فلنحذر خطط الشيطان الأكبر

[سلمان الشيخ]

بسمه تعالى

يقول تعالى:

( وأتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب )
صدق الله العلي العظيم .الأنفال - 25 -

في الوقت الذي يعيث فيه اليهود الإسرائليون الفساد في الأراضي الفلسطينية فيقتلون ويذبحون ويدمرون ويُشردون ويهدمُون البيوت على ساكنيها, مستخدمين بذلك أبشع أنواع الأسلحة من طائرات أباتشي ودبابات وجرافات وصواريخ وغير ذالك لمواجهة شعب أعزل, بل لمواجهة أطفال ونساء وشيوخ , لاذنب لهم إلا أن قالوا ربنا الله, وفي الوقت الذي يرتكب فيه الأمريكان وحلفاؤهم أبشع المجازر والمذابح قد ركبوا غرور العظمة خصوصاً بعد أن وقوعوا في المستنقع العراقي, فصاروا يهددون العالم بمصير افغانستان والعراق, مستخدمين سياسة (إرغام الأنوف) فتارةً يهددون سوريا وأخرى إيران وثالثة لبنان ورابعة السعودية, بل كل الدول الإسلامية والعربية بإسم مكافحة الإرهاب, مع أنها وربيبتها إسرائيل تمارسان في وضح النهار "إرهاب الدولة"0

في هذا الوقت وجدت أمريكا وحلفاؤها أن السحر قد أنقلب على الساحر, وأنهم يدفعون الثمن غالياً جداً من جنودهم الذين يتساقطون بين قتيل وجريح وبشكل يومي في العراق, وكون أرواحهم مهددة في كل بقعة من بقاع العالم لذلك راهنت ومنذ البدء على إلقاء الفتنة بين الناس فقد راهنت في العراق على الفتنه الطائفية فتفاجأت بالرد الواعي من الشعب العراقي يرفع شعار رفض الطائفية والتأكيد على مبدأ الوحدة بين كل فصائل وقيادات ورموز الشعب العراقي, فأصبح الشيعي والسني والكردي وغيرهم في خندق واحد والكل يردد لا للمحتلين نعم للوحدة وقيادة الشعب لنفسه بنفسه.
كما راهنت إسرائيل على الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بين ابناء الشعب الفلسطيني فتفاجأت بالرد الواعي من ذلك الشعب الذي إستفاد من تجربة لبنان التي أنهكتها الحروب الأهلية طيلة أربعة عشر عاماً. كانت أحسن الأعياد لإسرائيل في حينها ومع كل مراحل الفشل التي منيت بها أمريكا وربيبتها إسرائيل0

إلا أنها لازالت تراهن على ماراهنت عليه من قبل لأنها كالشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم في العروق بل هي الشيطان نفسه , وكما أن الشيطان قد ينجح في إغوائه للإنسان بعد فشله كذلك أمريكا وإسرائيل ولعل ما حصل في كربلاء العراق أخيراً من حصول نزاع بين بعض الفصائل الشيعية الأمر الذي أدى إلى سقوط بعض القتلى والجرحى يؤكد صحة هذا الأمر ، وهذه هي الفتنة التي أمرنا الله تعالى أن نتقيها بقوله ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
أن الفتنة المشار اليها في الأية الكريمة لها مصاديق كثيرة تتحقق في كل زمان ومكان والفتنة أذا أقبلت شبّهت ، وإذا أدبرت نبّهت ، كما أنها إذا وقعت أحرقت الأخضر واليابس ، المذنب والبرئ ، فلا تصيب الذين ظلموا وحدهم ( لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وإنما تصيب أكثر من ذلك وربما الجميع 0

لهذا أدعوا إخواني المؤمنين في كل مكان إلى توقّي الحذر ، وعدم إعطاء العدو فرصة الشماته بنا ، حتى لو تحملنا العناء والتعب فالدنيا صائرة إلى فناء وزوال ، والعاقل لا يتخذها بدلاً عن دار القرار ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) القصص - 83 -

أسأل الله سبحانه أن يوحد كلمتنا على التقوى ، وأن يؤلف بين قلوبنا كما أّلف بين أبداننا وأن يدفع عنا جميعاً كيد الحاسدين والحاقدين والماكرين ومن يريدون السوء بشريعة سيد المرسلين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 0

ودمتم فى آمان الله

* * *