غربيون يشدون الرحال للشرق وشرقيون يتجهون إلى الغرب !

[صمت الكلام]

من الجميل ان نتعرف على الآخرين الذين يختلفون عنا في اللغة والديانة والثقافة والعادات والتقاليد , وهذا لا يعني أننا نكره أوطاننا ونريد ان نهجرها بأقرب وقت ممكن , بالوطن شئ آخر , فهو دقات قلوبنا , ترعرنا فيه , وتعلمنا بمعاهده ومدارسه منذ نعومة أظافرنا . فالوطن في كفة والتعرف على الآخرين في كفة آخرى .


هناك الكثير من المسلمين خاصة والعرب عامة , شدوا الرحال للغرب للتعرف على الناس الذين لا نعرفهم ,


فالغربيون يشدون الرحال للشرق ,,, والشرقيون يقصدون الغرب
لدوافع عدة ومنها الأستكشاف والتعرف على حضارتهم , وربما المسلمون هناك يفكرون لما احتلوا واطاننا وسفكوا دمائنا واستنزفوا ثروتنا , والكثير منهم وجدوا اجوبة على اسئلتهم .


قام العرب برحلات جغرافية كثيرة وخاصة في عصر هارون الرشيد والمأمون .
قال العلامة شوقي ضيف في كتابه الصغير والجميل (( الجغرافيين العرب قد اتبعوا طريقة ممتعة في وصف عالمهم والعوالم المحيطة بهم , أذعنوا بالحديث عن عادات الأمم والشعوب وطباعها وما بديارها من آثار وعجائب , وقصوا ما عندها من أساطير وخرافات , وبذلك أصبحت كتبهم الجغرافية كتباً أدبية , تعتمد على المشاهدة وحكاية ما رأه الجغرافي تحت عينه وسمعه وأذنه , وهي من هذه الناحية أقرب الى أن تكون كتب رحلات منها إلى ان تكون كتباً جغرافية بالمعنى الذي تفهمه اليوم ))
ان الرائد العظيم رفاعة الطهطاوي
سجل لنا في كتابه الشهير -تخليص الابريز في تلخيص باريز -
عن رحلة الى بلاد فرنسيس , ترجم هذا الكتاب الى اللغة الفرنسية والفرنسيين احبوه من كتبها عربي وشرقي مسلم , ورؤا صورتهم من خلال عينه .


وصل الكثير من العمالة والحكماء والمشاهير العرب والمسلمين الى بلاد الغرب وما بعد اسوارها اعني بما بعد اسوارها الولايات المتحدة الأمريكية
ومن هؤلاء الذين شدوا الرحال الى هذه البلدان والاوطان
الشيخ محمد عبده وطه حسين وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم ...والى اخره من اسماء متلأله في سماء الثقافة والفكر العربي .


استطاع العرب والمسلمين ببلاد الغرب , ان ينشروا ثقافتهم العربية والاسلامية على صورتها الحقيقة , واقتنع الكثير من الغربيين ان الاسلام ليس وحشا كاسرا يهدد كل شئ جميل في الحياة , ومن هذا المنطلق انتشر الاسلام في بلاد الغرب بصورة رهيبة , واعترف الكثيرين بأن الاسلام لم ينتشر بحد السيف او القوة , بل انتشر بالكلمة الطيبة ,
وهذا معنى الآية الكريمة
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } الغاشية 22
انشأ الشيخ محمد عبده في منفاه بباريس جريدة تسمى العروة الوثقى , وكانت منبرا سياسيا واعلاميا للاصلاح الخلافة الاسلامية .
ومن هذه النقطة باستطاعتنا ان نقول ان في هذه الفترة كانت تربط العالم الأسلامي والعالم الغربي علاقات متينة , بنيت على اسس العدالة الكامنة بالدين الأسلامي .



كانت الحظارة الاسلامية حلقة وصل بين كافة الحضارات الانسانية القديمة , مثل الحضارة الاغريقية والهندية وما سيعرف فيما بعد بالحضارة الأوروبية .


تعلم الكثير من اليهود والمسيحين جنبا الى جنب مع المسلمين , للان التسامح والحوار جزء لا يتجزأ من هويتنا الأسلامية .


ولكن الآن أصبحنا متنافرين متباعدين بسبب سلطة القوي على الضعيف , وغالبآ ما يكون الطرف
الأخر هوالمعتدي . هيهات ان يعود هذا الزمان .


بقلم
صمت الكلام