مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-07-2003, 02:16 PM
saudi2003 saudi2003 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: Saudi Arabia
المشاركات: 21
إفتراضي الخطاب الإلهي في شعر أبي مسلم البهلاني

الخطاب الإلهي في شعر أبي مسلم البهلاني

أبو مسلم البهلاني شاعر رائد لا في خطابه الإلهي في الشعر الذي خص به الله تعالى تمجيدا وتحميدا وإبحارا في عوالم أسمائه الحسنى، بل هو رائد في جوانب متعددة منها: ريادته الشعرية، حتى جعله بعض الباحثين صنو محمود سامي البارودي في التجديد وهو رائد في الصحافة والدعوة إلى التعليم. وقد جمع في حياته العملية بين صفة الذاكر والقاضي والصحفي والمؤلف.

وقد ظهرت الصيغة الدينية في شعر أبي مسلم حتى غلبت عليه ويرى بعض الباحثين أن شعره الديني والإلهي والتصوفي يكاد يصل ثلثي شعره وهو في ظني غير مسبوق في شعره الإلهي لا في المنهج بل في التوسع والتخصص.

فالمألوف في الشعر الديني ان نجد لبعض الشعراء مدائح نبوية أو شعرا في المناجاة والتضرع والتوبة ولكن ليس من المألوف ان يخصص شاعر ديوانا أغلبه خاص بالله تعالى: أسمائه الحسني، تأملا وتدبرا، مع شيء من الشعر هو إلى المدحة النبوية أقرب ولعل من الشعراء السابقين من يقرب من صنيع أبي مسلم ولكن على تواضع في الكم الشعري وأبرز الشعراء المقاربين له عبدالرحيم البرعي. وإن يكن من حق الشاعر أبي بكر الصرصري أن يذكر بأنه شاعر تخصص في المديح النبوي ولا تخفى مكانة البوصيري في المدائح النبوية فهو إمام من أئمتها سار الشعراء من بعده على نهجه.

إن الخطاب الإلهي سمة بارزة في شعر أبي مسلم البهلاني فقد خص (المدائح الإلهية) إن صح التعبير بكتاب (النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني) وهو على شيء من الاختلاف القسم الأول من ديوانه.

وإن النظر في هذا الخطاب الإلهي في شعر أبي مسلم البهلاني ليوقفنا على مجموعة من الظواهر أو الملامح أورد فيما يلي أهمها:

الإلهام الرباني:

الأصل في الشعر أنه ثمرة موهبة الشاعر التي تستمد إبداعها من تجاربها. والذي يلفت النظر في (القصائد الإلهية). إن صح التعبير لدى أبي مسلم أنه نسبها إلى الإلهام. وقد صرح بذلك في مقدمة أكثر من ذكر من أذكارا التي ضمت هذه القصائد. فهو لم يسمها قصائد بل سماها أذكار وقدم لأكثرها بمقدمة نثرية، وذكر شروط كل ذكر وصرح في أكثر من موضع أن هذه الأذكار الأشعار فيض أو إلهام أو هبة ربانية. نص على ذلك في الذكر الأول والثالث والرابع والتاسع والثالث عشر. ولم يكن هذا الأمر خاصا به بل أشار إلى أن القصيدة التي خمسها (ثمرات المعارف وطيبات العوارف) للقطب الجليل العارف بالله سعيد بن خلفان الخليلي، ونص على أن علم هذا الشيخ كشفي وهبي لايطيق أداءه إلا من أكرمه الله بالوصول، ثم بين أن من جملة ما أفاضه الله تعالى عليه هذه القصيدة الجليلة.

التعليق بالأسماء الحسنى:

يبدو وأن با مسلم البهلاني تفرد بين الشعراء بالتعليق بالأسماء الحسنى، فإذا نظرت في عناوين (النفس الرحماني) أو القسم الأول من الديوان فإنك ستجد الأذكار ـ الأشعار التي تحمل العناوين التالية: الوادي المقدس في أسماء الله الحسنى ـ والناموس الأسنى بالأسماء الحسنى أو الناموس الأسنى في أسماء الله الحسنى والمعرج الأسنى في نظم أسماء الله الحسنى أو في اسماء الله الحسنى والنفحة الفائحة في التوسل بأسماء الفاتحة (أي أسماء الله تعالى الواردة في سورة الفاتحة). والأذكار ـ الأشعار الأخرى مضمونها يتعلق بهذه الأسماء.

الغنائية ـ قابلية الإنشاد:

نظم أبو مسلم أشعاره لتكون أذكارا، ومعلوم أن الأذكار تنشد في مجالس الذكر، بل لعله كان ينشدها وهو ينشئها، وقد تجلت هذه القابلية للإنشاد بين بعد في إنشاء عدد من أصحاب الأصوات الجميلة لهذه الأشعار.

