السلام عليكم
جزاكم الله خيراً.
وفي مداخلتي نقطتان:
الأولى تتعلق بالحوار مع غير المسلمين.
والثانية تتعلق بالمقارنة بين (الشورى) و(الديمقراطية).
فالحوار الإنساني نفسه، بما يعني معالجة مشاكل الناس وإنهاء النزاعات والتحول من حالة العدوان إلى التعايش السلمي، لا حرج منه، ولنا في صحيفة المدينة أسوة وقدوة، وإنما الحرام متابعة غير المسلمين على ما يقولون في الاعتقاد أو مجاراتهم في الممارسات بحجة التقارب منهم.
ومشكلة الذين تبنوا (الديمقراطية) من أبناء العالم الإسلامي أنهم لم يروا تطبيقاً نموذجياً للشورى في بلدانهم ولا في مجتمعاتهم، وما أعلن منها لم يكن على المستوى الصحيح المطلوب شرعاً، ولم يلمسوا هذه الشورى في آليات اتخاذ القرار وتنفيذه في الحركات والتنظيمات الإسلامية نفسها، بينما وجدوا في النظام الديمقراطي الغربي ضوابط وضمانات تمنع رئيس السلطة الحاكمة من الانفراد في اتخاذ القرار ومن تجاوز القانون، فالقانون -في الغرب- فوق الجميع، الملك في بريطانيا، ورئيس الجمهورية في فرنسا، والمستشار في ألمانيا، يخضعون للقانون كما يخضع له أي مواطن عادي، وشرطة السير تعاقب أي مخالف لقانون السير ولو كان شخصية حاكمة، أقول: إن مثل هذا التطبيق للمساواة بين الناس أمام القانون، شد انتباه الباحثين عن (المساواة) في مجتمعاتتنا المبتلاة ودفعهم إلى المطالبة بها باعتبارها نموذجاً ناجحاً -في بلدانها- يرفع الحيف عن أبنائها.
ولو نجحنا في تطبيق (الشورى) كما أمر الإسلام، وأقمنا نموذجاً ملموساً لها، فإنني على ثقة بأن الغربي سيطالب حكوماته بتطبيقها لما سيراه من عدالة ومساواة للناس أمام سلطة الشريعة، تفوق ما يراه ويلمسه من (الديمقراطية). والله أعلم.
__________________
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]
|