مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2002, 05:41 PM
rmadi41 rmadi41 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 161
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى rmadi41
إفتراضي الجزء الثالث عشر مفكرة القرن 14 الهجري

من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
[13]

صليبية مستمرة


--------------------------------------------------------------------------------

كنا قد ذكرنا كيف وصل الاتحاديون إلى السلطة في الدولة العثمانية والدورَ الذي لعبه يهود الدونمة في ذلك، وكيف أصبحوا المتحكمين بالبلاد والعباد منذ أواخر عام 1908 م. والاتحاديون هم أعضاء جمعية الاتحاد والترقي، المنظمة السرية التي شكلها في مدينة سالونيك (وضمت أخلاطاً شتى من عناصر ذات جنسيات مختلفة وديانات متعددة، كثرتهم من الأتراك يليهم اليهود) بعضُ أعضاء جمعية تركيا الفتاة، وهي جمعية سرية أنشئت سنة 1865م وتمثل حكومة عنصرية لا دينية (علمانية) وتستهدف تحقيق أربعة مبادئ كما زعمت هي: الحرية الفردية، قيام النظام الدستوري، القضاء على الإقطاع، التحرر من السيطرة الأجنبية.. وكان لهذه الجمعية اليد الطولى في عزل السلطان عبد العزيز، ثم في عزل السلطان مراد الخامس. وكانت مؤلفة من طبقة المثقفين ثقافة غربية؛ وفي أول اجتماع لها عقد في شهر حزيران/يونيو 1865م حضر نامق كمال وآية الله بك الذي أحضر معه كتابين أحدهما عن جميعة الكاربوناري (الفحامين) الإيطالية والآخر عن جمعية سرية في بولندا.. ومنذ ذلك الحين وحتى قيام الحرب العالمية الأولى 1914م وهم يباشرون حكم البلاد مطلقاً على الرغم من وجود دستور وسلطان يحمل لقب (خليفة) ووجود مجلسين نيابيين (المبعوثان والأعيان) ويسرفون إسرافاً بعيداً في الأخذ بنظام الحكم الاستبدادي الذي عابوه على سلفهم.. حتى بدأ الأتراك العثمانيون يدركون المؤامرة ويترحمون على السلطان عبد الحميد وحكمه ويذكرونه بالخير الكثير[1].

وكان من الطبيعي في هذه الفترة أن تشتد الدعوات العنصرية وتظهر إلى العلن في الدولة، ومنها: الدعوة الطورانية وغيرها التي ما وجدت إلا لتجزئة الدولة وتقسيمها بين الدول الغربية، وذلك عن طريق إثارة النعرات الجاهلية والعصبيات المقيتة، وتضخيم الخلافات، وافتعال كل ما من شأنه توسيع الشقة بين الأتراك والعرب وبدأت سياسة التتريك منذ اللحظة الأولى لإعلان ما سمي بالدستور الذي نص على إجراء الانتخابات العامة، وظهرت هذه السياسة في تحديد الدوائر الانتخابية تحديداً يحقق مصلحة العنصر التركي على غيره، وفي تدخل الاتحاديين لصالح مرشحهم. وكان عدد النواب الأتراك مثلاً في مجلس المبعوثان 142 نائباً، وعدد النواب العرب 60 نائباً في حديث كان العرب يمثلون أغلبية عددية على الأتراك بنسبة تقارب ثلاثة إلى اثنين. وبدأت محالو فرض اللغة التركية على جميع العناصر في الدولة وخاصة العرب، وكان الاتحاديون يريدون توسيع الهوة لين هذين العنصرين اللذين جمع بينهما الإسلام منذ اللحظة الأولى التي اعتنق فيها الأتراك هذا الدين، وأصبح الجميع أخوة متحابين في الله يجاهدون لإعلاء كلمته، حيث وقف العثمانيون في وجه الزحف الصليبي الاستعماري البرتغالي على البحر الأحمر والأماكن المقدسة الإسلامية (مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس) ومنعوا تغلغله إلى الحجاز حيث كان مخطط البرتغاليين الذي يعتزمون تنفيذه دخولَ البحر الأحمر واجتياح أقاليم الحجاز باحتلال جدة، ثم الزحف على مكة المكرمة واقتحام المسجد الحرام وهدم الكعبة، ثم موالاة الزحف منها على المدينة المنورة لنبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها إلى تبوك فبيت المقدس والاستيلاء على المسجد الأقصى.

