مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-10-2002, 10:00 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء الرابع مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[4]

سياسة المراحل ليست جديدة


--------------------------------------------------------------------------------

في عام 1334هـ/1914م اندلعت الحرب العالمية الأولى في أول آب/أغسطس، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها دخل الاتحاديون -الذين كانوا يحكمون الدولة العثمانية يومها- الحربَ إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء.

جاء هذا في الوقت الذي بلغت سياسة التتريك أوجَها، فكان من الطبيعي أن تستغل بريطانيا نقمة العرب الذين كانوا قد عبّروا عن عدم رضاهم عن حكم الاتحاديين بدرجات متفاوتة، لتهاجمَ الدولةَ العثمانية عبر رعاياها من هؤلاء العرب، وتوظف ذلك لمصلحتها، خاصّةً وأن استراتيجيتها الحربية كانت تقوم على ضرورة »التخلّص من تركيا، وإزالتها من صفوف أعدائنا، الأمر الذي يوفّر لنا الاتصال بروسيا ورومانيا، ذلك الاتصال الذي كان منقطعاً بصورة خطيرة، والذي بدونه كان بالإمكان إخراج البلدين من الحرب«. من أجل ذلك كتب لويد جورج Lloyd George في مذكراته، وهو صاحب الكلام السابق، عن الحرب يقول:

»إن عملاءنا لدى العرب، ومن بينهم أناس من ذوي الخبرة، المشهود لهم بمهارتهم في فنون الدبلوماسية الشرقية، راحوا يعملون على إثارة روح الثورة، ويتعهّدون بتقديم الأسلحة والذخائر«.

ويقول وينجيت: ».. ولقد كانت الحكومة البريطانية على علم تام بنقمة الشريف حسين، أمير مكة وحارس الحرمين الشريفين، على الأتراك، وكان الشريف منذ سنين عديدة يحاول الإطاحة بحكم السلطان الاستبدادي. كما أنه يسعى للحصول على قدر من الاستقلال بحسب ما كان لديه من إمكانات..«

إذن كان من الطبيعي أن تحاول بريطانيا الاتصال برعايا الدولة العثمانية، وخاصة العرب، فكانت الاتصالات الأولى مع الأمير عبد اللَّه، النجل الثاني للشريف حسين عن طريق اللورد كتشنر ، ورونالد ستورس، الذي كتب مذكرة إلى رؤسائه في لندن يقترح فيها: »إنه إذا تمّ التشاور في الوقت المناسب مع مكة، فبإمكاننا أن لا نكتفي بضمان حياد الجزيرة العربية، بل سنضمن تحالفها أيضاً..«

وبإلقاء نظرة على الاتصالات الأولى نجد أنها اقتصرت على شريف مكة وعرب الحجاز فقط، وكأنها جاءت لتكون -إن نجحت- رداً على دعوة الجهاد التي انطلقت من عاصمة الاتحاديين، وفي ذلك يقول ستورس: »كان التهديد الأساسي يكمن في الأثر الذي سيُحدِثُه العداءُ التركي مع بريطانيا العظمى لدى السكان المسلمين في الهند ومصر والسودان، وهي البلاد التي تحكمها بريطانيا..«

وجاءت بعد ذلك المراسلات البريطانية المباشرة مع الشريف نفسه بواسطة السير آرثر هنري مكماهون Arthur Henry McMahon، المعتمد البريطاني في مصر، والتي بلغت عشر رسائل، خمس منها كتبها مكماهون وخمس كتبها الشريف حسين.

لقد تضمّنت رسائل الشريف الشروط العربية والضمانات التي كان يجب على بريطانيا تقديمها ليقوم العرب بمؤازرتها والوقوف بجانبها.

