مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-10-2003, 05:49 AM
العم صابر العم صابر غير متصل
دمعة خيانة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 203
إفتراضي رمضانيات

رمضانيات


بسم الله الرحمن الرحيم

أدعو المشرف على الخيمة الأستاذ / يتيم الشعر و جميع الأعضاء المحترمين أن يخصصوا هذا الموضوع للحديث عن شهر رمضان المبارك . وكل عام و أنتم بخير.
  #2  
قديم 18-10-2003, 06:36 AM
العم صابر العم صابر غير متصل
دمعة خيانة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 203
إفتراضي

[HR]
أفكارلشهررمضانالكريم
[HR]

- العب وامرح مع الأطفال
إقامة بعض المسابقات والألعاب المسلية للأطفال مثل:
1- أسئلة وأجوبة سهلة.
2- بعض الألعاب كالتراكيب القطع(PAZEII) ففيها شيء من تحريك العقل ورؤية نتائج أعمالهم.
3- القيام لترتيب المنزل ومساعدة الأم والأب.
4- تخبئة شيء في المنزل والقيام بالبحث عنه من قبل الصغار ورصد جائزة بسيطة لمن وجدها .

  #3  
قديم 18-10-2003, 07:00 AM
العم صابر العم صابر غير متصل
دمعة خيانة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 203
إفتراضي

اقتراحاتعمليةللأهلفيرمضان


عرض بعض البرامج المناسبة لهم على سبيل المثال :-
1- حث الأهل على قراءة القران ومحاولة ختمه والتدبر في قراءته.
2- قراءة كتيب, قصص, حِكَم, سيرة, مواقف وغيرها يتم الحصول عليها من المكتبات العربية عموماً والإسلامية خصوصاً.
3- تعريفهم ببعض المواقع الإسلامية وبيان أهميتها (في الإنترنت).
4- مشاهدة بعض أفلام الفيديو الهادفة يتم شراؤها من خلال التسجيلات الإسلامية.
5- سماع أشرطة سواء محاضرات أو كلمات أو غيرها مما هو مفيد وهادف يتم شراؤها والحصول عليها من التسجيلات الإسلامية.
6- المشاركة في بعض الأعمال الدعوية النسائية القائمة لخدمة الإسلام فهي ليست حكراً على أحد دون أحد من المسلمات , وغيرها الكثير.
7- القيام بزيارة الجمعيات الخيرية النسائية والمساهمة معهم فيما أمكن, أو المستشفيات وصلة الرحم.
  #4  
قديم 18-10-2003, 07:14 AM
العم صابر العم صابر غير متصل
دمعة خيانة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 203
Arrow

البوفيهالدعوي


عمل بوفيهات أو عربات للقهوة والتمر أوقات الفطور في رمضان مع توزيع مطوية وشريط مناسب مثل:
1- مطوية للتعريف بالإسلام والتعريف بشهر رمضان وفضائله وأهميته ومنزلته.
2- شريط (قصص من الواقع لنبيل العوضي) ( ذكريات تائب لمحمد العريفي) (قصص مؤثرة لإبراهيم الفارس) أو غير ذلك.
3- أوتوزيع ترجمة للمصحف الشريف وذلك بأن يكون لديهم الاستعداد وتوفير أكبر قدر من اللغات حسب الإمكانية و يتم شراؤه من :-
1- المكاتب والمكتبات الإسلامية.
2- التسجيلات الإسلامية.
3- السؤال عن مصادرها عن طريق أئمة المساجد.
4- البحث عنها من خلال الإنترنت.
5- أو توزيع نشرة للتعريف بأعمال ودور المكاتب والمؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية وترك أرقام هواتفها.



المصدر / موقع الشيخ الدويش
  #5  
قديم 22-10-2003, 07:28 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أنــا و رمضـان . . . و شوشو
حلقات مسلسلة بقلم : إيمـان الحسيني




اعتدت الجلوس في غرفتي ليلا أمضي وقتي متصفحا للشبكة العنكبوتية ، وكانت هذه الليلة لا تختلف عن مثيلاتها في شيء ، أو هكذا اعتقدت أنا ....
نظرت إلى التاريخ واكتشفت أنه لم يتبق سوى أسبوع وحد فقط لحلول شهر رمضان المبارك ، سعدت جدا وبدأت في تصفح المواقع الدينية لأقرأ كل ما له صلة بهذا الشهر الكريم ، بالطبع لقد قرأت هذه المواضيع من قبل ولكنني مع كل رمضان أشعر بأنها جديدة كالهلال تماما ، وحمدتُ الله أن فترة زيارة الشهر الفضيل هذا العام لن تكون فترة امتحانات التيرم في الكلية حتى أستطيع أن أتفرغ للعبادة بشكل جيد .

