مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 03-05-2005, 09:38 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين

اختي الكريمة مسلمة، جزاك الله خيرا و اسكنك فسيح جناته،
اخي الوافي، لا تطل علينا الغياب و اتحفنا من مختاراتك كما عودتنا.

اما بعد، فاننا في عصرنا هذا، عصر النت!! نواجه الثير من العقبات التي تفتننا عن ديننا الحنيف، و في هذا الاطار اورد مقالة كتبهاد/ خالد سعد النجار عن الاداب الاسلامية لمتصفح الشبكة العنكبوتية ارجو ان تنال رضاكم، و لي عودة ان شاء الله


العالم الإلكتروني ليس مُجرَّدا من الأخلاق والآداب التي ينبغي الالتزام بها في الحياة التقليدية، إذ إن العالم الإلكتروني تكتنفه أخلاق العالم التقليدي، إضافة إلى بعض الآداب التي فرضتها طبيعة هذا العالم الإلكتروني الجديد , ولا نحسب أن الالتزام بمضمون هذه الآداب سيكون صعبا على أي منا؛ فنحن بحكم عقيدتنا الإسلامية وأصالتنا العربية من أصحاب الخُلق الحَسَن والأدب الرفيع، ومن المؤمنين بالسلوكيات الإنسانية المهذَّبة؛ ولهذا ليس من الصعب أن نطبِّق ما نتبنّاه من أخلاق في واقع الحياة اليومية على سلوكنا في عالم الإنترنت , ومن هذا المنطلق ، جاء مفهوم آداب الإنترنت (Netiquette) المشتقّ من التعبير الإنجليزي Net Etiquette (أي السلوكيات المهذبة عند استخدام الإنترنت)

• شكر النعمة
فمن المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة ، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة ، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم . والشكر قيد النعم ، فإذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة , والإنترنت نعمة امتن الله بها علينا وهذه النعمة تستوجب شكرا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما أنعم الله على عبد نعمة , فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها )) (1) ومن شكرها أيضا أن نحسن استخدامها ونجعلها وسيلة يرضى الله بها عنا ، وكفر هذه النعمة يكون بإساءة استخدامها بكافة الصور التي يعرفها من يستخدمون هذه الوسيلة

• الالتزام بعدم الإضرار بالآخرين
وتنبثق أهمية هذا المبدأ الرفيع من الكوارث التي تسببها ( الفيروسات والكراكرز ) والتي يمارسها أغلبية المفسدين على أنها نوع من الدعابة واللعب وتسلية الأوقات الفارغة واستعراض المواهب التقنية , لكن مع تفهم طبيعة هذين الخطرين يتبين لكل فاضل أن هذا العمل نوع من الفساد الكبير الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم
ففيروسات الحاسب الآلي أصبحت هاجساً لكل مستخدمي الكمبيوتر وخاصة مستخدمي شبكة الانترنت التي أضحت تسبب أضراراً لا تقل عن الأضرار التي تسببها الفيروسات التي تصيب الأحياء . وفيروس الحاسب الآلي في حقيقته هو برنامج من برامج الحاسب ولكن تم تصميمه بهدف إلحاق الضرر بنظام الحاسب , وحتى يتحقق ذلك يلزم أن تكون لهذا البرنامج القدرة على ربط نفسه بالبرامج الأخرى , وكذلك القدرة على إعادة تكرار نفسه بحيث يتوالد ويتكاثر , مما يتيح له فرصة الانتشار داخل جهاز الحاسب في أكثر من مكان في الذاكرة ليدمر البرامج والبيانات الموجودة في ذاكرة الجهاز
ومن أشهر المشاكل التي تسببها الفيروسات :
1- تباطؤ أداء الكمبيوتر ، أو حدوث أخطاء غير معتادة عند تنفيذ البرامج 2- زيادة حجم الملفات ، أو زيادة زمن تحميلها إلى الذاكرة 3- سماع نغمات موسيقية غير مألوفة 4- ظهور رسائل ، أو تأثيرات غريبة على الشاشة 5- زيادة في زمن قراءة القرص المرن إذا كان محمياً ، وكذلك ظهور رسالة FATAL I/O ERROR ـ 6- تغيير في تاريخ تسجيل الملفات ، كما في فيروس "فيينا" الذي يكتب 62 مكان الثواني 7- حدوث خلل في أداء لوحة المفاتيح كأن تظهر رموز مختلفة عن المفاتيح التي تم ضغطها أو حدوث قفل في لوحة المفاتيح كما في فيروس EDV ـ 8- نقص في مساحة الذاكرة المتوفرة كما في فيروس "ريبر" الذي يحتل 2 كيلو بايت من على الذاكرة الرئيسة 9- ظهور رسالة " ذاكرة غير كافية " لتحميل برنامج كان يعمل سابقاً بشكل طبيعي 10- ظهور مساحات صغيرة على القرص كمناطق سيئة لا تصلح للتخزين كما في فيروس " PING PONG " الذي يشكل قطاعات غير صالحة للتخزين مساحتها كيلو بايت واحد .
وفي ظل تنامي استخدام الإنترنت وانتشارها كأداة من أدوات الأعمال في كل مكان , فقد بات من السهل إصابة أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر والشبكات بالفيروسات ، ولا يعود ذلك إلى فعالية الشفرة البرمجية الخبيثة فقط , بل نتيجة لتصميم تلك الشفرة كي تنتشر بسرعة عالية ، وقبل توفير العلاج اللازم لمقاومتها على شكل تحديثات ملائمة لها ، وفي الوقت الذي ينتقل فيه محور عمليات المستخدم من الإنتاجية الشخصية إلى الاتصالات تتطور تبعاً لذلك أنواع خبيثة من الفيروسات ووسائل عدوى مضرة .
ففي سان فرانسيسكو أفادت شركة أبحاث مستقلة أن الخسائر التي سببها فيروس الكمبيوتر (كود ريد) الذي ضرب شبكة الانترنت بلغت ما يقرب من 6ر2 مليار دولار في جميع أنحاء العالم .ورغم ضخامة المبلغ فهو مجرد جزء ضئيل من التكلفة الإجمالية للهجمات على نظم تشغيل الكمبيوتر. وقالت شركة كمبيوتر ايكونوميكس اوف كارلسباد ومقرها كاليفورنيا إن تكلفة هجمات فيروسات الكمبيوتر على نظم المعلومات في جميع أنحاء العالم حتى الآن تقدر بنحو 7ر10 مليار دولار مقارنة مع خسائر بلغت 1ر17 مليار دولار في عام 2000 و 1ر12 مليار دولار في عام 1999.وقال مايكل اربشلو [نائب رئيس الأبحاث بالشركة] إذا لم تظهر فيروسات جديدة (هذا العام) فسيكون إجمالي الخسائر أقل من السابق .. حوالي 15 مليار دولار. وأضاف قائلا : إن فيروس الحب الذي ضربت خمسون نسخة مختلفة منه أكثر من 40 مليون جهاز كمبيوتر منذ ظهوره في مايو أيار 2000 هو أكثر الفيروسات تكلفة حتى الآن إذ بلغ إجمالي خسائره 7ر8 مليار دولار.
وأفاد البحث أنه إضافة إلى فيروس (كود ريد ) فقد ظهرت فيروسات كبيرة أخرى في العام الحالي مثل فيروس (سيركام) الذي أصاب أكثر من 3ر2 مليون جهاز كمبيوتر وأحدث خسائر قدرها 035ر1 مليار دولار منها 460 مليون دولار أنفقت على تنظيف نظم التشغيل و575 مليون دولار تكلفة الإنتاجية المهدرة. أما (كود ريد) الذي أصاب أكثر من مليون جهاز كمبيوتر فتسبب في خسائر منها 1ر1 مليار دولار تكاليف تنظيف لنظم التشغيل و5ر1 مليار دولار تكاليف الإنتاجية المهدرة.
أما المخرِّبون الإلكترونيون الكراكرز ( Crackers) فهي كلمة تحمل في الإنجليزية معنى ( الكسر أو التكسير ) ومعناها العام بالنسبة لموضوعنا أن ( الكراكرز ) كلمة تعني التخريب والعبث والتحطيم ، وهي عبارة عن أسم أختاره لأنفسهم مجوعة من المخربين المهرة القادرين على اختراق أي شبكة أو أي جهاز حاسب ، ويستخدمون هذه المهارة في التخريب والسرقة والحصول على الأموال بطريقة غير مشروعة ، ولعلنا نذكر أن أشهر الكراكرز في العالم حتى وقتنا هذا , هو المخرب الكبير والعابث الأعظم ( كيفن ميتنيك ) الذي أصبح أسطورة في الكراكرز وأصبح هو مثلهم الأعلى ، نظراً لمواهبه الفذة وقدرته الفائقة في السرقة واللصوصية وتدمير الأجهزة والشبكات والمواقع بشكل عام ، وقد أصبح ( كيفن ميتنيك ) أشهر ( كراكرز ) بعدما نفذ أكبر عملية سرقة تاريخية إلكترونية عرفها العالم ، حيث قام بسرقة حوالي أكثر من 200000 رقم لبطاقات ائتمان سنة 1995
والإسلام كان سباقًا في محاربة الرذائل والفساد , قال تعالى : { ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} الأعراف 56، { كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} البقرة 60، { فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين} الأعراف 74 { واللهُ لا يحب الفساد} البقرة205{ ولا تطيعوا أمر المُسرِفين . الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون}الشعراء 151-152 { إنما جزاءُ الذين يحاربون اللهَ ورسولَه ويَسعَونَ في الأرضِ فسادًا أن يُقتَّلوا أو يُصلَّبوا أو تُقطَّعَ أيديهم وأرجلُهم من خِلافٍ أو يُنفَوا من الأرضِ ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم } المائدة 33 , ومما يدل على عِظَمِ جُرم الإفساد في الأرض أن الحق سبحانه جعله بمثابة محاربته ومحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان الحق سبحانه لا يُحارَب ولا يُغالَب، لما هو عليه من صفات الكمال ولما وجب له من التنزيه عن الأضداد والأنداد ، فإن محاربته سبحانه في الآية التالية مجازٌ عن محاربة عباده ، فعبَّر بنفسه سبحانه عن عباده إكبارًا لجُرم الاعتداء عليهم , وعلى العموم إذا تأملنا الآيات التي ذكر الله فيها الإفساد رأينا أن الله – تبارك وتعالى – إذا ذكر الإفساد بهذا اللفظ نفى الإصلاح ، أو ذكره معـه .لنعلم أن المفسدين يُـفسدون في الأرض ولا يُصلحون وقال صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) (2) فهل بعد كل هذه التوجيهات والتهديدات الربانية يطيب لمؤمن يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يضر بالآخرين وهو يعلم يقينا أنه من ضر أضر الله تعالى به في الدنيا وله سوء الدار في الآخرة

