مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-08-2002, 05:49 PM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي كهف وشمس وهواء ورعب..

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى فى سورة الكهف..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً
{16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ
الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ
مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن
يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً
وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم
بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ
فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18}
فى هذه الآيات الكريمة عجبا يراه المؤمن بالله بشرى تربط على قلبه ..تعلمه وتهديه بإذن الله ..وتثلج صدره..فالآيات تبدأ بتبيان فعل أصحاب الكهف وتلخص فى بلاغة سامية سبب حفظ الله لهم ورحمته ورأفته بهم ..فهم اعتزلوا أهل الكفر وفروا إلى الله بدينهم وأرواحهم قبل أجسادهم..ونبذوا من قلوبهم كل شىء يعبد إلا الله وكل أمل فى النجاة والفلاح إلا بالله ومن الله..فكانت النتيجة رحمة منشورة وذنوبا مغفورة..فسبحان الله..
فى الآية السابعة عشرة يتجسد أمامنا حنان الله ورحمته بعباده الصالحين..إن القلب لييضطرب فى الصدر من هذه الرحمة وهذا الرفق..
لما قدر الله لهم النوم الطويل..أمر الشمس ألا تؤذيهم..فتراها لا تلفح وجوههم ولاتؤذيها لا فى شروقها ولا فى غروبها وكأنها تمشى على أطراف أصابعها كى لا توقظهم وتزعجهم ..وتسبب لهم أى ألم من أى نوع..وكلمة(وهم فى فجوة منه)أى فى فتحة كبيرة كى يستنشقوا هواء متجددا ..فيحافظ على سلامة أجسادهم وعقولهم ..ولو كانوا فى داخل الكهف فى مكان مغلق لاستنشقوا معظم الأكسجين الموجود فى المكان ومع مرور السنين يصبح الهواء غير صالح للتنفس ويؤثر على عقولهم ودورتهم الدموية ولربما ماتوا بسببه..ولكن كيف وعين الله حارسة..؟؟
(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)..
انظر وتأمل كيف يعنى الله بعباده ..إن العلم الحديث أثبت أن المريض المصاب بغيبوبة يجب أن يقلب فى فراشه حتى لا يتسبب احتكاك جهة معينة من جسده بشكل دائم بالفراش الصلب فى إصابته بقروح فراش وهى التى تؤدى فى أغلب الأحيان إلى موت المريض بعد تلوثها فانظر ماذا يقول الله من 1500 عام..لا أقصد هنا بالطبع الإعجاز العلمى ولكنى أقصد حنان الله ورحمته..ورفقه بعباده الصالحين..
(وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)
يقول المفسرون أن من كان ينظر إليهم كان يرى أن عيونهم مفتوحة كأنهم أيقاظ..وأن المار بهم لم يكن ليملك نفسه من الرعب حين يراهم على حالتهم تلك..فيفر ناجيا بنفسه..وهذا كان حفظ الله لهم من البشر..فالكهف كما نفهم من الآية كان قريبا من المدينة بدليل أنهم عندما استيقظوا بعثوا واحد منهم إلى المدينة بسهولة رغم أنهم لم يكن معهم ما يركبونه كما يقول الشيخ السعدى فى تفسيره..وهنا تجد أنه حتى الرعب كان يحرسهم..فالرعب جندى من جنود الله ومايعلم جنود ربك إلا هو..
انظر..كيف أصبح خلق الله كلهم فى خدمة فتية لا يملكون من حطام الدنيا إلا حبا لله تعالى وتوحيدا صادقا وتوكلا خالصا عليه ..إنهم لما باعوا أنفسهم لله أصبح خلق الله كلهم عبيدا لهم بإذن الله..يحرسونهم ويحافظون عليهم..فالكهف والأرض والهواء والشمس والدهر والأجساد بل والرعب..كلهم احتضنوهم وحرسوهم وأحبوهم…كيف لا؟؟؟وهم قد فروا إلى الله…فسبحان الله..
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 01-09-2002, 07:24 AM
أطياف الأمل أطياف الأمل غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,246
Post

اختي راضية..
سبحان الله..
يعطيكي العافيه على الموضوع
وفقك الله
بانتظار المزيد منكي

تقبلي تحياتي:
دلوعه
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 01-09-2002, 08:02 AM
عهوود عهوود غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 333
إفتراضي

سبحان الله

شكرا لك اختي راضية
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 01-09-2002, 04:14 PM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي أختاى الحبيبتان

جزاكما الله كل خير على مجاملتكما الرقيقة وإن كان الموضوع أعجبكما فسأسترسل قليلا حول سورة الكهف وربما أنقل مشاركات زملائى حولها فى منتديات أخرى فهى سورة أحبها وأردت أن أشارككم فى تدبرها..
راضية
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 02-09-2002, 12:18 AM
نونا نونا غير متصل
الفصول الاربعة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 664
إفتراضي

جزاءك الله خير موضوعاتك جميلة جدا

تذكرني بشئ

يمكن نعم ويمكن لا .