ومن البحور الميسرة للإنشاد بحر الرجز الذي نظم عليه الشاعر أكثر من قصيدة مع تنوع الرؤي ووجود الأزمة بين المقاطع الشعرية.

التكرار:

التكرار ظاهرة بارزة في شعر أبي مسلم البهلاني، وقد تنوعت أشكاله، ومن ذلك تكرار كلمة في مطالع عدد من الأبيات مثل (إلهي أو أعوذ) أو تكرار جملة فعليه تطول أو تقصر (عظمت عظيم) و(وجب الوجود) أو تكرار جملة اسمية (إلهي شهيد) و(وجوده سلب) أو تكرار شبه جملة (بسلطانك الأعلى) أو تكرار المنادي (يا قابض) و(يا واسع) أو تكرار فعلين معطوفين (وصل وسلم) وهناك تكرار للأزقه بين المقاطع الشعرية سداسية أو رباعية هذه بعض أشكال التكرار ووراءها أشكال أخرى ولعل مما يمكن تعليل هذه الظاهرة به أن في تكرار اسم من أسماء تعالى أو شئ له به صلة لذة يحس بها الذاكر فأنت إن أحببت شيئا أكثرت من ذكره وتلذذت به.

وهناك الإلحاح في الدعاء، طلبا أو استغفارا، وبالإلحاح إظهار العبودية لله تعالى، وكشف للضعف، ورغبة في تحقيق المطلوب الذي لا يملكه إلا الله تعالى.

تجاور الذاتي والجماعي:

يغلب في الإذكار ـ الأشعار ان يسيطر الهم الفردي بالاعتراف بالذنب والرغبة في الخلاص، ورجاء المغفرة، مع التسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير لله تعالى. وهذا أمر بين في الأذكار ـ الأشعار لدى أبي مسلم.

ولكننا نجده إلى جانب ما يصوره من العلاقة بين العبد والرب سبحانه، يبرز علاقته بالآخر من بني البشر، فيشكو إلى الله تعالى بعض أعدائه الذين كادوا له، ويدعو عليهم، وقد تجلى هذا في عدة مواضع، وإلى جانب هذا نجده يحمل هم الإسلام والمسلمين ويدعولهم كما يدعو على أعدائهم الذين تسلطوا عليهم وكادوا لهم.

الفن والنظم:

تنوعت أساليب التعبير الشعري لدى أبي مسلم، فارتقى في بعض قصائده أو بعض مقاطعها الى أعلى درجات الفن إيحاء بالفكرة، وبراعة تصويرها، وسار في طريق أئمة الشعر الصوفي واستخدم رموزهم واصطلاحاتهم، وتدرج من هذا الأفق، مع شرف المعنى في الدرجات كلها. ونجده في مواضع كثيرة أقرب الى التعبير المباشر الصريح، لا يزوق ولا يتفنن، ولا يلجأ الى المجاز.

ولعل مما يكن أن يفسر ظاهرة الوضوح أو التعبير المباشر ان ان الشاعر كان ينظم أذكار وكانا وكان العقل في كثير من أحواله مستيقظا مواكبا للحالة الشعورية الإيمانية. وكان هدفه التقرب الى الله تعالى لا التقنن.

وقد يضاف الى ذلك عامل ثالث هو طول النفس الشعري لدى الشاعر. وطول النص في كثير من الأحيان يضعف القدرة الفنية لدى الشاعر فيتجلي الفن في مقاطع ويتراجع في أخرى.

مؤثرات في الخطاب الإلهي:

إن من أبرز المؤثرات في الخطاب الإلهي في شعر أبي مسلم القرآن الكريم، ونلمح أثره في اقتباسات صريحة أو في أفكار ومعان مستقاة من القرآن الكريم. وهذا التأثير متوقع لأن الشاعر في موقف الذاكر العابد المتفكر المتقرب الى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا. ولذلك يجد الأثر القرآني مبثوثا في شتى جوانب القصائد ـ الأذكار.

والمؤثر الآخر في الخطاب الإلهي لأبي مسلم هو التراث الصوفي فكرا ومصطلحا فالشاعر يحدثنا عن الأقطاب والإبدال والأفراد والأوتاد ورجال الغيب. ونكاد نلمح نظرية الفيض الإلهي في عدد من أبياته. والى جانب ذلك نجد مصطلحات الصوفية من الحقيقة والجمع والفناء والشهود والغيبة والمحق والمحو والمعارج والفتح والعرفان والقبض والبسط.

