مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2002, 05:48 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء السادس عشر مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[16]

استمرار العالم الإسلامي على خريطة مناطق النفوذ (1)


--------------------------------------------------------------------------------

بعد أن نجح الإسبان والبرتغال في القرن الخامش عشر الميلادي في القضاء على الوجود الإسلامي في شبه جزيرة إيبريا، بدأوا حملاتهم المنظمة باتجاه سواحل المغرب العربي وبحر العرب والبحر الأحمر في محاولة للقضاء على الوجود الإسلامي فيها أيضاً، وانتقاص حرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، ومن أجل إعادة تلك البلاد إلى السيطرة الصليبية.

إلا أن الاستجابة الصادقة التي لقيتها النداءات والاستغاثات الصادرة عن المسلمين في هذه البلاد لدى الدولة العثمانية الفتية أحبطت تلك الحملات، ولم تمكنها من تحقيق هدفها.. ومنذ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي حيث ضعفت دولة الإسبان والبرتغاليين، ظهرت على السطح دول أوروبية أخرى كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا والنمسا، كلها تعمل لذات الهدف الذي سعى لتحقيقه الإسبان والبرتغاليون طويلاً.. وتمكن هؤلاء بالتدريج، وعن طريق المساومات والصفقات التي كانت تعقد بينهم بين حين وآخر، من تحقيق خضوع أجزاء كثيرة من عالم المسلمين لاستعمارهم وبالتالي لمخططاتهم التي كانت تقوم على الوجود الإسلامي، تماماً كما حدث في الأندلس.

ومن الأمثلة التي حدثت في القرن الهجري الماضي: الاحتلال الإيطالي لطرابلس الغرب »ليبيا« الذي تم في عام 1330هـ الموافق 1911م، في الوقت الذي كان يسيطر فيه الاتحاديون على أزمة الأمور في الدولة العثمانية.

كانت إيطاليا ترى في الأرض التونسية امتداداً لأرضها تحت البحر الأبيض المتوسط، وكانت ترى في نفسها أنها وريثة إمبراطورية روما الغربية.. (وما ذلك إلا كدعوة روسيا القيصرية أنها وريثة الإمبراطورية البيزنطية) إلا أن فرنسا كانت أسرع منها في بسط سيطرتها واحتلالها على تونس، بعد أن هيأت الأسباب والأجواء الدولية المناسبة أثناء انعقاد مؤتمر برلين عام 1878م.

في عام 1877م رفض السلطان العثماني الاعتراف ببروتوكول لندن الموقع من ست دول أوروبية هي بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا وإيطاليا والنمسا، الذي أكد فيه الموقعون عظيم اهتمامهم المشترك بتحسين وضع النصارى في الدولة العثمانية، وإسداء النصح إلى الباب العالي بالإسراع فوراً إلى إجراء إصلاحات داخلية.. ولم تتمكن هذه الدول، لاختلاف مصالحها، من الاتفاق فيما بينها على إرغام السلطان لقبول هذا الأمر، وعندما تعذر الوصول إلى عمل موحد قررت روسيا العمل منفردة فأعلنت الحرب على السلطان وألحقت الهزيمة بجيشه وأجبرته على توقيع معاهدة سان ستيفانو معها في 3 آذار/مارس 1878م التي جاء لمصلحتها، فلم يعجب ذلك بريطانيا، فأعلنت أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء وقوع أستطنبول في يد دولة غير الدولة التي تملكها الآن، وكذلك تخوفت الدول العظمى من عواقب هذه المعاهدة، فكانت الدعوة إلى عقد مؤتمر برلين في حزيران/يونيو 1878م، ولم تكن روسيا على استعداد للمجازفة بحرب ضد النمسا وبريطانيا، فقبلت وجاء التعديل على معاهدة سان ستيفانو بما يتفق ومصالح بريطانيا وبقية الدول الأوروبية.

وفي هذا المؤتمر اعترفت فرنسا لبريطانيا بحقها في احتلال جزيرة قبرص مقابل أن تعترف لها بريطانيا بحقها في احتلال تونس.. واعترفت ألمانيا لفرنسا بهذا الحق أيضاً لرغبة بسمارك المستشار الألماني –الذي كان قد ألحق بها الهزيمة في حرب السبعين وضم إلى ألمانيا مقاطعتي الألزاس واللورين الفرنسيتين- إلهاء فرنسا وزجها في مشكلات خارجية ومع دول أخرى، كإيطاليا مثلاً، ليصرف أنظارها عن المقاطعتين المذكورتين.. ودخلت القوات الفرنسية تونس عام 1881م.