وقررت الدولة العثمانية بعد ذلك حماية لهذه الأماكن من تسرب الصليبية اتخاذ اليمن قاعدة حربية للدفاع عن البحر الأحمر ومنع جميع السفن النصرانية والأجنبية من دخوله حتى ولو كانت سفناً تجارية، بحيث كان على هذه السفن إفراغ شحناتها في ميناء (المخا) في اليمن وتعود أدراجها بعد ذلك إلى المحيط الهندي، وتقوم سفن إسلامية يعمل عليها بحارة مسلمون بنقل هذه الشحنات إلى ثغور البحر الأحمر..

وكذلك حافظ العثمانيون على إسلام وعروبة سكان شمال إفريقية (الجزائر، تونس، ليبيا) عندما استجابوا لاستغاثة هؤلاء السكان الذين طالبوهم بإنقاذهم من الغزو الصليبي الاستعماري الذي حملت لواءه البرتغال وإسبانيا، وتمنكوا من إبعاد الزحف الاستعماري عن الوطن العربي طوال فترة تراوحت بين ثلاثة وأربعة قرون.

وبدأ تزييف التاريخ وهوجمت الدولة العثمانية، وتناسى الذين ظلموا تاريخها أنها دولة ككل الدول، شهدت في أولها عهود قوة ثم خضعت في آخر أيامها لعوامل ضعف، وذهب بعضهم إلى تحميل الدولة العثمانية مسؤولية التخلف الذي لحق بالعرب وأنها السبب في خضوعهم للاستعمار، وعممت الجرائم التي ارتكبها الاتحاديون (وهم في أصل نشأتهم وهدفهم: علمانيون لا دينيون) على جميع عهود الدولة العثمانية.

لكن الباحث المنصف يدرك منذ الوهلة الأولى مقدار تهافت مثل هذه المفتريات حيث إن كثيراً من المناطق المسلمة كالمغرب الأقصى وموريتانيا والهند وإندونيسيا مثلاً لم تخضع للدولة العثمانية ولم يدخلها العثمانيون وهي لا تختلف في تخلفها عن العرب في تخلفهم، ثم إن العثمانيين تركوا حكم البلاد العربية منذ فترة ليست بالقصيرة، فهل تقدم هؤلاء أم أن أحوالهم أسوأ بكثير مما كانت عليه أيام العثمانيين، فهم لم يصلوا إلى أملهم، ونجد التجزئة والفرقة قد ازدادت وتعمقت.

وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى في مطلع شهر آب/أغسطس 1914م دخلها الاتحاديون في الخامس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1914م إلى جانب ألمانيا والنمسا والمجر وانتهت بهزيمتهم، وخرجت الدولة من الحرب بتوقيع هدنة مع بريطانيا وحليفاتها في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر 1918م عرِفت باسم هدنة مودرس نسبة إلى الميناء الذي كانت ترسو فيه السفينة البريطانية التي دارت مفاوضات الهدنة على ظهرها. وأهم ما نصّت عليه هذه الهدنة:

فتح الدردنيل والبوسفور (المضايق) وتأمين الدخول إلى البحر الأسود والخروج منه.

قيام بريطانيا وحليفاتها باحتلال القلاع والاستحكامات المقامة في منطقتي الدردنيل والبوسفور.

تعهد السلطات التركية بالكشف عن مواقع الألغام وغيرها من المتفجرات في المياه التركية بما فيها مياه الدردنيل والبوسفور والبحر الأسود للسلطات البريطانية وسلطات الدول الحليفة لها. وقبل أن نتابع مسلسل الأحداث بعد ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هذه الهدنة حققت لبريطانيا وحليفاتها ما عجزوا عن تحقيقه، بل أخفقوا عندما حاولوا في ساحات القتال.

ففي أول شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1914م اقتربت بضع مدمرات بريطانية من مياه الدردنيل وألقت قنابلها على بعض الاستحكامات العسكرية الأمامية المقامة في المنطقة، ووقف الأتراك موقفاً سلبياً، وقد تبين فيما بعد أن السلبية كانت مقصودة للإيقاع بالأسطول البريطاني باستدراجه إلى داخل المضيق حتى يسهل ضربه وتحطيمه من الضفتين. ونتيجة لهذه المعركة وجهت بريطانيا ثوات عظيمة العدد والعدة من أسطولها في كانون الثاني/يناير 1915م واستؤنف الضرب في أواخر شباط/فبراير. وفي 18 آذار/مارس قام الأسطول البريطاني باقتحام مضيق الدردنيل لكنه أخفق إخفاقاً ذريعاً، إذا أصيب بأضرار جسيمة، وكان لهذا الإخفاق أصداء واسعة في بريطانيا وحليفاتها، لم تحاول بعده اقتحام الدردنيل بحراً.

