مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2002, 05:50 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء السابع عشر مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[17]

استمرار العالم الإسلامي على خريطة مناطق النفوذ (2)


--------------------------------------------------------------------------------

بعد سقوط غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م بيد الإسبان (فرديناند وإيزابيلا)، دخلت الحروب الصليبية مرحلة جديدة، محاولة الاستيلاء على سواحل الشمال الإفريقي من أجل استئصال شأفة الإسلام منها، وإعادتها إلى النصرانية، تماماً كما حدث في الأندلس.. وتولى كبر هذه المهمة دولتا إسبانيا والبرتغال، حيث بدأتا بشن غارات، وبتسيير سفن القراصنة لتوهين قوة المسلمين وإضعافها حتى يتحقق لهما ما تريدانه.. وعندما عجزت هاتان الدولتان وضعفتا ظهر في أوروبا دول أخرى أكثر عدداً وعدة، وأقوى جنداً وناصراً مثل: إنكلترا وفرنسا وروسيا وألمانيا والنمسا.. أخذت على عاتقها متابعة المهمة التي فشلت في تحقيقها إسبانيا والبرتغال.

وهكذا بدأت هذه الدول حربها الصليبية، معلنة حيناً، ومتخفية أحياناً أخرى، تتسلل بحجة النهوض بالحياة الاقتصادية، أو تحت شعارات الامتيازات الأجنبية وحماية الأقليات النصرانية، وعندما يحين الوقت الذي تراه مناسباً تسير قواتها وأساطليها لتقوم بالاحتلال العسكري المباشر.. إلا أن هذه الدول – رغم اتفاقها في الغاية: القضاء على الإسلام – إلا أنها كانت تختلف فيما بينها، أي الطرق أفضل لافتراس الضحية؟ ولمن تكون الحصة الكبرى بعد ذلك..

ولقد رأينا شيئاً من هذا في الحلقة السابقة من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري من خلال المساومات التي مهدت بواستطها إيطاليا لنفسها باحتلال ليبيا والسيطرة عليها. ونتابع الآن في هذا السبيل لنرى الأمر بصورة أوضح وأجلى في الاحتلال الفرنسي لأراضي دولة المغرب..

السباق نحو الاحتلال..

تنافس على احتلال المغرب دول أوروبية متعددة منها: فرنسا – إنكلترا – ألمانيا – إسبانيا – إيطاليا، حيث كان لكل منها مطامع خاصة ومصالح حيوية تريد أن تحققها لنفسها، وكانت هذه المطامع تختلف من دولة لأخرى مما جعل التنافس بينها شديداً الأمر الذي أخر الاحتلال الأجنبي لأراضي المغرب حتى بدايات القرن العشرين.

لقد كانت فرنسا ترى في احتلالها لأراضي دولة المغرب إحكاماً لسيطرتها وتقوية لقبضتها على أراضي المغرب العربي الكبير (الجزائر – تونس – المغرب) وكانت قد سبقت إلى احتلال الجزائر عام 1830م وتونس عام 1882م.

وطمعت ألمانيا في احتلال المغرب ليكون نقطة انطلاق تحو القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية، تثبت سيطرتها، وتبسط نفوذها، وتستغل ما تستطيع لمصالحها المادية.

أما إسبانيا فكانت تريد من احتلالها أراضي المغرب أن تعوض ما فقدته من مستعمرات كانت لها في القارة الأمريكية وأخرجت منها.

وكذلك فإن إنكلترا كانت تطمع أن تحكم قبضتها على مضيق جبل طارق إذا قدر لها أن تحتل المغرب.

ولم تكن إيطاليا بأقل من هذه الدول طمعاً ورغبة في التوسع الاستعماري، وبناء الأمجاد الخارجية.

وبدأ السباق بينها، وكانت فرنسا أسرع، منذ البداية، في التسلل وبسط النفوذ، وذلك عندما انتهزت فرصة تجاوب سلطان المغرب مع ثورة الأمير عبد القادر الجزائري التي قادها ضد الفرنسيين في الجزائر، وتقديمه العون له في ثورته التي ما أن أخفقت حتى بدأت فرنسا التحريش بسلطان المغرب لتفرض عليه معركة غير متكافئة تتخذ منها ذريعة لتوجه قواتها لاحتلال أراضيه، حتى اضطرته إلى أن يوقع معها معاهدة صلح سمح لها بموجبها أن تنشئ المراكز التجارية في المدن الساحلية.

أغطية الاحتلال..