وأثناء انهماكي في تصفح الإنترنت شعرت بحركة غريبة داخل غرفتي وتعجبت لأنني أسكن هنا وحدي نظرا لظروف التحاقي بالجامعة ... لم اُعر الأمر انتباها في البداية ولكنني أصبحت كالتمثال فوق الكرسي عندما رأيت الضوء بدأ يخفت تدريجيا في الغرفة من تلقاء نفسه ولمحت شبحا آتيا إلي من جهة الحائط المقابل لي ليجلس أمامي !!!!
أصبحت يداي كقطعة الخشب فوق ذراعي الكرسي وظللت فترة من الزمن متسمرا مكاني ، فارغ الفاه ، جاحظ العينين ، تسري القشعريرة في بدني كله ... حتى كسر هذا الشبح حاجز الصمت بسؤاله :
- إزيك يا آدم عامل إيه ؟
صرخت فزعا : مين ؟ أنت مين ؟ ودخلت هنا إزاي ؟!!!!!
أجابني بمنتهى الهدوء : إهدى بس واقعد مكانك ، ماتخافش ، أنا واحد صاحبك ... صاحبك من زماااان .
- صاحبي إزاي ومنين ؟!!!! أنت دخلت الشقة إزاي وجيت منين ؟!!!
- يا ابن الحلال إهدى كده بس واقعد مكانك وأنا هافهمك كل حاجة .

جلست وجسدي كله يرتعد خوفا وأحاول تذكر ما أحفظه من الآيات القرآنية ولكن خوفي غلبني فظللت صامتا حتى قال هو :
- أنا هأقولك أنا مين بس توعدني إنك تحافظ على هدوءك ، ومافيش داعي للدربكة اللي أنت عاملها دي كلها ... اتفقنا ؟
أجبته وأنا أتصبب عرقا من الخوف : اتفقنا .
اعتدل في جلسته على الكرسي ووضع ساقيه فوق مكتبي وقال بكل ثقة : أنا يا عم آدم أبقى إبليس ... الشيطان يعني .

شعرت أن تنفسي توقف للحظات من الصدمة والخوف ، وبدأت أحاول من جديد في تذكر أي آية قرآنية ولكن نظراته لي جعلتني عاجزا عن تذكر البسملة ، وكأنه يعرف ما أفكر فيه فظل ناظرا إلي بعينيه الحمراوتين ليشتت تفكيري عن ذكر الله ، وعندما شعرت بالعجز التام أمامه قررت خوض التجربة ومحاولة التحدث معه ، لعلي أنجو بنفسي :
- طب حضرتك بتعمل هنا إيه ؟ وعاوز إيه مني ؟!!!!
أجابني بثقة : أنا جيت أزورك واسلم عليك قبل رمضان ما يبدأ .
فسألته : اشمعنى يعني قبل رمضان ما يبدأ ؟!!!
أجابني وقد ارتسمت على وجهه نظرات الأسى والغضب : علشان هاكون محبوس في الشهر ده كله ... أنت مش في الدنيا دي ولا إيه ؟
- آه صحيح ، ده الشياطين بتتحبس في رمضان .
- سيبنا بقى من السيرة دي وخلينا في المهم .
تعجبت من كلماته قائلا : المهم ؟!!! وإيه هو بقى المهم ؟!!!
أجابني وقد عادت إليه ثقته بنفسه : " المهم " هو الأسبوع اللي فاضل ده .
- ماله الأسبوع اللي فاضل ده ؟!!!
نظر إلي بلؤم شديد قائلا : ناوي تعمل فيه إيه ؟
- عادي يعني هاعمل فيه إيه ؟!!!
- مش ناوي تستغله في أي نشاط ترويحي ؟
- نشاط ترويحي ؟!! إزاي يعني ؟
- أنت عارف إن كلها أسبوع ورمضان يدخل ومش هتبقى ملاحق ما بين صوم وصلاة وقرآن ... والمفروض إنك تكون مستعد للمجهود ده كله .
- عندك حق فعلا المفروض أستعد من دلوقتي ، لازم أبدأ أواظب على الصلاة في المسجد وأحوش مبلغ صغير من مصروفي للصدقة ولازم كمان .....
قاطعني مستنكرا وغاضبا : حيلك حيلك ... هو أنت كده تبقى بتستعد لرمضان ؟!!!
لاحظ ارتسام علامات التعجب على وجهي فبادرني بالحديث اللين : أنت كده تبقى بترهق نفسك وتحملها فوق طاقتها .
أجبته متعجبا : باحملها فوق طاقتها !!!! إزاي بقى ؟!!!
أجابني بنبرة ثقة عالية : أيوة بتحمل نفسك فوق طاقتها ، لإنك على ما هيجي رمضان هتلاقي نفسك تعبت من كتر العبادة وزهقت وهتسيب كل حاجة ... مش ده برضه اللي بيحصل معاك لما تفضل فترة طويلة تذاكر من غير ما ترتاح ؟
أجبته وأنا في حيرة من أمري : أيوة فعلا أنا لما باذاكر كتير من غير ما ارتاح في النص بآجي قبل الامتحانات وازهق وأمل وابطل أذاكر ... بس المذاكرة حاجة والعبادة حاجة تانية !!!!
- مين بقى قال كده ؟!!! هما الاتنين واحد ، وعلى رأي المثل : ساعة لقلبك وساعة لربك .

