مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2002, 05:42 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء الرابع عشر مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[14]

القضاء على تركيا الإسلامية


--------------------------------------------------------------------------------

في الحلقة السابقة رأينا كيف خرج الاتحاديون من الحرب العالمية الأولى بتوقيع هدنة مودرس في الثلانين من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918م وما تبعها من مظاهر دلت بوضوح على الأحقاد الصليبية الدفينة في صدور القوم، وكيف أن الحروب الصليبية ما زالت مستمرة على العالم الإسلامي بدون صلبان بشكل أو بآخر، وكلما تكشف شكل غير إلى شكل آخر وبقيت الحقيقة هي الحقيقة.

وبموجب الهدنة سيطرت الأساطيل الحربية لبريطانيا وحلفائها على منطقة المضايق وميناء إستانبول وبقية أحياء العاصمة..

وفي الخامس من أيار/مايو 1919م قام اليونانيون باحتلال منطقة إزمير التركية بالاتفاق مع الحلفاء خاصة بريطانيا، على الرغم من احتجاجات رئيس الحكومة آنذاك الدامار فريد باشا الذي كان موضع ثقة الحلفاء واطمئنانهم، وعلى الرغم من مخالفة ذلك لشروط الهدنة الموقعة.. لم يلقَ احتجاج فريد باشا أذناً صاغية حتى من مؤتمر الصلح المنعقد في باريس..

وكان اليونانيون يعلنون أن احتلالهم لإزمير ومنطقتها ليس احتلالاً مؤقتاً، إنما هو عملية ضم نهائي سيتسع مداه ليشمل الأناضول بأكملها لتكوين إمبراطورية هللينية كبرى تشمل السواحل الشرقية والغربية لبحر إيجة فضلاً عن منطقة المضايق.. وكان يدعمهم في هذا لويد جورج رئيس الوزارة البريطانية الذي كان يشعر بكراهية شديدة للمسلمين، ويتمنى لو استطاع اليونانيون أن يفعلوا ما فعله الجنرال مود في العراق والجنرال اللنبي في فلسطين..

وفي العاشر من آب/أغسطس 1920م فرضت على البلاد معاهدة سيفر التي قضت بسلخ الولايات العربية عن الدولة العثمانية، وكذلك منح إزمير والمناطق الداخلية التابعة لها استقلالاً داخلياً، وأن تصبح أرمينيا دولة مستقلة في حين تضم تراقيا إلى اليونان، وتخضع المضايق لرقابة لجنة دولية. وفي الوقت نفسه اتفق الحلفاء على أن تعطى منطقة كليكية وكردستان الجنوبية إلى فرنسا، وأن يعطى الأناضول الجنوبي حتى منطقة إزمير لإيطالية.

رد فعل الأتراك وإعلان الجهاد ضد المحتلين

عندما اجتاح اليونانيون منطقة إزمير رفع سكان الأناضول راية الجهاد ضد المحتلين وتشكلت القوات الأهلية لتقف في وجه اليونانيين بأحقادهم الصليبية، وكانت الحكومة في إستانبول قد أرسلت مصطفى كمال المعروف بتمرسه الشديد في الحروب التي خاضها في فلسطين وضواحي حلب وأنافورطه ضد الحلفاء لإقرار النظام والقضاء على حركة الجهاد التي أعلنها أتراك الأناضول ضد المحتلين..

وعندما وصل إلى الأناضول، ورأى حماس الناس للمقاومة، ركب موجة الحماس هذه وأظهر تدينه وحبه للإسلام وبغضه لأعدائه فالتف هؤلاء من حوله وبدأ يستخدمهم للضغط على الحكومة التركية في إستانبول لتستجيب لمطالبه، وقام بافتتاح مؤتمر أرضروم في 23 تموز/يوليو 1920م الذي أصدر قراراً بالمحافظة على سلامة الأناضول التركي ودعوة القوات التركية للدفاع عنه.. ثم عقد مؤتمر سيواس في 4 أيلول/سبتمبر وشهده مندوبون على الروملي أيضاً وصدّق على مقررات المؤتمر السابق..

وفي الثالث والعشرين من آذار/مارس 1920م زحفت القوات اليونانية إلى إسكي شهر وأفيون قره حصار للاستيلاء على الأناضول الغربي.. في الوقت الذي كان كمال يحشد القوات التركية وينظمها..

وفي 23 نيسان/أبريل 1920م عقدت الجمعية الوطنية الكبرى جلساتها في أنقرة وانتخبت مصطفى كمال رئيساً لها، كما اختارته رئيساً للجنتها التنفيذية ومجلسها الوزاري..

الانتصار في سقارية وأثره

وفي الرابع والعشرين من آب/أغسطس هاجمه اليونانيون في سقارية بعد أن حققوا هدفهم في احتلال إسكي شهر وأفيون قره حصار، ولكنه تمكن من إجبارهم على التراجع في السادس عشر من أيلول/سبتمبر.

