مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-03-2001, 05:42 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post اختلاف شارون وبوش... اختلاف البيت الواحد

توضح القراءة السياسية للرسائل والإيحاءات المتبادلة - حتى الآن - بين الرئيس الأمريكي الجديد (جورج بوش) ورئيس الحكومة الإسرائيلية المنتخب (أرييل شارون) الساعي إلى تشكيل حكومة اتحاد وطني، عدة أمور كانت مثار اختلاف وجهات نظر السياسيين والمحللين العرب فيما يعنى بالعلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين القيادة الإسرائيلية في العهد اليميني القادم، وكان البعض قد راهن على اعتدال قيادة بوش بعد مرحلة انحياز أمريكي أدهش الإسرائيليين أنفسهم في عهد كلينتون.

وتعود الأسباب الأمريكية لدى هؤلاء إلى ولادة الإدارة الجديدة القيصرية، والتي حسمتها المحكمة العليا وليس صناديق الاقتراع، وكان اللوبي الصهيوني فيها متحمساً (لآل غور) نائب الرئيس (كلينتون) في مواجهة خصمه العنيد (بوش) الابن، بينما حظي بوش أثناء ذلك على دعاية واسعة وتأييد ملفت للنظر من الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في الولايات المتحدة، ساهمت فيها الفضائيات العربية والإسلامية، أملاً في تغيير موقف الإدارة الأمريكية من قضايانا الجريحة وملفاتنا المعلقة منذ ما يزيد عن قرن كامل من الزمن.

أما الأسباب العربية التي بنى البعض عليها تفاؤلهم فتعود – بالإضافة إلى حماس الجاليات – إلى ما يرونه موقفاً وراثياً لإدارة الرئيس بوش الأب الحازمة في وجه الغزو العراقي للعراق وتهديده للسعودية في العام 1990، وباكورتها الهجوم الجوي الأمريكي البريطاني المشترك على بغداد. فقد رأى هؤلاء أن سياسة الابن ستكون امتداداً لسياسة الأب، التي يحسبونها تفهماً أوضح وأعمق للمصالح العربية مما فعلت الإدارات الأمريكية السابقة.

ولربما عزز هؤلاء رأيهم بتشكيل الإدارة الأمريكية خلواً من رموز وأسماء يهودية لامعة في مواقع القرار، واعتباره مؤشراً على موقف الرئيس الجديد من اللوبي اليهودي الأمريكي المعروف بتدخله السافر، وبالتالي من الموقف التقليدي المنحاز إلى الجانب الإسرائيلي.

وللحقيقة يقترب رأي هؤلاء البعض في كلا الشطرين من السذاجة لبعده عن قراءة أعمق لواقع الولايات المتحدة، ولحقائق الصراع اليهودي ضد العالم الإسلامي، ولآلية اتخاذ القرار السياسي في الإدارة الأمريكية.

فهؤلاء ينظرون إلى سيد البيت الأبيض نظرتهم إلى أي نموذج قيادي عربي، يعتمد على مؤثرات ومواقف شخصية في رسم السياسة واتخاذ القرار بعيداً عن عالم متشابك من المؤسسات الراسخة ذات النفوذ، وعن استراتيجية حازمة لا يجيز أصحاب (الضبط والربط) لأحد، بالغاً ما بلغ من الشعبية أو الكفاءة، أن يتجاوزها، ولو اضطروا إلى استخدام وسائل محظورة وعنيفة، كما وقع في الاغتيال اللغز للرئيس الأمريكي الأكثر شعبية في تاريخ الولايات المتحدة (جون كندي).

ويتجاهل هؤلاء أن ما صدق على علاقة الإدارات الأمريكية كلها منذ عهد الرئيس (ترومان) مع القيادات اليهودية والإسرائيلية، ما زال يصدق على علاقة الإدارة الحالية مع القيادة الإسرائيلية المنتخبة والتي يصورها الإعلام العربي متطرفة ونشاز، والخلافات بين واشنطن وتل أبيب لم تكن في أسوأ الأحوال أكثر من اختلاف أهل البيت الواحد حول أنجح الوسائل لتحقيق الأهداف المشتركة.

ولا يعود ذلك إلى روابط اقتصادية أو أمنية فقط، وإنما يعود إلى جذور أعمق من ذلك، أصبحت – بفضل جهود الرواد اليهود الأوائل – إلى جزء لا يجزأ من الشخصية الأمريكية في نظرتها إلى البعد التاريخي، والالتزام الأخلاقي، والمسؤولية السياسية تجاه (اليهود).

ويعود أيضاً إلى فشل العرب في تحقيق أي نوع من أنواع الحضور الحقيقي والمؤثر في السياسة الدولية، بل لم ينجح العرب في توظيف الطاقات البشرية والموقع الجغرافي الاستراتيجي والثروات الطبيعية الموجودة لديهم في التفاوض مع الآخر على تحقيق مصالحهم أو جزء منها، وبالتالي فلم يغير الآخر استراتيجيته تجاههم وتجاه قضاياهم؟ ولم عليه أن يقطع حبل الوصال مع مشروعه في المنطقة العربية (إسرائيل) قبل أن يحقق الثمرات الكاملة التي يرمي إليها؟

كان على الفضائيات العربية التي تروج للخلاف بين بوش وشارون، وكان على عشرات السياسيين وكتاب السياسة الذين يعقدون الآمال العربية العريضة على الإدارة الأمريكية الجديدة، أن يقرأوا مجدداً مرحلة الاختلاف بين كلينتون ونتنياهو، والذي قالوا فيها أنها ستؤدي بالإسرائيليين إلى الطريق المسدود.

يومها؛ اضطر كلنتون إلى أن يكون الرئيس (الأمريكي) المثالي تجاه إسرائيل ومصالحها. ثم رأيناه يغادر البيت البيض مع بقاء الاستراتيجية نفسها تجاه الصراع بين المحتل الإسرائيلي والقتيل العربي. كما رأينا نتنياهو يغادر مقر الحكومة الإسرائيلية مع بقاء استراتيجية القهر والعدوان، ولكن هذه المرة بأيدي حزب العمل بقيادة (باراك). وتلك هي الدورة تعود مرة أخرى.

تتغير الوجوه، وتبقى الآليات، وتستمر الاستراتيجيات التي قامت على رؤية تختلف بالجملة والتفصيل عن رؤيتنا للصراع على وطن وتاريخ ومقدسات. فاختلاف واشنطن وتل أبيب لم يخرج قط عن اختلاف وجهات نظر داخل البيت الواحد لتحقيق أعلى مردود بأقل خسارة، ولا يؤخر في هذا ولا يقدم أن تحلم الضحية على أي جنب تضطجع، أو إلى أي الجزارين تدير وجهها//
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م