على كل حال مضوعاتك اكثر من رائعة فاكثري منها جزاءك الله خير
__________________
اللهم اني أسالك صحة في إيمان وإيماناً في حسن خلق ونجاحاً يتبعه صلاح ورحمة منك وعافية ،ومغفرة منك ورضوناً

اللهم امين ..
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 02-09-2002, 01:20 AM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي أكرمك الله يانونا الحبيبة..

كلماتك أثلجت صدرى وأسألك دعوة لى بظهر الغيب..
لم تقولى لى بعد ماالذى تذكرته؟؟
فى انتظار ردودك الرقيقة..
أختك
راضية
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 02-09-2002, 01:29 AM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي حلقات حول سورة الكهف لأمير المعالى نقلتها من أحد المنتديات..

جلسات مع سورة الكهف

ربنا أفتح علينا فتوح العارفين بك وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة

بداية اسمحوا لي بأن أقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا ويزدنا علماً ..

قبل أن نبدأ مع سورة الكهف يطيب لي أن أروي لكم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبو داود ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده }. هذا لفظ أبي داود . وفي مسلم رواية أخرى ليس فيها { من بيوت الله } قال النووي معلقا : وهذه الرواية تفيد العموم أي في أي بيت كان ..

دعونا إخواني أخواتي نجلس هنيئة مع هذا الحديث :

ففي الحديث الحث على تلاوة القرآن وتدارسه بشكل جماعي .. في بيت من بيوت الله أو في أي مكان مناسب ... ويحدث لهذا الجمع المبارك الذي يتلوا كلام الله ويتدارسه بينهم فوائد عظيمة غير الأجر الكبير من التلاوة ذاتها .. هذه الفوائد جاء ذكرها في الحديث نفسه.
*نزول السكينة .
* تظللهم الرحمة .
* تحفهم الملائكة .
* يذكرهم الله فيمن عنده .
فما معنى هذا ؟ . تعالوا لنعرف ما يحدث لمن قرأ وتدارس القرآن مع إخوانه .

ماذا تعني هذه الأشياء :

( إلا نزلت عليهم السكينة )
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (الفتح:4)
فنزول السكينة يعني زيادة الإيمان لدى الأخوة أو الأخوات الذين يتدارسون القرآن .

( وغشيتهم الرحمة )
قال تعالى ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8)
قال تعالى ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود: 118/ 119 )
وكلمة الرحمة تكرر ذكرها في القرآن 34 مرة أختار منها هاذين الموضعين لصلتهما المباشرة ..
فالرحمة التي تظلل تلك المجالس تقوي المسلم على الثبات في دينه فلا تزل به القدم بعد ثبوتها ، وهي أيضا مانعة من الاختلاف المذموم وما ينتج عنه من فرقة بين المسلمين .

( وحفتهم الملائكة )
ورد في الحديث الصحيح { عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قال تقول يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال يقول فما يسألونني قال يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقي بهم جليسهم } أخرجه الشيخان وغيرهما .

فهي المغفرة من الرب الكريم أيها الأخوة والأخوات .

( يذكرهم الله فيمن عنده )
{ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال: النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )
وهي من علامات الرضى والقبول .

" فقد اجتمع لمن اجتمع على تدارس الكتاب العزيز العديد من الفوائد منها " حصول الرضى والقبول من الله سبحانه وتعالى ، والفوز بمغفرة الذنوب ، واجتماع القلوب على كلام الرب مانع من الفرقة والتفرق وجامع لشتات الأفكار وهمسات القلوب بين المؤمنين ، وتعميق معنى الثبات على هذا الدين ، وزيادة الإيمان وتقويته ، راحة في القلب وجمع له ، مجلس لا يشقى بهم جليسهم .. فما بالك بمن هو معهم .. فهو أولى بالبعد عن الشقاوة وأقرب إلى الفلاح "

تقبلوا مني كل الشكر والتقدير ..
( إن رأيتهم ثمة فائدة فلا تترددوا في نشر ما كتب .. وأنا يسعدني توجيهكم ونقدكم العلمي )

وإلى لقاء قريب بعون الله تعالى .

أميـــــــــــــــــر
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 03-09-2002, 02:13 AM
راضية راضية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 48
إفتراضي

الجلسة الثــانية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومرحبا بكم من جديد في خير الجلسات في هذه الدنيا ، التي ننعم بهم ونتنسم منها عبير الجنة ، و نرتقي بإيماننا ، وتحفنا الملائكة ، ويذكرنا الله فيمن عنده .

