مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-08-2006, 04:15 PM
حسناء حسناء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 175
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي مهزلة دولية



دخل الجمهور الى القاعة , واحتشدت بالوافدين من كل أقطار البلدة , ساقني الحشد الى الداخل , جلس الحضور , وبعد ضجة عارمة , يعم السكوت تمهيدا لبداية العرض, أسأل أحدهم عن طبيعة العرض الذي سيقدم الليلة , فيجيبني أن الموضوع فكاهي بعنوان " مهزلة دولية" , أثار العنوان فضولي , كما أنني أحسست أن هذا الحشد لا يمكن أن يحضر مسرحة كوميدية , وان كانت كذلك فلابد ان تكون ساخرة , ولها أبعاد ومعاني عميقة فقررت حضورها.
بعد برهة من الزمن , وتحت تصفيقات الجمهور , يُرفع الستار على شاشة صغيرة الحجم , لنلاحظ دخول دمية صغيرة , وقد رُبطت أطرافها بخيوط شفافة , تُحركها أيادي خفية من فوق الشاشة , يتوالى ظهور الدمى , الواحدة تلوى الأخرى , كلٌ تلقي خطابا سياسيا , لم يحتوي العرض على أحداث , لكن من خلال الخطب أدركت ان الحكاية تدور حول حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس في ثلاثة بلدان متجاورة و العدو واحد , أبرياء قُتلت وأرواح اُ نتهكت , خِلت الأمر محزنا ولكنني فُوجئت بضحك الجمهور وقهقهتهم المتعالية , لم أفهم ما المُضحك في الأمر , ولكن متى كان للدمى قلب تحس وتشعر به ؟
سئمت من مشاهدة هذه المهزلة أحسست بالغربة في صفوف هذا القوم , فقررت الانسحاب , لو لم يدخل القاعة رجل وامرأتنا وقد غطت الجروح أجسادهم النحيفة.
تقدمت الأمرأتان تبكيان , قالت احداهن " اغتصبوني ومزقوني وقد كنت أطهر امرأة على وجه الأرض , يا قوم , أفيقوا من هذا التنويم المغناطيسي " , ثم تقول الثانية وهي تتوجع من فرط الألم " كتبوا لي نفس مصيرها , ولاسباب تافهة وبحجة أنهم أرادوا أن أكون أغنى فأصبحت أفقر , أجمل فأصبحت أبشع , أعلم فأصبحت أجهل , أن أكون أقوى فأصبحت أضعف , لا تصدقوا لا هذه الدمى ولا من يحركها" , يتعالى الضحك مجدادا قبل أن يتقدم الرجل وهو منهار وقد اٍغبر وجهه و كثرت الجروح في جسده , يحبس أنفاسه , ويقول " أنا الضحية الثالثة وكم سيكون بعدي من ضحايا , أموت موتا بطيئا , ففي كل يوم لِيد الظلم موعد في جسدي لِتغتال عضوا أو ركنا جديدا منه , أنا آمركم بالضحك لتستمر المهزلة..." , يضحك الجمهور بحدة أكبر وصوت أعلى , أما أنا فما استطعت مواصلة المشاهدة , وقفت وسط الحشد وصرخت بأعلى صوتي "كـــــــــــــــــــــــفـــى" , "كفى سئمت هذه المهزلة التي فرقت بين المرء وأهله , من حشت أرض العرب الطاهرة بجثمان المجزار , تبا لبشر يستمتعون بقتل الأبرياء وتدبيحهم وبآخريين يضحكون عند سقوط كل حصن , لا يعلمون انهم سيكونون اضحوكة في يوم من الأيام لغيرهم ما دامت الدمى تلعب في المسرح والأيادي لم تشل بعد , حان الوقت لنرسم معا نقطة نهاية لهذه المأساة"
ولم أفق الا على صوت امي تفيقني من النوم قاتلةً " انهضي لقد قُصف بيت عمك صابر وتوفي كل من فيه تجهزي سنذهب للغزاء "
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م