مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-02-2004, 02:04 PM
alkasm alkasm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 20
إفتراضي وقفات داعية على مفهوم النصر

إن مفهوم النصر هو مفهوم عقدي , وهو أن الله هو الناصر ، وهو يعتبر جزءا من مفهوم التوكل على الله ، فالتوكل على الله هو الاعتقاد الجازم بأنّ الله هو القادر و المعين و الناصر ، و هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، و ينزع الملك ممن يشاء ، و يعزّ من يشاء ، و يذلّ من يشاء ، وهو المدبّر وحده كل أمر يسير بحول منه و قوة و تدبير، و يجب على المسلم أن يعتمد على الله وحده لا شريك له في إنجاز الأعمال و قطف الثمار ، هذا هو مفهوم التوكل على الله ، فلذلك كان النصر لا يطلب إلا من الله وحده ، قال تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده و على الله فليتوكل المؤمنون ) .

و مفهوم النصر هو يتفق مفهوم الرزق و الأجل من جهة أن الرزق و الأجل و النصر هو فعل قضائي ، وهو من أفعال الله سبحانه التي تقع على الإنسان ، فهي من الدائرة التي تُسيطر على الإنسان و ليست من الدائرة التي يُسيطر عليها الإنسان ، و من جهة أخرى يختلف مفهوم النصر عن مفهوم الرزق و الأجل من حيث أن الرزق و الأجل ليس لهما ارتباط بالكسب الاختياري ، أي ليس لهما علاقة بالدائرة التي يُسيطر عليها الإنسان ، وأمّا النصر فله ارتباط بالكسب الاختياري ، أي له علاقة بالدائرة التي يُسيطر عليها الإنسان ، قال تعالى : ( إنّا لننصر رسلنا و الذين امنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد ) ، و قال تعالى : ( و ما جعله الله إلا بشرى لكم و لتطمئنّ قلوبكم به و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) ، و قال تعالى : ( و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله و ما كان منتصرا ) ، و قال تعالى : ( يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبّت أقدامكم ) ، و قال تعالى : ( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) ، و قال تعالى : ( و عد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) ، و لذلك كان التلبس بالأعمال و الأخذ بالأسباب يستوجب النصر من الله حتماً ، و هذا ما تدلّ عليه الآيات دلالة قطعية ، فقول الله تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، و قوله تعالى : ( و عد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض ) ، يدلّ دلالة قطعية بأنّ القيام بمقتضى الوعد يستوجب إنجاز الوعد حتما ، لأنّ الله لا يُخلف وعده ، فكان القيام بالشرط يستوجب وقوع المشروط حتما ، و لذلك لا يُقال أنّه قد تؤخذ الأسباب و يُتلبّس بالأعمال ولا يقع النصر من الله ، لأنّ ذلك يضرب بصريح الآيات القطعية الدلالة, وهذا باطل ، و كذلك فان التخلف عن الأخذ بالأسباب وعدم التلبس بالأعمال يحجب النصر حتما ، و ذلك مصداقا لقوله تعالى : ( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) ، فارتباط العمل بالنصر هو ارتباط حتمي فبوجود العمل يوجد النصر و بعدمه ينعدم .

إن مفهوم النصر متعلق بالفرد و الكتلة و الدولة ، و لكن المراد بحثه هنا هو النصر المتعلق بالكتلة ، و يُقاس عليه النصر المتعلق بالفرد و الدولة ، فالكتلة العاملة لنصر الله تبغي من عملها الغلبة و المنعة و الظهور و الاستخلاف و التمكين في الأرض من أجل تمكين و تطبيق دين الله عز وجل ، قال تعالى : ( الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر ) ، و هذا الأمر لا يتأتّى إلا باستجابة الأمة أو جزء منها للكتلة بأن تحتضنها و تلتف حولها ، وان يقوم أهل القوة و المنعة في الأمة بإعطاء السلطان لها من أجل تطبيق أحكام ربها في الأرض ، و هذا هو النصر من الله ، و هذا ما حصل مع رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و كتلته كتلة الصحابة رضوان الله عليهم إذ سخّر الله لهم أهل المدينة لنصرتهم فسمّوا الأنصار ، فاستُخلف الرسول عليه الصلاة و السلام على أهل المدينة و طبّق عليهم شرع ربّه ، فإذا قامت الكتلة بأخذ الأسباب الكاملة و استحضار الشروط اللازمة للنصر فانّ الله سبحانه يدفع الأمة للاستجابة للكتلة فيتحقق للكتلة الاستخلاف و التمكين ، وان قصرت الكتلة بالأخذ بالأسباب الكاملة و التمسك بالشروط اللازمة فان الله يدفع الأمة للإحجام عن الكتلة فيُحجب عنها النصر و تُمنع من الاستخلاف و التمكين ، لذلك كانت الكتلة العاملة لنصر الله هي المسئولة أولا و أخيرا عن حصول النصر من الله لها ، لأنها هي التي تعمل ، و هي التي تبغي الاستخلاف على الأمة لتطبيق دين ربها ، ولذلك ليست الأمة هي المسئولة عن حصول النصر و الاستخلاف للكتلة ، و كذلك لا تُحاسب الكتلة بأعمال الأمة من حيث تحقق النصر أو عدم تحققه لها ، لأنّ أعمال الأمة بالنسبة للكتلة هي فعل قضائي من الله ، أي أن استجابة الأمة للكتلة أو عدم استجابتها هو فعل قضائي من الله سبحانه ، و هذا ما يتبيّن من قول الله عز وجل : ( وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض ) ، حيث إن الوعد بالاستخلاف و التمكين جاء خاصا للذين امنوا و عملوا الصالحات و قاموا بنصر دين الله عز وجل ، و لم يأتِ الوعد عامّاً لكل الأمة لأنّ ( منكم ) في الآية هي للتبعيض ، أي أن البعض من الأمة الذين قاموا بنصر دين الله سوف يكون لهم الاستخلاف و التمكين على الأمة.