• الالتزام بالقانون
فالتصرّفات المخالفة للقانون في واقع الحياة تكون غالبا مخالفة للقانون على الإنترنت. ومن أهم أوجه هذا الالتزام احترام حقوق الملكية الفكرية للناشرين على الويب، لأن حقوق نشر ونسخ المواد الموجودة عليها (كالصور التوضيحية والأصوات وعروض الفيديو) محفوظة ومملوكة لأصحابها، وليس من حق أحد أن يُعيد نشرها أو أن يتصرّف بها إلا بإذن مُسبَق من أصحاب تلك الحقوق.

• آداب عامة
ــ لا تحجب معرفتك بالإنترنت والكمبيوتر عن الآخرين، فالعبد يُسأل يوم القيامة عن علمه من أين تعلمه وماذا عمل به
ــ قبل الانخراط في النوادي والملتقيات الموجودة على الإنترنت، ينبغي عليك أولا التحقّق من توجهاتها وأفكارها ودرجة محافظتها على خصوصية أعضائها وآلية انتقائها لمصادر المعلومات التي يتم ربطها مع الأعضاء.
ــ من أهم المخالفات الشرعية التي تتعلق بساحات الحوار والمنتديات :
1 ــ كتابة الأخبار المكذوبة ، ونشر الشائعات المفتعلة ، خاصة وأنها مبنية في الغالب على المجاهيل .
2ــ إيذاء المسلمين والتشهير بالمستورين منهم .
3ــ تنقص علماء الأمة وحُرَّاس الشريعة ، ونشر زلاتهم ومثالبهم .
4ــ تبادل الاتهامات الجائرة ، وإلقاء الكلام على عواهنه بلا بينة .
5 ــ القول على الله بغير علم والتحدث في المسائل الشرعية والفتوى من غير المختصين .
ـــ يجب على المسلم أن يسعى إلى ذكر الله تعالى إذا نودي للصلاة ، فلا يشغله شيء عنها ، قال الحق سبحانه : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } ( النور 36-37 )
ـــ من أهم الأمور لمرتاد الإنترنت أن يحمي نفسه عن وقوع عينه على الحرام ، فالنظرة المحرمة سهم من سهام إبليس ، يفسد بها قلب المسلم بلذة عاجلة ، تعقب ندامة وحسرة آجلة ، والنظر إلى ما حرم الله تعالى يورث ظلمة في القلب ، ووحشة في الصدر ، وخمولاً وكسلاً عن طاعة الله تعالى ، وحرمانًا من حلاوة الإيمان ، ويزين به الشيطان الوقوع في الفاحشة ؛ حتى إذا وقعت استحوذ الشيطان على القلب فلعب به كما يلعب الصبي بالكرة ، فأورده المهالك
ـــ لا تجعل الإنترنت يشغلك ويضيع وقتك فيما لا نفع فيه ، فتتجول بين المواقع والمنتديات الساعات الطوال هدرًا لساعات عمرك ، على حساب واجباتك ، وحقوق الناس عليك من أهل ، ووالدين ، وولد ، وأرحام ، أو وظيفة تكسب فيها قوتك وقوت من تعول .
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
  #12  
قديم 03-05-2005, 09:40 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