شعرت أنه على حق فقلت له : عندك حق ، طب أنت إيه فكرتك عن الاستعداد لشهر رمضان يعني ؟
ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة وكأنه قد وجد ضالته بعد عناء شديد ثم قال : المفروض إنك تروّح عن نفسك وتستمتع بوقتك وتنسى شوية العبادة اليومين دول ، بحيث لما ييجي شهر رمضان وتبدأ العبادة تاني تلاقي نفسك راجعلها بشوق وقوة .
- كلام معقول ... بس أنفذه إزاي بقى ؟ ......



تـابع حلقات ( أنا و رمضان و شوشو )
http://www.egyptsons.com/misr/showth...threadid=10378

[HR]
منقول
__________________
معين بن محمد
  #6  
قديم 23-10-2003, 11:49 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي




http://www.ramadan.com.eg/

__________________
معين بن محمد
  #7  
قديم 25-10-2003, 03:06 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي طنطاويات


قالوا: ألا تكتب عن ذكريات رمضان(1)؟ قلت: أي رمضان؟ أهو رمضان واحد حتى أكتب عن ذكرياته؟ لقد رأيت رمضان، وكان على المائدة طبق فيه "المشمش الحموي" الذي ملأه الله عسلاً والذي لا نظير له في غير الشام، أي أنني رأيته في قلب الصيف، ثم رأيته في وسط الشتاء، ثم درت معه خمس دورات، من الشتاء إلى الصيف، ومن الصيف إلى الشتاء، وكل دورة في خمس عشرة سنة، فعن أي الرمضانات أتكلم؟.
لقد اختلطت في نفسي الذكريات، لما تعددت الأحداث، وتتابعت المشاهد، وكثرت الأسفار والرحلات، ألا ترون إلى الرائي (التلفزيون) حين يتفنن المخرج أو المصور، فيضع صورة فوق صورة، فترى المحدث أو المغني أمامك يواجهك، تختلط صورته هذه بصورته الجانبية، ويدخل معها مشهد من مشاهد الطبيعة، يعرض ذلك كله معاً، فلا تستطيع أن تميز شيئاً من شيء، بعد أن اختلطت في الصورة الأشياء!!.
لقد كنا في دمشق، قبل الحرب العالمية الأولى، نصلي العشاء وننام فتخلو الطرق إلا من أعقاب السابلة، أو من أهل الليل... وما أهل الليل إلا الفساق والعشاق واللصوص، يسكن كل شيء ويلفه الليل بثوبه الأسود.
ننام بعد العشاء لنصحو قبل الفجر، وإن غلبنا النوم – وللنوم سلطان- قمنا قبل طلوع الشمس لندرك صلاة الفجر، ما كنا قد ألفنا السهر، ولا تعودنا شر عادة حين جعلنا ليلنا نهاراً ونهارناً ليلاً، كأننا نخالف سنة الله، وطبائع الأشياء، والله قد جعل الليل لباساً، والنهار معاشاً.
وكنا ننام على الأرض، ما كانت السرر إلا عند الأغنياء، وما كانت أسرتنا منهم، فكنا نمد الفرش في الليل لنطويها في الصباح، ثم نضعها في "اليوك"، وإن لم تعرفوا ما هو اليوك فإن ثلاثة أرباع أهل الشام لم يعودوا يعرفونه، إنه مثل الخزانة في الجدار، لكن بغير باب، ومن غير رفوف، نصف فيها الفرش المطوية بعضها فوق بعض، ويسدل على اليوك ستارة كانوا يعتنون بنقشها وتطريزها.
فاحسست يوماً وأنا نائم حركة عند فراشي، وكان عمري خمس سنين، سنة 1332هـ. ولكني كنت واعياً، فنهضت فإذا خوان الطعام، وكنا إذا أردنا الطعام مددنا الخوان على الأرض، ووضعنا فوقه الصواني والصحون فعجبت أشد العجب، وأحسست بمثل ما يحس به من يكشف شيئاً جديداً لم يكن معروفاً، ما لم يستبدلون بالمنام الطعام؟ ما لهم يأكلون ليلاً وعهدي بالفطور أنه في النهار؟.
