الخيمة لا تسمح بسب علماء المسلمين

[عمر مطر]

إخواني الكرام -حفظكم الله- على اختلاف مشاربكم ومذاهبكم:

لا شك أن كل منكم يعتقد أن ما هو عليه الحق وليس غيره، ولا شك أنكم تحبون أن يكون الجميع على ما أنتم عليه، وفي هذه الرغبة تكتبون، وتتناقشون، وتبحثون، ولعل حبكم لمصلحة المسلمين هي التي تبعثكم في هذه الحوارات المطولة التي نتابعها جميعا، ونستفيد منها جميعا، ولذلك أسأل الله لكم الثبات وبيان الحق أينما كان، فالحق أحق أن يتبع.

ولكني -إخواني الأعزاء- أرى أن الحوارات تأخذ -أحيانا- منحى الطعن والسب، في من هو على غير ما أنتم عليه، وفي علمائهم، فاعلموا أن العلماء بشر، يصيبون ويخطئون، وليس فيهم معصوم، وأن أخلاقنا الإسلامية تمنعنا من أن نسب العلماء لموقف اجتهدوا فبه، لعله يخالف الحق، أو أن نجرح أشخاصهم، ناهيك عن مخالفة ذلك لشروط الحوار في الخيمة.

أما التحاور في آراء العلماء فهو مجال كلامنا هنا في هذه الخيمة، وليس لنا بنعت هذا بمتناقض العصر، أو ذاك بالجهمي أو المعتزل أو المشبه، ليكن حوارنا لنستفيد ونفيد، لا لنفضح خطأ عالم أو زلته.

أما الخوض في أراء عالم معين، فالأولي أن يكون على لسان أهل العلم من العلماء، لا بما نراه نحن حقا أو ضلالا، فإن قلت أن العالم الفلاني أخطأ، فعليك أن تنقل من قال بهذا، ولا يكفيك رأيك في الموضوع.

أقول قولي هذا بعد الإستئذان من المراقب، فلعلنا نبتعد عن الخوض في العلماء، ونركز جهودنا على بيان الحق، وترك التعصب لما نحن عليه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[طالب]

الأخ عمر مطر بعد التحية:

إن ما نحن فيه ليس نقاشا على المذاهب الأربعة أو غيرها من المذاهب المعتبرة بل لو كان الخلاف في مثل هذا لكنت أول الصامتين لأنه ليس بوسعي أن أعترض على الشافعي ومالك وأبي حنيفة وابن حنبل ومن في طبقتهم رضي الله عنهم.

ولكن المشكلة هنا أن هناك من يأتي بكلام موهم في الصفات خارج عن الإجماع لا علاقة للإسلام به إنما هو من أقوال أهل الأهواء وليت الجميع يلتزمون بالعقيدة الطحاوية عقيدة أهل السنة والجماعة فما كان مثل هذا فليس بوسعنا السكوت عليه. وأشكر صبر الفاروق وحكمته في سياسة الخيمة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوك طالب

