مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29-04-2003, 02:26 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي إلى المتباكيات على عروبة صدام

العالم وصدمة الإبادة الجماعية لمعتقلي وسجناء العراق








فجأة استفاق العالم على هول الصدمة الذي صعقته بفعل حجم وكارثية جرائم القتل والتنكيل والابادة الجماعية الرهيبة الحاصلة في العراق طيلة ثلاثة عقود من حكم نظام ثنائي البعث ـ البكر ـ صدام التكريتي، الذي سحقته لعنة السماء وغضبة الشعب المظلوم أخيرا، فلقد كسر سقوط نظام صدام صمتا رهيبا ظل مطبقا وخافيا في وقائعه وأسراره ما يجري بحق مئات الآلاف من أحرار وثوار العراق رجالا ونساءا بل وحتى أطفالا وعوائل وطواقم اجتماعية كاملة، ممن زجهم هذا النظام الدكتاتوري الدموي في غياهب معتقلاته ودهاليز سجونه السرية وفي الأنفاق الخفية تحت أعماق الأرض، ليقضوا نحبهم بتلك الصورة المأساوية الفجعة، بعد سنوات طويلة من العذاب والتعذيب والتغييب والانتقام التي راحت تتكشف حقائقها وتفاصيل وقائعها المرعبة، من خلال جملة الاكتشاف المفاجئة لتلك السجون والمعتقلات السرية في غضون الأيام التي أعقبت مباشرة انهيار سلطة الجريمة والقتل.

العالم بأسره وعبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة راح يطلع ويرى بأم عينه صورا وحقائق يكاد لا يصدقها أو يسمع عن مثيل سابق لها، وهي لذلك النمط من القوانين والإجراءات والممارسات الدموية البشعة والتي يندى لها جبين الإنسانية، وهو الأمر الذي دفع الكثير من المنظمات العالمية العاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك الهيئات الحقوقية والقضائية إلى التوجه فورا إلى العراق، للوقوف ميدانيا على حقيقة صورة الوضع الإنساني وتحديد أبعاد الكارثة الرهيبة المكتشفة للتو فيما يتصل بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في العراق وخفايا الإبادة الجماعية التي نفذتها سلطات نظام صدام المنهارة بحق عشرات الآلاف من المعتقلين والمحتجزين والسجناء السياسيين، بما فيهم آلاف من المحتجزين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 ـ 35 عاما من أبناء العوائل التي هجرها قسرا نظام صدام المجرم عامي 1980 و 1981 إلى إيران بذريعة أصولهم الفارسية وأيضا الآلاف من الأسرى الإيرانيين إبان حرب الخليج الأولى، والمئات من الأسرى الكويتيين وغيرهم إبان حرب الخليج الثانية، وآخرين كثيرين غيرهم من السجناء والمفقودين اللبنانيين والخليجين والعرب، بل وحتى رعايا دول أجنبية.

وقد لا تصدق عين الإنسان ما تراه اليوم مما هو جار في العراق، فعبر كل أنحاء هذا البلد المنكوب، هناك الأفواج الهائلة من المواطنين العراقيين من ذوي وأقارب المختفين يتكلمون عن أحبائهم الضحايا للمرة الأولى مسترجعين ذكرياتهم عن الرعب الذي عاشوه لـ 34 عاما أسودا، وعن مشاعر العجز الكلي تجاه سلطة الدولة التي تملك كل مصادر القوة قادرة على نهش ضحاياها لأية أشارة احتجاج واهية تصدر عنهم بشأن مجرد انتقاد السلطة والحزب الحاكم أو إظهار التبرم منهما.