• آداب المحادثة عبر الماسنجر
من الخدمات التي تتاح عبر شبكة الإنترنت خدمة المحادثة مع الآخرين "الشات" وكثيرا ما يقع البعض في أخطاء في استخدامه لهذه الوسيلة، والتي من أخطرها المحادثة بين الجنسين لغير حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا، والتي ينتج عنها من المخاطر ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك فنؤكد على مراعاة خطورة هذا الأمر، وأن نغلق أبواب الشر والفتنة، قبل أن يندم المرء ولات حين مندم، ولنحذر وسوسة الشيطان وكيده ومكره فكثيرا ما يدخل من مداخل في ظاهرها الخير وفي باطنها الخراب والدمار. وسوف نلقي الضوء على بعض الأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها عند استخدامنا لهذه الوسيلة.
ـــ احترام الحالة التي يكون عليها الطرف الآخر : فكثيرا ما يكون المرء مشغولا أو قد يكون في محل عمله ومضطر للدخول إلى النت بحكم عمله وظروفه لا تسمح للتحدث مع الآخرين ومن ثم فيجب أن نحترم الحالة التي عليها الطرف الآخر (مشغول أو بالخارج) فلا ينبغي التحدث إليه في مثل هذه الحالة حتى لا نتسبب في عطلة الآخرين أو إحساسهم بالحرج إذا لم يتمكن من الرد على محدثه، وصدق الله العظيم حيث يقول ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ) النور28
ـــ الاستئذان قبل الدخول في محادثة مع الآخرين : فمن الأدب قبل الدخول مع الغير في محادثة استئذانه سواء كان ذلك بإرسال رسالة عبر بريده الإلكتروني أو عبر الشات تخبره أنك تريد الحديث معه إن كانت ظروفه تسمح بذلك، ولا تنتظر منه ردا , فإن دخل معك في الحديث فخير، وإلا فلا يكن في صدرك حرج، فقد يكون :
1- مشغولاً بقراءة موضوع معين 2 - غير موجود على الجهاز لكونه خرج للصلاة أو غير ذلك 3 - ليس هو الذي على الجهاز وإنما زوجته أو أخته وقد جعل الماسنجر يعمل بشكل تلقائي مع الاتصال بالانترنت 4 - في غمرة الرد على موضوع فكري أو أدبي مطروح وقد استجمع كامل قواه الفكرية والعقلية. 5 - مستعجلاً ويريد أن يرى رسالةً أو موضوعاً بشكل سريع فلا يمكنه الرد عليك .
ـــ المحافظة على أوقات الآخرين، وعدم الحديث دون حاجة أو ضرورة : فالوقت هو الحياة، وعلى هذا فلا تدخل مع غيرك في محادثة دون سبب، وإن احتجت إلى الحديث معه فليكن ذلك على قدر الحاجة مع الإيجاز في طرح الأفكار , فخير الكلام ما قل ودلّ ، ولا داعي للإسراف والثرثرة في الحديث فهي دليل على نقص العقل ورقة الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ ) رواه الترمذي وأحمد . وقال عطاء:'بترك الفضول تكمل العقول'. وقال القاسمي:'إياك وفضول الكلام؛ فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك من عدوك ما سكن ؛ فكلام الإنسان بيان فضله ، وترجمان عقله ؛ فاقصره على الجميل ، واقتصر منه على القليل .
وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، والواجبات أكثر من الأوقات، فما أحوجنا أن نكون حريصين على مراعاة شعور الآخرين وألا نتسبب في ضياع أوقاتهم ، فبعض الناس أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل من ذلك ، والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت هو الحياة، وبدلا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه فيمكن الاستفادة بالوقت في أي عمل يعود بالنفع في الآخرة والأولى . فإذا دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر، فإذا كان عندك موضوع معين فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك أداة لتضييع الوقت .... فهذا لا يليق بالمسلم ، ولا أعني أن تكون جميع المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت .
ـــ مراعاة عدم تغيير الاسم على الماسنجر: ينبغي مراعاة عدم تغيير الاسم على المسانجر فكثيرا ما نرى البعض كل يوم له اسم مما يجعل محدثه في حيرة لمعرفته، لأن الإنسان يعرف الشخص من اسمه الذي يتعامل به وقل أن يحفظ بريده ، فلا تجهد الآخرين في معرفتك حتى لا تشتت الأذهان وتكون سببا في حيرة الآخرين.
ـــ عدم التسمية باسم ذكر معين أو آية قرآنية على الماسنجر: العاطفة الإسلامية تجعل بعض المتحمسين يقعون في خطأ شرعي من حيث لا يشعرون، فأحيانا تجد من يسمي نفسه على الماسنجر باسم آية قرآنية أو ذكر معين ، وقد يأخذ الحديث مجراه بطريقة لا تليق بالأدب مع الله تعالى
ـــ حسن الظن بالآخرين : يجب علينا أن نحسن الظن بالآخرين وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) الحجرات12 وهذا كقول البعض " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة ولكنك لم ترد علي " ، أو غير ذلك من التعليقات التي لم يفعلها الطرف الآخر عامدا , والعجيب أن البعض يجزم بأنه عرف ماذا يريد الآخر وأن كلامه وصله , وأنه لم يُرِدْ أن تَرُد عليه ! فلماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك مازلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا أن نحسن الظن بالإخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل : " هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟
ـــ الإضافة: عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين:
الأمر الأول: أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درءا للفتنة التي قد تحدث بسبب ذلك، فالشيطان يتربص بنا الدوائر، وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه المحادثة فلتكن على قدر ، الحاجة فقط .
الأمر الثاني : البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك.
ـــ البدء بالسلام قبل الحديث: ينبغي قبل الدخول في الحديث أن نبدأ بتحية الإسلام وهي السلام عليكم، وإذا كان صديق لم تره أو لم تحدثه منذ زمن فعليك أن تسأله عن أخباره وتطمئن عليه، قبل الدخول في موضوع الحديث، مع مراعاة عدم الإطالة في السلام بصورة تدفع إلى الملل.
ـــ الاستئذان وإلقاء السلام قبل إنهاء الحديث: فينبغي استئذان من تحدثه وإعلامه بإنهاء الحديث معه، وألا نغفل أن ننهي الحديث بالسلام كما بدأنا

• آداب البريد الإلكتروني:
ـــ عدم الإسراف في طول وثيقة البريد الإلكتروني، وإذا تحدّثت فأوجز فإن كثير الكلام يُنسي بعضه بعضا.
ـــ الكتابة بلغة سليمة وواضحة ومفهومة للطرف الآخر.
ـــ مراعاة استخدام الصِيَغ القديمة (legacy formats) للوثائق الإلكترونية، لضمان توافقية وثيقة البريد الإلكتروني المرسَلَة مع البرمجيات القديمة التي قد تكون قيد الاستخدام لدى مستقبِل الرسالة.
ـــ تحاشي الإفراط في تنسيق الوثائق الإلكترونية، والحرص على الابتعاد عن استخدام الخطوط الزخرفية المُعَقَّدة أو الغريبة لأن ظهورها على أجهزة المتلقين سيكلفهم جهدا ووقتا، وقد لا يتمكن أغلبهم من فهم معانيها.
ـــ في الرسائل الودّية أو غير الرسمية، يُمكنك أن تستخدم في وثائقك الإلكترونية بعض الاختصارات المتداولة باللغة الإنجليزية؛ وذلك لتقليل عدد الكلمات في الوثيقة الواحدة مثل How are you واختصارها How r u
ـــ في الرسائل غير الرسمية، يُمكنك الاستعانة بالأشكال التعبيرية (Smilies) للإشارة إلى الانفعالات والعواطف التي تظهر على الوجه. وقد ينوب شكل من هذه الأشكال عن العديد من السطور
ـــ العناية بانتقاء التحية الافتتاحية للوثيقة الإلكترونية، ولاسيّما في مراسلات الأعمال والرسائل الرسمية.
ـــ الحرص على إضافة التوقيع الشخصي في خاتمة الوثائق الإلكترونية لتعريف قارئ الوثيقة بك؛ لأن الكثير من الشركات تمنح موظفيها عناوين إلكترونية غامضة (أي تظهر للمستقبِل على شكل أرقام ورموز لا تشير إلى شخص المُرسِل من قريب ولا من بعيد).
ـــ تحري الأمانة في الوثائق الشعاعية (Threads) بنوعيها الخيطية (من شخص واحد إلى شخص واحد) والتشعّبية (من شخص واحد إلى عدّة أشخاص)؛ وذلك بالمحافظة على الوثيقة الإلكترونية الأصلية والردود المحتواة فيها دون أي تغيير، ليتمكن القارئ من متابعة الردود التي أُرفقت بها.
ـــ احترام الخصوصية الشخصية (Privacy) لوثائق الآخرين التي قد تصلنا بالخطأ. وينبغي توجيه هذه الرسائل إلى العناوين الصحيحة أو إعادتها إلى عنوان المرسِل وعدم استغلال محتوياتها
ـــ احترام حقوق الملكية الفكرية (Intellectual Property) في المواد المُرسلَة عبر البريد الإلكتروني؛ لأن الاستيلاء على النتاج العقلي والإنساني سرقة.
ـــ المحافظة على محتوى الوثائق البريدية التي يُعاد توجيهها (forward- reply) إلى الآخرين؛ إذ لا يجوز إجراء أي تغيير فيها إلا بإذن مُسبَق من صاحب الوثيقة الإلكترونية الأصلية
ـــ تجنب الرسائل المسَلْسَلَة (Chain letters)، وهي رسالة يُبعَث بها إلى مجموعة من الأشخاص على التوالي، ويقوم كل فرد من المجموعة بإرسالها إلى مجموعة أخرى. وفي معظم الأحيان، يغلب على هذه النوعية من المراسلات طيش الغاية وتفاهة المحتوى فهي تندرج في قائمة المُحرّمات على الإنترنت؛ لما تسببه من هدر للوقت ولموارد الشبكة

د/ خالد سعد النجار
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
  #13  
قديم 03-05-2005, 09:41 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

