أحداث مدينة الصدر في نقل عن جريدة السفير

[شوكت]

أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس اعتصامه في مسجده في الكوفة، داعياً أتباعه، الذين خاضوا مواجهات شرسة ودامية في مختلف المدن العراقية أوقعت عشرات الشهداء والجرحى، إلى <<إرهاب>> العدو بعدما أصبحت الاحتجاجات غير مجدية.
وقال الصدر، في بيان وزعه مكتبه في الكوفة <<أرهبوا عدوكم فإن انتهاكاتهم لا يمكن السكوت عليها وإلا وصلنا إلى ما لا تحمد عقباه>>. وأضاف <<إني معكم ولن أترككم تواجهون المصاعب منفردين وإني لأخاف عليكم لأنه لا فائدة ترجى من التظاهرات>>.
وتابع الصدر إن <<عدوكم محب للإرهاب ومحتقر للشعوب وكل العرب ومكمّم للرأي، أرجو منكم ألا تلجأوا إلى التظاهرات فإنها باتت ورقة محروقة ولا بد من اللجوء لأمور أخرى تفعلونها في محافظاتكم>> من دون ان يعطي مزيدا من التوضيحات. وختم <<بالنسبة لي فأنا معكم وأتمنى أن أنزل معكم ثم نرفع إلى جنان عاليات وسأعتصم اعتصاما في الكوفة فأعينوني بما ترضون به الله في محافظاتكم>>.
اعتقال اليعقوبي
وأقر مسؤولون في سلطة الاحتلال في بغداد بأن قوات الاحتلال اعتقلت أمس الأول مصطفى اليعقوبي، أحد مساعدي الصدر بتهمة قتل الشيخ عبد المجيد الخوئي لدى عودته من لندن إلى النجف في 10 نيسان 2003 مع بداية الغزو الأميركي للعراق. ومعروف أن عبد المجيد هو ابن المرجع الشيعي الراحل ابو القاسم الخوئي. وأضافوا إن 25 مذكرة اعتقال قد سطرت في هذه القضية تم تنفيذ 13 منها. وقالت القوات الأسبانية إنها لم تشارك في هذه الاعتقالات.
مواجهات في النجف
وكان أنصار الصدر فتحوا النيران على موقع عسكري أسباني خلال تظاهرة ضخمة في النجف ما أدى إلى مقتل جندي سلفادوري وآخر أميركي و14 عراقيا وإصابة 12 جنديا سلفادوريا وما لا يقل عن 210 عراقيين.
وبدأت المواجهات في منطقة تبعد نحو خمسة كيلومترات عن النجف عندما تجمع نحو خمسة آلاف من أنصار الصدر أمام الموقع الأسباني احتجاجا على اعتقال سلطات الاحتلال لليعقوبي وعلى إغلاق صحيفة <<الحوزة>> الأسبوعية الناطقة باسم تيار الصدر.
وقال المتحدث باسم القيادة الأسبانية في مدينة الديوانية المجاورة، كارلوس هيرادون، إن المتظاهرين فتحوا النيران قرابة الظهر فرد الجنود الأسبان والسلفادوريون، عندها شكل المحتجون ثلاثة تجمعات حول القاعدة. وأضاف هيرادون ان تبادل إطلاق النار استمر طوال فترة بعد الظهر.
وقال وزير الدفاع السلفادوري الجنرال خوان مارتينيز إن جنديا سلفادوريا واحدا قتل وأصيب 12 آخرون في هذه المواجهات.
لكن شهوداً عياناً قالوا إن المتظاهرين كانوا يرشقون عربات عسكرية بالحجارة وهي تهم بدخول القاعدة الأسبانية. لم تمض دقائق حتى فتح الجنود الأسبان ورجال الشرطة العراقية النار على الحشد في كل الاتجاهات فرد عناصر جيش المهدي بالمثل في معركة استمرت نحو ثلاث ساعات. وتابعوا ان معظم القتلى كانوا يرتدون زي جيش المهدي.
