مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-11-2000, 11:05 AM
السنافية السنافية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 25
Lightbulb اصداء القمة العربية ( المباركيه___ نسبة الى مبارك اليهود...

انقل لكم حوار لعربي حول القمة ...
لن أنسى ما حييت قريبنا الوجيه الذي كان في زيارة لأهلي، عندما عدت ذات يوم من مدرستي، وكنت في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي على ما أذكر. بعد أن قبلت يمنى كل واحد من الحاضرين المسنين كالعادة، وذهبت لأركن حقيبة كتبي في زاوية الغرفة، عندما سمعت والدي يقول لقريبي، بكثير من الفخر «ان عيسى ماهر جداً بإلقاء الشعر» ولم ينتظر والدي منه جواباً بل نظر إلى وطلب مني أن ألقي قصيدة عصماء بين يدي عمي الذي كنت أراه لأول مرة في حياتي.

وقفت أمام الحاضرين في مرحلة استعداد أولي، شددت هامتي الصغيرة، ورفعت رأسي إلى الأعلى، رفعت قدمي اليمنى وضربت بها اليسرى استعداداً، ثم رفعت ذراعي اليمنى، ضممت راحتي وطويت ذراعي إلى أن لامست كفي كتفي، ثم أطلقها كالقذيفة لتشكل ذراعي خطاً مستقيماً عموداً وأنا أصيح بملء صوتي «بلاد العرب أوطاني». أنزلت ذراعي اليمنى، وقد جاء دور اليسرى، حيث ضممت راحتي على كتفي، وأطلقها كما فعلت باليمنى وأنا أصرخ «من الشام لبغداني» ظللت بعدها ادوار اليمنى باليسرى واليسرى باليمنى وأنا أجئ على أبيات القصيدة، وقد ملأت البيت وربما الحارة زعيقاً. فيما كانت عيناي مركزتان على سقف البيت، وعندما أنهيت القصيدة، وكانت حنجرتي قد كلت، وذراعاي في حال من الشلل لكثرة ما ارتفعت الواحدة منها، وانقبضت وانبسطت وتهدلت وهبت من جديد لتعيد الكرة. وقفت لاهثاً، وجبيني يتفصد عرقاً، وأنزلت أنظاري ببطئ شديد من السقف إلى وجه عمي الوجيه هذا لأرى رد فعله على ما أنجزت، وعلى ما قدمت عافاني الله خيراً.. لأفاجأ بابتسامة فاترة على شفتيه. قال بصوت خفيض كريه «شاطر.. شاطر» وأدار وجهه إلى أحد الحاضرين وراح يتمم كلاماً لا بد أن يكون قد بدأه قبل أن أدخل البيت. لا أخفي عليكم أنني أصبت بصدمة عنيفة. كنت أتوقع أن يناديني، بعد كل هذا الجهد الجبار الذي سفحته للحصول على اعجابه، وينقدني قرشاً مثلاً، أو أن يربت على ظهري على أقل تقدير، أو يقبل وجنتي على الأقل لتتساوى المكافأة مع ما بذلت. «شاطر.. شاطر» من قال أن ذلك يكفي؟ وأحسست بتنكة ماء مثلج تندلق على رأسي، ما زلت أحس بشى من برودتها كلما كان تجاوب الآخرين معي أقل بكثير مما أتوقع.

ذكرت تلك الواقعة بحذافيرها، عندما كنت أتابع كلمات الرؤساء العرب في لقاء القمة غير العادي كما أسموه في القاهرة، الذي عقد بها في مطلع هذا الأسبوع. وكنت سعيداً بكلمة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس جمهورية اليمن، والتي أضطررت خلالها أن أخبئ دموعي عن زوجتي في أكثر من موقع لحرارة صدقها وقربها من أمنيات الانسان العربي، والشارع العربي. وكان يمكن أن تنتهي الأمور هنا، وأن لا أتعكر بذكرى وجه عمي، وتنكة الماء البارد المندلق على رأسي، لو لم أر الرئيس حسني مبارك وهو يقول للمؤتمرين بعد أن أتم الرئيس صالح كلمته بصوت لا تعبير فيه: «أشكر الرئيس علي عبد الله صالح على كلمته» ثم ضحك الرئيس حسني مبارك ضحكة مبتورة خرج معظمها من أنفه، وأكمل «الحماسية» وضحك ضحكة أخرى كانت توأم الضحكة الأولى أو بقيتها إذا صح التعبير.

وضحك بقية الضحكة الأنفية الأولى، لكن بمط الشفتين إلى الأمام، لا إلى الجانبين كالعادة. ثم أكمل الرئيس مبارك، رئيس المؤتمر وصاحب الدعوة خارج كل ما قاله رئيس اليمن «والآن أعطي الكلمة إلى الرئيس...»

رجوت الله أن لا يكون الرئيس علي عبد الله صالح قد صدم صدمتي، وأن لا يكون قد أحس باندلاق ماء مثلج في عموده الفقري كما أحسست. ولم تكن إلا ثواني قليلة، حين تأكدت أن الله قد استجاب لدعوتي، وأن الرئيس صالح معافى، مشافى، إذ لقطته الكاميرا، بعد ثوان قليلة وهو يضحك ضحكة نقية صافية لا أثر لكدر أو لعقد أو لشر، أو لصدمة من أي نوع فيها..
فحمدت الله

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م