وطار نومي من شدة العجب، وسألت بنظرات عيني الحائرة، والدهشة المرسومة على وجهي.. وسمعت المؤذن، لكن لم يكن يؤذن كما أسمعه كل يوم، بل كان يسرع، ينطق الجملة "حي على الصلاة" مثلاً، ثم يمد لام الصلاة، ويرخي صوته بها، ثم يرجه رجاً، ثم يعود فيمده، فإذا بلغ المد أقصى مداه، علا بصوته علواً مفاجئاً ورجه رجة سريعة، ثم صعد به أكثر فأكثر ثم أخفاه حتى ينتهي الصوت فوق، فتشعر كأنه طيارة ارتفعت حتى اختفت بين السحب وضاع أثرها.
وأنا كما قلت لكم من قبل: أوتيت أذناً لاقطة، فإن سمعت نغمة، فلا أنساها، قد لا أستطيع أداءها، ولكن إذا سمعتها بعد ذلك عرفتها، لذلك أكشف الألحان التي يدعيها الملحنون وهي قديمة، كلحن "بلادي بلادي منار الهدى" الذي أحفظه منذ صغري.
وكثرت عليّ العجائب تلك الليلة، فسمعت الباب يقرع! الباب يقرع في هذه الساعة من الليل؟ وسمعت رجلاً يضرب بالقضيب على طبلة معه، ضرباً موزوناً، وينادي: يا شيخ أحمد أفندي، يا شيخ مصطفى أفندي (وهما اسما جدي وأبي) قوموا لسحوركم.. ثم يقول كلاماً ظريفاً ما حفظته من أول مرة، ولم يشأ أهلي أن يدعوني في حيرتي، ففسروا لي ما خفي عني، قالوا إن هذا هو "المسحر" يدعو الناس للقيام للسحور، لأنه قد جاء رمضان، وإن هذا الأذان العجيب بنغمته هو أذان السحور، فما دام صوت المؤذن مسموعاً فإن الأكل يجوز، فإن انتهى فهو "الإمساك"، أما أذان الفجر للصلاة، فيؤن به داخل المسجد، والعادة عندنا في الشام، وفي أكثر البلاد، أن يكون الإمساك قبل الفجر بربع ساعة أو بعشر دقائق، مع أن الأكل يجوز بلا خلاف حتى يطلع الفجر.
قالوا ولكني لم أفهم شيئاً، ما السحور؟ وما الصيام. وما رمضان؟ إن للأطفال يا أيها القراء قاموساً خاصاً بهم. وأكثر – إن لم أقل كل- الذين يحدثون الأطفال في الإذاعة، وفي الرائي، أو يكتبون لهم في المجلات، أو يؤلفون لهم الكتب لا يدرون ما هو قاموس الأطفال، فيكلمونهم بما ليس في معجمهم (أي قاموسهم). ذهب مرة أحد أحفادي مع أبيه الذي يعمل مديراً في شركة كبيرة في جدة، فسألته، ماذا يصنع أبوك؟ قال: عنده براد (ثلاجة) يضع فيها الأوراق، أوراق في براد؟ إن كان يعني صندوق الحديد، لأن البراد أو الثلاجة هو الذي في قاموس الطفل، وهؤلاء الإخوان يكلمون الأطفال بأسلوب الجاحظ، لكن من غير بلاغة الجاحظ. وأنا أتمنى على من يريد أن يحدث الأطفال، أن يجمع جماعة منهم من سن من يريد أن يحدثهم، ثم يتلكم فإن تركوا ما هم فيه، وأقبلوا عليه، وفهموا منه، فقد نجح.
وسمعت مرة في الرائي مذيعة تزعم أنها تحدث الأطفال، فتلقي عليهم كلاماً غريباً عنهم، بعيداً منهم، ثم ترقق صوتها وتتلطف في كلامها وتقول: فهمتم يا أعزائي الأطفال. وأنا واثق أن أعزاءها الأطفال لم يفهموا شيئاً، فهم كأطفال برنامج "ظلال القرآن" يحفظونهم جواب السؤال الذي سيلقى عليهم، فإذا رددوه كما حفظوه، قيل للمعلق: ما رأيك؟ فخطب خطبة طويلة، ثم قال: إن هذا الطالب مع أنه تلميذ ابن عشر سنين لا طالب(2)، قد أجاد وأحسن. ماذا أجاد وقد حفظته أنت الجواب؟ هذا مع أني في أشد العجب وأكبر الإعجاب، بحفظ هؤلاء الأطفال وحسن تلاوتهم.
وعفواً، لقد خرجت عن الخط، وهذه عادتي، أو علتي لم أعد أستطيع منها فكاكاً فاحتملوني عليها.

