مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-11-2002, 10:02 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء التاسع مفكرة القرن14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[9]

المؤتمر السوري العام وجدوى المؤتمرات


--------------------------------------------------------------------------------

المؤتمر السوري العام وإعلان الاستقلال (1338 هـ/1920م)

وصل الأمير فيصل إلى بيروت في 14 من كانون الثاني (يناير) 1920م بعد غياب استمر أربعة أشهر في أوروبا، وكانت أخبار الاتفاق بينه وبين كليمنصو الفرنسي قد سبقته، فقد نشرت جريدة (الزمان) الباريسية بياناً، بدا وكأنه صادر عن السلطات الفرنسية العليا يتلخّص في أنه قد تمَّ الاتفاق الكامل بين الأمير والحكومة الفرنسية. وكان مما قالته الجريدة المذكورة:

لقد علمنا أن الخطوط العريضة لهذه الاتفاقية التي رفعت إلى مؤتمر الصلح للتصديق عليها تتناول الأمور التالية:

-يوافق الأمير على انتداب فرنسا على سوريا (وهذه من التعابير الخادعة، أو صورة جديدة من مسوغات الاستعمار).

-مقابل هذا تقبل فرنسا بإقامة دولة عربية تضم المدن الأربع دمشق وحمص وحماة وحلب يرأسها الأمير، ويعاونه في ذلك مستشارون فرنسيون.

وهنا تُكشَف النوايا الحقيقية حتى للبسطاء من الناس. وبدأت الشكوك تتسرب إلى النفوس، وقام الشريف حسين يحذر ابنه فيصل من المساومة على استقلال سوريا (بحدودها الطبيعية). وبدأت الوفود تأتي إليه تباعاً طالبةً وبإلحاح الإسراع بالقيام بعمل فوري وإعلان استقلال البلاد.

وعندما قابل الجنرالُ ألِنبي الشريفَ حسين في جدّة قال الأخير: "إن مشكلة سوريا تستأثر باهتمامي كله. إن السياسة التي تتبعها بريطانيا الآن من تسليم سوريا إلى حليفتها فرنسا من شأنها أن تفسد كل ما أنجزته بريطانيا والعرب كحلفاء من أعمال. ويتلفت العرب الآن إليّ ويسألونني: لما خذلتهم بريطانيا؟"

كان هذا الخذلان أمر مفاجئ، خاصة وقد وُصِفت بريطانيا بالوفاء والحرص على مصالح العرب، الأمر الذي لا بدّ منه لتحطيم دولة الخلافة والقضاء على الفكرة نفسها.

في هذا الظرف جاء انعقاد المؤتمر السوري العام بمدينة دمشق في السادس من شهر آذار (مارس) 1920م، وفي السابع منه أعلن المؤتمر قراره بالإجماع:

إعلان استقلال سوريا بحدودها الطبيعية، ومنها فلسطين، استقلالاً تامَّاً لا شائبة فيه، على الأساس المدني النيابي؛ (بدء الجنوح عن المفهومات والمصطلحات السياسية الإسلامية، والدخول في التقليد الغربي) وحفظ حقوق الأقلية، ورفض مزاعم الصهاينة في جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود، أو محل هجرة لهم.

ووقع الاختيار على الأمير فيصل ليكون ملكاً دستورياً على البلاد، مع إعلان انتهاء الحكومات الاحتلالية العسكرية الحاضرة في المناطق الثلاث، على أن تقوم مقامها حكومة ملكية نيابية.

وفي الثامن من الشهر نفسه أُعْلِن الاستقلال وملكية فيصل. وفي التاسع منه عُيِّن رضا باشا الركابي أول رئيس للوزارة في المملكة السورية الجديدة، وكُلِّف بتشكيل الوزارة.

ردّ فعل الحلفاء

الولايات المتحدة: لم تُبدِ اكتراثاً بأمر استقلال سوريا ولم تعترف بفيصل ملكاً، ولم تردّ على أي من المراسلات التي كانت تَرِدُها من دمشق.

