نعم أيها الفاضل محمد إن فضائل أبي بكر الصديق كثيرة وجمة فمن نزل به القرآن الكريم ليتشرف بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر رضي الله تعالى عنه ومن غيره لا يكاد ينطق النبي بكلمة حتى يصدقه بها إيماناً منه بما جاء به النبي الأمي ...
ومن مكارمه ومن أهم وصايا أبو بكر رضي الله عنه ما أوصى به أمير أول بعثة حربية في عهده وهو أسامة بن زيد في فتح بلاد الشام عام 12 هجرية، قال له ولجيشه: "لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".
هذه الوصية تعد دستوراً لآداب الجهاد في الإسلام واشتملت على تشريعات في الحرب لايدانيها ما وصلت إليها قواعد القانون الدولي الحديث.
وما كان للصديق أن ينهى في وصيته عما نهى عنه إلا من هدي أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخصوصاً أن الصحابة أجمعين أقروه على ذلك ولم يوجد منهم من استنكر ذلك، ولو أنكر ذلك أحد على الصديق لعلم من سيرة الصحابة ما يدل عليه.
بارك الله تعالى فيك أخي محمد الفاضل وجزاك الله خيراً ...
|