عقلية قراقوش ترفرف في سماء عالم العولمة
عقلية قراقوش ترفرف في سماء عالم العولمة
لمن لا يعرف عن هوية قراقوش ، فهو عبد خصي كان في بلاط الخليفة الفاطمي العاضد .. وهو من أصل تركي ، لا يقرأ ولا يكتب ، عندما اشتد المرض على العاضد ، أوكل الى قراقوش خزائن مكتبة الدولة ، و أصبح بعد موت العاضد بالأمير (بهاء الدين ) وبقيت خزائن المكتبة في وكالته ، ولكن دون اهتمام ودون تفقد مستمر حتى تآكلت أوراقها و عبثت العثة فيها ، ونالت الرطوبة فيها حتى ، أمر ( الأمير العبد ) ببيعها ، كومات من الورق غير المنسق !
ليس هذا ما يعنينا في تلك المقالة .. لقد تناقلت الأجيال عن عنجهية هذا الأمير الذي توسعت صلاحياته ، حتى أصبح بمثابة حاكم ، وله جلاوزته ..
فمن بين الطرافات التي نسبت له ، أنه أمر الحرس أن يأخذوا من كل أعور يصدفوه ، دينارا ، ومن يكون رأسه أقرع يأخذوا منه دينارا ، ومن هو (مسقط) يأخذوا منه دينارا ، ومن كان اسمه مصطفى يأخذوا منه دينارا !
امتثل الحرس لأوامر ( أميرهم العبد) .. وبينما هم يتجولون في الشوارع ، صادفوا رجلا أعورا ، فطالبوه بدفع دينار .. فرفض متعللا أنه فوق أنه أعور وهذا ابتلاء من الله ، هل عليه أن يدفع دينارا !
مسك به الحرس لإجباره على دفع الدينار ، فسقط غطاء رأسه ، وبان رأسه بأنه أقرع ، فضاعف الحرس المطالبة ، حسب تعليمات أميرهم ، أي أن عليه الآن أن يدفع دينارا لأنه أعور و دينارا آخرا لأنه أقرع .. صاح الرجل رافضا ذلك ، فقد رفض دفع الدينار الأول فكيف عليه بدفع الدينار الثاني ؟
رموه أرضا فإذا بملابسه المبتعدة تكشف عورته ليظهر تضخم بخصيتيه ، وهو مرض كان ينتشر في القدم يقال له ( التسقيط ) .. وهنا طالبه الحرس بثلاثة دنانير ، لأنه أعور و أقرع و ( مسقط ) .. هنا صاح الرجل مولولا : تمت معك يا مصطفى .. فقالوا له أصبح المبلغ أربعة دنانير .. أعور و أقرع و مسقط واسمك مصطفى ! هذه تعليمات أميرنا قراقوش ..
في أي مثال و أي دولة و أي قضية حولنا هنا وهناك .. نرى روح قراقوش قد ركبت زعران العالم الأمريكان و أتباعهم ..
__________________
ابن حوران
|