[عمر الشادي]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فان الخيمة العربية الاسلامية تمنع سباب علماء المسلمين
كما تمنع الخيمة تخوين علماء الامة الذين نقلوا لنا ديننا الحنيف واحكام شريعتنا السمحاء
كما تمنع الخيمة اي عضوٍ من التطاول على اجماع الامة المحمدية فمن لم يعجبه اجماع امتنا فليذهب الى حيث هواه وليترك ساحاتنا العربية الاسلامية لانه لن يجد فيها مرتعا ليلعب او يلهو
كما تعتمد الخيمة العربية الاسلامية كتاب العقيدة الذي وضعه الامام ابو عفر الطحاوي وهو كان ولد في اواخر القرن الثالث الهجري ويعرف الافاضل ما معنى هذا التاريخ في الولادة وماذا يعني تماما
كما ان الخيمة تعتبر نفسها ساحة لابداء الرأي بكل حرية ومع ذلك فهي تضع الضوابط لان هذه الصفحة بالذات لا تتناول الا اكام الدين و كيف يعرف العبد ربّه وكيف يتعبد الانسانُ حيث ان هذا الامر وهو الايمان بالله هو افضل الاعمال واولاها فالانسان لم يُخْلق الا لعبادة ربه وعبادة الله تحتاج الى معرفته عزوجل فلا ينتفع رجل عبد ربه خمسين عاما وهو يظن ان الله عزوجل هو ضوء كما حصل مع بعض الجهلة الذين تعبدوا على الجهل وبالطبع تعلمون ان الجهل ليس عذرا في كل شيء اذ لو كان عذرا في كل شيء فكيف يكون العلم افضل من الجهل والله تعالى يقول:"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون"معناه لا يستوون فالعلم نور لان الانسان بالعلم يعرف ربه ويتعلم عبادة ربه على الوجه الذي يليق
فقد ورد عن سيدنا علي رضي الله عنه عند تفسير قول الله تعالى:يا ايها الذين ءامنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة..... الاية"قال:يقي الانسان نفسه واهله تلك النار بتعلم علم الدين
فليحذر الانسان من ذلك جهده وليتق الله امرؤ تكلم في دين الله فيما لا يعلم فمخالفة اجماع الامة ضلال نعوذ بالله منه وليتق الله عبد قال في الله ما لا يعلم فكثير من الذين يتنطعون للتكلم في دين الله اخذا من كتاب قرأه في مكتبة ما واخر صادفه احد المواقع على الانترنت فيه بعض المسائل الشرعية فتلقفها من دون ان يتحرى من اهل العلم فان سأل احدا لم يتحرى فيهم العدالة الشرعية التي تقتضي ملقن علم الدين ليؤخذ عنه بل ان الكثير ممن يتصدرون مجالس التعليم الديني لا يعرفون معنى الامانة الشرعية التي ينبغي ان يتعلموها ثم ان يطبقوها اولا في حالة التلقي ثم في حالة التلقين
رحم الله من قال:ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
ولعل الكثيرين لو فهموا حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"انما العلم بالتعلم"اي بالتلقي عن ضابط ثقة عن مثله وهكذا لابتعدوا عن تصفح الكتب المنتشرة نا وهناك والحاملة للمخالفات والتحريفات
فرضي الله على علماء المسلمين الذين استفاضوا قديما بالشروط التي ينبغي تحريها قبل الشروع بمثل هذه الامور التي يتوقف عليها مصير الانسان يوم القيامة يوم يؤتى بالموت على شكل دابة فيذبح فينادي منادٍ يا اهل النار خلود فلا موت ويا اخل الجنة خلود فلا موت
ورحم الله علماء المسلمين الذين قال قائلهم:

يظنّ الغمر ان الكتب تهدي
........... اخا جهل لادراك العلومِ

وما يدري الجهول بان فيها
........... غوامض حيرت عقل الفهيمِ

اذا رمتَ العلوم بغير شيخٍ
......... ضللت عن الصراط المستقيمِ


--------------------- الشادي

[رائف]

علمنا الله في كتابه ان لا نسب الذين يدعون من دون الله حتى لا يسب الله عدوا بغير علم .. وهذا الحري بنا عند الكلام في العلماء فكل منهج له علماءه وهؤلاء العلماء بشر يخطئون ويصيبون .

[المعتمد بن عباد]

كلامك يا عمر الشادي لا يسلّم لك بأنه إجماع الأمة .
ولعلّي أوافيك إن بقي في عمري سعة بنقولات السلف التي تثبت أن مذهبهم ومذهب أهل السنة والجماعة هو إثبات الصفات كما جاءت .
أسأل الله أن يهديني وإياك لما اختلف فيه من الحق بإذنه .

فقد أجمع سلف هذه الأمة من الإمام أحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة ومن اتبعهم بإحسان على إثبات الصفات كما جاءت ، وقبل ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يثبت عنهم التأويل .

فمن هو الذي خرم الإجماع ؟!
اقرأ بربّك كتاب التوحيد للإمام الشافعي أبي بكر بن خزيمة ثمّ انظر كلام العلماء في مكانته وعدله . انظر ما الذي قاله وما الذي نقله عن أئمة السلف .
واقرأ كتاب السنة للأمام أحمد بن حنبل بدلاً من أن تقذفه بالتعطيل الذي وتزعم أنه على مذهبكم .
واقرأ كتاب السنة لأبي بكر الخلاّل الذي نقله عن الإمام أحمد .
واقرأ كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد رحمه الله .
واقرأ كتاب السنة للأمام لبن أبي عاصم رحمه الله .
واقرأ ما نقله ابن عبد البرّ رحمه الله حين قال : ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجازإلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة )
واقرأ ما قاله القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل : ( لا يجوز رد هذه الأخبار ولاالتشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها وأنها صفات الله لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق ولا يعتقد التشبيه فيها لكن على ما روي من الإمام أحمد وسائر الأئمة)
فهل كل هؤلاء لا تعتبر بقولهم وتدعي حصول الإجماع على مذهبكم ؟ هذا لا يسلّم لك إلا إن كنت تعني إجماع أهل الكلام فالأمر يختلف هنا .

أمّا بالنسبة للطحاوية .. فلا بد أن تتتيقن من أن كلاً يؤخذ من قوله ويردّ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلّم . وأنا أنصحك للتمعّن ما في الطحاوية جيّداً أن تقرأ شرح القاضي ابن أبي العز الحنفي عليها

لا أدري من أين أتيتم بدعوى الإجماع حتى تصرّوا عليها .