وعلى عادة هذه الدول المستعمرة كان التدخل بصورة اقتصادية وبحجة النهوض بالحياة الاقتصادية، والقيام بالمشروعات العامة، وتوظيف رؤوس الأموال، ستاراً يخفي وراءه، ويسهل الوصول إلى الغاية الحقيقية التي لا صلة لها بالإنسانية ولا مصلحة البلد المراد استعماره إطلاقاً، والتي كان أقلها تجريد المستَعمَر من العناصر التي تحفظ عليه ذاتيته، والقضاء على أصالته ليصبح طوع بنان المستعمِر، ينفذ رغباته ويخضع لأهوائه.

ومنذ بداية القرن العشرين رأت فرنسا أن الوقت قد أصبح ملائماً لتنفذ احتلالها العسكري لأراضي المغرب، إلا أنها خشيت من عرقلة بعض الدول الأوروبية لذلك، فسعت إلى مساومتها والدخول في مفاوضات معها لتضمن سكوتها.. وتمكنت من تحقيق ذلك:

لعبة التوازن الدولي..

حيث وقعت في عام (1900-1902م) اتفاقية مع إيطاليا سمحت لها باحتلال ليبيا مقابل سكوتها عن الاحتلال الفرنسي لأراضي المغرب. وفي عام 1904م عقدت مع إنكلترا ما عُرف باسم الوفاق الودي الذي نص على إطلاق يد إنكلترا في مصر، [لم تكن فرنسا راضية عن الاحتلال العسكري لمصر والذي تم عام 1882م لأنها رأت فيه تعدياً على مصالحها] مقابل سكوتها عن الاحتلال الفرنسي للمغرب.

وفي العام نفسه تمكنت فرنسا من إرضاء إسبانيا بمنحها منطقة نفوذ لها في شمالي المغرب وجنويه (منطقتي الريف المراكشي وأفني).

وتعمدت إهمال ألمانيا لما بينهما من عداوة داخل أوروبا بسبب هزيمتها أمام ألمانيا في حرب السبعين وخسارتها لمقاطعتي الألزاس واللورين اللتين تعتبرهما أراضيَ فرنسية اغتصبها الألمان.. فسارعت ألمانيا إلى تشجيع سلطان المغرب ليرفض ما تطلبه فرنسا منه، وتعده وتمنّيه بأنها ستقف إلى جانبه تشد أزره وتناصره، تحافظ على استقلاله وتدعم سيادته.

وقام غليوم الثاني إمبراطور ألمانيا في عام 1905م بزيارة لمدينة طنجة المغربية حيث أكّد سيادة المغرب واستقلاله، ورفض أن يكون هناك امتياز خاص لدول أوروبية بعينها في المغرب، بل يجب أن تكون المنافسة حرة بين جميع الدول، كما طالب بحماية المصالح الألمانية في المنطقة، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لبحث المسألة المغربية..

مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906م)

استجابت الدول الأوروبية لطلب الإمبراطور الألماني، وعقد المؤتمر الدولي المطلوب في الجزيرة الخضراء قرب جبل طارق، وكانت قراراته المعلنة: وجوب المحافظة على كيان المغرب وسيادته واستقلاله (!) ووضع الجمارك فيه تحت رقابة دولية.. وقرر وجوب إنشاء قوة وطنية للمحافظة على الأمن تحت إشراف ضباط من إسبانيا وفرنسا [لا يزيد عددهم على خمسين ضابطاً] برئاسة مفتش عام سويسري..

أما قراراته السرية التي ضمنت سكوت ألمانيا فلم تعلن أو يفصح عنها.

وفهم المغاربة مغزى هذه القرارات، وأدركوا أنهم الضحية، وأن المراد تحقيق مصالح الطامعين لا المحافظة على سيادتهم واستقلالهم كما ادّعى إمبراطور ألمانيا والذين استجابوا له، وأن المؤتمرات الدولية ما هي إلا وسيلة تعقد من خلالها الصفقات، ويتم فيها تقاسم مناطق النفوذ وتوزيع الحصص المقتطعة من أجساد الضحايا على الطامعين.. فكانت ثورة عارمة ضد قرارات مؤتمر الجزيرة الخضراء وتحركت القوات الأجنبية لإخمادها وكتم أنفاسها، وللقضاء على ما تبقى من عزة في نفوس القائمين بها، وكانت الدعوى –كالعادة- مقتل بعض العاملين من الأوروبيين في مدينة الدار البيضاء، فلا بد من حماية البقية والقصاص من القتلة، وتمكنت القوات الفرنسية من احتلال الدار البيضاء، وخطب خطوة جديدة في اتجاه تدعيم النفوذ والوجود الفرنسي حتى تسنح فرصة أخرى لإتمام احتلال جميع الأراضي المغربية..

