وأيضا ..
قال بعض الحكماء:
"لا صديق لمن أراد صديقاً لا عيب فيه". وقيل لانو شروان: هل من أحد لا عيب فيه؟ قال: "من لا موت له".
إن الله تعالى يحاسب الناس يوم القيامة بهذا الميزان
لذا يقول جلا وعلا:
{ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ(103) }
سورة المؤمنون.
ويقول الإمام الذهبي
في كتابه القيم "سير أعلام النبلاء" عند ترجمته للقفّال الشاشي:
"قال أبو الحسن الصفّار: سمعت أبا سهل الصلعوكي، وقد سُئل عن تفسير أبي بكر القفال، فقال: قدسه من وجه، ودنسه من وجه: أي دنسه من جهة نصره للاعتزال". قلت (أي الذهبي): قد مر موته، والكمال عزيز، وإنما يُمدح العالم بكثرة ما له من الفضائل، فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها، وقد يغفر الله له باستفراغه الوسع في طلب الحق، ولا قوة إلا بالله".
وقد وضع الإمام السبكي رحمه الله
في "طبقات الشافعية" قاعدة ذهبية في هذا الباب، إذ قال:
"الصواب عندنا أن من تثبت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه ومزكوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه، من تعصب مذهبي أو غيره، فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل فيه بالعدالة، وإلا فلو فتحنا هذا الباب أو أخذنا تقديم الجرح على إطلاقه، لما سلم لنا أحد من الأئمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون".
ويقول الإمام ابن تيمية ناصحاً تلميذه ابن القيم:
"واعلم أن من قواعد الشرع والحكمة أيضاً أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يُحتمل له ما لا يُحتمل لغيره، ويُعفى عنه ما لا يُعفى عن غيره، فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث"، (والقلة هو إناء من الفخار يشرب منه).
ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه "القواعد" (ص3):
"والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه".
وقال الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة الفضيل:
"قلت: إذا كان مثل كبراء السابقين قد تكلم فيهم الروافض والخوارج، ومثل الفضيل يتكلم فيه، فمن الذي يسلم من ألسنة الناس، لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله، لم يضره ما قيل فيه، وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع".
تحياتي