مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-08-2003, 10:00 PM
فولتير فولتير غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 14
Post التحليل النفسي للشخصية ألأمريكية"4"..."...((نقلاً عن المركز العربي للدراسات المستقبلي

sec 3

3- ملامح الأزمات الأميركية
سنحاول في هذه الفقرة تقديم رواية مختصرة عن التاريخ المأزمي الأميركي. لنجد أن المؤشرات الامراضية الأميركية ممكنة التصنيف في ثلاثة محاور مرضية هي: المحور الاقتصادي (البورصة تحديدا") والمحور السياسي (وراثة زعامة العالم الحر) والمحور الديموغرافي (الأقليات الداخلية).

أ- الانعكاسات النفسية لأزمات الاقتصاد الأميركي.

في المحور الأول تعود اولى الأزمات المالية الأميركية الى العام 1907 حين واجهت البورصة الأميركية وضعية الخراب بسبب الضغوط لتحويل تغطية عملتها من الفضة الى الذهب. وحدث حينها ماسمي ب"الرعب في وول ستريت" الذي أثار غضبة الجمهور الاميركي. مما اجبر الادارة على اتخاذ بعض الاجراءات التي اثبتت التجربة عدم فعاليتها. ثم كان بعدها صدور "قانون الاحتياط الفيديرالي" الصادر عام 1913 . والذي اعتبره المواطن الأميركي حماية له. الا أنه ومع نشوب الحرب العالمية الاولى تبين ان هذا القانون يعاني من ثغرات تسمح للمصارف الاوروبية باستغلال الاقتصاد الاميركي. ثم توالت بعد ذلك الأزمات وصولا" الى الانهيار التام في أزمة 1929 الشهيرة. ثم توالت عقب ذلك الاصلاحات الاقتصادية ومعها الأزمات المتسربة من ثغرات هذه الاصلاحات. حتى تكرس الاحساس بوجود متربصين متخفين جاهزين للانقضاض على الاقتصاد الأميركي عندما تحين الفرصة. بل ان هؤلاء بدوا وكأنهم يختبرون قدرتهم على التسبب في فوضى البورصات الأميركية من وقت لآخر.مما انعكس على المواطن الأميركي بنوع خاص من الخوف التوقعي. الذي يشبه الخوف من الحسد في الثقافات الأخرى الى حد بعيد. ولعل الخوف من الفقر الأميركي يعود الى هذا السبب وليس الى تحديد أوقات الارضاع كما فسرها غورير. ولقد كرست أزمة 1929 هذه المخاوف مرسخة شعور المواطن الأميركي بأنه مجرد نقطة ماء في المحيط الاطلسي الذي يجلب معه العواصف التي لايمكن للنقطة سوى أن تستسلم لها. من هنا كانت صعوبة اقناع الاميركيين بتجاوز مبدأ الحياد والدخول في الحرب العالمية الثانية. ولولا ردة الفعل الناجمة عن الهجوم على بيرل هاربر لما اقتنع قسم منهم بالمشاركة في الحرب. كما أن هذه المخاوف التي لاتجد تعويضها الا بالرخاء هي التي دفعت الاميركيين للتظاهر ضد الحرب في فيتنام. فهم غير مستعدون لتقديم التضحيات والمخاطرة بمستوى رفاهيتهم من أجل مكاسب استراتيجية باهظة الثمن وبعيدة عن الولايات المتحدة.

والواقع أن لهذا الرهاب الأميركي تظاهراته على مختلف الصعد (سنذكر بعضها في الفقرات التالية) لكننا نكتفي بذكر العارض الاقتصادي لهذه المخاوف. فنعود الى ما سمي في حينه ب: "الأثنين الأسود". الذي وافق يوم الاثنين في 19/10 /1987 .حين بلغت خسائر وول ستريت 500 مليار دولار في ذلك اليوم. فاجتاح الاسواق رعب كارثي اجبر الرئيس ريغان على التدخل شخصيا" بالاعلان عن أن المؤشرات الاقتصادية الاميركية قوية جدا" ولا داعي للاستنفار...الخ. لكن ادارة ريغان كلها استنفرت لمواجهة هذه الكارثة التي تهدد بالتفاقم. وشارك الاكاديميون الاميركيون بدراسة الوضع. فكانت الدراسات التي اعدت في جامعات يال وكولومبيا واريزونا اهم هذه الدراسات. وكان باحثوها مساهمين في وضع التقرير الذي اعدته اللجنة التي الفها ريغان لدراسة الازمة. والتي اصدرت التوصيات التالية:

