مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-11-2002, 10:05 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء العاشر مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[10]

النفط يدخل ميدان المساومة


--------------------------------------------------------------------------------

رد فعل العرب على مقررات مؤتمر سان ريمو

نزل خبر فرض الانتداب الفرنسي على سوريا نزول الصاعقة وبخاصة على أولئك الذين كانوا ما يزالون يحسنون الظن بالحلفاء، وشعروا جميعاً بخيبة أمل واسعة، حيث تبخّرت أحلامهم في الاستقلال والوحدة، ولم يجنوا إلا الفرقة والتمزّق والوقوع تحت سيطرة الذين أعلنوا صليبيّتهم الجديدة في القدس ودمشق دونما خجل أو مواربة.

واندلعت المظاهرات الصاخبة، وأخذ الشعب يضغط على فيصل وحكومته لإعلان الحرب على فرنسا، وذلك من أجل حماية الاستقلال ومنع التجزئة، ولكنه لم يفعل، وسقطت حكومة علي رضا الركابي، وكُلِّف هاشم الأتاسي رئيس المؤتمر السوري، بتشكيل وزارة جديدة. وتشكلت الوزارة التي تعهّدت بالعمل لتحقيق الأهداف التالية:

1- الاستقلال التام.

2- المطالبة بتحقيق وحدة سوريا الطبيعية وعدم السماح بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

3- رفض كل تدخُّل أجنبي يمسّ السيادة الوطنية.

واتُّخذت عدة قرارات في هذا السبيل منها: التجنيد الإجباري وتطبيقه على الجميع. واندفع الناس في غضبتهم ضد فرنسا، وبدءوا بمهاجمة المواقع الفرنسية، وبدأ بعضهم يفكر بالاتصال بمصطفى كمال (أتاتورك) لتنسيق المقاومة معه ضد الوجود الفرنسي، خاصة وأنه كان قد أعلن ما أسمى بحرب التحرير، ولكنه سارع بالاتفاق مع الفرنسيين الذين تمكّنوا من سحب جيوشهم من الجبهة التركية وحشدها على الحدود الغربية لسوريا.

وحاول الأمير فيصل أن يعود إلى أوروبا بناءً على نصيحة بريطانيا علَّه يتمكّن من الوصول إلى نوع من التفاهم مع الحكومتين الفرنسية والبريطانية؛ وجُوبِهَ بمعارضة أعضاء المؤتمر السوري العام الذين آثروا أن يرسلوا وفداً للتفاوض مع الحلفاء. وأرسل نوري السعيد يومها إلى بيروت لوضع الترتيبات اللازمة لسفر الوفد إلى فرنسا، لكن الجنرال غورو قال له: "إننا لا نستطيع أن نسمح للأمير بالسفر إلى فرنسا قبل أن يقبل مطالبنا التي سترسل بعد أيام، وإذا سافر عن طريق آخر، فستمتنع فرنسا من مفاوضته أو التعرّف عليه"

وفي الحادي عشر من تموز (يوليو) 1920م وصلت مطالب فرنسا مُصاغَةً بشكل إنذار عُرِفَ باسم (إنذار غورو) متضمنةً ما يلي:

قبول الانتداب الفرنسي، وإلغاء التجنيد الإجباري وتسريح الجيش.

وضع سكة حديد رياق-حلب تحت تصرّف الجيش الفرنسي.

قبول التعامل بالأوراق النقدية التي أصدرها بنك سوريا ولبنان.

معاقبة (المجرمين) الذين يُعادون فرنسا.