***********

قالوا: جاء رمضان فلم نعد نستطيع الأكل بالنهار! افتدرون ما الذي فهمته – سنة 1332- وأنا طفل من هذا الكلام؟ فهمت أن رمضان هذا مخيف، يمنع الناس من الأكل، فلا يأكلون إلا ليلاً لئلاً يراهم. ولو قالوا لي: إن رمضان شهر من الشهور، والله الذي خلقنا ورزقنا قال لنا، لا تأكلوا فيه شيئاً، من الفجر إلى المغرب، وأن من أطاع يدخله الجنة، وهي بستان عظيم، وبيت كبير، فيه كل شيء لذيذ، إذا طلبته وصلت إليه، والذي لا يطيع يضعه في النار..
لو قالوا هذا لفهمته، أو فهمت أكثره، وإن لم أفهمه كله، وكان لنفسي ذخيرة إيمانية، أستمد منها الخير طول العمر، ولكن الأطفال مظلومون يقال لهم دائماً مالا يفهمون.
ورأيتهم يستعدون للخروج من الدار. قال جدي: تذهب معنا يا علي إلى المسجد؟ ففرحت، وقلت: نعم ومشينا في الطرق المعتمة إلا من ضوء مصابيح الكهرباء الصغيرة التي جاء بها الوالي ناظم باشا (وفي كتابي "قصص من الحياة" قصة عنه) كما جاء بالترام قبل ذلك بقليل، ووصلنا المسجد.
وكنت قد جئت المسجد قبل هذه، ولكني وجدته هذه المرة اسطع أنواراً، وأكثر ناساً وأبهى رونقاً، ولما رجعوا إلى البيت ناموا. ما هذا؟ أأنا اليوم في بلاد العجائب. نأكل في الليل وننام في النهار، والمؤذن يؤذن بنغمة غريبة ولكنها حلوة.. ورجل يضرب بطبلته في الحارة ويقرع الأبواب على الناس في البيوت؟ لم أفهم شيئاً ولكني كنت مبتهجاً مسروراً، كالذي يذهب إلى مدينة جديدة لا يعرفها، يكشف جديدها، أو كالذي يحلم حلماً، يرى فيه ما يسر ولا يدرك سر ما يرى.
ثم غلبني النوم فنمت، ولما نهضت، قلت: ألا نفطر؟ فضحكوا وقالوا: نحن في رمضان، فكيف تأكل؟ ألست صائماً؟ قلت: وهل يراني رمضان إن أكلت؟ وماذا يعمل بي إن رآني؟ قالوا: بل يراك رب رمضان، يراك الله.
وكنت أدرك إدراكاً مبهماً أن الله الذي لا نراه هو خلقنا، وعنده جنة فيها ما شئت من السكر والحلوى واللعب وكل ما أريد، يضع فيها من يحبه ومن يصلي ومن يسمع كلام أمه، وكلام أبيه، ولا يكذب، أدركت ذلك من كثرة ما أسمعه من أهلي.
ففهمت أننا لا نمتنع عن الطعام خوفاً من رمضان، بل لأن الله لا يريد أن نأكل في النهار في هذه الأيام.
وسكت راضياً وأنا أفكر في المكأفأة التي سأنالها من الله.
ولكني جعت، فسألت: إلى متى أبقى بلا طعام؟ قالوا: حين تسمع الأذان؟ قلت: الأذان الطويل؟ أعني أذان السحور، قالوا: لا، بل الأذان العادي.
وجعلت أذني إلى المئذنة، وطال عليّ الانتظار، ووقت الانتظار عادة طويل مهما قصر، حتى سمعته فأسرعت أقول: هذا الأذان، قالوا: صحيح فتعال لتأكل.
وأكلت أكلة ما ذقت إلى يومها أطيب منها، أما قال الشاعر

