ابو الفرج الليبي صيد ثمين قد يقود لغنيمة أغلى ثمنا !
اسلام اباد (الوفاق) عبد الله علي
من المحتمل ان تؤدي عملية اعتقال ابو الفرج الليبي بالقرب من منطقة ماردان بالاجزاء الشمالية من باكستان و الذي يعتبر الرقم الثالث من حيث الترتيب الهرمي ومسؤول العمليات بتنظيم القاعدة، وكذلك ما سيتبع هذا الاعتقال من تحقيقات مكثفة معه، ان تؤدي الى موجة من الاعتقالات التي قد تطال رؤوسا كبيرة من قيادات هذا التنظيم حيث ان الاعتقال قد رافقه وفي الفترة ذاتها اعتقال ثمانية من المشتبه بهم والذين يحمل بعضهم الجنسية الازبكية.
فقد تمكن فريق تابع للجيش الباكستاني باللباس المدني من مداهمة المنطقة واعتقال ابي الفرج واحد مساعديه من منطقة ماردان التي تبعد اربع ساعات برا عن مدينة بيشاور عاصمة اقليم سرحد المحاذي لافغانستان والذي تقطنه اغلبية بشتونية.
تقع مدينة ماردان في اول الطريق المؤدى شمالا الى منطقة صوات الوعرة والتي تتخللها طرق جبلية خطرة لا يمكن اجتيازها بسهولة في فصل الشتاء بسبب الهطول المكثف للثلوج، والتي تزخر بالغابات والجبال التي تشكل بدورها عوازل طبيعية اخرى تعيق عمليات البحث عن المطلوبين. وقد تم على الفور نقل المعتقلين الى مكان غير معلوم ولم تقم الحكومة بتأكيد نبأ إعتقال ابو الفرج الليبي الا في وقت لاحق من يوم الاربعاء موضحة شخصية المعتقل ووضعه في تنظيم القاعدة.
واكد مصدر تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الباكستاني بان مرافق ابو الفرج يحمل جنسية اجنبية هو الاخر ولكن لم يتم الافصاح عنها والاشارة كذلك الى انه من القيادات الهامة في تنظيم القاعدة المتهم دوليا باطلاق موجة من العنف في الاجزاء الموالية للولايات المتحدة الامريكية من هذا العالم. ويقبع المعتقلان لدى احدى اجهزة الاستخبارات الباكستانية التي تثير الرعب في فرائص المطلوبين لديها لما ينتظرهم من تحقيقات عنيفة اذا ما ساء حظهم لدرجة تجعلهم يقعون في قبضتها.
ويؤكد كبار مسؤولي الاجهزة الاستخباراتية الذين فضلوا عدم الافصاح عن هويتهم ان عملية القبض على ابو الفرج الذي قاد مؤخرا جناح العمليات بتنظيم القاعدة سوف تفتح الباب على مصراعيه امام الكشف عن اماكن اختباء الكثيرين من اعضاء قيادة التنظيم؛ وربما ادت كذلك الى فتح قريحة القوات العسكرية والامنية الباكستانية للقيام بعمليات تمشيط واسعة في منطقة مردان والمناطق المتاخمة لها مثل مالاكند وباجاور ايجنسي وقطاع جترال الملاصق للحدود مع افغانستان.
وفي تطور متعلق بهذا الحدث، فان عناصر الاجهزة الاستخباراتية والمئات من النسوة العسكريات يدعمهم قرابة 150 فردا من قوة الصاعقة التابعة للجيش الباكستاني قد تمكنوا من اعتقال ثمانية من المشتبه بهم في منطقة باجاور ايجنسي. وتمت العملية عندما قام افرادها بمحاصرة منزل الملا فقير محمد الواقع بمنطقة صيواتي مامووند التابعة لباجاور ايجنسي. وشارك في العملية والحصار عدد من المسؤولين السياسيين التابعين للمنطقة لاضفاء المزيد من الصفة الرسمية عليها. واستغرق الحصار عدة ساعات قام افراد الصاعقة بعدها باقتحام منزل الملا فقير محمد عضو حركة تنفيذ الفقه الشرعي المحظورة واعتقلوا من وجدوهم بالمنزل والذين من بينهم مواطن ازبكي واحد اشقاء الملا فقير. وقامت لاقوة المداهمة بربط قطع من القماش على اعين المشتبه بهم قبل نقلهم الى مكان غير معلوم للتحقيق معهم.