ومعروف أن 360 جنديا سلفادوريا ينتشرون في العراق تحت قيادة القوات الأسبانية التي لم يصب أي من أفرادها في مواجهات النجف.
وقال مدير وزارة الصحة في النجف فالح محمد إن 20 عراقيا استشهدوا وأصيب 201 في أحداث النجف. وقال شهود عيان إن اثنين من القتلى هما من قوات الأمن العراقية سقطا في القاعدة الأسبانية.
... وفي الكوفة
وفي الكوفة القريبة من النجف، احتل أنصار الصدر، بحسب شهود عيان، مركزا للشرطة العراقية وصادروا الأسلحة التي كانت في داخله. ولم يكن هناك أي من عناصر الأمن في المركز وقت الحادث. كما احتل أنصار الصدر مستشفى في المدينة.
وقال المسؤول الإعلامي في مكتب الصدر في الكوفة الشيخ فؤاد الطرفي <<لقد نشرنا جيش المهدي في المباني الادارية ومراكز الشرطة لحماية هذه الأماكن من سلطة النهب>>. وأضاف <<ندعو عناصر الشرطة إلى الالتحاق بمراكزهم والمساعدة على إعادة الأمن مع جيش المهدي>>. ونفذ مسلحون تابعون للصدر عمليات تفتيش للسيارات عند المدخل الشمالي للمدينة.
جاءت السيطرة على المباني بعدما دعا رجل دين عناصر جيش المهدي إلى الالتحاق بمسجد المدينة ل<<حماية>> مقتدى الصدر الذي يعتصم في المسجد.
وكان مئات من المتظاهرين الغاضبين توجهوا بعد أحداث النجف الدامية إلى الكوفة في حافلات وهم يحملون أعلاما حمراء وسوداء وخضراء وصوراً كبيرة لمقتدى الصدر. وطالبوا بسلاح من اجل قتال قوات الاحتلال.
... ومدينة الصدر
كما اشتبك أنصار الصدر مع قوات الاحتلال الأميركية في ضاحية الصدر الشيعية في بغداد، وأحرق المحتجون عربتين عسكريتين أميركيتين لكن الجنود الذين كانوا على متنهما تمكنوا من الفرار، فيما كانت طوافات الاحتلال تحلق في السماء على علو منخفض. وأفادت أنباء عن سقوط عشرة جرحى في هذه المواجهات. وكان أنصار الصدر احتلوا في وقت سابق ثلاثة من مراكز الشرطة العراقية في المنطقة نفسها واستولوا على سياراتهم.
... وبغداد
وفي ساحة الفردوس في وسط بغداد، أطلقت الشرطة العراقية عيارات نارية تحذيرية خلال تظاهرة لمئات من مؤيدي الصدر احتجاجا على اعتقال اليعقوبي. وقال شهود عيان إن متظاهرين على الأقل أصيبا بجروح.
وكان محيط المقر العام للاحتلال في بغداد قد أغلق أمس تحسبا لتظاهرات بعدما دعت المساجد الشيعية عبر مكبرات الصوت أنصار الصدر إلى الإضراب العام والاحتجاج على اعتقال اليعقوبي، وذلك غداة عرض <<لجيش المهدي>> نظمته حركة الصدر في مدينة الصدر شارك فيه نحو 15 ألف عنصر غير مسلحين من هذه الميليشيا، حسب ما ذكر المسؤول عن مكتب الصدر في بغداد الشيخ قيس الخزعلي.
... والناصرية
وأعلنت القوات الإيطالية أن عناصرها خاضوا مواجهات مسلحة مع أنصار لمقتدى الصدر، خلال اليومين الماضيين، كانوا يحتجون على اعتقال اليعقوبي في الناصرية، مضيفا أن جنديا إيطاليا أصيب بجروح وموضحا أن المتظاهرين أطلقوا عيارات نارية وقذائف صاروخية من طراز <<آر بي جي>>.
