إلى الأخ أبي صالح والخالدي-وفقهم الله- هل يعشق الله ورسوله ؟

[HamadAlateeq]

بسم الله الرحمن الرحيم
من حمد السلفي إلى الأخ أبي صالح والخالدي وغيرهما وفقنا الله جميعاً للحق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
أسأل الله أن يجمعنا جميعاً بحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يوردنا حوضه ويسقينا من يده شربة لا نظمأ بعدها أبداً ، وأن ينصر بنا سنته إنه سميع مجيب .
عندي سؤال أود منكم الإجابة عليه ، هل من أبيات البردة ما ينسب إليها وهو قوله :
….فإن من جودك الدنيا وضرتها … ومن علومك علم اللوح والقلم .
وسؤال آخر للأخ الخالدي -وفقه الله- بأي لغة تكتب ؟!!
فإن قلت : العربية ، وهذا لاشك فيه .
فهل تعرف معنى العشق ، والفرق بينه وبين المحبة ؟!!
وهل يجوز أن يطلق في حق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟!!
بانتظار الجواب ، والله يحفظكم بحفظه ، ويكلأكم برعايته،والسلام.
أخوكم المحب : حمد .

[أبو صالح]

أخي حمد حفظه الله تعالى

بالنسبة لجوده بالدنيا لا أدل عليه من اختياره للرفيق الأعلى على ملك الدنيا حينما خير

أما بالنسبة لجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالآخرة
فأرد عليها من منطلق ما سمعت من انتقاد لها من أحدهم - وهو محسوب من أهل العلم !!

ققد ذهب هذا المتحذلق في انتقاد له بقوله كيف يجود بالآخرة وفيها الجنة ونحو ذلك من الكلام الممجوج
ولو فهم جود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدنيا لما خرج منه هذا الكلام
لكن نقول جوده بالآخرة هو أن كل بني آدم يقول نفسي نفسي بما فيهم أكابر الأنبياء وأما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول
أمتي أمتي
أي جود أعظم من هذا الجود بأبي أنت وأمي يا رسول الله
فائدة:
لو قال لك أحدهم:
من جود زيد المال والطعام
هل تفهم أنه يملك كل المال والطعام الذي في الدنيا؟
أم أنه يجود بشيء من المال والطعام
أما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد قال أن الله معطي وأنا قاسم
وصلى الله على أبي القاسم وآله وسلم بأبي هو أمي
لذلك أنصحك أخي القارئ إن أشكلت عليك عبارة أن تنظر إلى مثيلاتها في اللغة قبل أن يلتبس عليك المعنى

==========================

لقد سألنا أحد المداح عن قول البوصيري من علومك علم اللوح والقلم وماذا يعني بـ من التي هي للتبعيض وما رأيه في من يقول بـ ما ذا أبقوا لله
فأجاب بما يلي:
من يقول ماذا أبقوا لله إنما هو جاهل ولم يقدر الله حق قدره فأي لوح وأي قلم يحيط بعلم الله
قال تعالى:
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا
وقال
ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله
أما بالنسبة للتبعيض المنسوب لعلم النبي صلى الله عليه وسلم فهو لأن اللوح والقلم كما في الحديث يحتوي على ما هو كائن إلى يوم القيامة وليس ما بعد ذلك من علوم الحساب والجنة والنار لكن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قد علمه الله تعالى من ذلك علما وهذا لا يخفى على مسلم
ففي مسند الشاميين ج: 2 ص: 397 عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال وما أكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة
وفي السنة لعبدالله بن أحمد ج: 2 ص: 401 عن ابن عباس رضي الله عنه قال أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة
وفي العظمة ج: 2 ص: 589 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله عز وجل اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام فقال للقلم قبل ان يخلق الخلق وهو على العرش اكتب علمي في خلقي فجرى الى ما هو كائن الى يوم القيامة
وإلى في الحديث واضحة على تحديد أنه ما قبل ذلك كما لو قلت لشخص أكتب من صفحة 1 إلى 9 فـ 11 ليست داخلة قطعا
مع اعتبار أن هذا العلم قد أعطى الله نبيه منه حظا لا يعلمه إلا الله عز وجل
ففي صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 6 عن حذيفة قال لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا ما هو كائن بيننا وبين الساعة ما بي أقول لكم إني كنت وحدي لقد كان معي غيري حفظ ذاك من حفظه ونسيه من نسيه
ففي الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 27 عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله رفع لي الدنيا فأنا أنظر إليها وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفي هذه جليان من الله جلاه لنبيه كما جلا للنبيين قبله
وفي الأحاديث المختارة ج: 1 ص: 121 عن حذيفة عن أبي بكر الصديق قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس مكانه حتى إذا صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فسأله فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة
وهذا الحديث في الكتب المشهورة كالمسند وغيره
أما عما بعد ذلك فلا يشك مسلم بالتفاصيل التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور يوم القيامة وما بعدها واقرأ إن شئت كتاب البدور السافرة في أمور الآخرة للإمام السيوطي فهو كتاب ليس فيه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أحداث يوم القيامة وما بعدها
تبقى قضية واحده وهي قد يطرحها البعض هل قصد البوصيري أن ذلك علما شموليا تفصيليا إحاطيا
لا شك أن ذلك إفتيات وافتراء على مسلم موحد بغير بينة
فهذا ما ظهر من مراده بالتبعيض المذكور مع اعتبار العلوم التي بعد يوم القيامة مما ليست من علوم القلم وقد ذكر لنا منها النبي بأبي هو وأمي ما نفخر به وبالإيمان والتصديق بما جاء عنه وإذا لم تصدق ذلك فسأل أحدا من أتباع الأنبياء السابقين وما بقي من علومهم أن يأتوك بشيء من تفاصيل يوم القيامة فدون ذلك خرط القتاد يعرف ذلك من تحاور مع أهل الكتاب - وإن كان ذلك خارجا بعض الشي عن موضوعنا

