مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-11-2002, 12:43 PM
mohd_1954 mohd_1954 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 98
إفتراضي طريق الايمان

غاية المسلم في الحياة

إن من أهم الحقائق بعد الإيمان أن يدرك الإنسان الغاية من خلقه، أي ما يجب أن يكون غاية له يسعى إلى تحقيقها. قال تعالى: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ (الذاريات). وعبادة الله هي الإيمان به وطاعتُه. وطاعته هي الالتزام بجميع أحكامه، وهي لا تقتصر على أعمال العبادات والأخلاق والمعاملات، بل إنها تتناول كل ما أمر الله به أو نهى عنه، وتتضمن أن لا معبود بحق إلا الله، ولا أمر ولا نهي لأحد سواه. روى أحمد والترمذي عن عدي بن حاتم أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ الآية: ]اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون[ (التوبة) فقال عدي: إنهم لم يعبدوهم. فقال صلى الله عليه وسلم: «بلى إنهم حرّموا عليهم الحلال، وأحلّوا لهم الحرام، فاتبعوهم. فذلك عبادتهم إياهم».

==============================================

وعلى ذلك فإن إعطاء حق التحليل والتحريم أو حق التشريع وحق الطاعة لأحد ما، هو عبادة له. قال تعالى: ]ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون[ (يوسف).

أما ما كان للحاكم أو الأمير أو الوالدين أو الزوج من حق الطاعة فذلك بجعل الله لهم هذا الحق. وعبادة الله تتضمن طاعته في تعبيد الناس له سبحانه، أي إخضاعهم لشرعه ومحاربة أن يكون هناك حاكمية لغير لله، أو غير شريعة الإسلام. ومحاربة الخروج على ما حكم به الله سبحانه وتعالى. وهي دلالة النصوص التي جاءت تأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالجدال والبيان والإقناع والدعوة، وبالجلد والقطع والقتال والجهاد لإقامة حكم الله في الأرض وإعلاء كلمته.

ولذلك رأينا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أقام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ووطد أركانها، يرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام. ورأيناه صلى الله عليه وسلم وخلفاءه من بعده يرسلون حَمَلَة الدعوة والمجاهدين والجيوش يدعون الناس إلى الإيمان لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ويقاتلون من أجل إخضاع البلاد والعباد لسلطان الإسلام. وهي دعوة لأن لا يكون معبود إلا الله، ولا حاكمية إلا لله. وهذه الغاية هي الفكرة الإسلامية التي يحيا المسلم لأجلها، وقد عبَّر عنها ببراعة الصحابي الكريم ربعي بن عامر عندما استغرب رستم قائدُ جيش الفرس دعوته وسأله: ما الذي جاء بكم؟ فقال رضي الله عنه: «إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة».

وتتبيَّن هذه الفكرة جلية في القرآن والسنة وفي أفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في نصوص تفوق الحصر سنقتصر على ذكر بعضها:

قال تعالى: ]قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا[ (الأعراف/158). وقال: ]وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيراً[ (سبأ/28). وقال: ]هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون[ (التوبة/33، والصف/9). وقال: ]يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين[ (التوبة). وقال: ]قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون[ (التوبة). وقال صلى الله عليه وسلم: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» (متفق عليه).

وهكذا يُكرَه الكافرون على الخضوع لسلطان الإسلام ولسيادة شريعته وإن كانوا لا يكرهون على دخول الإسلام لقوله تعالى: ]لا إكراه في الدين[ (البقرة/256). فالغاية أن لا قانون يطاع ولا تشريع يؤخذ إلا ما أمر به الله ولا حاكم إلا الله. وما يترك عليه بعض الكفار من اعتقاد وعبادة فبأمر من الله تركوا عليه.

وقد بين الله تعالى هذه الغاية من خلق الناس في قوله: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً[ (البقرة/143) وهذا خطاب للأمة الإسلامية وتكليف لها لتحمل الرسالة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى سائر الناس، وقد حَمَّلها إياها النبي بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق الجهاد. وقف صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يخاطب الأمة قائلاً: «... وإني قد تركتُ فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتابَ الله. وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغتَ وأديتَ ونصحت. ثم قال بأُصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس: اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ، اللهم اشهدْ...» (رواه أبو داود). وهكذا شهد علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبلاغ وتحميل الأمانة وأشهد الله علينا، وعلينا بعد ذلك أن نشهد على الناس بالطريقة نفسها كما فعل الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه. وقد بَيَّن الله تعالى أن هذه هي الغاية من الخلق قبل خلق آدم عليه السلام. قال تعالى: ]وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون[ (البقرة) فالملائكة عباد لله لا يعصونه ]عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون[ (التحريم) وعندما قال الله لهم: ]إني جاعل في الأرض خليفة [ الآية أدركوا أنه تعالى سيجعل فيها من يعصي وذلك من لفظ (خليفة)، لأن لفظ خليفة هنا بمعنى من يستخلفه الله أي من يوكله ليقوم بأعمال التقويم والرعاية وغير ذلك مما يقوم به المستخلَف على أمر ما، فإذا كان ثَمَّ دور لأحد ما بالتقويم والرعاية، فهذا يعني أن ثَمَّ من يحتاج إلى هذا التقويم وهذه الرعاية، وهذا يعني أنه سيحصل خروج على أمر الله، وهذا ما يؤدي إلى الشقاء والضنك والهرج، ولذلك قالوا: ]قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء[ وبتعبير آخر، إذا كان الكون ليس فيه مَن أو ما يعصي فكل شيء يسير بأمر الله. فإذا أراد الله خلق من يقوم بعمل التقويم والهداية، فهذا يعني أنه سيكون هناك من يختار الضلال ويعصي الله.



ولذلك فإن الغاية في الحياة والتي بينها تعالى قبل خلق آدم هي أن يكون الإنسان عبداً لله وأن يقوم بتعبيد الآخرين لله، ممن يضِل عن هذه العبادة أو يرفضها.

وعلى ذلك فالحياة هي صراع فكري عَقَدي وسياسي بين الإيمان والكفر، عَقَدي لإعلاء كلمة الله وليكون الدين كله لله، ولا يكون حكم إلا لله، فلا يكون له شريك ولا يعبد أحد سواه ويتم الخضوع لشرع الله، وبهذا المعنى فهو صراع سياسي إذ يفرض أن لا تكون ثمة رعاية لشؤون البشر بأي تشريع إلا بشريعة الإسلام.

يتبع,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م