المعتمد

[الفاروق]

تقول: لا أدري من أين أتيتم بدعوى الإجماع حتى تصرّوا عليها.

نص الإمام الطحاوي السلفي المجتهد الكبير رضي الله عنه كالتالي:

هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي وصاحبيه أبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهم.

يعني مذهب أهل السنة والجماعة أهل الحق على الطريقة التي رتبها أبو حنيفة صاحباه.

وهذا يوضح بجلاء مذهب السلف في مسألة الصفات وكما ترون نقل أن هذا مذهب أهل السنة والجماعة. صفات الله ثابتة من دون تكييف ولا تشبيه بالمخلوقات فقد قال: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.

هذا مذهب أهل السنة والجماعة

[المعتمد بن عباد]

لعلّ بعدي عن كتبي له دور كبير في أن أوافيك بالنقولات عن أئمة السلف رحمهم الله .

قل لي بربك أيها الفاروق ... كل هذه الكتب التي تخالف ما تقولون به ألا تخرم دعوى الإجماع ؟
هل الطحاوي معصوم من الخطأ؟

لعلّ الله يوفقني وأنقل لك عن أبي حنيفة رحمه الله ما يخالف هذا القول
وقد قرأته منذ أيام ، وكذلك محمد بن الحسن رحمه الله .

يا أخي الكريم كل هذه الأقوال والكتب والنقولات ألا تكفي للرد على دعوى قول السلف بهذا الكلام ؟

أين الإنصاف ؟
لو قرأت شرح ابن أبي العز بعد كلام الطحاوي لعلمت ما يقصده وما أقصده .
المعتمد

[المعتمد بن عباد]

ثم أيها الفاروق من قال لك أيها الأخ - وكم يعجبني نقاشك الذي يدلّ على خلقك الجمّ لا على التهجّم وتوجيه السباب كبعض الآخرين - أننا نشبّه الله بخلقه .. إننا إنما نثبت لله ما وصف به نفسه دون تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ولا تعطيلٍ ولا تأويل .
فالمشبّهة ما هم إلا طائفةٌ ظهرت جهة خراسان يقولون أن صفات الله تشبه صفات المخلوقين ، وكان ممن قال بهذا القول مقاتل بن سليمان المفسّر ،
تعالى الله عن أن يشابه مخلوقاته وهو القائل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فكما نفى مشابهته للمخلوقين فقد أثبت لنفسه صفات
حتى وإن اشتركت مع المخلوق فإنها في الله صفات كمال .
ولا تستلزم مشابهته للمخلوق .
ثم ان الأشاعرة فيما أعلم يثبتون بعض الصفات لله ويأولون بعضها فلماذا يأوّل البعض دون البعض أليست كلها أولى بالإثبات .

أيها الفاروق كلام السلف في إثبات الصفات أكثر من أن يحصى وأنتم تقولون إن هذا يخرم الإجماع ،
أليس من الحقّ أن نقول لمن أخطأ أخطأت ؟
هل تظنّ أنني حين أبيّن مخالفة الحقّ لأحد الأئمة أنني أتنقّصه أو أقلّل من قدره ؟
أبداً .. فقد تعلّمنا الأدب مع العلماء الأفاضل رحمهم الله حتى ولو خالفهم الحقّ .
المعتمد بن عباد

[الفاروق]

الأخ ابن عباد, بالنسبة للصفات فإن مذهب أهل السنة أن من نفى ما أثبته الله لنفسه أو ثبت عن رسول الله مثله أو قام الإجماع عليه فهو كافر لأنه يكون كذّب الله أو الرسول أو سلخ نفسه عن الاعتقاد في أصول المسائل.

الصفات ثابتة فالله يسمع لا كسمعنا ويرى لا كرؤيتنا وهذا معنى نفي الشبه الكلي وواهم من ظن أن هناك شبها بيننا وبين الله ولو في شىء مشترك, هذا يكون فهمه قاصرا, فلو قال قائل: الله حي وأنا حي, وهذا مشترك. يقال له خطأ كبير وجهل بالله هذا الظن لأن حياتنا مخلوقة زمنية وحياة الله أزلية ذاتية.

وكما قال الإمام أحمد في قوله تعالى: وجاء ربك. قال: أي قدرته, إن القرءان مواعظ وحكم. قال البيهقي: هذا إسناد لا غبار عليه.

أما من قال قولا: الله لا شىء مثله, ثم ينقضها بقوله: له يد حقيقية. فهذا ما عرف الله ولا عرف اللغة من جهله باللسان العربي, فإن اليد الحقيقية هي الجارحة والله خالق الجوارح وهو ليس كمثله شىء.

