مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-08-2003, 01:55 PM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
Post محمد فرغلي... في سطور:

محمد فرغلي... في سطور:

ولد عام 1907م واستشهد عام 1954م.

الواعظ الذي نادى بالإسلام نقيًّا على فطرته الأولي.

المجاهد الذي بث الذعر في قلب اليهود في فلسطين، وقض مضاجع الإنجليز في منطقة القناة.

الشيخ محمد فرغلي... الشهيد الذي رصد الاستعمار البريطاني لرأسه خمسة آلاف جنيه، وتطوع الطغاة بتقديم رأسه بلا ثمن.

منذ أن صار هناك متخصصون في وعظ الجماهير، وتعليمهم أمور دينهم، وقد أصبح هناك وعاظ كثيرون فهمهم لرسالتهم لا يخرج عن إطار كونها وظيفةً حكوميةً، تجري عليها الرواتب، وتحدد أبعادها اللوائح، ويقاس العمل فيها، والجهد بمقياس الأجر والراتب، ولكن ذلك ما كان ليجرى على الشيخ محمد فرغلي واعظ الإسماعيلية... العالم الزاهد المجاهد.. كانت واضحةً في ذهنه قضايا المسلمين وضوح شرعة رب العالمين في قلبه إيمانًا، وفي فكره علمًا، وشرعةً تامةً كاملةً، أحكمت ضوابط الأمس، فسعد الناس، ونكص الناس عنها حاضرًا فشقوا.. وصار يكتنفهم الغموض مستقبلاً.

كان الإسلام واضحًا في نفسه، وفي فكره.. فنقله إلى أهل الإسماعيلية على فطرته الأولي نقيًا بلا شوائب، كاملاً بلا تجزيء.

كان الوعظ في مفهومه كلمة حق تقال، وسلوكًا يحتذى به، وجهادًا تشحذ له الهمم.. فكان الشيخ فرغلي بين الألوف فريدًا، وبين الأقران مميزًا، وعند الحكام مرفوع الهامة، موفور الكرامة، وعند المعتدين الغاصبين مصدر خوف، ومبعث خطر.

كان الشيخ فرغلي داعيةً إلى الإسلام بمفهوم الإسلام.

عمل مع الإمام البنا منذ أن بدأ دعوته في مدن القناة، واختاره الإمام الشهيد، فكان عند صدق الاختيار، شمر عن ساعد الجد وسط مدينة كانت ترابط حولها من كل جانب قوات الاحتلال، تظهر أن النيام سيظلون في رقاد، وأن الغافلين سيظلون في سبات، وما درى الإنجليز أن الأرض بدأت تميد بمقدمه تحت أقدامهم.

وصارت دعوة الإسلام في الإسماعيلية فتيةً قويةً بعد أن كاد يشمل المدينة يأس قاتل تحت سطوة الاستعمار.. وافتتحت فيها شُعب تنطلق منها الدعوة إلى الله، ومسجد،ودار ضيافة، ودار للسيدات المسلمات ووجدت النفوس سبيلها إلى إسلامها.

وصار الشيخ صورةً تحكي فيها الإسماعيلية قفزتها، وتسطر بها قبل الأمة كلها قصة السبق في يقظتها.

محمد فرغلي...... ومواجهة الطغاة:

كان الشيخ المجاهد محمد فرغلي رجلاً عميق الإيمان شديد المراس، قوى العزيمة زاهدًا في الظاهر، يؤثر العمل على القول، يحب الناس جميعًا، ويتفانى في خدمتهم وبخاصة الضعفاء منهم، حيث يقف إلى جانبهم لأخذ حقوقهم ورفع الحيف والظلم عنهم.

يتصدى للظالمين والطغاة، والمتسلطين على الضعفاء، ويجالدهم بكل قوة وصلابة، فكانوا يخشونه أشد الخشية، ويحسبون له ألف حساب، وكان مجرد ذكر اسمه يرعب الإنجليز واليهود والعملاء، وقد وضعوا الجوائز الكبيرة لمن يعثر عليه ويسلمه لهم حيًا أو ميتًا.