أخوتي أخواتي ..
اعلموا سلمك الله أن هذا القرآن الحبيب العجيب المعجز ، عجيب في صفاته وسماته ، غني في معانيه ودلالاته ، ثمين في كنوزه وحقائقه ، حيٌ في نصوصه وتوجيهاته ، قوي في أهدافه وأغراضه ، واقعي في مهمته ورسالته ، فاعل في أثره ودوره.. معجز في أسلوبه وهـديه .. مستمر في عطائه .. إنه ذو عطاء دائم متجدد ، أقبل عليه المسلمون في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي ، فوجدوا عنده ما يريدون وزيادة ، قرأوه وتدبروه ، وعاشوا به ونظروا إلى نصوصه ، وفسروا آياته ، وبينوا شرائعه ، وتحدثوا عن توجيهاته ، واستخرجوا من كنوزه ، وجنوا من ثماره .. وبقي القرآن بحول الله قادراً على العطاء كنوزه ثمينة مذخورة لا تنفد ، ولو كثر المغترفون ، ومعينه ثَرّ كريم عزيز لا ينضب ، ولو كثر الشاربون ، وظلاله ممتدة واسعة لا تزول ، ولو توافد عليها المتفيئون .. وأنواره مشعة لا تخبو ، ولو طال عليها الزمان وامتدت بها السنون .. ورسالته ومهمته متجددة حتى يدركها القرن الحادي والعشرون ، وما بعده إلى أن يهلك العالمون أجمعون ! .

أيها الأحبة :
يقول الأستاذ سيد رحمه الله تعالى { إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ، وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي . وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم ، لتعالج مسائل اليوم ، ولتنير الطريق إلى المستقبل . لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل، أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود . ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنتلمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يوما وفي غدنا ، كما كانت الجماعة الإسلامية الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر من شئون حياتها الواقعية .. وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد . وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي ! سنجد كلماته وعبارته وتوجيهاته حية ، تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق ..}

لماذا سورة الكهف تحديداً ؟

تعالوا نتعرف أولاً على ما ورد في فضل هذه السورة ليسهل علينا فهم عرضنا لها تحديداً وفي هذا الوقت بالذات .

1\ روى مسلم في صحيحه والإمام أحمد في مسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه: " ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ ‏‏الْكَهْف ‏ ‏‏عُصِمَ مِنْ ‏ ‏الدَّجَّالِ ‏" وفي رواية أخرى " آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ " . هذه رواية مسلم . وعند الإمام أحمد "‏ مَنْ ‏ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ ‏ آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ‏" ‏قَالَ ‏ ‏حَجَّاجٌ ـ أحد رواة الحديث " مَنْ ‏ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ ‏ مِنْ سُورَةِ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏"

2\ روى الترمذي و أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏ مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ ‏‏ مِنْ ‏ أَوَّلِ ‏‏الْكَهْفِ ‏ ‏ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ ‏ ‏‏‏ الدَّجَّالِ " قال أبو عيسى حسن صحيح . وفي رواية أبي داود " مَنْ ‏ حَفِظَ ‏ مِنْ خَوَاتِيمِ سُورَةِ ‏ ‏الْكَهْفِ " وفي رواية ثالثة " مِنْ ‏ آخِرِ ‏ ‏الْكَهْفِ " .


3\ روى الحاكم في مستدركه عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الكهف ، كما أنزلت ، ثم خرج إلى الدجال ، لم يسلط عليه ، ولم يكن له عليه سبيل " قال الذهبي في التلخيص صحيح .

4\ روى الحاكم في المستدرك و البيهقي في السنن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بين الجمعتين ". وصححه الألباني في صحيح الجامع .

5\ وأخرج البيهقي في شعب الإيمان والدارمي في سننه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
‏مَنْ قَرَأَ ‏‏ سُورَةَ ‏ ‏الْكَهْفِ ‏ ‏لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنْ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‏ ‏الْبَيْتِ الْعَتِيقِ " صحيح الجامع 6471 .

ومن خلال التأمل في هذه الأحاديث نجد أن هذه السورة تعصم من الفتن ، و تضيء طريق المسلم بنور الله تعالى ، فقد صرحت الأحاديث بأن بداية السورة أو نهايتها تعصم من فتنة الدجال ، وأنه لا يسلط على صاحبها ، وأنها تضيء له ما بين فترتي قراءته للسورة .

يمكننا أن نقول أن سورة الكهف هي سورة ( العواصم من الفتن ) فهي التي تعطي للمسلم المتدبر لكلام الرب الكريم العديد من القيم والموازين التي تساعده على إدراك العديد من حالات الدجل والتزييف التي تمر عليه في هذه الحياة ، وهذه السورة هي التي تنشر في جنبات قلبه التعلق بالله سبحانه وتعالى مهما طغت الفتن وعظم أوراها .

