على الحجاز و اطراف العراق والشام، وقد انتبه محمد اسد لذلك، عندما اشار الى ان ابن سعود بقى قانعا بتعريف الاخوان الى ابسط مباديء الثقافة الدينية والدنيوية. والحق انه لم يعرفهم الى شيء من هذا، الا بمقدار الذي بدأ ضروريا للحفاظ على حماستهم و غيرتهم. بكلمة اخرى لم يرد ابن سعود في حركة الاخوان الا وسيلة لبلوغه القوة و استتاب الحكم(4). وهذه السياسة السعودية تجاه الوهابية مازالت سالرية المفعول. حيث يتم استغلال دعاتها وعلماءها لخدمة السياسة الخارجية السعودية، وخصوصا لاثارة الفتن المذهبية والطائفية. وتحريف وتمييع اهداف الصحوة الاسلامية، واشغال المفكرين الاسلاميين بالقضايا والمسائل الجزئية الهامشية في حيياة الامة. بينما يواصل الغرب والشرق التهامه الحضاري العام والاقتصادي بالخصوص لامكانيات الامة وثرواتها.

الفتن والخصومات المستمرة:

ان سياسة اشغال العقل الاسلامي في مناقشة القضايا الفقهية الجزئية، وبعض القضايا الاصولية المختلفة فيها. والتي كتب حولها الكثير قديما، وفصل في الكثير منها، على اساس الاطارات المذهبية المتنوعة. لايمكنها ان تأتي بطائل اليوم. سوى عرقلة مسيرة الصحوة الاسلامية، وتشويه صورتها امام العالم، ولو بقى الامر مقتصرا على الوضع في "نجد" وما حولها لهان الامر، لكن ركوب الدعوة السلفية وسائط الاعلام المختلفة وانتشار دعاتها في بقاع العالم كسياسة دينية سعودية قد جعل سلبيات هذه الظاهرة تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم. والنتيجة كتنت عدة آثار مست جسد الامة الديني والاجتماعي. يقول الدكتور البوطي متحدثا عن بعض هذه الاثار السلبية لانتشار السلفية في العالم.

"الاذى المتنوع والبليغ الذي انحط في كيان المسلمين من جراء ظهور هذه الفتنة المبتدعة، فلقد اخذت تقارع وحدة المسلمين، وتسعى جاهدة الى تبديد تآلفهم وتحويل تعاونهم الى تناحر وتناكر. وقد علرف الناس جميعا انه ما من بلدة او قرية في اي من اطراف العالم الاسلاميى. الا وقد وصل اليها هذا البلاء شضايا. واصابها من حجرائه ما اصابها من خصام وفرقة و شتات. بل ما رأيت او سمعت شيئا من ابناء الصحوة الاسلامية التي تحتاج اليوم كثيرا من انحاء اوروبا وامريكا و آسيا، مما ثلج الصدر ويبعث على البشر والتفاؤل، الا رأيت او سمعت بالمقايل من اخبار هذه الفتنة الشنعاء التي سيقت الى تلك الاوساط سوقا، ما يملأ الصدر كربا و يزج المسلم في ظلام من الخيبة الخانقة والتشاؤم الأليم...

و يضيف الدكتور متحدثا عن معاناة بعض الدعاة الاسلاميين المعاصرين من جراء هذه الفتنة السلفية قائلا: "كنت عندما اسأل كلا منهم عن سير الدعوة الاسلاميية في تلك الجهات، اسمع جوابا واحدا يطلقه كل من هؤلاء الاخوة على انفراد، بمرارة وأسى، خلاصته: المشكلة الوحيدة عندنا هي الخصومات الطاحنة التي تثيرها بيننا جماعات السلفية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م