(دولة إسرائيل) .. تزوير الهوية.. واختلاق التاريخ!

[صلاح الدين]

(مولد أبو حصيرة) مهرجان يهودي مختلَق، يشكل ظاهرة شاذة في النسيج المصري العربي اللسان بشطريه المسلم والقبطي. وأبو حصيرة –هذا- فقير يهودي متجول –أو هكذا يقال- دفن في القرن التاسع عشر بقرية (دميتوه) في محافظة البحيرة، لم يحتفل اليهود به قبل توقيع مصر معاهدة (كامب دايفيد) مع الإسرائيليين في العام 1979م، ويظهر أنهم أردوا من الاحتفال أن يكون جزءاً من برنامج التطبيع اليهودي مع الشعب المصري، الذي رفض رفضاً قاطعاً تحويل المعاهدة الرسمية إلى واقع حقيقي مقبول على الأرض، بالرغم من كل الجهود التي بذلها الإسرائيليون وبالرغم من الوعود التي قطعوها بتحسين أداء الاقتصاد المصري، وجهود السفارة الإسرائيلية في القاهرة -التطبيعية- ورقة مكشوفة لكل ذي عينين، ويذكر لوزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى تصلّبه في التعامل مع السفارة وخططها المشبوهة بين شرائح المثقفين المؤثرة في المجتمع كالسياسيين والكتاب والصحافيين والجامعيين.

ويقام هذا المهرجان ذي الطابع الفلكلوري اليهودي في ظل إجراءات أمنية مشددة لمدة ثمانية أيام، يحتشد فيها يهود من جميع أنحاء العالم، معظمهم من الأراضي المحتلة، ويرتكبون فيه ما لا يجيزه دين سماوي كشرب الخمر والتبرج والاختلاط الفاحش، مما دفع المحامي المصري أحمد عطية إلى رفع دعوى على وزيري الثقافة والخارجية المصريين يطالبهما فيها بإيقاف هذا الاحتفال لما يسببه من مساس بالأمن العام في الظروف التي تعيشها الأراضي المحتلة وما تشهده من انتهاكات إسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومما يشكل استفزازاً لمشاعر المصريين وتعدياً على الأعراف والتقاليد التي تحكم مجتمعهم القروي بشطريه المسلم والقبطي.

وقضت المحكمة الإدارية بوقف قرار وزير الثقافة المصري باعتبار مقبرة اليهودي أبو حصيرة على قائمة الآثار الدينية الإسلامية والقبطية، لأنه مقبرة عادية لشخص لا ينتمي دينياً لا إلى المسلمين ولا إلى الأقباط، ولا يمثل القبر ولا المقابر المحيطة به أية قيمة حضارية أو ثقافية للشعب المصري.

ويعتبر الاحتفال المذكور نموذجاً صارخاً على اختلاق الإسرائيليين لأي انتماء تاريخي في المنطقة الممتدة من النيل إلى الفرات، وهو يرجع بنا في الذاكرة إلى الاختلاق الأول عن وجود تاريخي يهودي في القدس الشريف، وإطلاق اسم (حائط المبكى) على (حائط البراق) وهو الحائط الغربي من الحرم القدسي الشريف. فقد أفتى الكهنة الإسرائيليون (الحاخامات) –بدون أية مقدمات- في مطلع القرن الماضي إقامة بعض الصلوات الإسرائيلية أمام حائط البراق الشريف، ولم يكن العدد القليل الذي لبى الفتوى ملفتاً للنظر، ثم تطور الأمر إلى وضع طاولة عليها بعض الكتب والأدعية الدينية، ثم وضعت بعض الكراسي ليجلس عليها كبار السن، ثم أخذ المجتمعون يتكاثرون، وينفخون بالبوق، وسمع المقدسيون لأول مرة مصطلح (حائط المبكى) يطلق على (حائط البراق) وأخذ اليهود يتداولون بعض الصور عن الحائط باعتباره أحد بقايا هيكل سليمان المزعوم، في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني أنه المكان الذي ربط به النبي (صلى الله عليه وسلم) (البراق) ليلة الإسراء والمعراج.

ولم تقف الكذبة اليهودية عند حدود التجمع لنفخ البوق وتلاوة بعض المزامير حتى تطور الأمر إلى مطالبة سلطات الانتداب البريطاني بالاعتراف بحقوق دينية يهودية في الحائط والرصيف الذي أمامه، مما أدى إلى تفجر الأوضاع في 24/9/1928 فيما عرف باسم (ثورة البراق) الموافق ليوم التاسع من آب العبري -ذكرى خراب الهيكل الثاني في الرواية اليهودية المزعومة- ففي هذا اليوم وقع الصدام بين المسلمين واليهود بعدما حاول اليهود توسيع عدوانهم على الحرم القدسي، وممتلكات الأوقاف الملاصقة له، وانعقد المؤتمر الإسلامي بدعوة من الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ورئيس الهيئة العربية العليا –آنذاك- وقرر المؤتمرون تشكيل لجنة لحراسة الأماكن الإسلامية في القدس، وطالبوا دولة الانتداب البريطاني بالقيام بواجبها في منع اليهود من تغيير الوضع القائم وفقاً للمادة 12 من صك الانتداب.

وحشدت مجموعة يهودية متشددة أتباعها في العام القادم –1929- في كل من تل أبيب والقدس منادية: (الحائط حائطنا)، وبالرغم من الاضطرابات المسلحة بين الطرفين، بقيت الكذبة تكبر وتكبر حتى ابتلعت القدس الشريف كله في العام 1967، وصار على المسلمين أن يبرهنوا انتماءهم للمكان، فقد امتدت الكذبة اليهودية حول مدينة داود وهيكل سليمان لتملأ فراغنا المعلوماتي وتزحف إلى شبكة الانترنت وكتب الموسوعات، حتى وصل الأمر إلى ما نراه من قلب الحقائق رأساً على عقب.

وفي قضية اختلاق تاريخ يهودي في المنطقة، يميل علماء التاريخ المعاصرين المحايدين –وبعضهم يهودي- إلى القول بأن دولة إسرائيل (في عهد داود وسليمان) لم تكن دولة بالمعنى الحقيقي، وأنها لم تكن أكثر من كيان إقليمي صغير في فلك دول أكبر منها وأشمل. بل هم يوجهون أصابع الاتهام في اختلاق كثير من الأوهام حول هذه الدولة وحدودها ودورها السياسي والثقافي إلى الصراع السياسي المعاصر المتعلق بالقضية الفلسطينية وتداعياتها، وإلى حرص الانحياز الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على تبرير تبني هذا الكيان والدفاع عنه، لاسيما وهو أحد أكثر نماذج الاستعمار تخلفاً. ربما على العرب أن يواجهوا الزيف الذي يقوم به الإسرائيليون بحقائق علمية موضوعية، وألا يتهاونوا تجاه (أبو حصيرة) ولا غيره.

منهجية الصهاينة في تبرير وجودهم تقوم على الاختلاق، وعلى تحويل الاختلاق إلى أمر واقع.

[بسمة امل]

لاحول ولا قوة الا بالله

اختلاق وتبديع من اجل اثبات وجود كم محزن امرهم
الا يعلمون ان اثبات الوجود بالحضور فكيف عرف العالم كله عن المسلمين الذين انتشرت رائحة عطرهم قبل ان يروهم

عجيب! سبحان الله ..يألفون الكذبة ويمشون عليها

باك الله فيكم اخي

[مهند2]

بارك الله فيكم مشاركتكم اخي صلاح تبقى مميزة


زادكم الله من فضله