فرنسا: رفضت الاعتراف، وكانت على غاية من الإنزعاج للتطورات التي حدثت، وعلى وجه الخصوص ضمّ لبنان للمملكة المتحدة.

بريطانيا: رفضت الاعتراف بالاستقلال، وكذلك بملكية فيصل واعتبرته مجرد أمير يخضع لسلطة الجنرال ألنبي بصفته القائد العام في المناطق المحتلّة، وأكّدت على أنه لا يحقّ لأية فئة في دمشق أن تتكلم نيابة عن فلسطين والعراق[1].

وجاء في أقوال رئيس الوزراء البريطاني أمام مجلس العموم في معرض ردّه على سؤال وُجِّه إليه حول التطورات الأخيرة في سوريا ما نصُّه: »يبدو أن مؤتمراً سورياً انعقد في دمشق، في الثامن من آذار (مارس) وأعلن فيصلَ ملكاً على سوريا، وكما يبدو أيضاً أن سوريا المَعْنيّة تضمّ فلسطين، وظاهر أن مستقبل هذه المناطق التي سُلِخَت عن الدولة العثمانية لا يمكن أن تقرره بطريقة رسمية سوى دول الحلفاء التي هي مجتمعة الآن في مؤتمر لهذه الغاية. وعليه فإن الحكومتين البريطانية والفرنسية قد أبلغتا فيصلَ أنه يتعذّر عليهما أن تعترفا بشرعية هذه الإجراءات«.

مقررات مؤتمر سان ريمو

والمؤتمر الذي عناه رئيس وزراء بريطانيا هو ذلك الذي عقده مجلس الحلفاء الأعلى في مدينة سان ريمو الإيطالية في التاسع عشر من شهر نيسان (إبريل) 1920م واستمر حتى السادس والعشرين منه لتنظيم شؤون الانتداب على سوريا ولبنان. وقد وقّعوا اتفاقية بهذا الخصوص كان من بنودها:

إعطاء فرنسا حق الانتداب على سوريا ولبنان.

إعطاء بريطانيا حق الانتداب على فلسطين والعراق مع تعهّدها بالالتزام بالعمل على وضع وعد بلفور موضع التطبيق (تحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود).

وكان مضمون هذه المقررات: بناء كيانات مختلفة ومتعددة، وبإشراف مختلف وذلك لإثارة النعرات الإقليمية وتكريسها. وأمام ردّ فعل الحلفاء العنيف وقف الأمير مدافعاً عن قرارات المؤتمر السوري العام فكان مما قاله: »إن هناك ما يبرر عملنا هذا، فقد وعَدَنا الحلفاء منذ زمن بعيد بإقامة دولة عربية مستقلة، حيث أعلنَّاها. أما الذي دفع بالمؤتمر إلى استعجال الإعلان فهو: التأخّر البطيء الذي لم يكن له في مؤتمر الصلح من نهاية حول اتخاذ قرار يتعلق بقضيتنا. فقد فَقَدَ العرب ثقتهم وأصبحوا على اقتناع من أن الحلفاء يبتغون إبقاء سوريا مجزَّأَةً إلى مناطق ثلاث، وأن الوعد الذي قطعوه ليس سوى خرافة«.

وقبل أن نمضي في متابعة مسلسل الأحداث، لا بدَّ من وقفة أمام تأكيد الحلفاء (الولايات المتحدة-فرنسا-إنجلترا-إيطاليا) على ضرورة أن تتحوّل فلسطين إلى وطن قومي لليهود. فقد ورد في رسالة بلفور إلى وايزمان أثناء الحرب العالمية الأولى[2] قوله: »حين تسكت المدافع ستكون لك قدسُك". وجاء قول تشرشل Winston Churchill في إحدى رسائله: "إنني سوف أبذل كل ما في وسعي لأجعل اليهود يستولون مرة أخرى على الأرض التي كانت لهم«.