أعلن الأمير قبوله بهذه المطالب كلها، اعتماداً على أن الحكومة البريطانية ستنصفه! وما أن انتشر خبر قبول الحكومة السورية للإنذار حتى قامت المظاهرات تجوب الشوارع تطالب بسقوط الحكومة. ومع ذلك تقدمت القوات الفرنسية باتجاه دمشق من لبنان، وعندما استدعى فيصلُ الكولونيل (كوس) وطلب إليه تفسير الأمر، عاد إليه يقول: "إن البرقية المتعلقة بقبول الإنذار قد تأخر وصولها بسبب انقطاع الأسلاك"، فأصدر الجنرال غورو أوامره بالزحف الذي انتهى بعد معركة ميسلون التي بدأت فجر 24 تموز (يوليو) 1920م، وانتهت قبل منتصف النهار باستشهاد وزير الحربية (يوسف العظم) رحمه اللَّه بدخول القوات الفرنسية مدينة دمشق، حيث أعلنت نهاية الملكية وبداية التسلط الفرنسي المباشر تنفيساً عن الأحقاد الصليبية الدفينة والتي طفت على السطح عند مجيء غورو وذهابه إلى ضريح صلاح الدين، محرر القدس، رحمه اللَّه ليركله بقدمه قائلاً: »ها نحن أحفاد الصليبيين قد عُدنا يا صلاح الدين«.

وهكذا سقط البرقع نهائياً، وظهر أن الوعود التي أُغدِقَت على العرب قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى لم تكن إلا سراباً خادعاً، ولم تكن الشعارات الجديدة التي رفعها الحلفاء إلا ستاراً للتسلّط والاستعمار القديم بغيةَ تحسين صورته، يظهر ذلك واضحاً من اعتراف لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا بأن الانتداب في جوهره ما هو إلا بديل عن الاستعمار القديم، رغم أن اللجنة الدائمة للانتداب كانت قد أعلنت أنه »نظام مؤقت، الغاية منه: مساعدة الشعوب التي لا تزال من وجهة سياسية عاجزة عن تدبير شؤونها لكي تبلغ يوماً ما مرتبة الاستقلال الذاتي التام«.

ونحب أن ننقل هنا ما ذكره الأستاذ تمبرلي تعليقاً على سقوط الحكومة السورية: »وهكذا سقطت دولة الأمير، دولة أوجدتها بريطانيا العظمى وتعهّدت برعايتها وفاءً لبعض وعودها. لقد سقطت دولة سوريا لأن قيامها كان يتعارض مباشرة مع أماني فرنسا ومطامحها، كما أنها سقطت في فترة من الظروف حالت دون النفوذ البريطاني من أن يتمكّن للمحافظة عليها«.

وكما قلنا سابقاً: ليست هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بين الدول الاستعمارية الكبرى، شرقيها وغربيها، وإنما هناك مصالح دائمة توجه السياسات، وتحدد الأهداف.

بروز عنصر النفط

وقبل أن نتابع مسلسل الأحداث لا بد من التنبيه على أمر في غاية من الأهمية وهو أنه في اليوم الذي تمّ فيه توزيع الانتداب بين دول الحلفاء خاصة بريطانيا وفرنسا في سان ريمو، تمَّ اتفاق نفطي بين كل من رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج ورئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميلران الذي حلّ محلّ كليمنصو بسبب فشله في الانتخابات الفرنسية الذي اضطره إلى تقديم استقالته. ووقَّعا معاً اتفاقية بهذا الخصوص، حيث تمَّت مقايضة الموصل واعتراف فرنسا بضمِّها إلى الانتداب البريطاني على العراق مقابل حصة لفرنسا من نفط العراق.

وقد تعهَّدت بريطانيا بموجب هذه الاتفاقية أن تمنح الحكومة الفرنسية، أو مَن ترشِّحه فرنسا (25%) من صافي إنتاج النفط الخام. وفي حالة تولِّي شركة خاصة إنتاج النفط في العراق، فإن الحكومة البريطانية تضع تحت تصرُّف الحكومة الفرنسية حصة قدرها (25%) من أسهم الشركة. وتوافق فرنسا على إعطاء جميع التسهيلات لمرور خطين من أنابيب النفط عبر الأراضي التي تقع تحت انتدابها، لإيصال النفط من العراق، ومن إيران إلى ميناء أو موانئ في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

وعندما تكوَّنت شركة نفط العراق من كل من بريطانيا وفرنسا وهولندا، احتجَّت الولايات المتحدة على إبعادِها عن بترول العراق، فَأُعْطِيَت حِصَّة في هذه الشركة التي أصبحت أسهمها موزعة كالآتي:

23.75% لشركة بي. بي BP البريطانية.

