هذا العصر ،،

[YARA]

في هذا العصر الذي انحسر فيه عن المجتمع الاسلامي حكم الاسلام ،وزالت في الارض معالم الخلافة الاسلامية ،واستطاع أعدء الاسلام أن يصلوا إلى هدفهم الخبيث ، وغرضهم الدفين في تحويل العالم الإسلامي إلى أمم متناحرة ،ودول متخاصمة ، تتقاذفهم الأهواء ، وتجتذبهم المطامع ، وتفرقهم المبادئ ، وينساقون وراء الشهوات والملذات ، ويتخبطون في أوحال التحلل والإباحية ، ويسيرون بلا هدف ولا غاية ، ويعيشون من غير ما سعي إلى مجد ولا وحدة ولا كيان ، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ،حتى إن كثيرا من رجالات الإصلاح قد اعتراهم اليأس ،واستحوذ عليهم القنوط ، اعتقادا منهم أن لا سبيل إلى إصلاح هذه الأمة ،وأن لا أمل إلى استعادة مجدها وعزتها وكيانها ،
في هذا العصر ، برز شعب مجاهد في فلسطين حاضر على طريق العزة والقوة ، تحرر من حب الدنيا وكراهية الموت ، عرف الغاية التي من أجلها خلق وعلى أساسها وُجد ، لا يخشى أحدا ألا الله ، وكلهم ثقة أن الله سبحانه سينصرهم ،ويبدلهم من بعد خوف أمنا ، ومن بعد ذلة عزا ، وما ذلك على الله بعزيز .
فمتى سنستفيق ، نحن الشعوب الباقية ، وندع التناحر والاختلاف لنعود كما كان سلفنا ، اساتذة للدنيا وهداة للأمم ومنارات متلألئة في ظلمات الحياة .
ولماذا نتخاصم وبين أبدينا القرآن ؟ ولماذا نتباغض والاسلام يأمرنا بالمحبة والإخاء ؟
فما السبيل الى الاصلاح ؟وما البداية الصحيحة في تكوين المجتمع الصالح ؟