• آداب المحادثة عبر الماسنجر
من الخدمات التي تتاح عبر شبكة الإنترنت خدمة المحادثة مع الآخرين "الشات" وكثيرا ما يقع البعض في أخطاء في استخدامه لهذه الوسيلة، والتي من أخطرها المحادثة بين الجنسين لغير حاجة أو ضرورة معتبرة شرعا، والتي ينتج عنها من المخاطر ما لا يعلمه إلا الله، ولذلك فنؤكد على مراعاة خطورة هذا الأمر، وأن نغلق أبواب الشر والفتنة، قبل أن يندم المرء ولات حين مندم، ولنحذر وسوسة الشيطان وكيده ومكره فكثيرا ما يدخل من مداخل في ظاهرها الخير وفي باطنها الخراب والدمار. وسوف نلقي الضوء على بعض الأخلاقيات التي يجب أن نتحلى بها عند استخدامنا لهذه الوسيلة.
ـــ احترام الحالة التي يكون عليها الطرف الآخر : فكثيرا ما يكون المرء مشغولا أو قد يكون في محل عمله ومضطر للدخول إلى النت بحكم عمله وظروفه لا تسمح للتحدث مع الآخرين ومن ثم فيجب أن نحترم الحالة التي عليها الطرف الآخر (مشغول أو بالخارج) فلا ينبغي التحدث إليه في مثل هذه الحالة حتى لا نتسبب في عطلة الآخرين أو إحساسهم بالحرج إذا لم يتمكن من الرد على محدثه، وصدق الله العظيم حيث يقول ( وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ) النور28
ـــ الاستئذان قبل الدخول في محادثة مع الآخرين : فمن الأدب قبل الدخول مع الغير في محادثة استئذانه سواء كان ذلك بإرسال رسالة عبر بريده الإلكتروني أو عبر الشات تخبره أنك تريد الحديث معه إن كانت ظروفه تسمح بذلك، ولا تنتظر منه ردا , فإن دخل معك في الحديث فخير، وإلا فلا يكن في صدرك حرج، فقد يكون :
1- مشغولاً بقراءة موضوع معين 2 - غير موجود على الجهاز لكونه خرج للصلاة أو غير ذلك 3 - ليس هو الذي على الجهاز وإنما زوجته أو أخته وقد جعل الماسنجر يعمل بشكل تلقائي مع الاتصال بالانترنت 4 - في غمرة الرد على موضوع فكري أو أدبي مطروح وقد استجمع كامل قواه الفكرية والعقلية. 5 - مستعجلاً ويريد أن يرى رسالةً أو موضوعاً بشكل سريع فلا يمكنه الرد عليك .
ـــ المحافظة على أوقات الآخرين، وعدم الحديث دون حاجة أو ضرورة : فالوقت هو الحياة، وعلى هذا فلا تدخل مع غيرك في محادثة دون سبب، وإن احتجت إلى الحديث معه فليكن ذلك على قدر الحاجة مع الإيجاز في طرح الأفكار , فخير الكلام ما قل ودلّ ، ولا داعي للإسراف والثرثرة في الحديث فهي دليل على نقص العقل ورقة الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ ) رواه الترمذي وأحمد . وقال عطاء:'بترك الفضول تكمل العقول'. وقال القاسمي:'إياك وفضول الكلام؛ فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك من عدوك ما سكن ؛ فكلام الإنسان بيان فضله ، وترجمان عقله ؛ فاقصره على الجميل ، واقتصر منه على القليل .
وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، والواجبات أكثر من الأوقات، فما أحوجنا أن نكون حريصين على مراعاة شعور الآخرين وألا نتسبب في ضياع أوقاتهم ، فبعض الناس أوقاتهم من ذهب والبعض الآخر أوقاتهم من تراب أو أقل من ذلك ، والمفترض بالمسلم ألا يضيع وقته فالوقت هو الحياة، وبدلا من إضاعة الوقت فيما لا فائدة منه فيمكن الاستفادة بالوقت في أي عمل يعود بالنفع في الآخرة والأولى . فإذا دخلت على أحد إخوانك في برنامج الماسنجر، فإذا كان عندك موضوع معين فاطرحه .. وناقش أو خذ رأي محدثك فيه , أما أن يكون الماسنجر بالنسبة لك أداة لتضييع الوقت .... فهذا لا يليق بالمسلم ، ولا أعني أن تكون جميع المحادثات جدية ، فهذا شاق على النفس .. إنما أعني بهذا أن لا تكون عادتك أن تستخدم هذا البرنامج لمجرد إضاعة الوقت .
ـــ مراعاة عدم تغيير الاسم على الماسنجر: ينبغي مراعاة عدم تغيير الاسم على المسانجر فكثيرا ما نرى البعض كل يوم له اسم مما يجعل محدثه في حيرة لمعرفته، لأن الإنسان يعرف الشخص من اسمه الذي يتعامل به وقل أن يحفظ بريده ، فلا تجهد الآخرين في معرفتك حتى لا تشتت الأذهان وتكون سببا في حيرة الآخرين.
ـــ عدم التسمية باسم ذكر معين أو آية قرآنية على الماسنجر: العاطفة الإسلامية تجعل بعض المتحمسين يقعون في خطأ شرعي من حيث لا يشعرون، فأحيانا تجد من يسمي نفسه على الماسنجر باسم آية قرآنية أو ذكر معين ، وقد يأخذ الحديث مجراه بطريقة لا تليق بالأدب مع الله تعالى
ـــ حسن الظن بالآخرين : يجب علينا أن نحسن الظن بالآخرين وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن سوء الظن فقال سبحانه ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ) الحجرات12 وهذا كقول البعض " بالأمس تحدثت معك أكثر من مرة ولكنك لم ترد علي " ، أو غير ذلك من التعليقات التي لم يفعلها الطرف الآخر عامدا , والعجيب أن البعض يجزم بأنه عرف ماذا يريد الآخر وأن كلامه وصله , وأنه لم يُرِدْ أن تَرُد عليه ! فلماذا لا نحسن الظن بإخواننا خصوصا وأن خطوط الهاتف بطيئة جدا ، وكثيرا ما تحصل مثل هذه الحالات ؟ وكثيرا ما تخرج من هذا البرنامج ولكن اسمك يبقى وكأنك مازلت متصلا بالإنترنت . ولهذا علينا أن نحسن الظن بالإخوة وبدلا من أن تقول : " كلمتك ولم ترد علي " ... قل : " هل وصلك كلامي أم لم يصل ؟
ـــ الإضافة: عندما تريد أن تضيف شخصا ما إلى قائمة أصدقائك فإن عليك أن تنتبه لأمرين مهمين:
الأمر الأول: أن يكون من تضيفه رجلا إذا كنت رجلا، وامرأة إذا كنتِ امرأة .. فإنه لا يحسن بالرجل أن يتحدث مع المرأة في الماسنجر وذلك درءا للفتنة التي قد تحدث بسبب ذلك، فالشيطان يتربص بنا الدوائر، وإن كانت هناك حاجة ملحة لهذه المحادثة فلتكن على قدر ، الحاجة فقط .
الأمر الثاني : البعض يتضايق من الإضافة التي لا يسبقها استئذان ، ولهذا يفضل أن ترسل رسالة لمن تريد إضافته معك فتستأذنه في إضافته إلى قائمتك.
ـــ البدء بالسلام قبل الحديث: ينبغي قبل الدخول في الحديث أن نبدأ بتحية الإسلام وهي السلام عليكم، وإذا كان صديق لم تره أو لم تحدثه منذ زمن فعليك أن تسأله عن أخباره وتطمئن عليه، قبل الدخول في موضوع الحديث، مع مراعاة عدم الإطالة في السلام بصورة تدفع إلى الملل.
ـــ الاستئذان وإلقاء السلام قبل إنهاء الحديث: فينبغي استئذان من تحدثه وإعلامه بإنهاء الحديث معه، وألا نغفل أن ننهي الحديث بالسلام كما بدأنا

• آداب البريد الإلكتروني:
ـــ عدم الإسراف في طول وثيقة البريد الإلكتروني، وإذا تحدّثت فأوجز فإن كثير الكلام يُنسي بعضه بعضا.
ـــ الكتابة بلغة سليمة وواضحة ومفهومة للطرف الآخر.
ـــ مراعاة استخدام الصِيَغ القديمة (legacy formats) للوثائق الإلكترونية، لضمان توافقية وثيقة البريد الإلكتروني المرسَلَة مع البرمجيات القديمة التي قد تكون قيد الاستخدام لدى مستقبِل الرسالة.
ـــ تحاشي الإفراط في تنسيق الوثائق الإلكترونية، والحرص على الابتعاد عن استخدام الخطوط الزخرفية المُعَقَّدة أو الغريبة لأن ظهورها على أجهزة المتلقين سيكلفهم جهدا ووقتا، وقد لا يتمكن أغلبهم من فهم معانيها.
ـــ في الرسائل الودّية أو غير الرسمية، يُمكنك أن تستخدم في وثائقك الإلكترونية بعض الاختصارات المتداولة باللغة الإنجليزية؛ وذلك لتقليل عدد الكلمات في الوثيقة الواحدة مثل How are you واختصارها How r u
ـــ في الرسائل غير الرسمية، يُمكنك الاستعانة بالأشكال التعبيرية (Smilies) للإشارة إلى الانفعالات والعواطف التي تظهر على الوجه. وقد ينوب شكل من هذه الأشكال عن العديد من السطور
ـــ العناية بانتقاء التحية الافتتاحية للوثيقة الإلكترونية، ولاسيّما في مراسلات الأعمال والرسائل الرسمية.
ـــ الحرص على إضافة التوقيع الشخصي في خاتمة الوثائق الإلكترونية لتعريف قارئ الوثيقة بك؛ لأن الكثير من الشركات تمنح موظفيها عناوين إلكترونية غامضة (أي تظهر للمستقبِل على شكل أرقام ورموز لا تشير إلى شخص المُرسِل من قريب ولا من بعيد).
ـــ تحري الأمانة في الوثائق الشعاعية (Threads) بنوعيها الخيطية (من شخص واحد إلى شخص واحد) والتشعّبية (من شخص واحد إلى عدّة أشخاص)؛ وذلك بالمحافظة على الوثيقة الإلكترونية الأصلية والردود المحتواة فيها دون أي تغيير، ليتمكن القارئ من متابعة الردود التي أُرفقت بها.
ـــ احترام الخصوصية الشخصية (Privacy) لوثائق الآخرين التي قد تصلنا بالخطأ. وينبغي توجيه هذه الرسائل إلى العناوين الصحيحة أو إعادتها إلى عنوان المرسِل وعدم استغلال محتوياتها
ـــ احترام حقوق الملكية الفكرية (Intellectual Property) في المواد المُرسلَة عبر البريد الإلكتروني؛ لأن الاستيلاء على النتاج العقلي والإنساني سرقة.
ـــ المحافظة على محتوى الوثائق البريدية التي يُعاد توجيهها (forward- reply) إلى الآخرين؛ إذ لا يجوز إجراء أي تغيير فيها إلا بإذن مُسبَق من صاحب الوثيقة الإلكترونية الأصلية
ـــ تجنب الرسائل المسَلْسَلَة (Chain letters)، وهي رسالة يُبعَث بها إلى مجموعة من الأشخاص على التوالي، ويقوم كل فرد من المجموعة بإرسالها إلى مجموعة أخرى. وفي معظم الأحيان، يغلب على هذه النوعية من المراسلات طيش الغاية وتفاهة المحتوى فهي تندرج في قائمة المُحرّمات على الإنترنت؛ لما تسببه من هدر للوقت ولموارد الشبكة