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا

لذلك يفرح الصائم بفطره، والفرحة الكبرى الكبرى يوم يلقي ربه، اللهم اجعلني يومئذ من المسرورين أنا ومن قال من القراء، آمين، وجميع المسلمين.


--------------------------------------------------------------------------------
( 1)نشرت هذه الحلقة في رمضان سنة 1403هـ
( 2)من بلغ الجامعة سمي طالباً ومن كان في الابتدائية أو المتوسطة فهو تلميذ.
|1|2|

__________________
معين بن محمد
  #8  
قديم 08-11-2003, 04:55 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي على ضفاف االجنة

على ضفاف الجنة


أخي الشاب : يا أعز من نملك ! ويا أغلى من نحب ! لعل رسالتي التي خطيتها من القلب قبل بداية رمضان والتي تحمل عنوان ( قبل أن تعانق رمضان ) وصلت إلى شخصك الكريم ، وكلي أمل أن تكون ممن قرأها، وأمعنت النظر فيها جيداً ، وحققت لك عوداً مباركاً إلى الحياة الحقيقية من جديد وذلك فقط هو الذي دعاني للكتابة بالأمس ، وهاهو اليوم يعاودني من جديد للحديث مرة ثانية مع شخصك الكريم . غير أنّي فكرت هذه الوهلة أن أغيّر نوعية الخطاب ، وأن يكون حديثي معك عن النعيم المرتقب هناك في الحياة الأخروية ، فإن كثيراً من النفوس لا يأسرها إلا رجاء ما عند ربها ، فتتطلّع للخير ، وتبحث عن أسرار العاقبة ، وكم تتمنى أن تسمع على الأقل حديث وعد ، وفسحة أمل ، نحو عيش السعداء ، فهيا أخي الشاب نلتقي وإياك هذه الليلة على ضفاف الجنة ، وحينما نقف وإياك هناك ، لك أن تتأمّل كثيراً ، وتحسب الفرق بين ما أهل الدنيا فيه وبين نعيم يعيشه الأصفياء والصالحون فقط دون غيرهم . يقول في وصفه ابن القيّّم رحمه الله تعالى :
وكيف يقدّر قدر دار غرسها الله بيده ، وجعلها متقرّباً لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرمه ورضوانه :
فإن سألت عن أرضها وتربتها : فالمسك والزعفران ، وإن سألت عن سقفها : فهو عرش الرحمن ، وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأظفر ، وإن سألت عن حصبائها : فهو اللؤلؤ والجوهر، وإن سألت عن بنائها : فلبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، وإن سألت عن أشجارها : فما فيها من شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب . وإن سألت عن ثمارها : كأمثال القلال ألين من الزبد ، وأحلى من العسل . ، وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل ، وإن سألت عن آنيتهم : فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير . وإن سألت عن سعتها : فأدنى أهلها من يسير في ملكه وقصوره وسرره وبساتينه مسيرة ألفي عام . وإن سألت عن خيامها وقبابها : فالخيمة الواحدة من درة مجوّفة طولاها ستون ميلاً من تلك الخيام . وإن سألت عن عرائسهم : فهن الكواعب الأتراب الآتي جرى في أغصانهن ماء الشباب ، فللورد والتفاح مالبسته الخدود ، وللرمان ماتضمنته النهود ، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور ، وللرقة واللطافة ما درات عليه الخصور ، تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ويضيء القمر من بين ثناياها إذا ابتسمت .