وجاءت ردود مكماهون كلها مليئة بالمراوغة، مقدمةً تعهدات لا قيمة لها، معلنة الموافقة على الحدود التي ذكرها الشريف برسالته، باستثناء أجزاء معينة من آسيا الصغرى والشام: »إن ولايتَيْ مرسين وإسكندرونة وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق وحمص وحماة وحلب [منطقة الساحل السوري] لا يمكن أن يقال: إنها عربية محضة، وعليه يجب أن تُستثنَى من الحدود..«

وعند هذا الحد أعلن الشريف موافقته تاركاً الأمرَ إلى »مدارك حكمة بريطانيا العظمى وإنصافها" حيث كان يعتقد أن "الإنجليز قوم شرفاء في أقوالهم وأفعالهم في السرَّاء والضرَّاء«.

هذا في الوقت الذي رفض فيه عزيز علي المصري، والسيد رشيد رضا التعاونَ مع الإنجليز إلا إذا قدَّمت بريطانيا ضمانات كافية، مكتوبة واضحة ومُعلَنة تُنشَر على الرأي العام ليصبح الأمر معروفاً، لأن السياسة يمكنها في أي وقت أن تعصِف بالمواثيق والعهود السرّية، ولقد تحقّق ما توقّعاه.

اتفاقية سايكس-بيكو 1335هـ/1916م (Syks-Picot)

بعد أن خدعت بريطانيا العرب، ومنَّتهم بالأماني، وقَبِلوا أن الجهة الغربية لولايات حمص وحماة وحلب لا يمكن أن يقال أنها عربية محضة، واستُثنيَت من حدود الدولة العربية، جاء دور المرحلة الثانية، وهي: المحافظة على شعور الفرنسيين الحسّاس فيما يتعلَّق بتعاملهم مع العرب كما يقول لويد جورج، فسارعت بريطانيا لتحيط فرنسا بالموقف كاملاً، ثم بادرت لتشترك مع الاتفاق مع روسيا القيصرية على تجزئة الإمبراطورية العثمانية واقتسام تَرِكَتِها. وبعد مداولات سرية تمت بين هذه الدول، عُقِدَت اتفاقية سرية فرنسية بريطانية روسية، أصبحت تُعرَف في التاريخ باسم اتفاقية سايكس-بيكو Syks-Picot، وقد تم ذلك في عام 1335هـ/1916م. ومن أهم بنودها:

تحصل روسيا على أرمينيا التركية، والقسم الشمالي من كردستان إلى الحدود الإيرانية.

تعترف وتحمي بريطانيا وفرنسا، دولة عربية مستقلة، أو حلف دول عربية مستقلة، تحت رئاسة رئيس عربي في المنطقتين (أ) و (ب) على أن تكون منطقة (أ) تحت حماية فرنسا ومنطقة (ب) تحت حماية بريطانيا. وتشمل منطقة (أ) المدن الرئيسية (دمشق، حمص، حماة، حلب) وولاية الموصل في شمالي العراق حتى الحدود الإيرانية.

تحصل فرنسا على (المنطقة الزرقاء) وبريطانيا على (المنطقة الحمراء) ويباح لكل منهما في منطقته »إنشاء ما ترغبان فيه من شكل الحكم مباشرة، أو بالواسطة، أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربي«.

وتشمل المنطقة الزرقاء الساحل السوري بأكمله، وولاية أضنة، والمنطقة التي يحدها جنوباً الخط الممتد إلى الحدود الروسية المقبلة، وشمالاً منطقة كليكيا. أما المنطقة الحمراء فتشمل القسم الجنوبي من بلاد ما بين النهرين مع منطقة بغداد، وعلى مينائي حيفا وعكا في فلسطين.

وهناك (المنطقة البنّيّة) أو (السمراء) وتشمل فلسطين حيث ستنشأ فيها إدارة دولية. وكان الأمر مقدمة لتحويلها إلى وطن قومي لليهود.

وفي هذه الاتفاقية الدليل الأكيد على أن »الإنكليز قوم شرفاء في أقوالهم وأفعالهم في السراء والضراء!« كما قال الشريف حسين، فها هي تَعِدُه بجزء من سورية، ثم ها هي الآن، ولمَّا يجفّ مداد تعهّدها للشريف بعد، تعطيها كاملة لفرنسا.

