الغاية والوسيلة الإسرائيلية الإجرامية
غاية اليهود تبرر الوسيلة.. فممارسة الفلسطيني لحقه من أجل تحرير الأرض من الاحتلال والتحرر من العبودية هو إرهاب، أما ممارسة اليهودي لجرائم ومجازر علي أرض اغتصبها فهو دفاع عن النفس، بل مشروع ومبرر.
أمام فظاعة المشهد اليومي المتكرر في فلسطين الذي يذهب ضحيته أطفال فلسطينيون كان لابد أن يخرج العالم بالأمس عن صمته ولو علي استحياء، فهذا يأسف وثاني يندد وثالث يدين، فصدرت مواقف دولية نددت بمقتل المدنيين الفلسطينيين وخصوصا الأطفال في الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة، وناشدت إسرائيل والفلسطينيين أيضا-يا للعجب- وقف دورة العنف والعودة إلي الحل التفاوضي.
القتل جريمة لا تغتفر، فالحياة لا يمكن تعويضها، وادعاءات الآلة الهمجية العسكرية الإسرائيلية بأسفها لمقتل مدنيين بالخطأ هنا أو هناك، كما حدث بالأمس باعتبارها أرادت استهداف مقاومين وليس المنزل الذي سقط فيه شهيدان وأربعة عشر جريحا بينهم أطفال، لا قيمة له، فلا سبيل لتصحيح هكذا أخطاء، فمجرد اعتماد هذه الأعذار الواهية دليل علي تحقير إسرائيل لكرامة الإنسان الفلسطيني، وكل نقطة دم من طفل فلسطيني لتؤكد زيادة الانحدار في واقع الأمة العربية والإسلامية كلها، وكل انحناءة طفل فلسطيني تعني الإهانة والإذلال للأمة العربية والإسلامية.
هكذا يرحل أطفال فلسطين.. مضرجين بدماء العز والشرف والكرامة، رافضين أن تهان كرامتهم دون أن تضعف عزائمهم مواصلين مسيرة الشهداء الكبار ومعمدين درب اللاحقين بدمائهم وأشلائهم للوصول إلي النصر المؤمل. لقد نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وعده الذي قطعه أمس الأول أمام المؤتمر الصهيوني العالمي حين أعلن أنه "لن تكون هناك أي حصانة لأي متورط في الإرهاب.. وها هم الإرهابيون الفلسطينيون يتساقطون يوميا.
هل تكون الأمة العربية بمستوي فلسطين وما تقدمه من شهداء وتضحيات؟! هل ترتقي هذه الأمة إلي مستوي التحدي الكبير فتعود فلسطين قضية عربية كما كانت قبل أن تكون فلسطينية؟! هل تتجرأ الأمة العربية وتنتشل أطفال فلسطين الواهية أجسادهم جراء الحصار الظالم من قدرهم الذي يستعملهم كحقل رماية للأسلحة الأمريكية؟!