في ذلك الوقت رأت إيطاليا وبموافقة ألمانيا وبتشجيع من بريطانيا ومباركة من فرنسا أن تحتل أراضي طرابلس الغرب –ليبيا- وكان ذلك عندما انضمت إيطاليا في عام 1882م إلى التحالف الألماني-النمساوي الذي أصبح ثلاثياً، وفي المعاهدة التي وقعتها بريطانيا لإيطاليا بحقها في احتلال طرابلس الغرب مقابل اعتراف إيطاليا لبريطانيا بحقها في احتلال مصر.. وكذلك في اتفاق عام 1900-1902م مع فرنسا الذي نص على إطلاق يد إيطاليا في طرابلس الغرب مقابل عدم تدخلها في المغرب وإطلاق يد فرنسا فيه..

وكانت إيطاليا قبل ذلك قد اتخذت بعض الخطوات التمهيدية التي تسهل الاحتلال العسكري لطرابلس الغرب وتعين عليه، مثل:

-بناء المستوطنات والمستشفيات ومعالجة المرضى.

-فتح المدارس والمعاهد بحجة نشر التعليم والقضاء على الجهل والأمية.

-إنشاء شركات توظيف رؤوس أموال وإنشاء المصارف (مصرف دي روما).

-الحصول على امتيازات مختلفة من الدولة العثمانية داخل الأراضي الليبية لا تكون لغيرها.

وهكذا ضمنت سكوت الدول الأوروبية وهيأت الأرضية الملائمة والمناخ المناسب لاحتلالها عسكرياً [أمنت المظهر الإنساني الذي يغطي الجشع والبشاعة الحقيقية للاستعمار] وجاءتها الفرصة المواتية لتحقيق حلمها بالسيطرة على طرابلس الغرب، عندما تسلم الاتحاديون السلطة، وبدأوا سياسة التتريك العنصرية التي سببت لهم كثير من المشاكل الداخلية، إضافة إلى ما كانت تعانيه الدولة من مشكلات خارجية مع الدول الأوروبية الطامعة باقتسام تركة الرجل المريض! فقامت بحشد أساطيلها على الشواطئ الليبية ووجهت إنذاراً إلى الاتحاديين بضرورة تخليهم عن طرابلس الغرب وخروجهم منها لصالح الإيطاليين الذي يرغبون بنشر الأمن والقيام بالمشاريع الاقتصادية!

وفي الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 1911م أغارت هذه الأساطيل على الأراضي الليبية على حين غفلة من أهلها، وفي وقت لم يكن فيه من الحامية العثمانية سوى ثلاثة آلاف جندي مبعثرين في مناطق عدة. [كان الاتحاديون قد سحبوا من ليبيا الفرق العسكرية العثمانية ووجهوها إلى اليمن في أوائل عام 1911م]. إلا أن الليبيين قاموا في وجوه الغاصبين من الطليان مع الجنود العثمانيين قومة رجل واحد، يذودون عن أعراضهم ودينهم وأرضهم، بقلوب يملؤها الإيمان بالله والاعتماد عليه..

وخلال سنة كاملة لم يتمكن الطليان من التقدم شبراً عن مرمى مدافع أسطولهم، فلجأوا إلى اسلوب توسيع نطاق المعارك مع الدولة العثمانية لإجبارها على سحب قواتها من طرابلس الغرب، وإيقاف إمدادها لليبيين بالعتاد والأسلحة، فقاموا بضرب الموانئ اليمنية، وبيروت، والمضائق، واحتلوا مجموعة جزر الدودوكانيز التابعة للسلطنة..

وهنا بادرت بعض الدول الأوروبية كبريطانيا وروسيا وفرنسا بالضغط على الباب العالي ليستجيب للمطالب الإيطالية، وتم عقد الصلح، وبموجبه منح السلطان العثماني الليبيين استقلالهم الإدراي، وسحب الجنود العثمانيين.. وأذاع ملك إيطاليا منشوراً أعلن فيه أن ليبي أصبحت ملحقة بالتاج الإيطالي، وأنه يعلن العفو العام وحرية العبادة للمسلمين..