وفي دوائر المؤسسات الأمنية والمخابراتية الخاصة بالنظام المقبور وأيضا في داخل السجون والمقابر تجد الآن دائما حشودا من الناس يطوفون داخل حجراتها ودهاليزها المظلمة، وفي أيديهم معاول وفؤوس، وفي صدورهم الآمال بأن أحباءهم مازالوا موجودين في أقبية سرية يحاولون الوصول إلى بواباتها المجهولة عبر الحفر المستمر والمضني، وهؤلاء الناس منتشرون في معظم المدن والمحافظات العراقية، بل وحتى المناطق النائية أطراف الصحراء حيث سجون الموت البطيء، وفي بغداد العاصمة يلحظ على نطاق واسع المجاميع الحكومية الخاصة ومقرات حزب البعث والمعابر والأنفاق الأرضية بحثا عن أبناء لهم اعتقلتهم السلطات واختفوا منذ سنوات طويلة دون أن يعرف شيئا عن مصيرهم إلى الآن، المواطن بسمان جواد عباس واحدا من أهل العراق المفجوع، قال لمراسل صحفي ينتمي لإحدى الفضائيات العربية، بينما كان هو يركض من دون وعي وهدف حول سجن أبو غريب ببغداد: أبحث عن أخ يدعى كنعان جواد عباس كان قد اعتقله نظام صدام سنة 1985، وأأمل أن يكون في زنزانة تحت هذا المكان... علينا أن نحفر، ونطلب من الأمريكيين أن يأتوا لمساعدتنا في ذلك بأن يأتوا مع أجهزة حفر خاصة، لأن الأدوات والمعاول البسيطة التي بحوزتنا غير قادرة على اختراق وتهشيم الطبقات الأسمنتية الكثيفة التي تغطي محيط الزنزانات والأنفاق الكبيرة التي تحوي بداخلها المئات ولربما الآلاف من البشر من أبناء العراق المظلوم.

وعلى بعد ميلين من سجن أبو غريب الكبير بضواحي بغداد، كان هناك المقبرة السرية التي كان يجهلها تمام الشعب وحتى أهالي المناطق القريبة منها، إنها إحدى المقابر الجماعية السرية التي اكتشفت لأول مرة فور سقوط نظام صدام، وهذه أتضح بأنها تضم جثث 923 سجينا سياسيا اعدموا سرا على شكل وجبات خلال الأشهر الأخيرة من العام 2002 ولا يجد المرء ما يوحي إلى أن تلك مقبرة، فالذي يسير فيها يمشي بين أكوام التراب التي تشير إلى أنها قبور ليس عليها أي شاهدة سوى قطع حديدية صغيرة عند كل قبر مكتوب عليها رقم الضحية (مثل رقم 68، أو 213، أو 544 أو 923) أنما أسماء هؤلاء المعدومين أو مشخصاتهم الأخرى المفترض تدوينها على قبور الموتى كما هو متعارف عليها إنسانيا، فهذه لا توجد إلا في الملفات والسجلات السرية، الخاصة بدوائر المؤسسة الأمنية ـ المخابراتية التابعة للسلطة، وهذه قد أحرقت وأتلفت جميعها على يد مجرمي النظام.

في مكان آخر ببغداد وعند مدخل مقر لجنة السجناء الأحرار التي تشكلت للتو واتخذت من منزل أحدى مساعدي صدام مقرا لها، ظل حشد كبير من الناس يدخلون بشكل مستمر، مقدما كلا منهم أسماء أقاربهم، وهم يتطلعون في قوائم الأسماء التي تم اكتشافها أخيرا في مراكز الأمن والسجون، وطافت الوثائق الحكومية المسروقة في شتى أنحاء بغداد، وهذا ما جعل أقارب الضحايا يتسابقون من مكان إلى آخر بحثا عن معلومات لذويهم المفقودين.

بغداد بل وكل العراق أصبح اليوم بلد القصص والشهادات المخيفة عن أشكال الاضطهاد والآلام تقدم بشكل تلقائي وباستمرار، وتحكي بمرارة مشاهد مذهلة عن أبشع سلطة إجرام أغرقت الشعب العراقي بأنهر من الدم المراق ظلما وغدرا، وصبغت حياته بتلك المأساة الإنسانية الأليمة، التي ظل عنها العالم غافلا أو متجاهلا ، فهل استفاق اليوم لهول الجريمة وصدمة المفاجئة؟!



نزلت ادمعى من عينى الحزينة
على شباب ِ رحلوا من دون وداع
الله واكبر ياامة الفاروق والصحابة
كيف اضحى السيف حكما على الرعاع


تحيات السلفي لكم ولكم تحياتي
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م