الأنــذال
الأنــذال
أَعِـدِّي القُبُـورَ السّـُودَ أَوْ فَتَـرَحَّـلـِِي - لَقَدْ آنَ يَا أَصْنَـامُ أَنْ تَـتَـزَلْـزَلِـي
قُـرودٌ أُحـلّـوا فـي العـروشِ سفاهـةً - وقـدْ قلَّـدُوا الإنسـانَ ! يا لَلتَّحَيُّلِ !
كِـلابٌ ولـكـنْ لا وفـاءَ لَـديـهـمُ - ولا يَمنعـونَ الشـاءَ مِـنْ مُتَطَـفِّـلِ
خـنـازيـرُ تُخْفِيهِـمْ ثيـابٌ نـظيفـةٌ - خَلَـتْ مِـنْ غُبـارٍ أو دَمٍ مُـتَـقَبَّـلِ
أَذَلُّـوا شُمـوخِي واستباحُـوا كَرامتـي - وفي كِبْرِيائِـي أَطْلَقُـوا النـارَ تَصْطَلِـي
أَبـادُوا كيـاني وارْتَمَـوْا فـوق جُثّتـي - لِمَـصِّ شَرَايِينـي وتَجْرِيـدِ مِحْمَلِـي
أَضـاعُـوا سِلاحي، بَدَّلُوا لـونَ رايتـي - وداسُـوا قـراراتـي بأوسـخِ أَرْجُـلِ
فَـلا! لسـتُ مجنـوناً أُهادِنُ حـاكمـاً - وفي القـدسِ مَـوْتُورٌ يُدَمِّـرُ منـزِلِـي
أَمـا مِـنْ زعيـمٍ هَـزَّهُ بَتْـرُ ساعِـدي - وأَسْـرُ أبـي، أو قتـلُ طِفلي المدلَّـلِ ؟
أَمـا مِـنْ رئيـسٍ يستجيـبُ لِصَرْخـةٍٍ - ويدْعـو أميـرُ الجنْـدِ: «فِيمَ تَمَهُّلِـي ؟»
أَمـا مِـنْ مُفَـدّى عـاهِـلٍ هاجَ قلبَـهُ - حَـرِيقُ المصَلّـى فاشْتَفَى، وَهْوَ يَأْتَلِـي ؟
أَيـا أُمـراءَ الـنفْـطِ أيـنَ وَقُودُكُـمْ - يُـدِيرُ رَحَـى حَـرْبِ انْتِقَـامٍ مُعَجَّـلِ ؟
ويـا خادمـاً لـلمَسْجِدَيْـنِ، بِزَعْمِـهِ، - أَمـا لهمـا مِـنْ ثالـثٍ مُتَـوَسِّــلِ ؟
ويـا قـائدَ الشجعـانِ في كـلِّ فَـرَّةٍ، - متـى كَـرَّةُ الشجعانِ ؟ واعْذُرْ تَطَفُّلِـي
ويـا مَـنْ رَقَـى في (لَجنةِ القدسِ) ذُرْوةً - متـى تُعلنـونَ الزَّحْفَ ؟ ضاعَ تَحَمُّلِـي
ويـا أَوَّلَ الهـاوِيـنَ ... أنـتَ (مباركٌ) - تَقَـدَّمْ جُيُـوشَ الفَتْـحِ كَبِّـرْ وَهَلِّـلِ
ويـا خَلَـفَ الأَشْـرافِ مِنْ نَسْلِ هاشمٍ - لمسْـرَى رسـولِ الله، جَـدِّكَ، أَقْبِــلِ
إذا كنـتَ قـد أُنسِـيـتَ فاقْعُدْ مُبَرَّأً: - أبـو لَهَـبٍ أَفْتـى بـِذا ... فَتَهَلَّــلِ
إلـى (عرفاتٍ) لـنْ أَحُــجَّ، فَدَرْبُـهُ - إلـى كعبـةٍٍ بيضـاءَ، مـا هي مَأْمَلِـي
على اسْمَيْ شهيدَيْـنِ انْقَضَضْـتَ مُتاجِراً - بِكُـلِّ شهيـدٍ في فِلَسْطِـينَ، فَاخْجَـلِ
سَأَكْشِفُ زَيْـفَ الحاكميـنَ، وأَشْتَـرِي - مِـنَ الآنَ أَكْفَانـي، وأَقْطَـعُ أَنْمُلِــي
سَـأَفْضَحُ إِفْـكَ الظالميـنَ، وأَغْـتَـدِي - إلى السِّجْـنِ مُخْتـاراً، وغَيْرَ مُكَبَّــلِ
سَأُفْنِـي عُـرُوشَ الخائِنيـنَ، وأَنْتَـقـِي - وسيلـةَ إعـدامٍ إذا الأَمْـرُ رُدَّ لِــي
أَيـا زُمْـرَةَ الأَنْـذَالِ، زَحْفـِيَ عَـارِمٌ - وقلبـيَ جَبّـارٌ، ولِلْقـدسِ مَـوْئِلِــي
لِـنَـابُلُسٍٍ أُهْـدِي، ويـافـا، وغَـزَّةٍ - تَبَاشِيرَ ثَأْرِي في القـريـبِ المـؤَمَّــلِ
أَعِـدُّوا جُيُـوشَ الفَتْـحِ، هَا هِيَ رَايَتِي - تُطِلُّ، تُنَادِي الصُّبْحَ: «هَا نَحْنُ، فَانْجَـلِ»
المحمل: عِلاقة السيف ـ اشتفى: بلغ ما يُذهِبُ غيظه (انتقم) ـ يأتلي: يحلف.
الشاعر: أيمن القادري
__________________
المسلمون أمة واحدة من دون الناس
يجـب عليهم أن يكونوا دولة واحدة
تحـت رايــة خـلـيـفـــة واحـــد
|