إن الشيخ فرغلي كان جزءًا مهمًا من تاريخ حركة الإخوان المسلمين العليا منذ نشأتها والتحاقه المبكر بها إلى أن أكرمه الله بالشهادة .

ولقد كان الإخوان المسلمون – شيوخًا وشبابًا – ينظرون لهذا الرجل العظيم، نظرة الإكبار والإجلال، والحب والوفاء، لما يتمتع به من خصال الخير وصفات الرجولة.

وكانت أحاديثه في مخيمات الإخوان وكتائبهم ومعسكراتهم وأسرهم، تأخذ بمجامع قلوب السامعين، لما يجدونه فيها من الصدق والوضوح، والبساطة والحلاوة والإيمان والإخلاص، فحديثه حديث القلب إلى القلوب ومناجاة الروح للأرواح، يثير العواطف، ويحرك المشاعر، ويدعو للعمل الجاد الدؤوب في سبيل الله ومن أجل المستضعفين في الأرض، ويوضح لجماهير الإخوان أن أعداء الإسلام من اليهود والصليبيين والمستعمرين هم أتفه وأحقر من أن يصمدوا أمام عزائم الرجال المؤمنين، وأن تجارب الحرب معهم في فلسطين، كشفت عن جبنهم وتخاذلهم، وهشاشة قوتهم فكانوا يفرون كالفئران المذعورة أمام مجاهدي الإخوان المسلمين، ولولا المؤامرات الدولية الكبرى، وتخاذل بعض الأنظمة في ديار العرب والمسلمين لما ضاعت فلسطين ولما كان للإنجليز أو الفرنسيين أو الأمريكان وجود في البلاد الإسلامية.

يقول الأستاذ عباس السيسي في كتابة القيم "في قافلة الإخوان المسلمين " : ".... لقد كان الشيخ محمد فرغلي داعيةً من دعاة الإسلام ومن الرعيل الأول من الإخوان المسلمين، عمل مع الإمام الشهيد حسن البنا منذ بدأ دعوته في مدينة الإسماعيلية، واختاره الإمام الشهيد لمسئوليات كبار، فكان عند حسن الظن، حيث شمر عن ساعد الجد، وسط مدينة كانت ترابط حولها من كل جانب قوات الاحتلال البريطاني، فجعل الأرض تميد من تحت أقدامهم.." ويتحدث الإمام الشهيد حسن البنا في "مذكرات الدعوة والداعية" عن الشيخ فرغلي فيقول : "..... حين تم بناء المسجد، الذي طالب به عمال الشركة بالجباسات بالإسماعيلية انتدب للإمامة والتدريس فضيلة الأخ المفضال الأستاذ الشيخ محمد فرغلي المدرس بمعهد حراء حينذاك.

وصل الأستاذ فرغلي وتسلم المسجد، وأعد له سكن خاص بجواره، ووصل روحه القوى المؤثر بأرواح هؤلاء العمال الطيببين، فلم تمض عدة أسابيع وجيزة؛ حتى ارتفع مستواهم الفكري والنفساني والاجتماعي ارتفاعًا عجيبًا، لقد أدركوا قيمة أنفسهم، وعرفوا سمو وظيفتهم في الحياة وقدروا فضل إنسانيتهم، فنزع من قلوبهم الخوف والذل والضعف والوهن، واعتزوا بالإيمان بالله وبإدراك وظيفتهم الإنسانية في هذه الحياة – خلافة الله في أرضه – فجدّوا في عملهم اقتداءً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، عفّوا عمّا ليس لهم، فلم تأسرهم المطامع التافهة، ولم تقيدهم الشهوات الحقيرة، وصار أحدهم يقف أمام رئيسه عالي الرأس في أدب، شامخ الأنف في وقار، يحدثه في حجة ومنطق، لا يقول ولا يقبل منه كلمة نابية، أو لفظة جافية، أو مظهر من مظاهر التحقير والاستصغار، كما كان ذلك شأنهم من قبل، وتجمعوا على الأخوة، واتحدوا على الحب والجد والأمانة، ويظهر أن هذه السياسة لم تعجب الرؤساء وقرروا أنه إذا استمر الحال على ذلك ستكون السلطة كلها لهذا الشيخ، ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يكبح جماحه وجماح العمال.