د/ خالد سعد النجار
مع الاعتذار ان كنت قد اطلت
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
  #14  
قديم 06-05-2005, 03:26 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي فضائل الصحابة رضي الله عنهم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : " فإن أولى ما نظر فيه الطالب ، وعني به العالم بعد كتاب الله -عز وجل- سنن رسوله -صلى لله عليه وآله وسلم- فهي المبيِّنة لمراد الله -عز وجل- من مجملات كتابه ، والدالة على حدوده ، والمفسرة له ، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله مَن اتبعها اهتدى ،ومن سُلبها ضل وغوى وولاه الله ما تولى ، ومِن أَوكد آلات السنن المعينة عليها ، والمؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الناس كافة ، وحفظوها عليه ،وبلغوها عنه ، وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين حتى أكمل بما نقلوه الدين ، وثبت بهم حجة الله -تعالى -على المسلمين فهم خير القرون ، وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم ، وثناء رسوله -عليه السلام- ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ، ولا تزكية أفضل من ذلك ، ولا تعديل أكمل منه قال الله تعالى ذكره ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود)( الفتح: 29) " [1]

" والصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا ، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه " . كما قاله ابن مسعود _رضي الله عنه_ [2] . "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة "[3]

وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- [4].

وقال سفيان في قوله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ)(الرعد: 28) قال : هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- .[5]

وعن وهب بن منبه -رحمه الله -في قوله تعالى ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ) (عبس:16) قال هم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-[6].

وقال قتادة في قوله تعالى ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه)(البقرة:121) هم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -آمنوا بكتاب الله وعملوا بما فيه [7].

وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه " [8] والصحابي هنا هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك . فقد جاء في حديث قيلة العنبرية -رضي الله عنها- : خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [9] .

وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)

وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)

وقال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29)

وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم .

ومما جاء في السنة :

عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) [10] " وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة ، وضيق الحال بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته -صلى الله عليه وسلم- ، وحمايته ، وذلك معدوم بعده ، وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ، وقد قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً )(الحديد:10) وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة ، والتودد ، والخشوع ، والتواضع ، والإيثار ، والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ، ولا ينال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ا.هـ [11]

وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ : " معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ [12] " مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة " [13] وقيل " السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة ، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ [14] .

ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود _رضي الله عنه_ عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) [15] " وإنما صار أول هذه الأمة خير القرون ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ، وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام " ا.هـ [16] .

ومما جاء في فضلهم ما رواه أبو بردة _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) [17]" وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض " [18] .

وها هو أمير المؤمنين علي _رضي الله عنه_ يصف حال الصحابة فعن أبي راكة قال : صليت خلف علي صلاة الفجر فلما سلم انفلت عن يمينه ثم مكث كأن عليه الكآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال : لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فما أرى اليوم شيئا يشبههم كانوا يصبحون ضمرا شعثا غبرا بين أعينهم أمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله ويراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا أصبحوا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح فهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم .[19]

الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

عن عبد الله بن مغفل المزني _رضي الله عنه_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ) [20] قال المناوي _رحمه الله تعالى_ " ( الله الله في حق أصحابي ) أي اتقوا الله فيهم ، ولا تلمزوهم بسوء ، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم ، وكرره إيذانا بمزيد الحث على الكف عن التعرض لهم بمنقص ( لا تتخذوهم غرضا ) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمى الهدف بالسهام هو تشبيه بليغ ( بعدي ) أي بعد وفاتي " ا.هـ ( [21] .

وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) [22] .
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
  #15  
قديم 06-05-2005, 03:27 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

موقف السلف الصالح من الصحابة الكرام

لقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك وردوا على كل من أراد انتقاصهم _رضي الله عنهم_ قال ابن عمر _رضي الله عنهما_ " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره " [23].

وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله أمعاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز فقال " لتراب في منخري معاوية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز " [24].

وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال : يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية . قال : لِمَ ؟ قال : لأنه قاتَل عليا . فقال أبو زرعة : إن ربَّ معاوية ربٌّ رحيم وخصمَ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك أنت بينهما _رضي الله عنهم_ أجمعين [25] .

وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- " إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام " [26] وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع " [27]

وقال بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_ " مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين " [28] . ولعل كثيرا من الكتاب ممن في قلوبهم مرض الذين ينتقصون أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الصحف وغيرها يرون أن الوقت لم يحن بعد لانتقاص القرآن والسنة فرأوا أن تقليل شأن الصحابة الكرام عند الناس هو من أخصر الطرق لرد الكتاب والسنة كما قال أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " ا.هـ [29] .

وقال السرخسي _رحمه الله تعالى_ " فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب " ا.هـ [30] .

وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة " علمتَ أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى -عليه السلام- وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام- فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟ وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ، ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟ أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ، ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ، أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ، وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى .. وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف " ا.هـ [31] .

وقال ابن الصلاح _رحمه الله تعالى_ " إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة , ومَن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع " ا.هـ ( [32] .

ذكر فضلهم في كتب العقائد رفعا لشأنهم وعلوا لمنزلتهم :

قال الطحاوي _رحمه الله تعالى_ " ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " ا.ه[33].

وذكر الحميدي _رحمه الله تعالى_ أن من السنة " الترحم على أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كلهم فإن الله عز وجل قال ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ )(الحشر:10) فلم نؤمر إلا بالاستغفار لهم ، فمن سبهم أو تنقصهم أو أحدا منهم فليس على السنة وليس له في الفيء حق ، أخبرنا غير واحد عن مالك بن أنس " ا.ه[34]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ " ويمسكون عما شجر من الصحابة ، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيه ، ونقص ، وغُيِّرَ عن وجهه ، والصحيح منه هم فيه معذورون ؛ إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون ... ، ولهم من السوابق ، والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم ... ثم القَدْر الذي يُنكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ، ومحاسنهم من الإيمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم ، وأكرمها على الله " ا.هـ [35]

وفي الختام لا نقول إلا كما قال الله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) اللهم ارض عن أصحاب نبيك أجمعين واحشرنا وإياهم في زمرة سيد المرسلين والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه د. نايف بن أحمد الحمد
قاضي المحكمة العامة بمحافظة رماح
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
  #16  
قديم 29-08-2005, 09:21 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم آمين يا رب العالمين يا رب..

احسن الله إليك اخي الفاضل ماهر وجزاك عنا خير جزاء في الدنيا والاخرة برحمته آمين يا رب..لا تحرمنا من روائعك بارك الله فيك يا اخي..

أخي الفاضل الوافي..ننتظر دائما طلتك الفاضلة بهذا الموضوع بإذن الله تعالى..فلا تحرمنا أخي منها بارك الله فيك..
  #17  
قديم 29-08-2005, 09:50 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلة يوم الدين،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

هذه خطبة من خطب الجمعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وغفر له ولوالديه وللمسلمين اجمعين آمين..