إن هذا الانتصار الذي أحرزه مصطفى كمال كان انتصاراً هيأ الإسلام أسبابه حيث استطاع أن يعبئ بروح الدين نفوس الشعب التركي فخاض معركة حاسمة وفاصلة.

لقد حفظ لنا التاريخ كيف كان مصطفى كمال يقتحم صفوف الأتراك وفي يده مصحف يناشدهم بحماس شديد يقول: »أيها الأتراك، هل تعلمون ما هذا الكتاب الذي بيدي؟« فيجيبوه أنه المصحف الشريف. فيقول لهم: »إنكم إذا لم تخرجوا معي للحرب ضد اليونان فلن يكون لهذا الكتاب بقاء في هذه الأرض.«

لكن أوروبا التي قبلت هذا النصر، حيث سارعت فرنسا في العشرين من تشرين الأول/أكتوبر إلى عقد معاهدة أنقرة مع مصطفى كمال تخلت فيها عن كليكيلية مقابل حصولها على امتياز لاستثمار الحديد والفضة في وادي نهر خرشوط الذي يصب في البحر الأسود.. وجلت إيطاليا في كانون الثاني/يناير 1921م عن آطالية، وفي 16 آذار/مارس عقدت روسيا السوفيتية معاهدة مع أتاتورك، فإنها –أي أوروبا- استطاعت أن تسخر أتاتورك بعد ذلك، وعي التي هيأت له من قبل ومنحته الفرصة، كما يقول بروكلمان في كتابه »تاريخ الشعوب الإسلامية« (688): »عند ذلك هيأت الدول الحليفة نفسها الفرصة السانحة للرجل ا لذي قدر له أن ينشىء تركيا الحديثة..«

استطاعت هذه الدول الحليفة أن تسخره بعد ذلك فيما تريد من إزالة الخلافة والقضاء على الدولة العثمانية وانتهاب مخلفاتها من شعوب وأقطار وكنوز...

وفي السادس والعشرين من آب/أغسطس 1922م تمكن الأتراك من استرداد أفيون قره حصار التي حسب اليونانيون أنهم حصنوها حتى ليستحيل سقوطها بيد العدو.. وبعد ذلك مُنِيَ اليونانيون بهزيمة أخرى في دوملوبينار فولوا الأدبار بعد أن أضرموا النار في جميع المواطن المأهولة التي اجتازوها..

وفي التاسع من أيلول/سبتمبر احتل الأتراك إزمير وحرروها من السيطرة اليونانية..

قيل وقتها..

وفي الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1922م وقعت اليونان هدنة مودانية مع أتاتورك وبموجبها تخلت له عن تراقيه حتي مريج..

وفي التاسع عشر من تشرين الأول/أكتوبر 1922م استقال لويد جورج من رئاسة الوزارة البريطانية بحكم هذه الأحداث كما[1]

تعديل معاهدة سيفر

وفي العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 1922م افتتح مؤتمر الصلح في مدينة لوزان للبحث في تعديل معاهدة سيفر، وكان المندوب التركي إليه عصمت إينونو وقد انفض المؤتمر في الرابع من شباط/فبراير 1923م من غير أن يسفر عن نتيجة ما.. وكان الوزير البريطاني كرزون قد قال لعصمت وبكل صراحة: »إننا لا نستطيع أن ندعكم مستقلين، لأنكم تكونون حينئذ نواة يتجمع حولها المسلمون مرة أخرى، فتعود المسألة الشرقية التي عانينا منها طويلاً.«

وعاد المندوب التركي إلى أنقرة مقر حكومة أتاتورك ليبلغه ما سمع من الوزير الإنجليزي وللمشاورة قبل أن يعود المؤتمر إلى الانعقاد مرة أخرى..

وفي الثالث والعشرين من نيسان/أبريل 1923م اجتمع المندوبون مرة أخرى، وبعد أن تعهد أتاتورك للإنجليز عن طريق مندوبه إينونو بالموافقة على شروطهم لإزالة مخاوفهم من أن يتجمع المسلمون كرة أخرى، قام الإنجليز بإملاء شروطهم عليه والتي عرفت بشروط كرزون الأربعة وهي:

أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام.

أن تقوم بإلغاء الخلافة.

أن تتعهد بالقضاء على كل حركة يمكن أن تقوم لإحياء الخلافة.

أن تستبدل تركيا القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية، وأن تضع لنفسها دستوراً مدنياً بدلاً من الدستور العثماني المستمد من قواعد الإسلام..

عند ذلك وفق المجتمعون إلى إنجاز معاهدة الصلح في الرابع والعشرين من تموز/يوليو 1923م والتي عرفت باسم معاهدة لوزان وبموجبها: بسطت تركيا سلطانها من جديد على آسيا الصغرى كلها وعلى إستانبول وتراقيه الشرقية.. وبدأ الأتراك الذي كانوا لا يزالون في دول البلقان يعودون إلى الأناضول..