وبعد أن احتلت قوات الجنرال ألنبي مدينة القدس بستة أيام فقط كان صدور وعد بلفور بمباركة الحلفاء جميعاً. ويكتب هارولد ولسون Harold Wilson زعيم حرب العمال البريطاني في مذكراته قائلا: »صدر الوعد بعد ستة أيام من احتلال الجنرال ألنبي لمدينة القدس وبعد 730 سنة من فتح العرب لها[3]«.

وكان اللورد سايكس، صاحب الاتفاقية المشهورة، هو الذي خرج من قاعة اجتماعات مجلس وزراء بريطانيا إلى الردهة الخارجية ليبارك وايزمان الذي كان جالساً ينتظره وبشَّره قائلاً: »مبروك، إنه ولد«. وهو الذي عمل مع صديقه الفرنسي بيكو على إقناع قيصر روسيا بالانضمام إلى دولتيهما من أجل اقتسام تركة الرجل المريض، واعِداً إياه بالعمل على تهدئة المعارضة الثورية ضدَّه.

ومما ذكره ولسون أن بريطانيا تسعى بكل جهدها لإرضاء اليهود بُغية كسبهم إلى جانبها من أجل تحقيق الأمور التالية:

تهدئة المعارضة الثورية ضد قيصر روسيا[4].

2- تشجيع وإثارة معارضة داخل ألمانيا[5].

3- الحصول على المساعدة المادية نظراً للنفوذ المالي الكبير لليهود في دوائر البنوك العالمية[6].

4- استدراج الولايات المتحدة للدخول إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.[7]

5- وكذلك سيكون من المهم جداً إيجاد دولة يهودية على مقربة من قناة السويس، كضمان وحيد ودائم للغرب.

الجميع يتسابقون لكسب ودّ يهود، الكلّ يتسابقون من أجل بناء ودعم دولة إسرائيل على أرض الميعاد! ليس فقط من أجل تحقيق المصالح المادية، بل إننا نلمح الحقد الصليبي الدفين على الإسلام والمسلمين، بما فعله ألنبي في القدس، وغورو في دمشق، وبما ذكره ولسون الذي أرَّخ لصدور وعد بلفور. وكذلك يعود إلى الخلفية التوراتية التي توجد سلوكهم وتصرفاتهم، يتجلّى ذلك واضحاً في اعتراف زعيم حزب العمال البريطاني ولسون، من أنه صار صهيونياً منذ قراءته العهد القديم، التوراة، وأنه كان يؤمن أن بني إسرائيل سوف يعودون يوماً إلى فلسطين، وأنه بقي وفيَّاً لهذا طول حياته. ليس هذا فحسب، بل إن سايكس ولويد جورج وتشرشل وغيرهم من الشخصيات، كانوا مثله تماماً في هذا، بل إنه ليؤكد على أن معظم من حكم بريطانيا خلال الثمانين سنة الماضية كانوا من هؤلاء: صهاينة، حسب رواية ولسون. وقد يكون اليهود الذين استقروا في أوروبا هم وراء دفع الشعوب الأوروبية، وما زالوا، ليكونوا وقود الحروب الصليبية التي اندلعت في القرنين السادس والسابع الهجريين، والحروب العالمية والاستعمارية مجدداً، من أجل تحقيق أهدافهم في السيطرة على العالم وتأمين الوصول إلى إقامة الدولة اليهودية وضمان امتدادها وسيطرتها، وهذا ما حدث.


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 9، رمضان 1401 هـ



--------------------------------------------------------------------------------

[1] صورة لعمليات التمزيق وابراز الكيانات الاقليمية، ووضع الحدود وتعميقها.

[2] راجع كتاب رسائل وايزمان بالإنجليزية.

[3] يقصد الفتح الثاني على يد صلاح الدين رحمة الله.

[4] وهذا يبين بوضوح الدور الذي كان يلعبه اليهود في قيادة الحزب الشيوعي الروسي، والأحزاب الشيوعية الأخرى فيما بعد. (الأمة)

[5] كان لليهود دور أساسي في إلحاق الهزيمة بها. (الأمة)

[6] سيطرتهم على المال.

[7] نفوذهم القوي داخل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. (الأمة)














اتصل بنا





جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م