ومن الجدير بالذكر أن الصدر الأعظم يومها: حقي باشا، متزوج من إيطالية، وكان قد طلب بنفسه أن يعين سفيراً لبلاده لدى إيطاليا، وقد استجيب طلبه، ثم عين صدراً أعظم، ويقال إن لإيطالية دوراً في هذا التعيين بعد استقالة حسين حلمي باشا من هذا المنصب، وهو مشهور بحبه للمدنية الإيطالية ومعاشرة الإيطاليين، يكثر من التردد على أنديتهم في الآستانة، ويمارس القمار مع أصدقائه منهم.. وكان السفير العثماني لدى إيطاليا قد تقدم بتقرير إلى مجلس المبعوثان ضد الصدر الأعظم بيّن فيه أنه كتب إليه مراراً ينذر بالخطر الذي يتوقعه من إيطاليا وتدابيرها الخفية وأعمالها المريبة للإغارة على طرابلس الغرب، إلا أنه أهمل هذه التقارير ولم يعرضها حتى على مجلس الوزراء، وطالب نواب ليبيا بتقديمه وأعضار حكومته إلى الديوان العرفي لمحاكمتهم بجرم الإهمال والاستهتار بمصلحة البلاد العامة.. إلا أن الاتحاديين، وهم أصحاب القوة في المجلس، أجّلوا النظر في هذا الطلب، ثم أهملوه ولم يعيروه أذناً صاغية.. وحاولوا إلقاء اللوم على العهد البائد متذرعين بعدم وجود أسطول للدولة يقابل أسطول العدو الإيطالي مما أدى إلى حدوث مشادة بينهم وبين نائبين عربيين هما: شفيق المؤيد وعبد الحميد الزهراوي اللذان أكدا إلقاء التبعة على الصدر الأعظم حقي باشا ووزرائه، خاصة وأن المعارضة كانت قد نبهتهم إلى نيّات إيطاليا السيئة نحو طرابلس الغرب، لكنهم لم يفعلوا شيئاً لاتقاء غدرها.. وبيّنا كذلك أن سياسة الدولة أصبحت بشكل عام في يد أناس عاجزين، وأنها أكثر من ذلك واقعة تحت تأثير مؤثر شديد هو الإدارة الأوروبية.

وهكذا وجد الليبيون أنفسهم وجهاً لوجه أمام العدو الإيطالي وأسلحته الفتاكة، في حين حرموا هم من المساعدة العثمانية. ومع ذلك، وعلى الرغم من الوسائل غير الإنسانية التي لجأ إليها من قطع مياه الشرب عن القرى والبدو، وومنعهم وصول الامدادات الغذائية للأهالي ليقعوا فريسة الجوع والعطش في مناطقهم الصحراوية، إلى القتل بالظنة والأخذ بالشبهة.. على الرغم من ذلك صمم الليبيون على المقاومة التي تصدى لقيادتها السنوسيون وعلى رأسهم السيد محمد الشريف السنوسي وعمر المختار شيخ زاوية القصور والنائب الليبي سليمان البارودي. [السنوسية قامت على يد مؤسسها السيد محمد بن علي السنوسي في واحة الجغبوب ثم في الكفرة لمحاربة البدع والخرافات وتنقية الدين مما لحق به بسبب الجهل وسوء الفهم، وبيان شمولية الإسلام، قدوتها في ذلك ومثلها الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم. اعتمدت الزاوية لتربية الأعضاء وبث الدعاة، فكانت كمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مركزاً للحياة بجوانبها المختلفة..].

ومن المعارك الخالدة التي انتصر فيها الإيمان على القوة الغاشمة، تلك التي قادها السيد أحمد الشريف السنوسي قرب درنة في يوم الجمعة 16/5/1913م.

وكانت وقعة »القرصابية« قرب خليج سرت في أوائل سنة 1914م، ا لتي خسر فيها المحتلون من الطليان ما يزيد على ثمانية آلاف جندي.. حيث ازدادت أحقادهم وسخائم نفوسهم، فصبوا جام غضبهم على العزل من المواطنين يعذبون ويشوهون، ويقتلون وينتقمون دون تمييز بين كبير وصغير، رجل أو امرأة، طفل أو شيخ، حتى البهائم لم تسلم من انتقامهم.. الأمر الذي جعل المقاومة تغير أسلوبها في قتال العدو، وبدأت باتباع أسلوب حرب العصابات لإنهاك القوات الإيطالية.

وبعد، فلسنا الآن بسبيل الكلام عن مواقف الدول الأوروبية النصرانية من دولة الخلافة وكيف أن سياستها في القديم والحديث كانت دائماً تنطلق من تحقيق مصالحها في اقتسام بلاد العالم الإسلامي ضمن مخطط مناطق النفوذ وتحت شتى العناوين والأسماء فيما يسمى التوازن الدولي أو الوفاق الدولي أو تبادل المصالح.

فلا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، وإنما مصالح دائمة.. ومهما اختلف لون السكين تبقى الضحية واحدة لاتتبدل ولا تتغير، ولعل الخروق الكثيرة التي أصابت الجسم الإسلامي –وليس أقلها الزواج بالأجنبيات الذي أوتينا من قبله أكثر من مرة- إنما جاءت من عدم اعتبارنا بحوادث التاريخ التي تتكرر في حياتنا وكأنها لا تعنينا ونبقى في منطقة العجز التي ضربت علينا وأريدت لنا، فإلى متى يكتب تاريخنا بأيد غير أيدينا ونكتفي نحن بالقراءة فقط؟


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 16، ربيع الآخر 1402 هـ














اتصل بنا



جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م