ولم يبق معلقاً غير مشكلة الموصل ذات الأهمية الاقتصادية البالغة بسبب آبارها النفطية ولتستخدمها إنجلترا، كعادتها عندما تقرر الخروج من بلد ما، لإثارة المشاكل وبقاء الخلافات مستعرة بين الجيران الأخوة (العراق وتركيا) حتى تضمن تحقيق مصالحها..

وبدأ أتاتورك في تنفيذ شروط كرزون الأربعة: »ووطن نفسه أنه يسير بالدولة التي أنشأها في طريق الحضارة الأوروبية، وهي طريق تقتضي السائر فيها أن لا يقف ليلقى أية نظرة إلى الماضي الإسلامي، لأن مثل هذا النظر خليق بأن يعوق صاحبه عن بلوغ الغاية!« (بروكلمان: 695).

وفي الثالث من آذار/مارس 1924م ألغيت الخلافة وأخرج الخليفة من البلاد، وفي العشرين من نيسان/أبريل 1924م أعلنت صيغة جديدة للدستور التركي.. غير أن هذه الاجراءات لم تمر بسلام بل قاومها الشعب وقدم الكثير من التضحيات والشهداء، إلا أن القوة الغاشمة والطغيان تمكنت من كم الأفواه، وشردت الكثير من المجاهدين خارج بلدانهم، وأبعدت الكثيرين عن مواطنهم الأصلية..

وانسحبت جيوش الحلفاء من تركيا، ومع ذلك لاقى ذلك الانسحاب معارضة شديدة من قسم من النواب الإنجليز مما اضطر الوزير البريطاني كرزون إلى الرد على احتجاجاتهم ومعارضاتهم بقوله: »لقد قضينا على تركيا الإسلامية التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم، لأننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: الإسلام والخلافة..« عند ذلك لم يكتف النواب بالسكوت، ولكنهم صفقوا له استحساناً وإعجاباً..

وفي حزيران/يونيو 1925م أغلقت زوايا الدراويش وقضت الحكومة في قسوة وعنف على كل نقد ديني للإجراءات التي اتخذتها والتدابير التي أعلنتها.. وحوّلت مسجد آيا صوفيا إلى متحف، ومسجد الفاتح إلى مستودع.. ووضعت قانوناً مدنياً استمدته من القانون السويسري بدلاً من الشريعة الإسلامية (مجلة الأحكام العدلية) وغير ذلك من إجراءات تهدف إلى سلخ تركيا عن ماضيها الإسلامي نهائياً، وكان من أخطر القرارات استبدال الأحرف اللاتينية بالعربية والأذان باللغة التركية..

ومن باب التعويض عن القيم الإسلامية التي انطوت جميع هذه الاجراءات إجبار الأتراك للتخلي عنها اعتزم أتاتورك أن ينفخ فيهم بروح جديدة بالاعتزاز بقوميتهم، فأدخل في نفوسهم –عن طريق التشويه المتعمد للتاريخ- الشعور بالعزة والفخار بوصفهم أصحاب أقدم حضارة في العالم وبوصفهم أحفاد شعب قديم راق (السومريين والحيثيين) تماماً كما حدث في مناطق أخرى من العالم ا لإسلامي الذي نكب بالصليبيين الجدد وتلامذتهم فكانت الدعوة الفرعونية والآشورية والفينيقية وغيرها من الدعوات العنصرية لتحل محل الإسلام وقيمه.. حيث عانى هؤلاء منه وما زالوا، وكان هو سبب نكساتهم ونكباتهم فلا بد من القضاء عليه مواجهةً أو من وراء ستار..

وهكذا نرى أن مصطفى كمال حرض المسلمين على الجهاد باسم الإسلام فخرجوا واضعين رؤوسهم على أكفهم، وطردوا اليونان من أرضهم مسجلين أرقى التضحيات والاستشهاد في سبيل الله، ثم كان بعد ذلك ما كان وانتهت تركيا إلى ما معروف بعد أن كان الإيمان هو المحرك الوحيد، ولكنهم يعرفون ثم ينحرفون، وليس هذا الأمر في تركيا فقط، فمعارك التحرير في كل بلد إسلامي إذا رجعنا إلى تاريخه كانت دوافعها وشعاراتها هي دوافع الإيمان وشعاراته..

فهل هناك أغرب من أن تضرم معارك التحرير باسم الإسلام، ويضرب المسلون باسم الإسلام الرقم القياسي في تسجيل البطولات، ثم إذا تحقق لهم ما أرادوا يعود الإسلام أول ضحية من ضحايا قادتهم!


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 14، ربيع الثاني 1402هـ



--------------------------------------------------------------------------------

[1] فراغ في الأصل














اتصل بنا





جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م