23.75% لشركة شِل Shell الهولندية.

23.75% لشركة البترول الفرنسية.

23.75% لشركة الشرق الأدنى الأمريكية.

5% أُعطيت للمهندس الأرمني غوبلنكيان لِما قدَّمه من تعاوُن وثيق مع شركات البترول التي أرادت استغلال نفط العراق، وهو أول من اكتشف وجود البترول في العراق منذ أيام السلطان عبد الحميد الثاني، رحمه اللَّه، الذي بذل أقصى ما يستطيع لإبعاد الدول الأجنبية عنه، حيث يذكر لنا في مذكراته التي تركها كيف أن إنكلترا وألمانيا حاولتا الوصول إلى هذا البترول بحجة التنقيب عن الآثار في مناطق العراق، وكيف حاولتا خداعه، وكيف أصدر أوامره بإغلاق الآبار التي فتحها الإنكليز في منطقتي بغداد والموصل، ويقول: »ولكنهم بدءوا يأخذون على عاتقهم التحرُّش بمسألة الخلافة«.

ولم تكن ألمانيا بأفضل منها-يقصد بريطانيا- على الرغم من زيارة إمبراطورها للدولة العثمانية وإعلانه الوقوف إلى جانب المسلمين وخليفتهم، إلا أنه اتبع أسلوب المواربة والخدع كالإنجليز تماماً بغية الحصول على النفط بحجة التنقيب عن الآثار، ويقول السلطان: »أعترف بأني ابتأست لهذا الخداع إذ لو كان الإمبراطور الألماني قد جاء لاقتراح البحث عن البترول لأعطيته الموافقة على أساس بعض الشروط، إذ أن البحث عنه يهم بلادي أيضاً، أما أن يكون الأمر إرسال جواسيس يبحثون عن البترول بحجة التنقيب عن الآثار القديمة فإنه يفصح بوضوح عن النوايا الخبيثة«.

ويبيّن رحمه اللَّه كيف أنه حاول الاتصال ببعض الشركات الأمريكية لتقوم بالتنقيب عن البترول لحساب الدولة العثمانية، ولم يُوَفَّق في ذلك، فاتَّجه إلى اليابان. ويقول: »لكننا أيضاً شممْنا رائحة البترول بعد الإنكليز والألمان، ولذلك طلبت من اليابان وفداً متخصِّصاً في التنقيب عن البترول، ووافقت اليابان على طلبي، ولا أعرف بقية هذا الموضوع لأني أُبْعِدتُ عن السلطة بعد قليل« أي أن بريطانيا حققت ما تريد وعزلت السلطان العقبةَ الكؤود في وجه مصالحها ومصالح الغرب عموماً، فاستحق أن تشوه سمعته ويُساء إليه لأنه أراد الحفاظ على مصالح المسلمين. ومنذ ذلك الحين دخل البترول ميدان المساومة بين الدول الكبرى، ووقِّعت كثير من الاتفاقيات لاقتسام المنطقة وبترولها.

ومع نموِّ الوعي كانت تضطر هذه الدول الاستعمارية إلى التسليم بشيء من المكاسب لأبناء البلاد وأصحابها الحقيقيين. وإلى الآن ما نزال نسمع التهديد من كثير من الدول صاحبة المصلحة بالتدخُّل إذا هُدِّدَت مصالحها وخاصة إذا أُوقِف تدفُّق النفط إليها.


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 10، شوال 1401 هـ














اتصل بنا







جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م