.. والعمارة
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في لندن إن القوات البريطانية اشتبكت مع متظاهرين من أتباع الصدر في العمارة. وقال مسؤولون طبيون في المدينة إن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين برصاص الجنود البريطانيين.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات وقعت في أربعة أحياء هي ام عزاية والمجيدية والحسين وحطين في القاطع الأوسط من المدينة. وأضافوا ان الجانبين تبادلا نيران البنادق الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات.
.. وكركوك
وأعلنت الشرطة العراقية أن سبعة أشخاص، بينهم اثنان من <<المارينز>>، أصيبوا بجروح في انفجار سيارتين مفخختين أمس في وسط كركوك. وقال قائد قوات الشرطة في محافظة كركوك الفريق شيركو شاكر حكيم إن السيارتين انفجرتا <<في آن واحد على مسافة خمسة أمتار من مقر قيادة قوات التحالف في كركوك>> وذلك بينما كان الجنود الأميركيون يراقبون مسيرة احتجاج لأنصار الصدر.
وكان أنصار الصدر قد تظاهروا بأعداد كبيرة أمس الأول في عدد من المدن الشيعية العراقية وفي بغداد، وقالت الشرطة العراقية إن متظاهرين لقيا مصرعهما بعدما ألقيا بنفسيهما أمام دبابتين أميركيتين في ساحة التحرير>> في وسط بغداد.
بريمر
وأدان الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر أعمال العنف هذه. وقال إن <<مجموعة من الناس في النجف تجاوزت الحدود وتوجهت نحو العنف. لن يتحمل التحالف ذلك وكذلك الشعب العراقي وقوات الأمن العراقية>>.
كذلك ندد الرئيس الدوري لمجلس الحكم مسعود البرزاني بلجوء أنصار الصدر إلى القوة. وقال، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، <<من حق العراقيين أن يعبروا عن آرائهم بطرق سلمية، وهذه هي الديموقراطية. أما اللجوء إلى العنف فأمر مرفوض يرفضه الشعب العراقي برمّته>>. وأضاف ان <<كل عمل يؤدي إلى العنف والى وقوع خسائر بين المدنيين وقوات التحالف ندينه بشدة>>.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الاميركي في بيان أمس مقتل اثنين من عناصر (المارينز) في هجومين شنهما مقاتلون في محافظة الأنبار غربي البلاد. وأوضح البيان أن <<احد العنصرين قتل أمس (السبت) والثاني توفي متأثرا بجروحه اليوم الاحد غداة هجوم ثان>>.
وأعلنت الشرطة العراقية أن انفجارين وقعا أمس في بعقوبة، أحدهما أمام مسجد وتسبّب بجرح طفل، والثاني أمام منزل عضو في المجلس البلدي في المدينة. وقال شهود عيان إن مسجد الرسول الأعظم انهار من قوة الانفجار الذي وقع بعد صلاة الفجر بينما كان المسجد شبه خال.
وشهدت مدينة كركوك أمس الأول مسيرة احتجاج شارك فيها نحو ألف من العرب والتركمان في ساحة الاحتفالات في وسط المدينة بهدف الإعلان عن رفض الاحتلال والدستور المؤقت وللمطالبة بوقف الاعتقالات والافراج عن جميع المعتقلين.
كربلاء
وقال شهود عيان أمس إن العضو القيادي في حزب البعث المنحل شاكر صالح قتل أمس الأول بيد مجهولين في منزله في قضاء الهندية، إحدى ضواحي كربلاء.
وأعلنت الشرطة العراقية مقتل أربعة، بينهم ثلاثة من عناصرها وإصابة ثلاثة آخرين، في هجومين منفصلين أمس الأول في جنوبي بغداد.
(ا ب، ا ف ب، رويترز)