ثم حتى لو دخل يوم القيامة فلا يخفى على أدنى منصف أن ما بعد يوم القيامة لا يدخل قطعا وهذا يشمل ما في الجنة والنار والأحداث التي تجري داخلهما مما بعد يوم القيامة
ثم أن هناك علوما لا تدخل فيما هو كائن إلى يوم القيامة
ومن ذلك علم الاسماء والصفات وغير ذلك مما علمه الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونجده في الأحاديث النبوية الشريفة

والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم من العلوم إلا ما علمه الله
قال تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
وعلم الغيب من هذا الباب وعليه صحيح السنة المحفوظة وصريح القرآن الكريم
قال تعالى عالم الغيب فلا يطلع على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول
فلذا هذا العلم ليس استقلاليا بل هو مما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لا يشك في ذلك مسلم عاقل

ثم ما هي المشكلة لو نسب لأحد المخلوقات أنه يعلم مما في اللوح بإطلاع الله له على ذلك
فمن الملائكة من يعلم ما في اللوح بل أنا وأنت نعلم شيئا مما اللوح
قال تعالى
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين
أليست الملائكة تكتب ذلك - راجع تفسير القرطبي
إذن لو رأيت ورقة تسقط أمامك فكن على يقين أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ وأنت هنا تعلم شيئا مما في اللوح المحفوظ
ومثلا
أقول لك: أجزم لك أنه مكتوب في اللوح أني أكتب لك ردا في هذه الساحة
فهل تشك أنت في ذلك
أليس ما في اللوح هو أحداث ما سيكون إلى يوم القيامة
لكن الأحداث السابقة يشترك في معرفتها الخاص والعام فلذا لم أتعرض لذكرها في ردي وإن كان هناك منها غيب لا يعلمه أحد من البشر كما في قصص الأمم السابقة الغابرة
لكن حتى من هذا العلم كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نصيبا مما علمه الله إياه
ففي سنن أبي داود ج: 3 ص: 181 عن سيدنا عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن
أليس هذا مما في اللوح

لكن لم يعلم بذلك أحد قبل تلك اللحظة من كفار قريش ولا الصحابة رضي الله عنهم وإلا ما تركوه
لكن الأحداث المستقبلية لا يدعي معرفتها ويجرؤ عليها أحد كذبا إلا فضحه الله فهي التي تعد من الغيب الذي لا يمكن معرفته إلا بما يطلع الله عليه من يشاء وهذا مرادي واقتصاري عليه في الرد الذي كتبته

============

يعني باختصار نعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعلم مما في اللوح الغيب سواء الماضي أو المستقبلي مما يطلعه الله عليه
ولا أرى أن يفهم المعنى من البيت على غير هذا

لو قال لك أحدهم أن شخصا من الناس من علومه علم الطب والفلك والحديث والفقه
هل يعني أن ذلك الشخص يعلم كل الطب وكل الفلك أو أنه علامة العصر في الفقه ووو
أم يعني أن ذلك الشخص يمتاز عن غيره بإنه تلقى شيئا من هذه العلوم لدرجة أنه وصف بها
ثم بعد ذلك لا يمكن الحكم على مدى ما حصله إلا بعرض شيء مما تعلمه
وحتى لو برع فيها فلا يعني أنه أحاط بها إحاطة تفصيلية بل ولا يعني أنه فاق باقي البشر فيها
فهذه هي اللغة العربية وهذا استعمالنا لها وهذا فهمنا لما نستعمله منها
فلو قلت أن فلان من علومه الطب
فهذا لا يختلف عن قولك فلان لا يعلم من الطب إلا ما تعلمه أو تخصص فيه
نعم هي تعني أن الشخص له علوم أخرى وهذا لا نختلف فيه
لكن أن تقول أنه علمه هذا علم إحاطي فهذا تجني على القول الأول
ونحن نقول ونعيدها: النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علمه الله علوما غير علوم اللوح والقلم وضربت أمثلة - إن شاء الله - لا نختلف عليها كما في أحداث ما بعد يوم القيامة مما في الجنة والنار وكعلوم الاسماء والصفات وغير ذلك مما الله به عليم

هذا وأرجو أن أكون قد أظهرت شيئا صحيحا من مراد الناظم رحمه الله وحشرنا وإياه في زمرة أحباب ومداح الحبيب الشفيع صلى الله عليه وآله وسلم

[الخالدى]

أخى حمد..لم أفهم والله قصدك فمعذرة
هل ان سؤالك يعنى عن تنسيب صفة العشق الى الله ورسوله؟أم تقصد
فى كلمة (( يعشق))المبنى للمجهول؟أى هل يجوز للعبد ان يعشق الله ورسوله..بمعنى ان حرف الياء فى كلمة (يعشق) مرفوع بالضم وهذا يجعل الكلمة مبنيا على المجهول..يعشقان من قبل غيرهما،أهذا قصدك؟وان كانت الاخيرة قصدك ..أقول لك نعم ،ولكى تتطلع الى معنى العشق ماعليك الا الكتاب الذى وصاه لك أخى الشاذلى وأخى الاشعرى فى عنوان (لمن يسأل عن العشق).جزيت خيرا

[أبو صالح]

الأخ حمد يبدو أن الالتباس قد زال