أزمة أغادير

وجاءت الفرصة في آذار/مارس 1911م عندما ثارث بعض القبائل المغربية ضد ما عانته من ظلم وإرهاق على يد الفرنسيين، فسارعت القوات الفرنسية بالتدخل للقضاء على هذه الثورة، فاحتلت مدينة فاس ومكناس والرباط..

وسارعت إسبانيا، خوفاً على حصتها من أن تضيع في زحمة الأحداث، فاحتلت العرايش ومناطق أخرى في الريف المراكشي..

وهنا أحست ألمانيا أنها توشك أن تخرج (من المُولِد بلا حمّص، كما يقولون) فأرسلت طراداً بحرياً إلى ميناء أغادير المغربي، معلنة أن عمل الدولتين مخالف لما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الجزيرة الخضراء، ووقفت إنكلترا بجانبها تدعمهما وتبارك فعلتهما.. وتم عقد صفقة بين فرنسا وألمانيا بمباركة إنكلترا نصت على موافقة الألمان ورضاهم بالاحتلال الفرنسي للمغرب مقابل تنازل فرنسا لها عن جزء من مستعمراتها في الكونغو الفرنسية لتضمه إلى متسعمراتها في قارة إفريقية، وكان سيادة المغرب واستقلاله قد تحقق بهذا الأمر!

معاهدة قديمة.. جديدة..

وفي آذار/مارس 1912م أجبر الفرنسيون سلطان المغرب على توقيع معاهدة حماية معهم، أطلقت يدهم، حتى من الناحية النظرية، يفعلون ما يريدون في البلاد، وشعر السلطان المغربي بأنه أضحى ألعوبة في يد الفرنسيين، وأن سياسة فرنسا المعادية للإسلام والعروبة تنفذ، والقوانين الجائرة تطبق باسمه، وتحت سمعه وبصره وهو لا يستطيع حراكاً، فسارع إلى التنازل عن هذه السلطة في 12 آب/أغسطس 1912م معللاً ذلك بقوله: "لم يبق لي أي نفوذ، حتى صرتُ لا أكاد أبذل النصح إلا بشق الأنفس، لقد كبلت يداي ورجلاي، وقبل لي: احكم!"

وشنت حملة منظمة على الإسلام في المغرب، بل على كل ما يمتّ بصلة إليه، فبدأت الحرب على العربية لتحل محلها الفرنسية في كل شيء، وزيف تاريخ المغرب ووجه توجيهاً يخدم مصالح المستعمر، ويساهم بالقضاء على العزة في نفوس الناشئة، حتى الكتاتيب منعت من أداء مهمتها، هذا عدا عن سياسة تجويع المغاربة وإفقارهم فضلاً عن تجهيلهم وتركهم فريسة للأمراض تفتك فيهم وتقضي على أكبر عدد ممكن منهم، ليحل محلهم مستوطنون أوروبيون جلبتهم فرنسا من هنا وهناك، ومنحتهم الأراضي الخصبة وأطلقت يدهم في البلاد.. هذه السياسة التي لم يكن لها سوى هدف محدد: القضاء على الإسلام في المغرب والعودة به إلى سيطرة الكنيسة والتثليث.

وهكذا نجد أن المضمون لم يتغير، وإن يكن الشكل أو الإخراج قد اختلف، فهل يختلف مؤتمر الجزيرة الخضراء عن غيره من المؤتمرات الدولية التي يعقدها الكبار! (فرساي – لوزان – رودس – يالطة – جنيف.. ) إلى اليوم بحجة حماية الصغار؟

وهل يختلف موقف إمبراطور ألمانيا عن مواقف غيره من الأباطرة المحدثين عندما يتحدثون عن حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، وحماية المستضعفين؟

وما يجري هذه الأيام على ساحة القضية المقدسة، قضية فلسطين، التي أصبحت قضية الشرق الأوسط، وعلى ساحة القضية الأفغانية، وقضية بولونيا وغيرها [1].. هل يختلف بشكل أو بآخر عما جرى في مؤتمر الجزيرة الخضراء؟ ومن هو الخاسر الوحيد؟ أليس هو المستضعف والمستغل، وهو الذي يذبح ويضحى به على مصالح الكبار؟

فهل يعيد التاريخ نفسه؟ أم أن الناس يعيدون التاريخ؟ وإلى متى يبقى تاريخنا يكتب بغير أيدينا، ونبقى عاجزين عن قراءته والاستفادة منه؟


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 17، جمادى الأولى 1402هـ



--------------------------------------------------------------------------------

[1] هذا الكلام كتب سنة 1402 هـ وقد دخل عالمنا الإسلامي سنة 1423هـ قبل أيام، ولم نعد نسمع عن بولونيا أو بولندا، ولكن ما زالت قضية فلسطين وأفغانستان تغليان!














اتصل بنا



جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م