كما تؤكد المصادر الاستخباراتية بان العملية قد تم التخطيط لها منذ ما يزيد عن شهرين ولكن لحظة الصفر كانت تتأجل لظروف قاهرة. وابو الفرج اللليبي مطلوب باكستانيا للادعاء بانه مسؤول عن التخطيط للعمليتين القاشلتين اللتان تم تنفيذهما في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة اسلام اباد لاغتيال الرئيس الباكستاني الجنرال بويز مشرف في اواخر عام 2003م.
ويعتبر ابو الفرج من المقربين من اسامة بن لادن وشغل منصب قائد عمليات القاعدة بعد اعتقال خالد شيخ محمد من مدينة راولبندي في الاول من مارس عام 2003م. وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد خصصت مبلغ 10 مليون دولار كمكافأة على رأس ابو الفرج الذي يعتقد بانه على صلة قوية بامجد فاروقي الذي اغتالته القوات الامنية الباكستانية في مداهمة بمدينة فيصل اباد في العام الماضي. ويعتقد بان منطقة مالاكند التي تعتبر الموقع الحصين لحركة تنفيذ الفقه الشرعي التي يبدي اعضاؤها ميلا نحو تنظيم القاعدة، يعتقد بانها ستشهد الكثير من العمليات لملاحقة اعضاء الحركة المحظورة ومحاولة الكشف منهم عن المزيد من اسرار اختفاء قادة ونشطاء تنظيم القاعدة.
ويربط خبراء الدوائر الاستخباراتية بين وجود ابو الفرج في ماردان وبين محاولات تنظيم القاعدة الرامية الى اعادة تنظيم صفوفه التي تبعثرت بقوة البطش المكثفة من جانب الاجهزة الاستخباراتية الباكستانية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية واجهزتها الكثيرة وعملائها في المدن الباكستانية. وتاتي محاولات التنظيم هذه بعد ان فقد السماء الآمنة في الاجزاء الجنوبية من اقليم سرحد أي في مناطق جنوب وزيرستان ووانا التي نفذ فيها الجيش الباكستاني عمليات واسعة النطاق لتطهيرها من العناصر الاجنبية التي تسللت عبر الحدود من افغانستان بعد تعرضها لضغوط كبيرة من قوات التحالف الدولي والجيش الافغاني.
ويشير شيخ رشيد احمد وزير الاعلام الباكستاني المتحالف مع الرئيس الجنرال برويز مشرف حاليا بعد ان كان من اكثر المقربين من رئيس الوزراء السابق نواز شريف خلال فترتي حكمه ( 90-1993م و 96- 1999م ) والذي بدأ حياته السياسية في سبعينات القرن الماضي من خلال التحالف مع حزب الشعب الباكستاني الذي تراسه الان رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو؛ يشير الى ان يوم اعتقال ابو الفرج الليبي يوم مشهود بالنسبة لباكستان. ويضيف بان عملية الاعتقال قد منحت باكستان الكثير من المعلومات حول تنظيم القاعدة. واكتفى الوزير بالتاكيد على ان اجهزة بلاده الامنية والاستخباراتية تسير في الاتجاه الصحيح في اقتفائها لآثار رئيس التنظيم اسامة بن لادن وبدون ان يدلي بالمزيد من التوضيحات. الا ان وزير داخلية باكستان لم يعلق امالا كبيرة على مسالة اعتقال الليبي وانها ستؤدي الى القبض على قيادات اخرى بالتنظيم والتي لا تزال قادرة على التخفي والابتعاد عن الانظار بعد ثلاثة اعوام ونصف من هجمات 11/9.
المصدر