ظن الرؤساء هذا في الشركة، وفكروا في إقصاء هذا الشيخ القوى الشكيمة عن العمل، وأرسل إليه الرئيس المباشر، فلما توجه إليه قال له : إن المدير أخبرني بأن الشركة قد استغنت عن خدماتك وإنها تفكر في انتداب أحد العمال للقيام بعملكم في المسجد، وهذا حسابكم إلى اليوم حسب أمر المدير.

فكان جواب الشيخ له بكل هدوء : ما كنت أظن "مسيو فرانسو"، أننى موظف بشركة جباسات البلاح، ولو كنت أعلم هذا ما قبلت العمل معها، ولكني أعلم أنني موظف من قبل الإخوان المسلمين بالإسماعيلية، وأتقاضى راتبي منهم محولاً عليكم، وأنا متعاقد معهم لا معكم على هذا الوضع، وأنا لا أقبل منك مرتبًا ولا حسابًا، ولا أترك عملي في المسجد ولا بالقوة، إلا إذا أمرني بذلك رئيس الجمعية التي انتدبتني هنا، وهو أمامكم بالإسماعيلية اتفقوا معه كما تريدون، واستأذن وانصرف.

ويضيف الإمام البنا في مذكراته : "وسقط في يد إدارة الشركة وصبرت أيامًا، لعل الشيخ يطلب منها مرتبه، ولكنه كان قد اتصل بي في الإسماعيلية فأوصيناه بالتمسك بموقفه وألا يدع مكانه بحال، وحجته معقولة ولا شيء لهم عنده لجأت الشركة إلى الإدارة، واتصل مديرها "الميسو ماينو" بمحافظ القناة الذي اتصل بدوره بالمأمور بالإسماعيلية وأوصاه أن يقوم على رأس قوة لعلاج الموقف، وحضر المأمور ومعه قوته، وجلس في مكتب المدير، وأرسل في طلب الشيخ الذي اعتصم بالمسجد، فإذا كان لأحدهما حاجة ليحضر لي، وعلى هذا فقد حضر المأمور إلى الشيخ، وأخذ يطلب إليه أن يستجيب لمطالب المدير، ويترك العمل ويعود إلى الإسماعيلية، فأجاب بمثل ما تقدم، قال له : تستطيع أن تأتيني من الإسماعيلية بكلمة واحدة في خطاب فأنصرف، ولكنك إذا أردت استخدام القوة، فلك أن تفعل ما تشاء، ولكني لن أخرج من هنا إلا جثةً لا حراك بها، ووصل النبأ إلى العمال، فتركوا العمل في لحظة واحدة، وأقبلوا متجمهرين صاخبين، وخشي المأمور العاقبة، فترك الموقف وعاد إلى الإسماعيلية، واتصل بي للتفاهم على الحل، ولكني اعتذرت له، بأنني مضطر إلى التفكير في الأمر، وعقد مجلس إدارة الجمعية للنظر ثم أجيبه بعد ذلك، وفي هذه الأثناء يؤسفني أن أقول إنني حضرت إلى القاهرة لمقابلة العضو المصري الوحيد في مجلس إدارة الشركة، فوجدت منه كل إعراض عن مصالح العمال، وكل انحياز إلى آراء الشركة ومديرها، وكل تجرد من أي عاطفة فيها معنى الغيرة الوطنية.

قابلت بعد ذلك مدير الشركة، وسألته عما ينقمه من فضيلة الشيخ، فلم أجد عنده إلا أنهم يريدون شخصًا يستسلم لمطالبهم، وكان كلامه كلمة لا أزال أذكرها : "إنني صديق للكثير من زعماء المسلمين، ولقد قضيت في الجزائر عشرين سنة، ولكني لم أجد منهم أحدًا كهذا الشيخ، الذي ينفذ علينا هنا أحكامًا عسكريةً كأنه جنرال تمامًا".