حمر الخدود ثغورهن لآلئن *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقاً ساطعاً *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك *** في الجنة العليا كما تريان

إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ، وإذا حادثته فما بالك بمحادثة الحبين ، يرى وجهه في صحن خدها ، ويرى مخ ساقها من وراء اللحم لا يستره عظمها ولا جلدها ولا حللها ، لو اطلعت إلى أهل الأرض لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً ولا استنطقت أفواه الخلائق تهليلاً وتسبيحاً ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولأغمضت عن غيرها كل عين ، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها للحي القيوم ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ، ووصالها اشهى إليه من جميع أمانيها ، لاتزداد مع طول الأحقاب والأزمان إلا حُسناً وجمالاً ، ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالاً ، مبرأة من الحمل والولادة ، والحيض والنفاس ، مطهرة من المخاط والبصاق ، والبول والغائط وسائر الأدناس . إن سألت عن السن فأتراب في أعدل سن الشباب ، وإن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس والقمر ، وإن سألت عن الحدق فأصفى بياض في أحسن حور ، وإن سألت عن القدود ، فهل رأيت أحسن الأغصان ، وإن سألت عن اللون فكأنه الياقوت والمرجان وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك : فهن العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ، وإذا انتقلت من قصر لقصر قلت هذه الشمس متنقّلة في برج فلكها ، وإذا حاضرت زوجها فياحسن تلك المحاضرة ، وإن خاصرته فيالذة تلك المعانقة والمخاصرة

وحديثها السحر الحلال لو أنه *** لم يجن قتل المسلم المتحرّز
إن طال لم يملل وإن هي حدّثت *** ودّ المحدّث أنها لم توجز

اهـ كلام ابن القيّم رحمه الله تعالى

هذه هي الجنة أخي الحبيب ، يل هذا جزء يسير من وصفها الفيّاض ، ولك أن تعيد قراءته بين الفينة والأخرى ، ، فإن ما نقله ابن القيّم رحمه الله هو خبر عن الله تعالى أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم جاء مستفيضاً في القرآن الكريم ، والسنة النبوية أحببت أن يصل إليك في شهر رمضان خاصة ، الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان ، وتتزيّن لأهلها ، فإن تاقت نفسك إلى دخولها ، والعيش في هذا النعيّم فذلك ما نتمناه ، وأنت صاحب القرار ، وأمرك بيدك ، لكن تأكد تماماً أن توبتك هي الطريق الوحيد الذي يوصلك إلى هذا العالم الروحاني العجيب ، وشهر رمضان هو أنسب الشهور ، وأعظم الأيام ، وأقرب الفرص التي يُتخذ فيها مثل هذا القرار . فإن أبيت إلا الإصرار على جلسة الرصيف على الوتر السامر أو أمام شاشة الفضائيات ، أو حتى في ساحات المقهي فحسبي أنني أوصلت الرسالة في أوضح معنى ، وأجلى قيمة ، وتخيّرت لنشرها أعظم الأوقات ونفسك فقط هي التي تأبى الهداية ، وتُصر على الغواية ، وتحاول جاهدة في سبيل المعصية ، فأنّى لها الصلاح ، وكيف تعيش طعم الحياة الحقيقية ، وحينما تجد شيئاً من الآلام أو تشعر بشيء من القسوة ، أو تجد مس الضيق والكآبة فهي التي قررت هذا المصير دون ضغط أو إكراه من أحد ، وقد بذلت لك النصيحة في ثوب جديد ، وخطاب وئيد ، وحسبي أنني اجتهدت ولست مسؤولاً عن فشلك أو عدم نجاحك في رحلة الحياة على وجه العموم .

أخوك / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
Mashal001@hotmail.com

[HR]
* منقول
__________________
معين بن محمد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م