مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-09-2001, 12:21 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Thumbs up حوار الإرهاب.. ومأزق الترهيب!

لا يمكن لعاقل أن يؤيد أعمال العنف واستخدام القوة المتصاعدة التي تشهدها الساحة الدولية، سواء كان العنف أداةَ حكومات كالحكومة الإسرائيلية، أو مجموعات تنظيمية عقدية كالألوية الحمراء، أو إرهابية كمجموعات المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو حتى أفراد افتقدوا أساليب التعبير السياسي فلجأوا إلى فوّهة البندقية لساناً يعبر عن قضاياهم ويخاطب خصومهم.

وما نقلته أجهزة الإعلام الدولية بالصورة الحية عن تفجيرات أوقعتها (جهة ما) في مواقع غاية في الأهمية السياسية والأمنية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يخرج في إطاره العام عن سلسلة التوتر العالي الذي يشهده العالم من فجر القرن الماضي وحتى اليوم، ابتداءاً من تفعيل المنظمة الصهيونية العالمية وأجهزتها مروراً بالحربين العالميين الأولى والثانية، فالحروب الإقليمية لاسيما في فلسطين وكشمير ومناطق متناثرة في العالم تشكل مفاصل جغرافية ومؤثرات تاريخية أساسية في العصر الحديث كالبوسنة والشيشان، وغيرهما.

وليس من المبالغة في شيء أن يرى العرب والمسلمون اختلاق (دولة إسرائيل) في الشرق العربي أحد أبرز مظاهر الخلل الأمني والقانوني في العصر الحديث، وأحد الأدلّة الإضافية على العجز الدولي في إحقاق الحق وإبطال الباطل، و(دولة إسرائيل) دولة عقدية لا تمثل تهديداً للأمن العسكري وحده، بل للأمن الثقافي وللأمن الاقتصادي وللهوية ولمستقبل أمتنا وأجيالها، لما لهذا الموقع الجغرافي من أثر فعال في الفصل بين جناحي الأمة العربية في آسيا وأفريقيا، ولما للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة من قدسية لدى العرب (مسلمين ومسيحيين).

وتتزايد مشاعر الغضب العربي والإسلامي -ممزوجة بالإحباط- جراء الممارسات الإسرائيلية، والذراع الإسرائيلية الطويلة التي تصل إلى العمق العربي، وتعربد براً وبحراً وجواً، وتطال القادة السياسيين والميدانيين وأطفال المدارس وأرباب البيوت، كما في بحر البقر وقانا وصبرا وشاتيلا، عربدة إسرائيلية تتجاوز كل ما يخطر ببال أعتى العتاة كقتل الجنود الأسرى (مصريين وغير مصريين) بدم بارد لا حياة فيه، وفي انتهاكات متواصلة للأماكن المقدسة المسلمة والمسيحية، ولحقوق الإنسان الفلسطيني.

ومع تزايد شعور الغضب العربي ضد العربدة الإسرائيلية يتزايد شعور الإحباط من الموقف الأمريكي الحكومي والشعبي، وهو الذي يساند الإسرائيليين بلا حساب، ويقف إلى جانبهم بكل الإمكانيات العملاقة المتاحة، حتى لو دفعت الولايات المتحدة الثمن بأن تطرد من منظمات حقوق الإنسان الدولية(!) وأن تستخدم حق النقض (الفيتو) للحفاظ على خلل القوة إلى الجانب الإسرائيلي، ومنع المنظمات الدولية المختصة من إدانة الممارسات الإسرائيلية الإرهابية والإجرامية.

ولكن؛ هل دفع هذا الغضب المتصاعد العالم العربي والإسلامي، بحكوماته ومنظماته وأفراده، إلى ارتكاب جرائم مماثلة في حق الأمريكيين والإسرائيليين؟ هذا هو السؤال الذي تحاول القيادة الإسرائيلية -ومن ورائها المنظمة الصهيونية- دفع الإدارة الأمريكية الحالية إلى الإجابة عليه بنعم، بالرغم من غياب الأدلة الظرفية والأخرى اليقينية عليه، وكل الدلائل تشير إلى أن منفذي الهجوم على العاصمة السياسية (واشنطن) والعاصمة الاقتصادية (نيويورك) كانوا متقنين إلى درجة (القمة) في: الإعداد والكتمان، والتوقيت والتنفيذ، وفي اختيار الأهداف السياسية والعسكرية والأمنية. وهو أمر لا يمكن أن يقوم به –في حال من الأحوال- مجموعة من الهواة الوافدين من خارج الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

وإتقان منفذي العملية يشي بأنهم على قدر عالٍ من التدريب، وعلى إحاطة تامة بالإجراءات الأمنية الأمريكية، وبالمواقع التي استهدفوها، وبساعات الذروة التي ستوقع أعلى الخسائر بأقل الضربات عدداً، وهو أمر أذهل القيادات الأمريكية نفسها، حتى قال أحدهم: توقعنا الضربة من الأرض فجاءتنا من الجو. ودفعت المسؤولين والأفراد في العالم إلى السؤال الحرج: أين التقنية الأمريكية من هذا كله؟ وكيف تم اختراق النظم الأمنية في المطارات ثم فوق العاصمتين وفوق المؤسسة العسكرية العملاقة (البنتاغون) كيف تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور شرطي العالم وتفشل في الدفاع عن نفسها؟

وهو سؤال وجيه يشير إلى أن هيبة النظام السياسي المعاصر أصبحت نظرية مثالية غير الواقعية، سؤال زاد من ربكة القيادات الأمريكية، بعدما استبعدت أن يتجرأ أحد على إيذاء الولايات المتحدة الأمريكية بالطريقة الأقرب إلى خيال سينما (هوليود) منها إلى العلميات العسكرية المعتادة والمتوقعة.

إن أعمال العنف المندرجة تحت تصنيف (الإرهاب) أمر مرفوض في الإسلام وفي العقول السليمة، ويبدو أنها مرفوضة –نظرياً على الأقل- في التشريعات الغربية، وأشاطر القائلين بأنه آن الأوان لإيقاف حوار الإرهاب الذي عرفنا وجهه البشع خلال قرن كامل منصرم.. ولكن هل يتم ذلك بالترهيب الذي يلوّح به الغرب ويهدد به جبهة عريضة تكاد لا تستثني كل ما هو عربي وإسلامي على وجه الأرض؟

إن مأزق الترهيب لا يقل أبداً عن مأزق الإرهاب، وعلى العقلاء أن يبحثوا عن مخرج حقيقي لا يسعى فقط للثأر للكبرياء الأمريكي المجروح، وإنما يحقق للعالم الحد الأدنى من العدالة الغائبة.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م