ومن كل ما ذُكر سابقا يتبيّن أنّ على أفراد الكتلة الذين يبغون لكتلتهم الاستخلاف و التمكين في الأرض أن يحرصوا على الأخذ بالأسباب الكاملة و الشروط اللازمة و أن يهتموا بأنفسهم اهتماما بالغا ، بأن يجعلوا أنفسهم إسلاما يمشي على الطريق ، و ذلك بالتقيّد بأوامر الله ونواهيه والالتزام بطاعته والاجتهاد فيها ، وترك المعاصي الظاهرة منها والباطنة ، وأن يكونوا أقوياء بربهم أعزاء بدينهم ، وان يتدبروا قول الله عز وجل : ( و اتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة ) ، وقوله : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم ) ، لان نصر الله غالٍ و سنن الله لا تحابي أحدا ، فللنصر أسباب و للهزيمة أسباب ، فمن وفقه الله لأسباب النصر نصره الله ، ومن لم يوفق إليها فلا يلومنّ إلا نفسه ، قال تعالى : ( ليس بأمانيّكم و لا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءا يُجزى به ولا يجد له من دون الله وليّا ولا نصيرا ) ، فإذا أراد أفراد الكتلة النصر لكتلتهم فلا بد لهم من اتخاذ أسباب النصر كما اتخذها الصحابة رضوان الله عليهم .
  #2  
قديم 09-02-2004, 05:29 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الأخ الفاضل / alkasm

دعني أرحب بك هنا في الخيمة العربية أولاً
فأهلا بك بين إخوانك وأخواتك ، راجين أن يطيب لك المقام فتقيم بيننا
وجزاك الله خيراً أخي الكريم على جهدك الواضح هنا
وأسأل الله أن ينفعنا بعلمك ، وأن يكتب لك الأجر لقاء ذلك
والله يحفظك ويرعاك

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #3  
قديم 10-02-2004, 09:28 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

رائعة ومهمة جدا في هذا الوقت...فالأفراد يفعلون من المعاصي ما يشاءون ثم إذا انهزمت حكوماتهم، ظلوا يسبون ويلعنون في الحكام...والعكس صحيح، يعني أن النصر للحكومات يحصل بطاعات الشعوب والأفراد، وهزيمة الحكومات والأمم تحصل بمعاصي الشعوب والأفراد...فالقيادة العليا في غزوة أحد انهزمت بسبب معصية خمسين فردا وهم الرماة الذين كانوا على الجبل، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا على الجبل فلم يجلسوا.. وفيهم أفضل البشر النبي صلى الله عليه وسلم، وفيهم أفضل البشر بعد الأنبياء أبو بكر وعمر..ولم يعص أبو بكر ولا عمر ولكن الجميع انهزموا وانهز ولاة الأمور بسبب خمسين معصية للأفراد...
أكثر المسلمين يظلون طوال يومهم ينظرون إلى النساء الأجنبيات، وفي وسائل الإعلام ينظر ملايين من المسلمين والمسلمات إلى الفساق والرجل يقبل المرأة الأجنبية والمرأة الفاسقة تجلس على الرجل الفاسق والمخرج والممثلون والمشاهدون جميعا يأثمون، فإذا منع الله عز وجل النصر عن الأمة، قلنا الحكام هم السبب ونظل نسب في ولاة الأمور... أكثر المسلمين يأكلون الربا ويضعون أموالهم في بنوك ربوية..أكثر المسلمين يجلسون أمام وسائل الإعلام يشاهدون بكل خشوع وخضوع وتدبر وتأمل كرة من جلد يضربها غافلون لاهون لاعبون مضيعون لأوقات الشعوب والأمم، فإذا حضرت الصلاة لم يقم أكثر المشاهدين ومن قام قام متكاسلا كالمنافقين، ومن قام نشيطا لم يخشع ولم يخضع ولم يتدبر في صلاته، وبعد كل هذا ننتظر أن ينصر الله أمتنا....
جزاك الله خيرا يا أخي على هذه المعاني المهمة
__________________
أبو سعيد
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م