ولما قامت الثورة الشيوعية في روسيا، واستولت على السلطة فيها، فضحَت هذه الاتفاقية، وكشفت بنودها، فسارع الأتراك بإرسالها كاملة إلى الشريف حسين بمذكرة يبيِّنون فيها خيانة بريطانيا العظمى، وأرسل جمال باشا رسالة للأمير فيصل النجل الأول للشريف حسين، يعرض عليه الصلح ويعطيه الأمان. لكن الشريف رفض عرض الصلح، وقدم الرسائل كلها للمندوب السامي البريطاني في مصر، ورجاه أن يقدم تفسيراً لهذه الاتفاقية السرية. وبعد مداولات أجراها المندوب ريجنالد وينجيت مع بلاده بعث رسالة للحسين جاء فيها:

»إن البولشفيك -الشيوعيين- لم يجدوا معاهدة معقودة، بل محاورات ومحادثات مؤقتة بين إنكلترا وفرنسا وروسيا في أوائل الحرب لمنع المصاعب بين الدول أثناء مواصلة القتال ضد الأتراك«.

وهكذا تستمر رحلة الخداع، وتؤتي ثمارها كاملة في التفسير الإنكليزي لهذه الاتفاقية، وكأن بريطانيا مختصة تاريخياً بوضع نصوص المعاهدات وتفسيرها، فهي التي صاغت بنود اتفاقية سايكس-بيكو، ووعد بلفور، ومجموعة الكتب البيض بالنسبة لفلسطين، وحتى قرار مجلس الأمن رقم 242، والتي يمكن أن يكون لها مجموعة تأويلات وتفسيرات.

وعد بلفور 1336هـ/1917م (Balfour Declaration)

ولم تكتف بريطانيا بما ارتكبت من خيانة في حق العرب والمسلمين، بل بادرت عن طريق وزير خارجيتها اللورد بلفور بإرسال خطاب إلى اللورد روتشيلد الزعيم اليهودي المعروف، والذي أصبح يعرف تاريخياً بوعد بلفور، الذي تضمن عهداً صريحاً تقطعه بريطانيا على نفسها من أجل تحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود.

ولما طلب الشريف حسين توضيحاً لهذا الوعد أرسلت له بريطانيا واحداً من رؤساء مكتبها العربي في القاهرة دافيد جورج هوغارث ليؤكد له أن »الاستيطان اليهودي في فلسطين لن يكون مسموحاً به إلا بقدر ما يتفق ذلك مع حرية السكان العرب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية«.

ومرة أخرى يقع الشريف ضحية خداع الإنكليز، فينشر رسالة في جريدة (القبلة) موجَّهةً لأهل فلسطين يوصيهم بالقيام بواجبات الضيافة والتسامح، ويحضهم على الترحيب باليهود، وعلى التعاون معهم في سبيل الصالح المشترك.

وبعد: فقد ظهرت النوايا وتمثلت بشكل واضح وصريح في كل التصرفات التي وافقت وأعقبت وصول الاتحاديين إلى السلطة، والتي ظن معها أن القضية الاستراتيجيات السياسية الدولية لرسم الحدود الجغرافية والإقليمية الجديدة للمنطقة. وأثيرت العرقيات التي تضمن استمرار تمزق المنطقة، وبعثت الثقافات المحلية الجاهلية من مرقدها، لتضمن استمرار هذا التمزّق، وتؤصّله وتفلسفه.

ورسمت المراحل لذلك كله، ووضعت بإتقان ومهارة، واختبرت ردود الفعل لسكان كل منطقة وأخذت بعين الاعتبار أثناء رسم هذه المراحل، وساهم بعض من غير المسلمين بهذه الصورة الجديدة، وكانوا أدواتها إلى حد بعيد، ولم تكن أصابع اليهود بمنأى عن ذلك كله، وغالباً كانوا يتولون التخطيط من وراء الستار، وتقوم بريطانيا وفرنسا وحتى روسيا بدور التنفيذ.


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد الرابع، ربيع الآخر 1401 هـ














اتصل بنا



جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م