مضمون الخطبة: التفكر في آيات الله الكونية وإنها أعظم دليل على وحدانية الله عز وجل ـ ذكر الله سبحانه وتعالى ومحبته يكون بالقلب واللسان والجوارح

********************

الخطبة الأولى :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الملك الحق المبين أبان لعباده من آياته ما به عبرة للمعتبرين وهداية للمهتدين وحجة على المعاندين الملحدين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين بيده ملكوت السماوات والأرض وله الحكم في الدنيا والآخرة وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المتقين وخاتم النبيين بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وقدوة للعاملين وحجة على المرسل إليهم أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أعطاكم من العقول التي تتميزون بها على البهائم وتدركون بها ما ينفعكم وما يضركم وتستدلون بها على ما أعطاكم الله بل على ما أبان لكم من آياته الكونية الدالة على وحدانية وعلى كمال ربوبيته إن الله عز وجل له في كل شئ من مخلوقاته آية تدل على أنه إله واحد لا إله غيره وعلى أنه رب عظيم ماجد كامل العلم والقدرة كامل الرحمة والحكمة كامل العظمة والسلطان فمن آياته خلق السماوات والأرض من نظر إلى السماء في حسنها وكمالها وارتفاعها وقوتها علم بذلك تمام قدرة الله وحكمته قال الله عز وجل: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) وقال عز وجل: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) إي بنيناها بقوة لا يماثلها قوة وهو موسعها عز وجل لسعة أرجائها وقال عز وجل: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) وقال جل من قائل: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) في هذه السماء وفي جوها من آيات الله ما يبهر العقول: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ) أيها المسلمون انظروا إلى هذه الشمس العظيمة الكبيرة الحجم الشديدة الحرارة جعلها الله تعالى سراجاً وهاجا تصل إلى الأرض حرارتها مع البعد العظيم بينها وبين الأرض لتنضج الزروع والثمار وتدفع الأجواء والبحار تسير هذه الشمس بانتظام بديع وسير سريع لو نزلت مقدار شعرة أو ارتفعت لاختل نظام الأرض قال الله عز وجل: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) العزيز القهار الغالب الذي لا يغلب العليم بكل شيء ثم انظروا إلى هذا القمر البدر المنير آية الليل جعله الله تعالى مقدراً بمنازل لنعلم بذلك عدد السنين والحساب وله آثار على البحار والنبات والأجسام أجسام الإحياء لاختلاف هذه المنازل قال الله عز وجل: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ*لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) أيها المسلمون انظروا أيضاً إلى الأرض وما فيها من آيات الله تعلموا بذلك تمام قدرة الله وحكمته مهدها الله لخلقه وسلك لهم فيها سبلا وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها جعلها الله لعباده ذلولا يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقها فيحرثون ويزرعون ويصلون إلى المياه في جوفها فيسقون ويشربون جعلها الله تعالى قراراً للخلق لا تميد بهم ولا تضطرب ولا تتزلزل ولا تتصدع إلا بأذن الله عز وجل أسمعوا قول الله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) في الأرض قطع متجاورات تجد في الحصاة الواحدة قطعاً متجاورة فضلاً عن الجبل الصغير فضلاً عن ما فوقه من الجبال تجدها خطوطاً هذا أسود وهذا أحمر وهذا أبيض والخالق واحد جل وعلا، في الأرض قطع متجاورات مختلفة في ذاتها وصفاتها ومنافعها هذه رمال وهذه جبال وهذه معادن من ذهب وهذه معادن من فضة وهذه معادن من حديد وهذه معادن من رصاص إلى أمور لا يعلمها إلا خالقها عز وجل في الأرض جنات من أعناب وزروع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ويفضل الله بعضه على بعضٍ في الأكل قال الله عز وجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ففي السماوات ملائكة لا يحصهم إلا الله عز وجل ما من موضع أربع أصابع من السماء إلا وفيه ملك قائم لله أو راكع أو ساجد يطوف كل يوم بالبيت المعمور في السماء سبعون ألف ملك لا يعودون إليه مرة أخرى إلى يوم القيامة إذاً فالزائرون لهذه البيت كل يوم سبعون ألف ملك لا يعود إليه الزائر مرة أخرى منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة فما ظنكم بهذا العدد الكبير إنه عدد لا يحصيه إلا الذي خلقه جل وعلا في الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا تحصى أجناسه فضلاً عن أنواعه فضلاً عن أفراده هذه الدواب مختلفة في أجناسها وأشكالها وأحوالها فمنها النافع الذي يعرف به الإنسان كمال نعمة الله عليه ومنها الضار الذي يعرف بها الإنسان قدر نفسه وضعفه أمام قدرة الله عز وجل فهذه البعوضة الصغيرة الحقيرة تسلط على الإنسان فتقلق راحته وتقض مضجعه ويذكر أن ملكاً جباراً كان يتحدث مستهتراً يقول ما الفائدة من خلق الذباب فقال له أحد الحاضرين إن الله خلقه ليرغم به أنوف الجبابرة يعني أن الذباب يقع على أنف الرجل الجبار بأرجله الملوثة بالانتان والقاذورات لا يستطيع التخلص منه وهو من أصغر المخلوقات وأحقرها وهذه الدواب المنتشرة في الأرض في بحارها وقفارها ومدنها وقراها وأوديتها وجبالها وفي كل مكان كلها تسبح بحمد الله وتسجد له قال الله عز وجل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) كل هذه الدواب المنتشرة خلقت بأمر الله واهتدت برحمة الله وعاشت برزق الله: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ) ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلمأن سليمان بن داؤود أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام خرج ذات يوم يستسقي وكان سليمان يعرف منطق النمل فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء تقول اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن سقياك فقال سليمان أرجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم) ومن آيات الله عز وجل هذا الليل والنهار في تعاقبهما على العباد يطول هذا تارة ويقصر أخرى ويتساويان تارة ثالثة جعل الله الليل سكناً يسكن فيه العباد فينامون ويستريحون وجعل النهار معاشاً للناس يبتغون فيه من فضل الله ويكسبون قال الله عز وجل: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) لو اجتمعت الخليقة كلها على أن تأتي بالليل في وقت النهار ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولو اجتمعوا على أن يأتوا بالنهار في وقت الليل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ولكن الذي يقول للشيء كن فيكون هو الذي يأتي بهذا وبهذا لتقوم مصالح العباد وذلك من رحمة الله فنسأل الله أن يعيننا على شكر نعمته أيها المسلمون إن الكون كله من آيات الله جملة وتفصيلا هو الذي خلقه وهو المدبر له لم يخلق الكون نفسه ولم يخلقه أحد غير الله عز وجل كما قال الله تعالى مبرهناً على ذلك: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) فتدبروا عباد الله تدبروا آيات الله لتصلوا بها إلى اليقين واعتبروا بما فيها من الرحمة والعظمة لتصلوا إلى محبة الله وتعظيمه وانظروا إلى ما فيها من الانتظام والانسجام لتعرفوا بذلك حكمة رب العالمين اللهم إنا نسألك يا ربنا في مقامنا هذا ونحن ننتظر فريضة من فرائضك اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المعتبرين بآياتك الواصلين بها إلى مرضاتك وأن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأن تهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا صلى وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
  #18  
قديم 29-08-2005, 09:53 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد

أيها الناس فلقد شاهدنا المسلمين ولله الحمد في هذه الإجازة يؤمون البيت الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليؤدوا ما من الله به عليهم من العمرة والصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيارة قبره وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقبور أصحابه في البقيع وقبور الشهداء في أحد وليخرجوا إلى مسجد قباء متطهرين ليصلوا فيه ركعتين وجدنا الناس ولله الحمد بكثرة وهذا يدل على انعطاف بالغ في قلوبهم إلى الأماكن التي يرضى الله عز وجل أن يتعبدوا له فيها وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على رغبة أكيدة وعلى هوى منقاد إلى تلك الأماكن ولكني أقول إني أسال الله لي ولهم الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد وأن يجعل قلوبنا تهوى دائماً مرضاته في أي مكان وفي أي زمان إن المؤمن حقاً هو الذي يتعلق قلبه بربه ويعبد الله تعالى في أي مكان لا يعبده في مكان فإذا سافر منه أقبل على المعاصي التي كان يألفها لا يحبه في زمان فإذا انقضى هذا الزمان أقبل على المعاصي التي كان يألفها إن المؤمن حقاً هو الذي تعلق قلبه بربه سبحانه وتعالى محبةً وتعظيما رجاء وخوفا وتوكلاً واستعانة هذا هو المؤمن حقاً لذلك أدعو إلى أخواني المسلمين إلى أن يكونوا دائماً يذكرون الله تعالى بقلوبهم وجوارحهم إن ذكر الله المفيدة للمرء هو ذكر الله تعالى في القلب ولهذا قال الله تعالى: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) إن الذكر بالقلب لا يعني أن نهمل الذكر باللسان ولكني أقول إن الذكر باللسان إذا لم يكن مصحوباً بالذكر بالقلب فإنه يكون قليل الفائدة ولكن الإنسان إذا ذكر الله بقلبه وجوارحه كان ذلك أتم ولهذا نقول إن ذكر الله تعالى ينقسم إلى ثلاثة أقسام ذكر بالقلب وحده وذكر باللسان وحده وذكر بالجوارح من اليدين والرجلين والعنين وغير ذلك فإذا أتمت فإذا اجتمعت الأمور الثلاثة كان ذلك هو الأكمل وإذا تخلف واحد منها نقص من ذلك بقدر ما تخلف فاذكروا الله عباد الله اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذكر الله عز وجل بالقلب أن يكون الرب عز وجل دائماً في قلب الإنسان على ذكره إذا نظر، نظر بالله وإذا أعرض عن شئ محرم أعرض عنه لله عز وجل وهكذا وكذلك الذكر باللسان من التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد وقراءة القرآن وتعلم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال المقربة إلى الله كلها من ذكر الله تعالى باللسان ذكر الله تعالى بالجوارح مثل القيام في الصلاة والركوع والسجود والقعود فيها والمشي إلى المساجد وكتابة العلم وتقليب الكتب للمراجعة وغير ذلك من ما يقرب إلى الله تعالى أسال الله أن يجعل قلوبنا جميعاً دائمة الذكر لله عز وجل وأن يجعل جوارحنا دائماً آمرة بذكر الله عز وجل وأن يجعل ألسنتنا دائماً ناطقة بذكر الله عز وجل إنه ولي ذلك والقادر عليه وأعلموا أيها المسلمون أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد رسول صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل ما أحدث في دين الله بدعة وهو سيئ وإن ظن صاحبه حسنا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) فعليكم أيها المسلمون بالجماعة عليكم أن تجتمعوا على دين الله ولا تتفرقوا فيه فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ، شذ في النار وأعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ بنفسه فقال جل من قائل عليما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وأرضى عن معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين، اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان الذين يجاهدون بالعلم ويجاهدون بالسلاح يا رب العالمين،اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا اللهم دلهم على الخير وأعنهم عليه يا رب العالمين اللهم هيئ لهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وترغبهم فيه وتبين الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم من كان من بطانة ولاة أمورنا غير مستقيم على دينك ولا ناصح لهم ولا لرعيتهم فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم وعم بذلك جميع ولاة أمور المسلمين إنك على كل شئ قدير عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
  #19  
قديم 29-08-2005, 02:22 PM
amatollah amatollah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: maroc
المشاركات: 126
إفتراضي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا

ملخص الخطبة

1- من أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له أخرته ودنياه. 2- من صدق مع الله صدق الله معه. 3- فضل الدعاء. 4- الآثار المترتبة على انعقاد الولاية. 5- شكر النعم.


الخطبة الأولى


أما بعد:

فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ بامتثال ما أَمَرَ، والبعد عما نهى عنه وزجر؛ فإن تقوى الله صلاح الأعمال وحُسن المنقلب والمآل.

عباد الله، إن من أصلح ما بينه وبينه ربه أصلح الله له آخرته ودنياه، وأصلح له ما بينه وبين الناس. وإصلاح العبد ما بينه وبين الله؛ هو بتوحيد الله عز وجل، بأن يعبد الله تعالى وحده لا يشرك به شيئًا، بدعائه ورجاءه والتوكل عليه وخوفه ومحبته وتعظيمه، والاستعانة به وطاعته، والإيمان بأسمائه وصفاته والثناء على الله بها، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب المظالم وترك ما نهي الله عنه من المحرمات والموبقات، إلى غير ذلك مما أمر الله به أو نهى عنه، مع التمسك بالسنة والإخلاص لله في كل عمل، فمن أصلح ما بينه وبين خالقه بالتمسك بالإسلام، أصلح الله له أموره كلها، وأحسن له العاقبة في أخرته. قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأعراف:35]، أي: لا خوف عليهم في مستقبل أمرهم، ولا هم يحزنون على ما مضى من شأنهم. وقال تعالى: وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأنعام:48]، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد:2].

وإصلاح الناس ما بينهم وبين ربهم بالعمل الصالح يصلح الله به الأمور، ويحفظ الله به الأمة من الشرور، قال الله تعالى: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء:147]، أي: لا يعذبكم الله تعالى إن آمنتم وشكرتم. وقال تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف:170]، وفي الحديث عن النبي : ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى))[1].

عباد الله، إن ربكم تبارك وتعالى أَجَلُّ وأَكَرم وأوفى من أن يتخلى عن عبده ويضيعه إذا صدق معه، وخاف من اتباع هوى النفس، وعمل بما يحب ربه من الطاعات فرائضها ونوافلها، وجانب المحرمات. فمن كان لربه على ما يحب الرب كان الله له على ما يحب، قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة:40]، وقال تعالى: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ [التوبة:111]، وقال تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40، 41].

وأحسن أحوال العبد أن يتولى اللهُ تعالى أموره كلها، ويحفظه في دينه ودنياه، ويسدده ويوفقه في أقواله وأفعاله وعاقبة أمره، ولا يُنال ما عند الله إلا بطاعته، وهل شقي بطاعة الله أحد، أو سَعِدَ بمعصية الله أحد؟!. عن أنس عن النبي ، عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى قال: ((من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن؛ يكره الموت وأكره مسأته ولا بد له منه. وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابًا من العبادة فأكفه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك، وما تقرب إلي عبدي بمثل أدى ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتنفل إلي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعًا وبصرًا ويدًا ومؤيدًا، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغناء، ولو أفقرته لأفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت له أفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته أفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني عليم خبير)) رواه الطبراني[2]. ولهذا الحديث شاهد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بعض ألفاظه[3]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: ((من الْتَمَسَ رضا الله بسخط الناس كفاه مُؤْنَةَ الناس، ومن الْتَمَسَ رضا الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس)) رواه الترمذي[4].

عباد الله، إن من أعظم العبادات وأجمعها للخير الدعاء؛ فالدعاء ينزل الله به الخيرات، ويدفع به البلاء والشرور والمكروهات، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وفي الحديث: ((ما من مسلم يدعوا الله تعالى إلا أتاه الله مسألته، أو ادخرها له في الآخرة، أو صرف عنه من السوء مثل دعوته))، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر؟! قال: ((الله أكثر!))[5]. والدعاء مضطر إليه كل أحد، قال عمر بن الخطاب : (إني لا أحمل هَمَّ الإجابة ولكن أحمل هَمَّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة ووقعت)[6]. فالدعاء يصلح الله به الأمور ويدفع الله به الشرور.

بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



--------------------------------------------------------------------------------


[1] أخرجه البخاري في المناقب (3641)، ومسلم في الإمارة (1037) من حديث معاوية رضي الله عنه بنحوه، وورد عن غيره من الصحابة.

[2] عزاه الهيثمي للطبراني في الأوسط (10/270)، وقال: "وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف". وذكره الألباني في الضعيفة (1775).

[3] صحيح البخاري، كتاب الرقاق (6502).

[4] سنن الترمذي كتاب الزهد (2414)، وأخرجه أيضا القضاعي في مسند الشهاب (499)، والبغوي في شرح السنة (4214). وأورده الألباني في الصحيحة برقم (2311).

[5] أخرجه أحمد (3/18)، والبزار (3144الزوائد)، والبخاري في الأدب المفرد(710) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال الحاكم (1/493): "هذا حديث صحيح الإسناد، إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي". وقال المنذري في الترغيب والترهيب: " رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة". وقال الهيثمي في المجمع (10/224): "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح، غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة". وأورده الألباني في صحيح الترغيب (1633). وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما.

[6] ينظر: مجموع الفتاوى (8/193)، واقتضاء الصراط المستقيم (1/359)، والفوائد، لابن القيم (ص97).