وعصرنا هذا هو عصر الفتن المادية الجارفة ، الذي انتفشت فيه المادية الجاهلية وتبرجت ، ونشرت على المسلمين دجلها وزيفها وفتنتها وإغراءاتها ، وشهواتها ومجونها وانحرافها. وغزت المسلمين غزوا شاملاً طاغياً. وسقط مسلمون أسرى هذا الغزو ، ووقعوا فريسة لها ، واستسلموا لشهواتها ومجونها وصدقوا زيفها وتضليلها ودجلها ! .
وعصم الله مسلمين صادقين أما هذا الغزو والصراع ، عصمهم الله بالقرآن ، عندما أقبلوا يحفظونه ويتلونه حق تلاوته، ويفهمونه حق فهمه ، ويجاهدون المادية الجاهلية به ، ويتحدونها من خلال حقائقه ومفاهيمه ومقرراته .

وسورة الكهف هي ( سورة الصراع بين الإيمان والمادية ) فهي ذات أهمية بالغة في المواجهة والمجاهدة والثبات .
يقول السيد أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى عن سر اختصاص هذه السورة بالعصمة من فتنة الدجال ، وما شابهها من فتن الدجاجلة الكذابين .. وما أكثرهم في زماننا .. يقول رحمه الله :
{ إن هذه السورة هي السورة القرآنية الفريدة التي تحتوي على أكبر مادة وأغزرها ، فيما يتصل بفتن العهد الأخير التي يتزعمها الدجال ، ويتولى كِبرها ، ويحمل رايتها ، وتحتوي على أكبر مقدار من الترياق الذي يدفع سموم الدجال ، ويبرئ منها ، وإن من يتشرب معاني هذه السورة ويمتلئ بها ـ وهو نتيجة الحفظ والإكثار القراءة في عامة الأحوال ـ يعتصم من الفتنة المقعدة للعالم ، ويفلت من الوقوع في شباكها .
وإن في هذه السورة من التوجيهات والإرشادات ، والأمثال والحكايات ، ما يبين الدجال ، وُيشخصه في كل زمان ومكان ، ويوضح الأساس الذي تقوم عليه فتنته ودعوته ، و تهيئُ العقول والنفوس لمحاربة هذه الفتنة ومقاومتها ، والتمرد عليها . وإن فيها روحا تعارض التدجيل وزعماءه ، ومنهج تفكيرهم ، وخطة حياتهم ، في وضوح وقوة } تأملات في سورة الكهف ص9 ـ 10

والكهف هو الفتحة الكبيرة في الجبل " الصلب " ، بخلاف الغار الذي يكون بابه وحجمه صغيرا ، وكما كان الكهف ملاذاً آمناً للفتية المؤمنين ، تكون هذه السورة ملاذاً لصاحبها من صلابة الحياة المادية وما يراد لها من تعميم على العالم بأسره !! فهذه السورة هي التي تجعل لنا من القيم والأسس ما يمكننا من صدع تلك المادية الجارفة المتغطرسة المتعالية ، نخرقها بقيمنا ومبادئنا ، ونسلك سبيل الثبات والنجاة بالقرآن الحبيب .. فلا عصمة ... و لا نجاة ... ولا ثبات ... إلا بالقرآن . ولا رفعة ولا عزة ولا سعادة لنا إلا بالقرآن .. ولا ننال الجنة ـ برحمة الله ـ إلا بالقرآن .
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 06-09-2002, 11:32 PM
بسمة امل بسمة امل غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
الإقامة: Montreal-Canada
المشاركات: 1,971
Lightbulb السلام عليكم

الاخت الفاضلة..راضية

تحية من الفؤاد

في حين قراءتي لما خطته اناملك اعلاه سرحت بمخيلتي الى عظيم تدارس القران ذلك المعجزة التي هي بين ايدينا
وكلما قرات شيء اتذكر امر واقول لنفسي اني سأضبفه للرد_ليس تقليلا بلا شك_لكن لتعم الفائدة
لكني اجد ماذكرته في الاسطر التي تتبعه فكفيت وففيت اختاه الفاضلة

**كما يسعدني ان اغتنم الموضوع لتكون دعوة صافية للجميع بالمبادرة بحفظ كتاب الله فما اجمل فهم معانيه واحساسها بل وتطبيقها
ومن هنا ابتداء بسورة الكهف .._ومن تجربة خاصة_احدثكم انها من اروع السور معان وقيما وابسطها حفظا

**حقا ما أروع كتابنا الذي هو منهاج كامل لحياة انسانية رائعة
يكفينا ان نتامل في الاية الكريمة
(قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا)

**طلب ..ارجو ان تواصلي اختاه تحت ظلال هذه السورة
بارك الله فيك والى الامام دائما
__________________

بســمة أمــل
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م