وحاولت في نيسان/أبريل 1915م القيام بهجوم برّي على أن يكون دور الأسطول مقصوراً على إمداد القوات البرية بما تحتاجه من مواد تموينية وأسلحة وذخائر.. وعلى الرغم من أن الهجوم في بدايته حقق نجاحاً جزئياً إلا أن الجنود الأتراك نجحوا في إجلاء الحملة عن المواقع التي احتلوها، واضطرت بريطانيا وفرنسا إلى سحب قواتها بعد أن فقدتا الأمل الاستيلاء على منطقة المضايق وبدأ الانسحاب في 18 كانون الأول/ديسمبر 1915م وانتهى في 8 كانون الثاني/يناير 1916م بعد أن تكبدت بريطانيا وحليفاتها مائة وعشرين ألفاً من القتلى والجرحى.

وها هي الآن بريطانيا تدخل هذه المناطق بعد توقيع هدنة مودرس، فقبلَ أن يمر أسبوعان عليها كانت الأساطيل الحربية لها ولحلفائها تتخذ طريقها إلى منطقة المضايق. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1918م ألقت بعض هذه القطع مراسيها في ميناء إستنابول، وفي 8 كانون الأول/ديسمبر من السنة نفسها استكمل في استانبول إنشاء عسكرية دولية، واحتلت القوات الأجنبية المتحالفة شتى أحياء العاصمة، وفرضت رقابة عسكرية صارمة على الميناء، وقوات الشرطة والدرك والمرافق العامة التركية.

حقد وشماتة

وفي الثامن من شباط/فبراير 1919م دخل القائد الفرنسي الجنرال فرانسيه دي سبري استانبول ممتطياً صهوة جواد أبيض أهداه إليه السكان اليونانيون في المدينة، وكانت حجتهم في تقديم هذه الهدية أن السلطان محمد الفاتح (أبو الفتوح) كان قد دخل القسطنطينية بعد أن فتحها، وأطلق عليها اسم استانبول (دار الإسلام) ممتطياً صهوة جواد أبيض. لذا أراد اليونانيون إظهار ابتهاجهم بمناسبة دخول الجنرال الفرنسي استانبول على غرار ما حدث قبل أربعمائة وست وستين عاماً.

ولم يلبث البطريرك اليوناني فيها أن أعلن استقلال الرعايا اليونانيين عن الحكومة التركية وقطع كل علاقة له مع الباب العالي متناسياً هو وهؤلاء الرعايا ما كانوا يظفرون به من معاملة كريمة وممتازة في ظل الحكم العثماني.

وهكذا نرى أن الحرب الصليبية على هذه الأمة لم تتوقف لحظة واحدة من تاريخها الطويل، وإنما تتوقف بعض وسائل هذه الحرب لانكشافها وفقدان فاعليتها، لتأتي الوسائل والشعارات والأعلام البديلة والشارات الجديدة التي قد ترفع على أيدي الذين تنكروا لرسالة أمتهم في عالم المسلمين، وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

إن الغارة الصليبية الاستعمارية مستمرة على العالم الإسلامي لكنها اليوم بدون صلبان، لأن الصلبان عندما رفعت استثارت المسلمين ووحدت كلمتهم تحت راية الإسلام، فكانت حطين وغيرها من الأيام الناصعة، لذا كان لا بد من إعادة النظر بصورة هذه الحرب وتغيير هذه الصورة والاحتفاظ بالحقيقة، لذا نجد من حين لآخر سقوط بعض الأقنعة واستبانة هذا الأمر على حقيقته والله تعالى يقول: (ولا يزالونَ يقاتلونكم حتّى يردّوكن عن دينكم إنِ استطاعوا).


--------------------------------------------------------------------------------

مجلة الأمة، العدد 1، السنة الثانية، المحرم 1402 هـ


--------------------------------------------------------------------------------

[1] فلسفة التاريخ العثماني ص 178.














اتصل بنا







جميع الحقوق محفوظة©
__________________
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
ان من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م