1. ايلاء قدر أقل من الثقة لحكمة المستثمرين والانتباه الى دوافعهم الفردية.( مما يعني تقييد حرية الاستثمار والخروج على مباديء السوق. مما يشكل اعترافا" ضمنيا" بحاجة النظام الرأسمالي (السوق) للاصلاح).

2. اخضاع الاسواق المختلفة لرقابة فيديرالية مركزية واحدة.( وهو نوع من الحماية الذي ترفضه مباديء السوق. حيث تشترط الغات الغاء الحماية بكافة اشكالها).

3. استخدام آليات " قطع التيار" على غرار ما يجري في توزيع الكهرباء. وذلك للتحكم بالتقلبات السريعة (لأن جنون السوق مرتبط بزيادة سرعة التقلبات). وعلى هذا الأساس تم اقفال البورصة قبل نصف ساعة من موعده في ذلك اليوم.

4. استخدام المبدأ السابق "قطع التيار" لوضع الحدود للاسعار (مما يعني تدخل المراقبة المركزية في تحديد هوامش –حد أدنى وحد أقصى لاسعار الأسهم- بما في ذلك من قضاء على حرية السوق وتحويلها خفية الى اقتصاد موجه على النمط الاشتراكي. (تولت الصناديق الاستثمارية لاحقا" هذه المهمة لتصبح المتحكمة الكبرى بالشركات وباسعار اسهمها – حول هذه النقطة تحديدا" تتركز انتقادات جورج شوروش للراسمالية. التي اودعها كتابه "أزمة الرأسمالية العالمية" الذي سنعرضه لاحقا").

وكان من الواضح لدى جميع المراقبين ان التحكم في الاثنين الأسود لم يتم عبر هذه التوصيات والنصائح وانما هو تم عبر الآليات السوداء للتدخل في السوق. وهي آليات تسمى بالسوداء بسبب لامشروعيتها ومخالفتها للاخلاقيات المعلنة.

ويبقى السؤال عن نجاح هذه التدابير في التحكم بآليات السوق وصولا" الى تأمين حماية البورصات الاميركية؟. والجواب يقلق الاميركيين ويضاعف خوفهم التوقعي. فقد اعطت البورصة اشارات خطيرة متعددة. لم تتعدى فوضى بعضها الساعات القليلة حيث أمكن السيطرة على السوق بعدها. الا أن يومين كاملين من الفوضى كانا كافيين لاعادة تفجير الخوف. الأول كان يوم الاثنين شبيه الأسود في 27/10/1997 أي بعد عشر سنوات كاملة. حيث هبط مؤشر داو جونز 153 نقطة في ذلك اليوم (مقابل 508 نقاط في اثنين1987) ويومها صرح مايك ماكوري باسم كلينتون بأن المؤشرات الاقتصادية الأميركية قوية...الخ (بما يتطابق مع تصريح ريغان العام 87). اما عن محدودية الهبوط فهو يعود الى استعداد كلينتون المعروف لاستخدام الآليات السوداء على انواعها لحل المشاكل التي تصادفه.والثاني كان يوم الجمعة في 14/4/2000. الذي شهد هبوطا" انتقائيا" في اسهم التجارة الجديدة. حيث بدا وكأن هذا الهبوط مدروس من أجل التحكم بالأسعار والحد من ارتفاعها الوهمي (فقاعات السوق) الذي يعقبه هبوط خارج السيطرة.