معمار القصيدة في الخطاب الإلهي:

تنوع المعمار الفني للقصائد في الخطاب الإلهي لأبي مسلم، ونلاحظ أن كثيرا من هذه القصائد خطط لها، ورسمت مسبقا قبل أن تنظم، أي أنها أشبه بالكتاب الذي يخطط له ثم يؤلف وفق هذا التخطيط، ولعل هذا الأمر مما أسهم في تراجع المستوى الفني لمقاطع من القصائد وجعلها نثرا منوما، ويلاحظ أن عددا كبيرا من هذه القصائد مكون من مقدمة نثرية توضح شروط الذكر ثم يأتي بعد ذلك الذكر ـ القصيدة يستثنى من ذلك الذكر الثالث عشر الذي جاءت مقدمته (شروط الذكر) شعرا. وقد سبق شروط الذكر النثرية تمهيد شعري في الذكر الأول الذى بدأ باسمين من أسماء الله تعالى: هو ولفظ الجلالة وخص كل اسم بسنة وسنين بيتا ثم تتابعن الأسماء الحسنى لكل اسم منها أحد عشربيتا.

وبعد الأسماء الحسنى خاتمتان شعريتان كل منهما ستة وستون بيتا. وجاء الذكر الثاني في مقدمة نثرية فيها شروط الذكر ثم الذكر وهو قصيدة مكونة من ستة وستين بيتا. ومما يلفت النظر هذا العدد ستة وستون الذي تكرر في أكثر من موقع.

وتشابهت الأذكار الثالث والرابع والخامس في كونها مكونة من مقدمة نثرية مقاطع رباعية في الثالث والخامس تتلوها لازمة مكررة، وسداسية يتلوها شطر اللازمة رويه. وجاء الذكر السادس قصيدة لا مقدمة لها.

وأما الذكر السابع والثامن فهما تخميس لقصيدتين للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي. وقد جاء الذكر السابع في أقسام شروط الذكر ثم الذكر الذي قسم الى عناوين جانبية: أول الدعوة ثم تلته سبعة فصول لكل فصل عنوان. وأما الذكر الثامن فجاء تخميسا بلا عناوين جانبية.

وجاء الذكر التاسع في مقدمة نثرية توضيحية للذكر ثم جاء الذكر في تسع حضرات لكل حضرة عنوان ثم خاتمة، مع ملاحظة ان هذه الحضرات متفاوتة العدد.

وجاء الذكر العاشر من غير مقدمة نثرية بل جاء تحت عناوين لكل اسم من الأسماء الحسني التي وردت في سورة الفاتحة عنوانا تحت كل عنوان أحد عشربيتا. ثم خاتمة عدد أبياتها أربعة وثلاثون بيتا. ونلاحظ هنا أن العدد أحد عشر تكرر في هذا الذكر بعد أن ورد في الذكر الأول.

وجاء الذكر الحادي عشر ليخصص لكل من الباقيات الصالحات ذكرا أو قصيدة ثم تتكرر الأفكار ـ القصائد مرة أخرى لكل من الباقيات الصالحات، ويلفت النظر الى ان قصيدة التسبيح جاءت من ستة وستين بيتا ومثلها قصيدة الحمد لله، وجاءت قصيدة التهليل في أربعة وستين بيتا ومثلها قصيدة التكبير وجاءت الباقية الثابتة في التسبيح في خمسة وستين بيتا. وقصيدة التحميد الثانية في ستة وستين بيتا وقصيدة التهليل الثانية في ستة وستين بيتا وقصيدة التكبير الثانية في ستة وستين بيتا، ويلفت النظر هنا مرة أخرى الرقم ستة وستون الذي يتكرر أكثر من مرة، فهل فيه سر ما لدى أبي مسلم ؟

وجاء الذكر الثاني عشر في قصيدتين الأولى همزية والثانية بائية، من غير إبراز مقدمة، ويلفت النظر هذا التساوي في عدد الأبيات فكل منهما مكون من ثمانية وعشرين بيتا.

وورد الذكر الثالث عشر في مقدمة شعرية ثم مقسم الى ست لطائف لكل لطيفة عنوان خاص مع عدم تساوي عدد الأبيات في هذه اللطائف.

هل نستطيع أن نكرر بعد هذا كله ان القصائد التي تضمنت الخطاب الإلهي في شعر أبي مسلم كانت معظمها من الشعر الواعي الذي يكتبه الشاعر وهو في درجة من الوعي لا الاستغراق في التجربة اليت تنسيه عدد الأبيات وتقسيمات القصيدة ؟ وهل نستطيع أن نربط بين هذا الوعي والمستوى الفني لكثير من هذا الشعر ؟

كلمة الختام

إنه عالم نورا في هذا العالم الذي يحملنا إليه أبو مسلم البهلاني على أجنحة الحروف والكلمات، كما يخوض بنا في بحور الشعر والذكر والفكر، مع أسماء الله الحسنى وتجلياتها في الكون والحياة وفي عالم الانسان، كما ينقل إلينا تجربة نموذجية لا فردية، يرى فيها كل قارئ نفسه، في تجربة الذنب والتوبة، والتقرب من الله تعالى عبر معارج الذكر والفكر.

د. مأمون فريز جرار







 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م