بالنسبة للإمام الطحاوي, هو لم يقل رأيه فقط أو اعتقاده, ونِعم الاعتقاد, بل هو ناقل لمذهب أهل السنة والجماعة نصا وقد ذكر هذا وكذلك الامام البيهقي في كتابه اعتقاد السلف وكذلك الحافظ الاسماعيلي في اعتقاد أهل الحديث فلا تناقض بين هذا كله, وهذا نص الحافظ أبي بكر الإسماعيلي رضي الله عنه:

اصول الاعتقاد عند أهل الحديث: اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ........ إلى أن جاء فصل:

رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة:
ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة ، دون الدنيا ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثواباَ له في الآخرة ، كما قال : وجوه يومئذِ ناضرة إلى ربها ناظرة. وقال في الكفار: كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون. فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه كانوا جميعا عنه محجوبين ، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له, ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف .


وقال في نهاية الكتاب: هذا أصل الدين والمذهب ,اعتقاد أئمة اهل الحديث،الذين لم تشنهم بدعة ولم تلبسهم فتنة،ولم يخفوا إلى مكروه في دين ولا تفرقوا عنه. انتهى

فكل هذا يثبت بأن السلف ما كانوا يعتقدون الظاهر أبدا فإن اعتقاد الظاهر على خلاف قولهم: تفسيره تلاوته والسكوت عليه. وقولهم أيضا: أمرّوها كما جاءت بلا كيفية. فإن اعتقاد الظاهر تكييف وإلا فلأي سبب ذم الله الذين يتبعون المتشابهات, والدليل عليه أن لو أحدا اعتقد ظاهر الاستواء وءاخر اعتقد ظاهر " وهو معكم أينما كنتم " وءاخر اعتقد ظاهر " بكل شىء محيط " فهذا كله يؤدي إلى التناقض فلا بد من صرف اللفظ عن ظاهره كي لا يؤدي إلى التشبيه ويتوحد الكل تحت عقيدة " ليس كمثله شىء " اعتقاد أهل السنة والجماعة.

[أشعري]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الأخ المعتمد بن عباد،

في كلامك نقاط ينبغي توضيحها، وسأحاول أن أفعل ذلك حسب الاستطاعة فأنا مثلك بعيد عن كتبي هذه الأيام.

1- استشهدت بشرح ابن أبي العز الحنفي، مع أنه يوجد للطحاوية أكثر من عشرة شروح غير هذا الشرح فلماذا تتمسك بهذا فقط لا أعلم.

2- قلت أنك قرأت كلاماً لأبي حنيفة قبل أيام يخالف هذا القول، وأغلب الظن أنك تعني الكلام المنقول عنه في كتاب العلو للذهبي، فإن كان هذا ما تعنيه فأرجو أن ترجع لسند هذا الكلام، وتراجع في كتب الجرح والتعديل ترجمة ابن نوح الموجود في سند هذا الكلام المنسوب لأبي حنيفة.

3- استشهدت بكلام القاضي ابن أبي يعلى، وهو ليس أعلى درجة من ابن الجوزي الذي ألف كتابه دفع شبه التشبيه للرد على ابن أبي يعلى فيما اقترفه من تشبيه هو وابن الزاغوني، فتنبه.

4- تنبه لاستشهادك بكتاب السنة المنسوب لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ففي سنده إليه راويان مجهولان باعتراف المحقق هما أبو النصر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروي، وإضافة لذلك فإن في هذا الكتاب طامات وعجائب منها هذه العبارات:
"وهل يكون الاستواء إلا بجلوس"
"كيف كلم الله عز وجل موسى عليه السلام ؟ قال : مشافهة"
"كتب الله التوراة لموسى عليه السلام بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة في ألواح من در فسمع صريف القلم ليس بينه وبينه إلا الحجاب"
"خلق الله عز وجل الملائكة من نور الذراعين والصدر"

5- استدلالك بكتاب التوحيد لابن خزيمة وهو كتابه الذي رجع عنه وتلهف على ما قال فيه، روى ذلك عنه من طريقين الإمام البيهقي في كتابه الأسماء والصفات.

6- لا يعني التأويل تعطيل الصفات لأن ابن عباس وأحمد بن حنبل ومالك والشافعي قد أولوا فلا يقال عنهم معطلة.

7- استشهدت بكتاب السنة المنسوب لأحمد بن حنبل، فإن كنت تعني ذاك المروي من طريق القاضي ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، فحال ابن أبي يعلى في التشبيه معروف وخاصة لمن طالع كتاب دفع شبه التشبيه لابن الجوزي، فهل يؤمن رجل كهذا على نقل عقيدة الإمام أحمد.

هذا ما أسعفتني به الذاكرة لتوضيح بعض النقاط الواردة في كلامك.

والله من وراء القصد.