ونصل الى احصاءات سوق التجزئة الأميركي خلال العام 2000 لنجد أن مخاوف الفقر لدى المواطن الأميركي لاتزال شديدة الحدة. فقد عمد هذا المواطن للامتناع عن الاستهلاك الزائد وتمسك بمدخراته خوفا" من التغيير الآتي مع الرئيس الجديد. وكان خفض سعر الفائدة على القروض الصغيرة فور انتخاب بوش بمنزلة الدعم المعنوي والتشجيع للمواطن كي يعود للاستهلاك دون الخوف على مدخراته ومن أزمة محتملة. وهذه المخاوف قد تتحول الى كارثة في حال نجاح اي ايحاء في تفجيرها. وعندها تصبح المسألة شبيهة بأن يصرخ احدهم في دار للسينما حريق...حريق!.



ب-وراثة زعامة العالم الحر.

كانت التعددية الأميركية مساهمة في نسج نمط التوجه الاستراتيجي الأميركي وتطوراته اللاحقة. ويلاحظ هنتنغتون في مقالته "تآكل المصالح الاميركية" أن الولايات المتحدة ومنذ قيامها توجه مصالحها واستراتيجيتها في الاتجاه المضاد لاعدائها. فهي كانت تتوجه عكس القارة القديمة (اوروبا) لغاية الحرب العالمية الثانية عندما تحولت الى معاكسة للنازية ومن ثم للشيوعية. ويتابع هنتنغتون بأنها فقدت وجهة مصالحها بعد نهاية الحرب الباردة لانه لم يعد لديها اعداء توجه نفسها بالنسبة اليهم!. وبهذا يوضح هنتنغتون الثمن الذي تدفعه الولايات المتحدة بسبب خسارتها للعدو وبالتالي وراثتها للعالم الحر. هذه الوراثة التي كلفت الولايات المتحدة وزر القاء قنبلتين ذريتتين على اليابان. ومعهما مشاعر الذنب وتوقع الانتقام ورهاب المحاكمة واحتمالات الانقلاب في الادوار الذي يجعل المواطن الاميركي غير مقتنع بانه يعيش في وطن نهائي. هذه الوراثة التي بدأت التكاليف الباهظة للمحافظة عليها تتبدى امام عيون المواطن الاميركي مع حروب فيتنام وكوريا ومع تهديدات الحرب الباردة وغيرها من التكاليف التي ولدت عقدة فيتنام الاميركية. ومعها رفض الاميركيين للتضحيات البشرية باولادهم من اجل مكاسب استراتيجية بعيدة عن الارض الاميركية. ولقد تجلى هذا الرفض في حرب كوسوفو عندما ادرك كلينتون عجزه عن دفع الثمن الاستراتيجي للانزال البري في كوسوفو فرفضه. والواقع ان حرب كوسوفو قد بينت الفهم الاميركي لوراثة العالم الحر. الذي يمكن تلخيصه بالمعادلة التالية: "التفوق العسكري الاميركي بتضحية اوروبية لحماية مباديء العالم الحر.". ومن الواضح ان اوروبا غير موافقة على هذه المعادلة. مما يعد الأميركيين بالاضطرار قريبا" لتقديم التضحيات. وهو وعد يعيد تفجير الرهاب الاميركي. خصوصا" عندما يقترن مع تهديدات التجسس الروسي والصيني والاسرائيلي ومعهم تهديدات الارهاب الداخلي متعدد المصادر. وهذا يبين ادراك الرئيس نيكسون لهذه المخاوف ولاحتمالات الخطر فيها اذ كتب في مذكراته: ... لو سألني مواطن أميركي عن البلد الذي يمكنه أن يضمن له مستقبلا مستقرا" لاولاده لنصحته باوستراليا!...
يتبــــــــــــع
__________________
من أقوال فولتير(انني اموت عابدا لله محبا لاصدقائي غير كاره لاعدائي.. ومحتقرا كل الخرافات!) وعندما احضروا له كاهنا ليبارك روحه وهو يحتضر، سأله الفيلسوف: من اين جئت ايها الاب؟ قال القس: من عند الله نفسه، فرد عليه فولتير قائلا: فأين اوراق اعتمادك؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م