الخطبة الثانية


الحمد لله العليم القدير، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. أحمد ربي وأشكره على فضله الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى.

عباد الله، لقد مَنَّ الله عليكم فأصلح لكم برحمته وحكمته، وجمع كلمتكم على إمامكم وولي أمركم، فَعَمِلْتُم بما أمر الله تعالى به من الاجتماع والإتلاف، وحَذِرتم مما نهى عنه من الفرقة والاختلاف، حيث قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103].

ألا وإن انعقاد الولاية قوة في الدين، وانتظام لمصالح الدنيا، وحفظ للجماعة والحوزة، تقام بها الحدود، ويقمع بها المفسدون المجرمون، ويرغم العدو ويستتب الأمن، فاشكروا الله على الأحوال السارة، والأرزاق الدارة، فما حفظت النعم إلا بطاعة الله تعالى والاحتراز عن المحرمات، ولن يؤتى العبد إلا من قبل نفسه، ولا يضره إلا عمله ومخالفة ربه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة:208-211]، وعن تميم الداري قال: قال رسول الله : ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة))، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم[1].

عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، فقال تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا))[2]. فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...



--------------------------------------------------------------------------------

[1] صحيح مسلم كتاب الإيمان (55).

[2] أخرجه مسلم في الصلاة (408)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
  #20  
قديم 29-08-2005, 02:24 PM
amatollah amatollah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: maroc
المشاركات: 126
إفتراضي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا

ملخص الخطبة

1- من أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له أخرته ودنياه. 2- من صدق مع الله صدق الله معه. 3- فضل الدعاء. 4- الآثار المترتبة على انعقاد الولاية. 5- شكر النعم.


الخطبة الأولى


أما بعد:

فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ بامتثال ما أَمَرَ، والبعد عما نهى عنه وزجر؛ فإن تقوى الله صلاح الأعمال وحُسن المنقلب والمآل.

عباد الله، إن من أصلح ما بينه وبينه ربه أصلح الله له آخرته ودنياه، وأصلح له ما بينه وبين الناس. وإصلاح العبد ما بينه وبين الله؛ هو بتوحيد الله عز وجل، بأن يعبد الله تعالى وحده لا يشرك به شيئًا، بدعائه ورجاءه والتوكل عليه وخوفه ومحبته وتعظيمه، والاستعانة به وطاعته، والإيمان بأسمائه وصفاته والثناء على الله بها، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب المظالم وترك ما نهي الله عنه من المحرمات والموبقات، إلى غير ذلك مما أمر الله به أو نهى عنه، مع التمسك بالسنة والإخلاص لله في كل عمل، فمن أصلح ما بينه وبين خالقه بالتمسك بالإسلام، أصلح الله له أموره كلها، وأحسن له العاقبة في أخرته. قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأعراف:35]، أي: لا خوف عليهم في مستقبل أمرهم، ولا هم يحزنون على ما مضى من شأنهم. وقال تعالى: وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [الأنعام:48]، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد:2].

وإصلاح الناس ما بينهم وبين ربهم بالعمل الصالح يصلح الله به الأمور، ويحفظ الله به الأمة من الشرور، قال الله تعالى: مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا [النساء:147]، أي: لا يعذبكم الله تعالى إن آمنتم وشكرتم. وقال تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ [هود:117]، وقال تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ [الأعراف:170]، وفي الحديث عن النبي : ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى))[1].

عباد الله، إن ربكم تبارك وتعالى أَجَلُّ وأَكَرم وأوفى من أن يتخلى عن عبده ويضيعه إذا صدق معه، وخاف من اتباع هوى النفس، وعمل بما يحب ربه من الطاعات فرائضها ونوافلها، وجانب المحرمات. فمن كان لربه على ما يحب الرب كان الله له على ما يحب، قال الله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة:40]، وقال تعالى: وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ [التوبة:111]، وقال تعالى: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40، 41].

وأحسن أحوال العبد أن يتولى اللهُ تعالى أموره كلها، ويحفظه في دينه ودنياه، ويسدده ويوفقه في أقواله وأفعاله وعاقبة أمره، ولا يُنال ما عند الله إلا بطاعته، وهل شقي بطاعة الله أحد، أو سَعِدَ بمعصية الله أحد؟!. عن أنس عن النبي ، عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى قال: ((من أهان لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن؛ يكره الموت وأكره مسأته ولا بد له منه. وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابًا من العبادة فأكفه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك، وما تقرب إلي عبدي بمثل أدى ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتنفل إلي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعًا وبصرًا ويدًا ومؤيدًا، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغناء، ولو أفقرته لأفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، وإن بسطت له أفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك. وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته أفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم، إني عليم خبير)) رواه الطبراني[2]. ولهذا الحديث شاهد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بعض ألفاظه[3]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: ((من الْتَمَسَ رضا الله بسخط الناس كفاه مُؤْنَةَ الناس، ومن الْتَمَسَ رضا الناس بسخط الله وَكَلَهُ الله إلى الناس)) رواه الترمذي[4].

عباد الله، إن من أعظم العبادات وأجمعها للخير الدعاء؛ فالدعاء ينزل الله به الخيرات، ويدفع به البلاء والشرور والمكروهات، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60]، وفي الحديث: ((ما من مسلم يدعوا الله تعالى إلا أتاه الله مسألته، أو ادخرها له في الآخرة، أو صرف عنه من السوء مثل دعوته))، قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر؟! قال: ((الله أكثر!))[5]. والدعاء مضطر إليه كل أحد، قال عمر بن الخطاب : (إني لا أحمل هَمَّ الإجابة ولكن أحمل هَمَّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة ووقعت)[6]. فالدعاء يصلح الله به الأمور ويدفع الله به الشرور.

بسم الله الرحمن الرحيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وبقوله القويم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



--------------------------------------------------------------------------------


[1] أخرجه البخاري في المناقب (3641)، ومسلم في الإمارة (1037) من حديث معاوية رضي الله عنه بنحوه، وورد عن غيره من الصحابة.

[2] عزاه الهيثمي للطبراني في الأوسط (10/270)، وقال: "وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف". وذكره الألباني في الضعيفة (1775).

[3] صحيح البخاري، كتاب الرقاق (6502).

[4] سنن الترمذي كتاب الزهد (2414)، وأخرجه أيضا القضاعي في مسند الشهاب (499)، والبغوي في شرح السنة (4214). وأورده الألباني في الصحيحة برقم (2311).

[5] أخرجه أحمد (3/18)، والبزار (3144الزوائد)، والبخاري في الأدب المفرد(710) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال الحاكم (1/493): "هذا حديث صحيح الإسناد، إلا أن الشيخين لم يخرجاه عن علي بن علي الرفاعي". وقال المنذري في الترغيب والترهيب: " رواه أحمد والبزار وأبو يعلى بأسانيد جيدة". وقال الهيثمي في المجمع (10/224): "رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح، غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة". وأورده الألباني في صحيح الترغيب (1633). وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما.

[6] ينظر: مجموع الفتاوى (8/193)، واقتضاء الصراط المستقيم (1/359)، والفوائد، لابن القيم (ص97).




الخطبة الثانية


الحمد لله العليم القدير، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. أحمد ربي وأشكره على فضله الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، البشير النذير والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى.

عباد الله، لقد مَنَّ الله عليكم فأصلح لكم برحمته وحكمته، وجمع كلمتكم على إمامكم وولي أمركم، فَعَمِلْتُم بما أمر الله تعالى به من الاجتماع والإتلاف، وحَذِرتم مما نهى عنه من الفرقة والاختلاف، حيث قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103].

ألا وإن انعقاد الولاية قوة في الدين، وانتظام لمصالح الدنيا، وحفظ للجماعة والحوزة، تقام بها الحدود، ويقمع بها المفسدون المجرمون، ويرغم العدو ويستتب الأمن، فاشكروا الله على الأحوال السارة، والأرزاق الدارة، فما حفظت النعم إلا بطاعة الله تعالى والاحتراز عن المحرمات، ولن يؤتى العبد إلا من قبل نفسه، ولا يضره إلا عمله ومخالفة ربه، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [البقرة:208-211]، وعن تميم الداري قال: قال رسول الله : ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة))، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم[1].

عباد الله، إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، فقال تبارك وتعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا))[2]. فصلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...



--------------------------------------------------------------------------------

[1] صحيح مسلم كتاب الإيمان (55).

[2] أخرجه مسلم في الصلاة (408)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م