فناقشته في هذا الكلام وأفهمته أنه مخطئ، وأن الشركة هي التي تقسو على العمال وتنقص من حقوقهم، وتستصغر إنسانيتهم، وتبخل عليهم، وتقتر في أجورهم، في الوقت الذي يتضاعف ربحها، ويتكدس، وأن من الواجب علاج هذه الحال بعلاج نظم هذه الشركات، ووجوب قناعاتها باليسير من الربح، واتفقنا أخيرًا في أن يبقى الأستاذ الشيخ فرغلي شهرين حيث هو، وأن تقوم الشركة بتكريمه عند انتهاء هذه المدة، وأن تطلب رسميًا من الإخوان من يحل محله من المشايخ، وأن تضاعف للشيخ الجديد راتبه، وتعنى بسكنه ومطالبه، وفي نهاية المدة عاد فضيلة الشيخ فرغلي وتسلم مكانه فضيلة الأستاذ شافعي أحمد، واستمرت الدعوة تشق طريقها، في هذه الصحراء بسم الله مجريها ومرساها".

محمد فرغلي والجهاد في فلسطين:

كانت راحته في العمل وسعادته في الجهاد.

نزل الأستاذ البنا إلى الإسماعيلية أيام حرب فلسطين سنة 1948م وقضى مع الشيخ فرعلي جزءًا من الليل. وكان الشهيد على وشك السفر إلى ميدان القتال. قال له الإمام البنا : ربما أمكنك السفر مع الفجر وتقضي ليلك معنا.. في صلاة الفجر قالوا له لقد سافر الشيخ مبكرًا. وصار الإمام البنا يضرب بكف على كف ويقول فرحًا : هكذا الرجال المسلمون في مواضع المسؤولية.

ولم يكن الشيخ فرغلي ليقضي ساعات ظنها ساعات راحة بعيدًا عن ميدان الحرب في فلسطين وهو المسؤول عن أرواح المقاتلين.. ولما كان فقهه من فقه الأولين ممن مضوا على الطريق، فكان لابد أن يكون في مقدمة المحاربين. شاهرًا سلاحه.. مشاركًا بدمه وروحه... في سنة 1948م قامت على أرض فلسطين حرب ضارية بين اليهود الذين تساندهم روسيا وأمريكا وفرنسا وإنجلترا وبين العرب أصحاب الأرض وسكانها.

وأعلن الأستاذ البنا أن تحرير فلسطين عن طريق المجاهدين المؤمنين أقرب منه عن طريق الجيوش النظامية تحركها حكومات هزيلة يحكم الاستعمار قبضته حول أعناقها. وطالب الإخوان المسلمون يومئذ حكومة النقراشي بفتح الطريق أمامهم إلى فلسطين وإفساح المجال لهم في الداخل للتدريب والتسلح فرفضت. ورأى الإخوان أن يتسللوا في خفاء إلى فلسطين... فأحكمت الحكومة قبضتها على الحدود وعند القنطرة لمنعهم. وأحكم الإنجليز إغلاق حدود فلسطين ليمنعوهم من دخولها، ومع ذلك تسلل الإخوان ملبين نداء ربهم مستخفين بكل العوائق والعقبات ليقفوا إلى جانب إخوانهم المجاهدين الفلسطينيين

لقد كان الشيخ فرغلي من المبادرين إلى الجهاد في فلسطين عام 1948م، حيث دخلها على رأس قوة من مجاهدي الإخوان المسلمين، وكان من أبرز قادة الإخوان المسلمين الذين شرعوا بتدريب إخوانهم الفلسطينيين، وشاركوهم في اقتحام مواقع اليهود، وأقضوا مضاجعهم، وهاجموا مستعمراتهم.

ومن أعمال الشيخ فرغلي البطولية في فلسطين، أنه خرج وثمانية من إخوانه المجاهدين وراء خطوط اليهود، وتسللوا إلى مستعمرة قرب الفجر، وصعد الشيخ فرغلي أعلى مكان فيها، وأذّن الفجر، وظن اليهود أن الإخوان المسلمين داهموهم بليل، فولوا الأدبار هاربين، وفي مقدمتهم حراس المستعمرة، وفي الصباح سلم مجاهدو الإخوان المستعمرة إلى الجيش المصري دون استخدام سلاح أو إراقة دماء، وهكذا كانت جرأته وشجاعته وإقدامه، وإلى هذا الحد كان خوف اليهود وهلعهم من الإخوان المسلمين.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م