مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-04-1998, 02:20 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post هل يحل إعلان الدولة الفلسطينية المشكلة؟!

انتهت قمة عرفات - باراك في (كامب دايفيد) الأمريكي إلى ما بدأت به، خلافات أكبر من قدرة الرجلين على حلها، وكان جل المتابعين للقمة وتفاصيلها قد توقعوا فشلها قبل أن تبدأ بسبب لاءات باراك المشهورة وعلى رأسها أهم نقطتين في مطالب الشعب الفلسطيني، ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية، وهما إعلان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المتوقعة، وإقرار حق العودة للشعب الفلسطيني.

ومجريات المسألة برمتها يتم بعيداً عن الدائرة الإسلامية، ذلك لأن الإسلاميين (فلسطينيين وغير فلسطينيين) قد أعلنوا مراراً وتكراراً أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز الاتجار به، فهي أرض ليست للبيع ولا للمساومة. وتبنت كل الحركات الإسلامية السياسية والجهادية طريقاً وحيداً لتحقيق العدالة والسلام المنشودين في المنطقة، وهو طريق الجهاد العسكري حتى التحرير التام، وهو موقف عقدي مبدئي تم تأصيله على مدى قرون طويلة من المواجهات الصعبة، وملأ عشرات العلماء على مدار التاريخ بطون الكتب بعدم شرعية أي حل يؤدي إلى التنازل عن الثوابت الإسلامية وعلى رأسها التخلي طواعية عن أي شبر من (دار الإسلام).

ويجد أصحاب هذا الرأي في تجاربنا التاريخية القديمة والقريبة أجوبة شافية لكثير من الأسئلة الصعبة التي يطرحها المتعبون الفاقدوا الأمل من تغيرات جذرية ميدانية تعيد توازن الحد الأدنى في ميزان القوى السياسية والعسكرية بين معسكري العرب والإسرائيليين. وآخر هذه الدروس العملية في جعبة الإسلاميين ما حققته المقاومة الإسلامية اللبنانية وطردها العدو خارج حدود الوطن. فهم لا يرون بعدما وقع أية حجة للمتعبين والمرهقين والمهرولين باتجاه السراب الإسرائيلي.

ويستعين الإسلاميون كذلك بأرقام وإحصاءات تبين بشكل موضوعي خيبة أمل الحالمين الذين بشروا بأنهار اللبن والعسل المتفجرة من بين صفحات المعاهدات العربية الإسرائيلية، فالمرابي اليهودي عاش ثقافة الأخذ دون العطاء لقرون طويلة كانت فرصته الذهبية فيها أعباء وأزمات الآخرين، وهو يمارس في عالم السياسة على ما اعتاد على ممارسته في عالم المال والأعمال، تحقيق أعلى ربح مقابل أدنى كلفة.

جل ما توصل إليه رأسا السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في مسيرة (اتفاق الشجعان) أن يعلنا على الملأ صعوبة اتخاذ أي قرار يتعلق بالقدس واللاجئين، وأن الحل السحري يكمن في تأجيل هاتين النقطتين إلى مرحلة قادمة مقابل رسم الخطوط النهائية لحدود الدولة الفلسطينية المتوقعة.

وبذلك نكون قد مددنا مرحلة المعالجة السريرية للمريض الفلسطيني، لأن الجانب الإسرائيلي لم يتوقف قط، حتى في ذروة تصادم رؤيته وموقفه مع الرؤية الأمريكية ومواقفها، عن تنفيذ مخططاته الاستراتيجية والتكتيكية في كل الميادين التي تحول سياساته إلى حقائق على الأرض يصعب تجاوزها أو تجاهلها.

فهو ماض في استصدار كل القوانين الكفيلة بسد الطريق أمام أية حكومة، مهما بلغت من القوة، لتنفيذ ما لا يرغب الأجنحة الدينية والسياسية الإسرائيلية المتطرفة في تنفيذه.

وهو ماض في سياسة التوسع الاستيطاني، سواء باستحداث مستوطنات جديدة، أو توسيع القائمة، تحت حجج جاهزة ومدروسة.

وهو ماض في سياسة تهويد القدس، بالشكل والمضمون بما في ذلك العمل على تغيير عدد السكان لصالح اليهود، وتهويد أسماء الشوارع والأماكن، وإبراز مواقع أثرية يبوسية وكنعانية وآرامية وبيزنطية على أنها آثار يهودية، والتدخل في شؤون المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية بما يكفل تكريس الهيمنة الإسرائيلية وتنفيذ سياساتها تجاه أماكن العبادة، ليصبح شعار (مدينة مغلقة سياسياً مفتوحة دينياً) وهو الشعار الذي يرفعه الساسة الإسرائيليون مجرد كلام فارغ من أي مضمون حقيقي.

والعدو الإسرائيلي ماض إلى ما لانهاية في قضم الأراضي الفلسطينية، وفي طرد المواطنين العرب لاسيما في محيط القدس متحصناً بالضعف العربي من جهة وبلا مبالاة المؤسسات الدولية من جهة أخرى وبالمتطرفين اليهود من جهة ثالثة.

وعندما طرح الطرف الإسرائيلي وجهة نظره في تعويض اللاجئين الفلسطينيين مالياً وتوطينهم حيث يقيمون حالياً أو في أية دولة أخرى يختارونها ما عدا فلسطين بشطريها (الإسرائيلي والفلسطيني) تجاوز كل ما له علاقة بالمسؤوليات القانونية والأخلاقية ليجعل التعويضات المالية مسؤولية الدول المانحة ودول الخليج البترولية. فالإسرائيليون غير مستعدين لتحمل مسؤولية من أي نوع كان تجاه ما اقترفت أيديهم، وعلى الضحية أن تبحث عمن يعوضها.
وبرزت المهزلة في رسالة باراك المشهورة للرئيس الأمريكي عن سبب فشل قمة (كامب دايفيد) بقوله: (لقد رفض الفلسطينيون فرصة تاريخية لتحقيق السلام). فوجهة نظر باراك المتواضعة أن يقبل الفلسطينيون بكل الشروط الإسرائيلية المغرقة في الظلم من أجل أن يحققوا (السلام) الإسرائيلي. وبذلك نعود مرة أخرى إلى اتهام الذئب المسيطر على النبع للنعجة المنتظرة في أسفل الوادي في تعكير الماء.

إن تعليق مشكلة خمسة ملايين فلسطيني - عانوا لأكثر من نصف قرن الهجرة والقلق والخوف من المستقبل - على مشجب الرفض الإسرائيلي، وإخراج القدس – أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين - من يد الفلسطينيين لن يحقق سراباً يسمى (السلام الإسرائيلي) حتى لو قامت الدولة الفلسطينية الموعودة، فالقدس وحق العودة هما رأس الدولة الفلسطينية وجسدها، وهل لكائن أن يقوم بلا رأس ولا جسد؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م